القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : النّاشِئ الأَكبَر الكل
المجموع : 9
عَلى جَسرَةٍ لا يُدرِكُ الطَرفُ شأوَها
عَلى جَسرَةٍ لا يُدرِكُ الطَرفُ شأوَها / إذا جَدَّ مِن نصِّ الوَجيفِ ذُمورُ
مُوَثِّقَةٍ لَم تَنحَضِ البيدُ لَحمَها / قَوائِمُها فَوقَ الصُخورِ صُخورُ
تُفَتَّقُ عَن ذاتِ الوِجادِ جرومُها / ولا يَبلُغُ الرُكبانُ حَيثُ تُغيرُ
مُضَبَّرَةٍ جَلسٍ فأمّا عِظامُها / فَرَصفٌ وأمّا ليطُها فَحريرُ
كأنّي إذا عالَيتُ جَوزَةَ مَتنِها / عَلى عُلويّاتِ الرياحِ أسيرُ
نُجَلّي ببازِيٍّ عيونَ ذَوي النُهى
نُجَلّي ببازِيٍّ عيونَ ذَوي النُهى / إليهِ لأبصار المَحاسنِ صُورُ
مكان سوادِ العَينِ مِنهُ عَقيقةٌ / وَتبرٌ عَلى خَطِّ السوادِ يَدورُ
تَمورُ إذا ما رنَّقَت في مآقِها / كما مار مِن ماءِ الزُجاجَةِ نورُ
فإن جحظَت عضنهُ استَوى في مدارِهِ / وإن مالَ عَن لحظٍ فَفيه شُطورُ
لَهُ قُرطقٌ البنائق أنمَرٌ / مُفوَّفُ ضاحي الشَقَّتَينِ طَريرُ
وَمِن تَحتِهِ دِرعٌ كأَنَّ رُقومَهُ / تعاريجُ وَشيٍ أَرضهنَّ حَريرُ
كأنَّ اندِماجَ الريشِ مِنهُ حبائِكٌ / بعقبِ سحاباتٍ لَهُنَّ نُشورُ
لَهُ هامَةٌ مَلساءُ إمّا قذالها / فموفٍ وإمّا جيدُها فقَصيرُ
ململمةٌ فرعاءُ لولا شكيرها / لقلت مَداكٍ ضُمِّنَتهُ صخورُ
معصَّبةٌ بالقِدِّ ذات نواشرٍ / لها من خطاطيف الحديد ظفور
لهُ مِنسَرٌ يحكي من الظَبي رَوقَهُ / إذا تمَّ للتجبير منه سطورُ
له فُرَقٌ فوقَ القذالِ كأنَّها / ولم يَعرُهُ وَخطُ القَتيرِ قَتيرُ
تَخَيَّرهُ القَنّاصُ من بين عصبةٍ / لهم عند فخرِ القانصينَ فخورُ
وهَذَّبَهُ حتى كأنَّ ضميرَهُ / له دون ما تهوى النفوس ضميرُ
أتانا بهِ من رأسِ خلقاءَ حَزنةٍ / لها فَوقَ أرآدِ الشعاف ذرورُ
مؤلَّلةٍ جَلسٍ إذا الطرف رامها / أعادت إليه الجفن وهو حسير
كآدٍ تحامها الأنوق فما لها / بأحضانها دون الرؤوس وكور
سباهُ صغيراً فاستمرَّ بحزمِهِ / وردَّ إليه العزمَ وهوَ كبيرُ
يقطِّع أسحار البغاث كأنَّما / له في نحور البائسات ثؤور
يُبَوَّأ أيدي مالكيه كأنه / على آمريه في الجلال أميرُ
غدونا وطرفُ الليلِ وسنانُ غابرُ
غدونا وطرفُ الليلِ وسنانُ غابرُ / وقد نزل الأصابح والليل سائرُ
بأجدلَ من حُمر الصقور مؤدَّب / وأكرمُ ما جرَّبتَ منها الأحامر
جريءٌ على قتل الظباء وأنني / ليعجبني أن يقتل الوحش طائرُ
قصير الذنابى والقُدامى كأنها / قوادم نسرٍ أو سيوف بواتر
ورُقِّشِ منه جؤجؤٌ فكأنما / أعارته أعجام الحروفِ الدفاترُ
