القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو الهُدى الصّيادي الكل
المجموع : 8
بدأت ببسم اللَه في مبدأ الأمر
بدأت ببسم اللَه في مبدأ الأمر / وصليت تعظيماً على الكامل القدر
دخلت بأسماء الاله لبابه / أومل بالأسماء من بابه جبري
أناديه ياللَه جد لي تكرما / وبالفضل يا رحمن كن جابراً كسرى
رحيم فكن عوني وغوثي وراحمي / ويا مالك ملك فؤادي بالذكر
وهب لي أيا قدوس فهما مقدسا / سلام فسلمني من الكرب والضر
ويا مؤمن اقبضني بفضلك مؤمنا / مهيمن أيدني بذكرك في قبري
عزيز فعززني إذا ذلني الورى / وبالجبر يا جبار قدني إلى الخير
وفي الناس كبر قدري يا متكبر / ويا خالق مل بي بلطف عن الكبر
ويا بارئ برء من العيب مسلكي / مصور فاحفظني وغفار زل وزري
وقهار قهر لي عدوي مدى المدى / ويا رب يا وهاب زدني من الفخر
ورزاق فارزقني الهداية والتقى / وبالفتح يا فاتح تمم علا قدري
عليم فعلمني إلى القرب منهجا / ويا قابض اقبض شدة القبض من صدري
ويا باسط ابسط عناية / ويا خافض اخفض قدر من قصده ضري
ويا رافع ارفعني على الناس بالهدى / معز فزد عزى إلى آخر الدهر
مذل أزل ذلي وشرف مراتبي / سميع فاسمعني خطابك بالسر
بصير فبصرني بنفسي وعيبها / ويا حكم احكم لي بغيبك في الستر
ويا عدل خذ بالعدل والقهر ظالمي / لطيف بلطف منك جدلى مدى عمري
خبير فشرف فيك إخبار همتي / حليم تولاني بحلمك في أمري
عظيم غفور فاغفر الذنب والخطا / شكور فقيدني مدى الدهر للشكر
على كبير بل حفيظ لمن دعا / تعقبت حسيب جد لعبدك بالبر
كريم رقيب بل مجيب وواسع / حكيم ودود فابل العسر باليسر
مجيد فجدلى مقامي وباعث / ففي جودك ابعثني أمينا من المكر
شهيد وحق خذ إلى الحق مشربي / وكيل قوى قوني واكفني شرى
ومحصي فلن تخفى عليك خطيئتي / حميد فنوري بحمدك في قبري
معيد ومحي فاحي بالفكر مهجتي / مميت امتنى ناطق القلب بالذكر
وويا حي يا قيوم زدني معارفاً / ويا واجد بالوجد فيك اكفني هجري
ويا ماجد شرف بمجدك مسندي / ويا واحد وحد غرامك في فكري
ويا أحد يا فرد فرد رقايتي / بمعراج حبل الوصل في السهر والجهر
ويا صمد صمد لساني على الثنا / ويا قدر اكشف لي الحجاب عن الأمر
ومقتدر كن لي وبالقدرة اكفني / مقدم قدمني بشاني على غيري
مؤخر أخر ركب ضدي عن المنى / ويا أول اختم لي بحسن أنتها عمري
ويا آخر يا ظاهر انت باطن / ويا وال يا متعال زد بالعلا فخري
ويا بر يا تواب اقبل لتوبتي / ومنتقم ممن تعامل بالمكر
عفو رؤوف مالك الملك ذو الجلال / والإكرام بالأفضال تتحف من يسري
ويا مقسط في كل شيءٍ وجامع / غني ومغنٍ فاغنني فيك من فقري
ومعطي فجدلي بالكرامة والعطا / ويا مانع امنعني عن الكذب والسحر
ويا ضار لا تطرق بضرك ذلتي / ويا نافع انفعني ويا نور كن فخري
وهادي فزدني بالهداية رفعةً / بديع فاطلعني على أبدع السر
وباقي فابقيني بوصلك باقياً / ووارث ورثني الوصول كما تدري
رشيد فارشدني برشدك دائماً / صبور فجملني إلى الموت بالصبر
بأسمائك الحسنى أناجيك خائفاً / وجئت بذنبي والتجرد من عذري
فسامح وجد واغفر ذنوبي وعافني / وكمل مقاماتي بسرى وفي جهري
