المجموع : 18
إِذا شِئتَ أَن تَستَقرِضِ المالَ مُنفِقاً
إِذا شِئتَ أَن تَستَقرِضِ المالَ مُنفِقاً / عَلى شَهَواتِ النَفسِ في زَمَنِ العُسرِ
فَسَل نَفسَكَ الإِنفاقَ مِن كَنزِ صَبرِها / عَلَيكَ وَإِنظاراً إِلى زَمَنِ اليُسرِ
فَإِن سَمَحَت كُنتَ الغَنيَّ وَإِن أَبَت / فَكُلُّ مَنوعٍ بَعدَها واسِعُ العُذرِ
وَقَيتُ بِنَفسي خَيرَ مَن وَطِئَ الحَصى
وَقَيتُ بِنَفسي خَيرَ مَن وَطِئَ الحَصى / وَمَن طافَ بِالبَيتِ العَتيقِ وَبِالحِجْرِ
مُحَمَّدُ لَمّا خافَ أَن يَمكُروا بِهِ / فَوَقّاهُ رَبّي ذو الجَلالِ مِنَ المَكرِ
وَبِتُّ أُراعيهِم مَتى يَنشُرونَني / وَقَد وُطِّنَتْ نَفسي عَلى القَتلِ وَالأَسرِ
وَباتَ رَسولُ اللَهِ في الغارِ آمِناً / هُناكَ وَفي حِفظِ الإِلَهِ وَفي سِترِ
أَقامَ ثَلاثاً ثُمَّ زُمَّتْ قَلائِص / قَلائِصُ يَفرينَ الحَصى أَينَما تَفري
أَرَدتُ بِهِ نَصرَ الإِلَهِ تَبَتُّلاً / وَأَضمَرتُهُ حَتّى أَوَسَّدَ في قَبري
لَئِن ساءَني دَهرٌ لَقَد سَرَّني دَهرُ
لَئِن ساءَني دَهرٌ لَقَد سَرَّني دَهرُ / وَإِن مَسَّني عُسرٌ فَقَد مَسَّني يُسرُ
لِكُلٍّ مِنَ الأَيّامِ عِنديَ عادَةٌ / فَإِن ساءَني صَبرٌ وَإِن سَرَّني شُكرُ
وَفي الجَهلِ قَبلَ المَوتِ مَوتٌ لِأَهلِهِ
وَفي الجَهلِ قَبلَ المَوتِ مَوتٌ لِأَهلِهِ / وَأَجسادُهُم قَبلَ القُبورِ قُبورُ
وَإِنَّ اِمرَءاً لَم يَحْيَ بِالعِلمِ مَيِّتٌ / وَلَيسَ لَهُ حَتّى النَشورِ نُشورُ
غِنى النَفسِ يَكفي النَفسَ حَتّى يَكُفَّها
غِنى النَفسِ يَكفي النَفسَ حَتّى يَكُفَّها / وَإِن أَعسَرَت حَتّى يَضُرَّ بِها الفُقرُ
فَما عَسرةٌ فَاِصبِر لَها إِن لَقيتَها / بِدائِمَةٍ حَتّى يَكونَ لَها يُسرُ
وَمَن لَم يُقاسِ الدَهرَ لَم يَعرِفِ الأَسى / وَفي غِيَرِ الأَيّامِ ما وَعَد الدَهرُ
بَلَوتُ صُروفَ الدَهرِ سِتينَ حُجَّةً
بَلَوتُ صُروفَ الدَهرِ سِتينَ حُجَّةً / وَجَرَّبتُ حالَيهِ مِنَ العُسرِ وَاليُسرِ
فَلَم أَرَ بَعدَ الدينِ خَيراً مِنَ الغِنى / وَلَم أَرَ بَعدَ الكُفرِ شَرّاً مِنَ الفَقرِ
دَليلُكَ أَنَّ الفَقرَ خَيرٌ مِنَ الغِنى
دَليلُكَ أَنَّ الفَقرَ خَيرٌ مِنَ الغِنى / وَأَنَّ القَليلَ المالِ خَيرٌ مِنَ المُثري
لِقاؤُكَ مَخلوقاً عَصى اللَهَ لِلغِنى / وَلَم تَرَ مَخلوقاً عَصى اللَهَ لِلفَقرِ
تَؤمِّلُ في الدُنيا طَويلاً وَلا تَدري
