القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : كاظِم الأُزْري الكل
المجموع : 6
طلعت بنور السعد يا أيها البدر
طلعت بنور السعد يا أيها البدر / فلم يخل بحر من سناك ولا بر
ورب حجاب للملوك خرقتَه / بزرق رماحٍ من أسنتها النصر
نشرت طوايا كلّ حتفٍ عليهم / بمنشورة الرايات يطوي بها العمر
ومصقولة من مرهفاتك آذنت / بإرغام قوم حشو آنافهم كبر
صوارم كانت للرقاب صوارما / كما جدع الظلماء ما شحذ الفجر
مضارب تفري كل درع وجوشن / إذا الصخر لاقى بعضها انطبع الصخر
بمثلك نال المجد سالف ثاره / وللازمة الصماء يدخر الذخر
رأى الدهر ما استودعته من سرائر / فألقى العصا طوعاً لمن أمره الأمر
وذي همة توطا بها عنق السها / كذاك لعمري تفعل الهمم الغر
ابت خيله إلا الأسنة مرتعا / وهل سمرات الملك إلا القنا السمر
وزير حوت منه الوزارة باسلا / يحط به من كل وازرة وزر
سليمان عصر فرج العسر يسره / ولو لم يكن تفرجيه عسر العصر
خليليّ ما أدرى وإن كنت داريا / أأخلاقه أزهى أم النجم الزهر
إذا أنتما كررتما نظريكما / بأحسن معنى منه غالكما الفكر
فلا تعجبا من بشره في جلاله / فأن كريم الطبع آيته البشر
عجائبه في السلم والحرب جمة / ولا عجيب إن أحدث العجب البحر
وعزم يفل الزغف من قبل قرعها / ألا هكذا فلتصنع الخدم البتر
تجيش مواضيه بمكنونة الردى / فتحسبها سرا يجيش به صدر
ويفتر عن نيل الأماني كلها / نداه كما يفتر عن شنب ثغر
نقيّ من الأدران يابى جوارها / كذا العقل يأبى أن تخامره الخمر
نضا كالحسام الهندوانيّ جوده / فنادى منادي جوده قتل الفقر
ورب بغاث قد تصدى لصيدها / من اللَه صقر لا يناهزه صقر
هو الباز ما للورق منه سلامة / ولو كان في أوج الثريا لها وكر
أعد أيها الراوي لنا ذكر وصفه / وحدث عن اليم المحيط ولا نكر
صفوح عن الجاني ولكن لسيفه / تألق إيماض يجف له القطر
مقيل من الأيام زلة نعلها / لمثل علاه كان ينتظر الدهر
كبا البرق حتى لم ينل شأو رفده / وإن لم ينفت مسراه سهل ولا وعر
به صحت الأيام بعد اعتلالها / ولولا وجود الخمر ما وجد السكر
متى خفقت في أرض قوم بنوده / أماتهم من قبل موتهم الذعر
وإن كان للأطواد صبر فإنها / إذا رمقت مرآه أعوزها الصبر
فكم معشر أدبتهم بمواعظ / من الصمّ ما للصم عن سمعها وقر
جلبت لهم شر الطعان فعالهم / ويا حبذا شر به يدفع الشر
ومذ بسطوا للغدر كفا أريتهم / عواقب ما يجني على أهله الغدر
ونزّهت نفسا حرة عن دمائهم / فجئت بهم أسرى وفي إثرك الفخر
لك الرأي مصقول الحواشي كما صفت / صفاح المواضي أو كما خلص التبر
وما نوء ثجّاج من الوبل واكف / يهش لرؤيا ريقه البلد القفر
ولا روضة غنّى بها الرعد مرزما / فظل على ذاك الغنا يرقص الزهر
بأطيب من ريّا مكارمك التي / يذر على كل النواحي لها عطر
وما أنت إلا صورة البدر طالعا / وفي كل شطر من إنارته شطر
يضيء به محلولك الأفق أبهما / ويحدو به في كل ناحية سفر
وما عتبة ما حاتم ما ابن مامة / على أنها العنقاء طار بها ذكر
يمينا برب الراقصات الى منى / وما ضمن البيت المحجب والحجر
لئن شئت صيرت الجبال بزجرة / كما يتثنى في ذرى غصن نظر
بك استقصت الأيام ما في نفوسها / ولولا هبوب الريح ما التطم البحر
من الركب يطفو في السراب ويغمر
من الركب يطفو في السراب ويغمر / كنانة أم شم العرانين يشكر
أم استصحبوا من آل قحطان فتية / ينص بهم خد الفخار ويصعر