وخذني على الإيمان بالموت شاهداً / لذاتك بالتوحيد يا عالماً سرى
وأهلي وإخواني وأمي ووالدي / وشيخي بآداب الطريقة والمقري
وجمل فؤادي بالعناية واكفني / بفضلك أعدائي ومن قام في ضري
وخذ حسدي وارفع بعزك رتبتي / وزد في غنا الدارين بين الملا قدري
وتمم على الفخر وارض مشايخي / علي وقيدني لخدمة ذي السر
وصل على المختار من جوهر الورى / محمد المبعوث للعبد والحر
وجد بالرضى للصحب والآل سيما / لصديقه في كل حال أبى بكر
كذا عمر الفاروق عثمان بعده / وحيدرة المطلوب في معضل الأمر
كذا الستة السادات من نور سرهم / حقيقته تعلو على الأنجم الزهر
وسبطي رسول اللَه أعنى حسينهم / كذا الحسن الموصوف بالعلم والشكر
وأمهما والتابعين لحزبهم / إلى منتهى الأيام في البر والبحر
خصوصاً لأصحاب الطريق شيوخنا / أولى العلم أهل الإطلاع على السر
كسيدنوا بل شيخ أهل طريقنا / جناب الرفاعي تاج من هام بالذكر
ملاذ الورى شيخ الطرئق كلها / أمام رجال اللَه في جمعة السر
سراج قلوب السالكين بلا مرا / ومنقذهم من صرعة الشك والغدر
أبى العلمين الغوث اشجع من مشى / على الأرض من أهل الطريقة والفكر
وسيدنا الصياد أستاذ عصره / وشيخي سراج الدين من حبه فخري
وطائفة الراوي وأبناء عمهم / ومولاي خير اللَه من قام بالخير
وأهل طريق ابن الرفاعي جميعهم / بمنقلب الأفلاك دوراً على دور
وللقادري والأحمدي حمى الورى / كذاك الدسوقي والكرام ذووا الصبر
وللشاذلي والنقشبندي ومن مشى / بسلكهما في منهج الشرع بالسير
وللقوم من هاموا بحبك سيدي / تكرم عليهم منك في رحمة تجري
وسلطاننا غوث البلاد فجازه / على حفظ هذا الدين بالعز والنصر
وأيده بالأملاك وانصر جنوده / على فرقة الشيطان واحفظه بالسر
وتوجه بالقرآن وارزقه هيبةً / يذل بها كل الممالك بالقهر
ووفق له التوفيق في كل حالةٍ / وسلكه في سبل الشريعة بالأمر
وأمن بني الإسلام ربي بظله / بحسن معاش بالصيانة والخير
وحسن أمور الخلق طرا بوقته / وأبد له العقبى بعز إلى الحشر
وميل جميع المسلمين لسيرنا / بحكمة رشد منك تصحى من السكر
وقدنا وباقي المؤمنين إلى التقى / بحبل زمام العطف بالحمد والسكر
وهيئ لنا الأمان بالخير واكفنا / صروف زمان جاء بالغم والشر
بأسمائك الحسنى دعاك أبو الهدى / وترجمها ضمن القصيدة بالشعر
وقال بحمد اللَه للنظم خاتما / على ختمها استغفر اللَه من وزري
فيارب خذها بالقبول لأنني / بدأت ببسم اللَه في مبدأ الأمر
رسول الرضى أدرك عبيدك بالبشرى
رسول الرضى أدرك عبيدك بالبشرى / تكرم تحنن جد تعطف أبا الزهرا
علمتك يا مولاي ذخري وناصري / وعوني في الدنيا وغوثي في الأخرى
فلا تقطعن حبلي ولا تجعل الجفا / نصيبي وإن ضيقت رحب الفلا وزرا
لأني لاجٍ فيك واللَه شاهدي / وأنت الذي تعطي ولم ترهب الفقرا
تفضل على كسرى بجبر وداوني / بنصر وبد عسرتي بالرضى يسرا
تركت بني الدنيا وألقيت حاجتي / ببابك يا غوثاه يا صاحب الأسرار
بفضلك عند اللَه يا خير مرسل / أغثني وأكرمني بنفحتك الكبرى
ولاحظ بعين الجود فقري وذلتي / وعجزي وضعفي ضقت من ذلتي صدرا