وما زالت بالأضمار حتى صنعتهُ / وليس يحوز السبق إلا الضوامر
وتحمله منا أكفٌّ كريمةٌ / كما زُهِيَت بالخاطبين المنابر
فعنَّ لنا من جانب السفح ربربٌ / على سَنَنٍ تستنُّ فيه الجآذر
فجَلّى وحُلَّت عقدة السير فانتحى / لأولها إذ أمكنته الأواخر
يحثُّ جناحيه على حرِّ وجهه / كما فصِّلت فوق الخدود المغافر
فما تمَّ رجعُ الطرفِ حتى رأيتُها / مصرَّعة تهوي إليها الخناجر
كذلك لذاتي وما نالَ لذةً / كطالب صيدٍ ينكفي وهو ظافر
أقول كما قال الخليل بن أحمد
أقول كما قال الخليل بن أحمد / وإن شتَّ ما بين الناظمين في الشعر
عذلت على ما لو علمت ببعضه / فسحت مكان اللوم والعذل من عذر
جهلت ولم تعلم بأنك جاهل / فمن لي بان تدري بانك لا تدري
تبلَّج برَوحِ اليأسِ أو رَوحة الغِنى
تبلَّج برَوحِ اليأسِ أو رَوحة الغِنى / أو الصِدقِ لي في الوعدِ أو طلب العُذر
فما لي تُقى يحيى ولا حلمُ يوسُفٍ / ولا صبرُ أيوبٍ ولا مُدَّةُ الخِضرِ
خليليَّ هل للحُزنِ مُقلةُ عاشقٍ
خليليَّ هل للحُزنِ مُقلةُ عاشقٍ / أم النارِ في أحشائِها وهي لا تدري
أشارت إلى أرض العراقِ فأصبحت / وكاللؤلؤ المنثورِ أدمُعها تجري
سحابٌ حكَت ثَكلى أُصيبَت بواحدٍ / فعاجَت له نحوَ الرياضِ على قَبرِ
تَسَربل وشياً من حُزونٍ تطَرَّزَت / مَطارِفُها طرزاً من البَرق كالتِبرِ
فوَشيٌ بلا رقمٍ ورقمٌ بلا يَدٍ / ودمعٌ بلا عَينٍ وضِحكٌ بلا ثَغرِ
سلِ الليلَ عنّي كيف أرعى نجومَهُ
سلِ الليلَ عنّي كيف أرعى نجومَهُ / فإنَّ الليالي يطَّلعن على سرّي
لأقتَحِمَنَّ الدهرَ مِنّي بعَزمَةٍ
لأقتَحِمَنَّ الدهرَ مِنّي بعَزمَةٍ / تَخوَّفُ أعدائي وتمنَعُ جاري
وأُفضي إلى هذا الكريم بنائلي / وآخذُ من هذا اللئيم بثاري
وإِلّا فلا أهوَت أناملُ خُلَّتي / لِلَوثِ خمارٍ أو لوضعِ إِزارِ
وحاشيتُ أبصارَ العُداةِ ترقُّباً / بِشُربِ عُقارٍ أو بخلعِ عِذارِ
أَلِيَّةَ برٍّ إن عَشَت عينُ باخلٍ / إلى ضَوءِ ناري فاستضاءَ بناري
وإني لأوصي الأهلَ إن رام زَورَتي / وإن ضافني إلّا يُخلَّ بداري
وكيفَ يزورُ القومَ أو يستضيفُهم / فتىً لا يرى للزَورِ حَقَّ مزارِ
ولما توافَقنا غداة وداعنا
ولما توافَقنا غداة وداعنا / أشرنَ إلينا بالعيونِ الفواتِرِ
ولا شيءَ أقوى شاهداً عند ذي هوىً / من اللحظِ يأتيه بما في الضمائرِ
كأنَّ دموعاً قصَّرت عن مسيلها / حذارَ الأعادي من عيون الجآذر
بقايا رشاشٍ فوقَ روضٍ مُنوِّر / تحمَّله عن صائبات البواكر
إذا غفلوا رَقرَقنَها في جفونها / وإن رُقبوا غَيَّضنَها في المحاجِرِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025