أساطين قد حلوا السنام من العلى / فزان بهم دست وزين منبر
يؤمهم هاد من اللَه لو دجا / عويص فعن عين العناية ينظر
كريم السجايا ذو محيا منور / ألا حبذا ذاك المحيا المنور
يرومون طوساً جاد طوسا مجلجل / من السحب خفاق البوارق ممطر
فأكرم بها من بلدة قد تقدست / بصاحبها والجار بالجار يفخر
همام تزل العين عنه مهابة / ويعظم عن رجم الظنون ويكبر
فسل محكم التنزيل عنه فإنه / سيعرب ما عنك النواصب تضمر
مغان أبت غلا العلى فكأنها / تطالب وتراً عند كيوان يذكر
فكيف وقد جلّت بلا هوت قدرة / تحير أرباب النهى فتحيروا
بحيث دلالات النوبة شرع / تجلى وأنوار الإمامة تزهر
وللملأ الأعلى هبوط ومعرج / وللعائذين الهيم ورد ومصدر
وكم قد علا منها مقام ومعشر / فجل مقام ما هناك ومشعر
ولما دعا داعي الهدى قلت أرّخوا / أجبت ابن موسى صادق الحزم جعفر
خليليَّ ما هذي الضعون السوائر
خليليَّ ما هذي الضعون السوائر / أعفر كِناس أم نجوم زواهر
تخيلها البيض الهجان كأنها / معاصم قد عضت عليها أساور
فنبهت الأشواق مثنى وموحداً / كما ذعر السرب المهوم ذاعر
ألا يا فتاة الحي قومي لتنظري / فعال فتى من فعله الليث حاذر
وإني أبي الضيم كهلا ويافعا / فهل لابيّ يا ابنة القوم عاذر
وربّ صريخ في ظلام أجبته / كما ثار من رقش الأراقم ثائر
فأبت إلى قومي أرى الفضل فضله / وآب إلى أصحابه وهو شاكر
ونافثة بالسحر من كلماتها / وبعض كلام الناس للب ساحر
فلا تعجبن مني بصحبة ناقص / فقد تصحب الليل النجوم الزواهر
أرى اللهو يا سلمى لغيري بضاعة / وغير فؤادي بالدنية تاجر
ظفرت بما يعيى الأوائل بعضه / ولكن بغيض للنفوس المعاصر
ومارث مجدي حيث رثت ملابسي / فقد تودع الحق الحقير الجواهر
رقدتم وأسهرنا العيون لأجلكم / وكم راقد يسعى له الليل ساهر
أتلوي ذوات الدل عني عنانها / ومثلي من تلوى عليه الخناصر
عرضن لنا والبدن تدمى نحورها / مها الانس إلا أنهن نوافر
تباه لهن عني إذ طرقت مسلما / وسالت على تلك الوجوه النواظر
وأنكرن عرفاني غداة رأينني / وقد يذكر المنسيّ يا سعد ذاكر
وكيف التصابي بعد ما انصرم الصبا / لقد طويت ياميّ تلك الدفاتر
ذكرت الصبا فاغرورق الجفن دامياً / وقد أفصحت بالغدر تلك الغدائر
قذفت الصبا قذف السيول غشاءها / متى أتضحت للشيب مني معاذر
وأضرم نار الوجد قلبي فما له / ضمير بود العامرية عامر
قفي قبل تفريق أبثك ساعة / أحاديث دهر كلهن نوادر
أقلي من التعليل يا أخت تغلب / فما زغب التعليل بالحر طائر
وقد نمت ليلا كنت أرعى نجومه / لعل خيال الأخيلية زائر
صحا اليوم من سكر الشبيبة شارب / وعاد إلى بحبوبة الفيض سائر
وأقداح راح نصطليها مجامراً / ممسكة للَه تلك المجامر
وحمراء أقبسنا لها نار جذوة / على جبهة المريخ منها مآثر
تدور على أيدي الندامى كأنها / حظوظ على أهل الحظوظ دوائر
طردنا بها المستصعبات كأنها / عفاريت شلتها النجوم الزواهر
أدرنا بطون الأمر مثل ظهوره / بواطن لم تكدر لنا وظواهر
قبسنا من النار التي قبساتها / قضى اللَه أن تفنى بهن الدياجر
زمان حلا بالبيض لكنه خلا / على مثل ذكراه تشق المرائر
أخذت بأطراف البلاد كأنني / بها مثل في الشرق والغرب سائر
فما السهم حتى يرفض القوس صائب / وما السيف حتى يهجر الغمد باتر
سنخرق أطراف الستائر بالقنا / متى أغلقت دون الملوك الستائر
ململة الأطراف ذات بوارق / تطن طنين الرعد فيها الزماجر
تعلم منا كل ملك سداده / وفي جودة الآراء للعمي ناظر