فها أنت باب اللَه يا سيد الورى / ويا مرشد الأملاك والأنبيا طرا
تجاراً عدوي ثم جار وساءني / وافرط بالبيضا علواً وبالصفرا
وبالأهل والخلان والحزب مدلي / أكف الأذى سراً وخادعني جهرا
وأنت عياذي والنصير وموئلي / كفى بك يا سيف القضا في البلا ذخرا
بسيفك يا جد الحسين قطعت من / بسوء رماني واتخذتك لي نصرا
عليك صلاة اللَه والآل كلهم / وأصحابك الأعلام والبضعة الزهرا
مودة أهل البيت فرض كما يدري
مودة أهل البيت فرض كما يدري / وحبهم حبل السلامة في الأخرى
فجدهم الهادي ووالدهم على / وأمهم خير النسا البضعة الزهرا
وهم روح هذا الكون في كل حضرةٍ / مآثرهم تملي وآياتهم تقري
وقد نزل القرآن حول بيوتهم / وفي قل تعالوا زادهم ربهم قدرا
وفي آية القربى وفي هل أتى أتى / لمجدهم شأن سما في الورى ذكرا
هم الناس أهل ابيت والخيف والصفا / وزمزم والميزاب والذكر والذكرى
سلالة مصباح النبيين سيد ال / وجود ختام المرسلين أبى الأسرا
عليهم سلام اللَه أني عبيدهم / بحق وأرجو مهم العطف والبشرى
فهم ملجأ المسكين والحصن في البلا / وهم آية التصريف والمر والأجرا
وهم زبدة البحر الذي فيض جوده / سقى الملك والأملاك والأنبيا طرا
عليهم صلاة اللَه والآل ما انجلى / محيا الثنا سرا لهم فأضا جهرا
نسيم الصبا إن زرت زورا وسامرا
نسيم الصبا إن زرت زورا وسامرا / فروح فؤادا من مذاق الأسى مرا
وإن جزت صبحاً بالغري وكربلا / وطبت شذى نحوي قبيل الأسى مرا
فإن لقلبي بالربوع وأهلها / غراماً حرا قلبي به ممتلي حرا
منازل آل عظم اللَه قدرهم / وعطر في معناهم البحر والبرا
مخازن علم اللَه وراث عبده / رسول الهدى مولى صدور الورى طرا
حماه ضعيف لاذ في ظل بابهم / وذيل الرجا في سوح أعتابهم جرا
أسود وسادات سراه أماجد / مناقبهم جهراً نمت وسمت سرا
ملوك ملوك الالمين بأسرهم / وعلة عليا دولة الملة الغرا
سلالة كرار الرجال الذي دحا / بخيبر ذاك الباب فارتج وافترا
سباع بغاب الغيب غابوا عن السوى / وخلوا الهوى فاستبعدوا العبد والحرا
هم النسخة الكبرى هم البرزخ الذي / مطلسمه في عالم الاصطفا سرا
هم الحيطة العظمى التي شمس فضلها / على برج ميزان العلا نورها قرا
هم سطر قدس خط في لوح حكمةٍ / بحبر جلال ما درى رمزه القرا
هم مهبط الأسرار من حضرة العمى / وقيد فيهم ربنا النفع والضرا
هم موجة البحر الجليل التي على / سواحل ألباب الورى قذفت درا
هم المظهر العلوي والحضرة التي / على الكون فضلاً نور كوكبها ذرا
هم الهيكل المحض الذي جل قدره / وفي ذيلهم إسعاف من طهر السرا
هم الألف الممدود في كل ساعةٍ / على أصله باء البداية قد ورى
هم العسكر الغيبي والموكب الذي / لسلطانه ركب الملائكة انجرا
هم للورى تلك السفينة قد نجا ال / ذي فيهم قلباً تمسك وانسرا
هم حبل كل العالمين لوصلة ال / إله وباب للذي أمل البرا
هم الآية الكبرى وفي الغيب أبريا / من العيب والنقصان سبحان من برا
تدور بهم في الكائنات رحى الملا / وكم ثابت من بأس ميدانهم فرا
أبوهم أمير المؤمنين وجدهم / أمين إله العالمين أبوالزهرا
عليهم سلام اللَه أني بحبهم / أهيم على الضراء ما دمت والسرا