تَؤمِّلُ في الدُنيا طَويلاً وَلا تَدري / إِذا جَنَّ لَيلٌ هَل تَعيشُ إِلى الفَجرِ
فَكَم مِن صَحيحٍ ماتَ مِن غَيرِ عَلَّةٍ / وَكَم مِن عَليلٍ عاشَ دَهراً إِلى دَهرِ
وَكَم مِن فَتىً يُمسي وَيُصبِحُ آمِناً / وَقَد نُسِجَت أَكفانُهُ وَهوَ لا يَدري
وَما ظَبيَةٌ تَسبي القُلوبَ بَطَرفِها
وَما ظَبيَةٌ تَسبي القُلوبَ بَطَرفِها / إِذا اِلتَفَتت خِلنا بِأَجفانِها سِحرا
بِأَحسَنَ مِنهُ كَلَّلَ السَيفُ وَجهَهُ / دَماً في سَبيلِ اللَهِ حَتّى قَضى صَبرا
صَبَرتُ عَلى مُرِّ الأُمورِ كَراهَةً
صَبَرتُ عَلى مُرِّ الأُمورِ كَراهَةً / فَهانَ عَلَينا كُلُّ صَعبٍ مِنَ الأَمرِ
إِذا كُنتَ لا تَدري وَلَم تَكُ سائِلاً
إِذا كُنتَ لا تَدري وَلَم تَكُ سائِلاً / عَنِ العِلمِ مَن يَدري جَهِلتَ وَلَم تَدرِ
وَلَيسَ كَثيراً أَلفُ خِلٍّ وَصاحِبٍ
وَلَيسَ كَثيراً أَلفُ خِلٍّ وَصاحِبٍ / وَإِنَّ عَدُوّاً واحِداً لَكَثيرُ
أَريدُ بِذاكُم أَن تَهِشّوا لِطَلقَتي
أَريدُ بِذاكُم أَن تَهِشّوا لِطَلقَتي / وَأن تُكثِروا بِعدي الدُعاءَ عَلى قَبري
وَأَن تَمنَحوني في المَجالِسِ وُدَّكُم / وَإِن كُنتُ عَنكُم غائِباً تُحسِنوا ذِكري
لَئِن ساءَني دَهرٌ عَزَمتُ تَصَبُّراً
لَئِن ساءَني دَهرٌ عَزَمتُ تَصَبُّراً / فَكُلُ بَلاءٍ لا يَدومُ يَسيرُ
وَإِن سَرَّني لَم اَبتَهج بِسُروره / فَكُلُّ سُرورٍ لا يَدومُ حَقيرُ
وَلا خَيرَ في الشَكوى إِلى غَيرِ مُشتَكي
وَلا خَيرَ في الشَكوى إِلى غَيرِ مُشتَكي / وَلا بُدَّ مِن شَكوى إِذا لَم يَكُن صَبرُ
أَلَم تَرَ أَنَّ البَحرَ يَنضُبُ ماؤُهُ
أَلَم تَرَ أَنَّ البَحرَ يَنضُبُ ماؤُهُ / وَيَأتي عَلى حيتانِهِ نُوَبُ الدَهرِ
يُعَزّونَني قَومُ بِراءٌ مِنَ الصَبرِ
يُعَزّونَني قَومُ بِراءٌ مِنَ الصَبرِ / وَفي الصَبرِ أَشياءُ أَمرُّ مِنَ الصَبرِ
يَعَزّي المُعَزّي ثُمَ يَمضي لِشَأنِهِ / وَيَبقى المُعَزّى في أَحَرَّ مِنَ الجَمرِ
أَغمِّضُ عَيني في أُمورٍ كَثيرَةٍ
أَغمِّضُ عَيني في أُمورٍ كَثيرَةٍ / وَإِنّي عَلى تَركِ الغُموضِ قَديرُ
وَما مِن عَمى أُغضي وَلَكِن لَرُبَما / تَعامى وَأَغضى المَرءُ وَهُوَ بَصيرُ
وَأَسكُتُ عَن أَشياءَ لَو شِئتُ قُلتُها / وَلَيسَ عَلَينا في المَقالِ أَميرُ
أَصبِّرُ نَفسي بِاِجتِهادي وَطاقَتي / وَإِنّي بِأَخلاقِ الجَميعِ خَبيرُ