أقول لقلبي حين ضاق مجاله
أقول لقلبي حين ضاق مجاله / تأن ولا تعجل فأنت صبور
ويخلق ما لا تعلمون وأنه / على كل شيءٍ ما يشاء قدير
رعى اللَه أطلالاً بشهبائنا الغرا
رعى اللَه أطلالاً بشهبائنا الغرا / وحيا دياراً دون أنوارها الزهرا
ويا حبذا الأرجاء من حلب ويا / سقى اللَه ذياك الحمى النهلة الوفرا
ديار بها سكان قلبي ومهجتي / وأرجاء قومٍ ذكرهم في الجوى سرا
معاهد أحباب كرام وسادة / عظام وأعيان سما شأنهم قدرا
أفاضل قادات ثناهم وحالهم / إذا مر في حي روى أهله نشرا
بلاد حماها اللَه من عين حاسد / وأمطرها من غيم إحسانه برا
بلاد بها التقوى بها العلم والتقى / بها الفضل والإحسان والمشرب الأمرى
بلاد هي الدنيا ولا بدع إن تكن / وكم من لبيب حولها حول الفكرا
بلاد بها طيب المعاش لساكن / وطيب الهوى والماء والعيشة السرا
بلاد بها اللذاتفي الدين والرضى / بكل يسير والرضى يصحب الشكرا
بلاد بها الشرع المنير الذي هو الص / صراط لإنجاح المقاصد في الأخرى
بلاد بها أهل القناعة بالذي / أتى من جناب اللَه بالهمة البكرى
بنحن قسمنا أيدوا السرفا كتفوا / بكسرة خبز عن رشيد وعن كسرى
وقد أحرزوا صحرا المفازات وانزووا / فهم في لبان المدن كالقطن الصحرا
وطابوا بمولهم فغابوا عن السوى / كما أصلحوا في اللَه طول المدى المسرى
تعاموا عن الأكوان حتى كأنهم / سكارى وتلقى الناس من شأنهم سكرى
راوا أنه الفعال في كل كائن / فما طلبوا زيداً ولا قصدوا عمرا
وقد سلموا من دس خائنة الريا / فما عشقوا البيضا ولا حاولوا الصفرا
وفي الليلة الدهماء أنوار ذكرهم / تصير بالعرفان ليلتهم قمرا
وفي كل شيءٍ شاهدوا اللَه حاضراً / فما نظروا بدواً ولا شاهدوا حضرا
بهم تغفر الزلات والكرب ينجلي / وتستحصل الآمال والحاجة العسرى
تساوى لهم أمر الفخار وضده / فما كرهوا باباً ولا رغبوا صدرا
وقد عرفوا الدنيا خيالاً فأعرضوا / بهمتهم عنها لضرتها الأخرى
وقد بذلوا الدنيا لراج وطالب / فما أصلحوا بيتاً ولا شيدوا قصرا
يرومون إطعام الطعام ونهضة الظ / ظلام وإفشاء السلام كما يدرى
وقد قطعوا الأيام للَه بالصفا / فما استطولوا عاماً ولا استقصروا شهرا
وقاموا لمولاهم بنصرة دينه / فاورثهم من فضل سلطانه نصرا
وقد تركوا الآمال في لجة العمى / فما أملوا مالاً ولا رهبوا فقرا
تراهم إذا جالستهم كنز حكمةٍ / وفي بابهم من صدقهم تنفع لذكرى
فهذا تراه من القرى قام للقرى / وقد بذر الوجود في بابه بذرا
وهذا تراه في القبائل ثاوياً / بخيمة شعرٍ لم يحط بالسوى خبرا
وهذا تراه خاملاً في مدينةٍ / ذليلاً بها جهراً عزيزاً بها سرا
وهذا بعنوان الظهور مطيلس / فظاهره الأولى وباطنه الأخرى
وهذا بوسطى الحالتين مقنع / وقد جعل الأسباب في حالة سرا
وهذا بمن يهوى بحق مولع / فلم يستطع عن حبه في الهوى صبرا
كأن حشاء فوق جمر الغضا أنسلا / بفكرته ذهلى ومقلته عبرى
تخافى بأنواع الثياب فواحد / يظن به شراً وثانٍ يرى الخيرا
إذا رد طرفاً في المهمات ردها / بهمته العليا ومقلتها حسرى
وإن كسر القلب الشريف بمقصد / لذي أملٍ أو مطلبٍ يجبر الكسرا
يرى حاضراً في رحبه وهو غائب / بمحبوبه حتى به ضيع العمرا
فأيامه عين الليالي وليله / نهار ولم بدر الزمان متى مرا
وساعاته مصروفةٌ في حبيبه / له الوقت يحلو فيه أن لذ أوامرا
وقد جمع الأشتات في سلك حاله / فمقلته وسنا ومهجته حرا
فذاك النجا للصدر أو رفقائه / وهذا التجا محضاً لذي القبة الخضرا
وذا جاهه بالمال والأهل والحمى / وهذا بعليا خير من وطئ الغبرا
وذا أمل الحاجات من باب حاكم / وهذا أجاب الظن في صاحب الأسرا
فللَه در الشام حيث بأرضها / مدار رحى الأبدال والحضرة الكبرى
وأرض فلسطين إذا ما ذكرتها / ذكرت كراماً جودهم يغلب البحرا
أسود بميدان الوغى باع جدهم / طويل عنان يقطع البر والبحرا
سلالة كرار الرجال الذي دحا / بخيبر باب الحصن فارتج وافترا
وصى رسول اللَه حيدرة الذي / مناقيد في كل تكرمةٍ تقرا
فقوم لعمري طيب الكون حالهم / وقد ملأ والأرجاء من نشرهم عطرا
وقم بحب الآل سادوا فالحقوا / بهم وعلوا قدراً وقد رفعوا ذكرا
بالصدق والإخلاص ضاعت قلوبهم / وقد عظموا شأناً وقد شرحوا صدرا
أساتيذ هذا العصر سادات وقتنا / شموس الورى أهل التصاريف والأجرا
طويل مديحي حين أثنى عليهم / فصبر فلا أحتاج أن أبسط عذرا
ولا سيما بالشهم مولاي والدي / ملاذي ومن أعددته في الملا ذخرا
أبو الهمم المعروف عند أولي العلا / بفضل وجود هاشمي يغلب القطرا
سليل الفتى الصياد وارث أحمد الر / رفاعي عريض الجاه شيخ ربا بصرا
وملحوظ مولانا القريشي خالد / أمير بني مخزومٍ أو سعهم صدرا
أخو الحزم سيف اللَه سيف رسوله / مذيق العدا من حر حربته جمرا
فذا زبدة الأشياخ أهل الصفا ومن / كراماته واللَه لم تقبل النكرا
وماذاك إلا الشمس في عين حاذق / فلا غرو أن يكره ذو المقلد العورا
عنايته جلت وأحوال سره / شهيرة شأن لا تقوم بها حصرا
وللَه كم من مدلهم أحاطنا / فمزقه بالانكسار فما ضرا
وكم من عدوا جاس رحب ديارنا / بسوء فأولاه بهته قهرا
وفي عسكر الليل البهيم أباده / فجوعه جاهاً وأشبعه فقرا
وكم من ضعيفٍ لاذ صدقاً ببابنا / فأعقبه من بعد كسرته جبرا
وكم من مرادات علينا تعسرت / فأبدلها من سحب دمعته يسرا
وكم فل عزماً من رجال تجمعوا / علينا ببسط الكف فانقبضوا دهرا
وكم ذلة عمت بنا وبسره / أزيلت ولطفاً بدلت الرضى نصرا
وكم من عليل حين لاقاه عاجلاً / أتاه الشفا من فضل بارئنا جهرا
متى وجه القلب الرفاعي لحاجةٍ / قضاها له الرحمن من لطفه برا
لقد ترك الدنيا بميزان طبعها / وأهملها خلقاً وطلقها فكرا
ترى اليمن معقوداً ببطن يمينه / لمن جاءه يرجوه واليسر باليسرى
وإثاره لا ريب فيه وأنه / تبرأ من بخل فسبحان من برا
كليث الشرى في غابة الشان بارز / وفي خلوة العرفان منكسرا سرا
عظيم لدى أهل الدنا وبطبعه / ذليل بباب اللَه في الحال والمسرى
يجود بنفس لا لأرضاء نفسه / بحق لوجه اللَه لم يقصد الفخرا
ويكشف أسرار الضمائر من خفا / جليس ويبدي ما توهمه فكرا
ورؤياه مجلاه عمود الضحى كما / يارها دجى يأتي بهيئتها ظهرا
نعظمه حالاً وشخاً وإنه / عظيم لدى أهل الكمالات والمدرى
به في الحمى سدنا في رغم ضدنا / ودسنا العدى واللَه عوضنا خيرا
وكل يد بيضا لنا بالرضى انجلت / بسر دعاه قد منحنا بها جبرا
ولم نره يوماً أقام لشأنه / مقاماً ولا كنى بذاك ولا ورى
شفوق كثير العطف يبكي ترحما / لحال فقير شامه يشتكي أمرا
حزين لحزن المسلمين وضاحك / لأفراحهم ما ميز العبد والحرا
عروف بمقدار الكرام وغيرهم / ومن غيره في شأن تفريقهم أدرى
شهامته دلت على طيب أصله / شهامة مجد تكره العجب والكبرا
توله بالمختار قلباً ونيةً / فما احتاج من صدق النوله للذكرى
وأضحى لأعتاب النبي انتماؤه / وفي بابه المحمود قد ضرب الخدرا
وصار رفيع الجاه في ظل جاهه / ومن غيره في فيض إحسانه أحرى
وحاز مقاماً أحمد يا ظله / أقمنا بأمن اللَه لم تختش المكرا
وأيدنا المولى بتأييد حاله / فطبنا به اسماً وطبنا به ذكرا
أمولاي شيخ الوقت يا حسن الرضى / وأستاذ من في رحبهم دور والخمرا
ويا زاكي الأخلاق يا وافر الثنا / ويا عزتي الطبع يا من سما قدرا
ويا خالدي الشان يا شبل أحمد / أغثني وارد كنى وكن مسعفي دهرا
فإنك يا مولاي أنت وسيلتي / وباب رجائي حينما صحفي تقرا
وواسطتي العظمى على كل حالةٍ / لجدك هادينا وجدتك الزهرا
بسرك لاحظني ولا ننسني فما / سواك بهذا لوقت لي في الحمى ظهرا
وأزكى صلاة اللَه ما لاح كوكب / على ملجأ الأكوان وانتعمة الكبرى
محمد المحمود في كل حضرةٍ / وآل وأصحاب وتباعهم طرا
وأهل طريق اللَه ما قال منشد / رعى اللَه أطلالاً بشهبائنا الغرا
جهلت أصول الدين ثم ارتقبت من
جهلت أصول الدين ثم ارتقبت من / بلية وهم الجهل للنكر والكفر
وظنيت أن الفهم والعقل والعلا / بزيغك عن دين به رفعة القدر
وحاولت إحكام الطبيعة جاهلاً / ولم تدر يا مغرور أنك لا تدري
وخليت أمر اللَه ملقى على القفا / وصيرت ميزان الضلال على الصدر
لعمري ما أفلحت يا أحمق الورى / وسيرك هذا بدء عاقبة الشر
ألم تدر أن الأجنبي إذا درى / شؤونك فيما أنت فيه من الحسر
وحقق منك الكذب والزور والخنا / ودورك في شطحا الخيانة والمكر
وقولك بالبهتان في دينك الذي / ولدت به ثم انحرفت عن الأمر
وتضييعك الحكم الإلهي بعد ما / نشأت به طفلاً وأرشدك المقري
وبعدك من مولاك يكفيك ذلةٌ / فتباً كما تدري لعمرك من عمر
فلو كنت ذا عققلٍ ورأى وهمة / تمسكت بالمولى مع الذكر والشكر
واتقئت حسن السعى بالصبر والرضا / ولم تشتغل قلباً بزيدٍ ولا عمر
ولكن دهاك الوهم والزيغ والهوى / أعوذ بسر اللَه من ضربة المكر
إذا ضاع عز الدين فالعز ضائع / وإن صيح هذا العز لا كسر للجبر
سكنتم سويد القلب في برزخ الصدر
سكنتم سويد القلب في برزخ الصدر / فذاب لكم قلبي وغاب بكم فكري
وحاولتمو إتلاف كلي بحبكم / فطاوعكم كلي وراح ولم يدر
طويتم ضلوعي في هواكم على لظى / غرام لمن يدريه أدهى من الجمر
أموت لكم إن غاب عني جمالكم / وأحيا بذكر بكم إذا جال في سرى
وأصحو إذا الحادي تغنى بمدحكم / وأسكر في معنى ثناكم بلا خمر
أدور بكم في شطحة الفكر دائماً / فاقطع فيكم قطعة البر والبحر
واشغل عن هذا الزمان وأهله / بدولتكم أرضى لدى النهى والأمر
وإني غريب بين أهلي لشأنكم / جمعت بكم سرى وأعطيتهم جهرى
فأيامي الأعياد في باب ديركم / وكل الليالي عندكم ليلة القدر
وللَه كم من ليلة في رحابكم / بها رقصت روحي إلى مطلع الفجر
تغزلت فيكم لا بغزلان أجرع / وفيكم ضيائي لا بطالعة البدر
وأنتم سما روحي ومصباح أفقها / وأبراجها العليا وكوكبها الدرى
بكم نعشت أجزاء ذات وطلمست / بنشأتها عن غيركم مدة العمر
طرقتم رحاب السر مني بصدمةٍ / من العشق فانهد القوى ووهى أمري
لكم منكم أشكو وإني وحقكم / تجرت عن زيد لديكم وعن عمر
وإني غني عن شؤون الورى بكم / ولكن لعليا عز سدتكم فقري
تجلجلت في نعماكم بين عروتي / ففاق على قومي بعزتكم قدري
وأصبحت محفوظ الجناب ومظهري / رفيع ومجلى مركزي أشرف الصدر
وليس بقلبي مقصد دون قربكم / على أنه قد ذاب من ألم الهجر
بحقكم يا جيرة الشعب اتحفوا / عبيدكم بالوصل إن الجفا يزري
ومنوا له يا سادتي بالتفاتة / يطيب بمعنى طيبها طيب العطر
ولا تقطعوا آماله من وصالكم / فقد غاب من ضر البعاد عن الصبر
وإن الهوى استولى عليه بعسكر / جريء عظيم الفتك بالبيض والسمر
وراح أسيراً في هواكم وماله / سواكم منج من هنا ذلة الأسر
لسعتم بحيات الذوائب لبه / فهل من دواء من رحيق لمى الثغر
وهل من يد بيضاً تقوم بحاله / وتتحفه من عسر بلواه باليسر
فهجته حرى ومن ظرف دارها / رمت شرراً يحكي عن الحال القصر
ومقلته وسنى ولكن سحابها / تسلسله الموصول زاد على القطر
علمتم به يا أعلم الناس بالهوى / فما ذا الجفا منكم حميتم من الغدر
فإن كان هذا الصد عن زلة بدت / فعفوكم العالي أجل من الوزر
وإن كان عدواناً عليه فمثلكم / تنزه أخلاقاً عن الظلم والجور
لكم ينسب الإحسان والعطف والثنا / ومن بحركم فيض العطا دائماً يجري
فباللَه يا أقمار سمك الورى ويا / شموس دجى الكوان عند ذوي الفكر
دعوا القطع إن القطع قتل لعاشق / وعن جرم أمر القتل قد نص في الذكر
وداووا مسيكين الغرام بنظرةٍ / يطير بعلياها إلى عالم الأمر
ويشهد أمر القرب فعلاً وتنجلي / له حضرة التقريب من داخل الخدر
ويحظى بكم في خلوةٍ قد تجللت / بستر خفي حوله نعمة الستر
ويكشف أسراراً بكم قد أكنها / عن الكون خوف الطي في الأمر والنشر
وقولوا له ها نحن أقبل ولا نخف / نجوت من الهجران والنكد المر
أحيباب قلب الواله الدنف الذي / بكم صاغ در الفكر في قلم الشعر
خطفتم بلى الشعر لب شعوره / وراح بهز الخصر يسبح في الحصر
ومن سحر عين دونها سحر بابل / غدت عينه الرمداء تقرأ والعصر
وقد أنكر العذال بلواه والعنا / وحاربه الواشي وكل على عذر
وطال ملام اللائمين وقد علا / على ضعفه صوت الرقيب إلى المكر
وزاد مقال الحاسدين عليكم / به عدوة إن الحسود لفي خسر
وفي كل آنٍ في مجالي جمالكم / ونشأتها يزداد سكراً على سكر
فلا تهملوا تلك الحقوق وتنزعوا / وداد أمرئ قد غاب فيكم عن الطور
يناديكمو غوثاه يا سادتي فقد / تلفت وبلوى حملتي أثقلت ظهري
وليس لآمالي سواكم وأنت / بعيني نور العين للعبد والحر
ولو أن عذالي رواكم كما أرى / لطاب لهم حالي وساروا على سيري
رضيت بكم والظن أن ترتضونني / على كل حال سادتي منكم جبري

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025