وصمت ملوك الأرض عما أقوله / وماذا عسى تجدي الجياع الجواهر
متى يطلق المأسور منك بزورة / ألم تدر أن الوعد للمرء آسر
ولا تيأسن من فرجة بعد شدة / فقد يرخص الغالي وتغلو البوائر
لك الود مني والنصيحة كلها / ومالك مني يا نديم السرائر
وفينا ولم نغدر بافشاء سرهم / وكل مذيع للسرائر غادر
وممتلىء من كامن الغدر باطناً / تشكل منه بالأمانة ظاهر
يريك خداعاً أن وجدك وجده / ويطرب لو دارت عليك الدوائر
أقام مقام الكلب عاقر وده / ومن عدّة الصيد الكلاب العواقر
بسطت له وجه الرضا عابثاً به / وللشهم رأي بالأحيمق ساخر
أرى الخيل لا تخفى على من يسوسها / وإن حسنت للغير منها مناظر
أرى الكوكب الهادي إذا أحلو لك الدجى / وهل نافع لولا الضياء النواظر
والمح أعقاب الأمور بفطنة / تلوح لها قبل الورود المصادر
وقد تدرك الأشياء قبل وقوعها / وتعرف في أولى الأمور الأواخر
فدع منظري ليس الرجال مناظراً / وخذ مخبري إن الرجال مخابر
فقد تصدق الأشياء عما سمعته / وتكذب في بعض الأمور النواظر
كفى حمقاً بالمرء انفاق زيفه / على صيرفيّ حنكته البصائر
وإني لادرى الناس بالمكر كله / ولكن متى نال الغنيمة ماكر
وما أنا ممن يزجر الطير مشفقا / وأين من الأمر الربوبيّ طائر
ويعجبني من لا يوازي صديقه / على فعل عيب وهو للعيب ساتر
ذخرتكما يا صاحبي لشدة / وللساعة الخشنا تصان الذخائر
أعيذكما أن تجعلا الجبن متجراً / فصاحب هاتيك التجارة خاسر
وللخمر خمر لا تخامر أهلها / ولكنها للأجنبي تخامر
ومن لج في استمطاء عشوا كبت به / وكل ركوب للجاجة عاثر
ومن سافرت عن ساحة العجز نفسه / إلى نيل ما تهوى فنعم المسافر
إذا لم تكن أيدي الرجال بواتراً / فيا ليت شعري ما تفيد البواتر
ولا تجعلا إلا المشقة مركبا / قضى اللَه أن ينسى المشقة ظافر
ومن ركب الليث الهصور فلا يلم / سوى نفسه أن تدم منه الأظافر
وكم قانع بالجبن لا طال عمره / يخاف حضور الموت والموت حاضر
وللأجل المحتوم للمرء كافل / كما حفظت خوط العيون المحاجر
طرقناهم والطعن بالطعن مردف / كأن القناناب عن الموت كاشر
أرى الخير في الدنيا بطيئا مسيره / فما بال ساعي الشر بالشر بادر
هو الملك أهل أن يقلّ له السفر
هو الملك أهل أن يقلّ له السفر / ومن لم ينل بالسيف فخراً فلا فخر
فهاجر عن الأوطان في طلب العلى / فليس بمصطاد على الوكن الصقر
ومن لمي ر الهندي سائس ملكه / فلا نهيه نهي ولا أمره أمر
وقاس بأقداح الخديعة أهلها / فليس بمكر ما يزاح به المكر
وما الأمر إلا بين راض وساخط / لقد ذمت الأشلاء ما حمد النسر
وإن رمت أمراً فارتقب ما وراءه / فبعد انتزاع السهم لا ينفع الحذر
وخذ بالمعالي واطرح ما وراءها / فذخر الملوك الجند والسوقة الوفر
ورب كريم يفتدى بأكارم / وتقطع دون الهامة الأنمل العشر
وإن رمت سبر المرء فانظر كتابه / فعنوان عقل الحبر ما كتب الحبر
وقابل بحسن العفو كل إساءة / فإن جزاء العود للمحرق العطر
ولا تجعلن المكر للنفس ديدناً / فكم بترت أوداج صيقلها البتر
ولا تطلبن السعد إلا بأسعد / فلولا ضياء الشمس لم يشرق البدر
وإن شئت أن تعلو من العز ذروة / يكاد لها يعلو السماك بل النسر
فذرها تلف السهل بالوعر قاصدا / سليمان رب المكرمات ولا فخر
فتىً يشتري الذكر الجميل بماله / وما المال إلا ما به يشترى الذكر
وكم جاس نقعاً فانجلى عن جبينه / بأبلج رفّاف على تاجه النصر
وأظهر في الآفاق كل عجيبة / ولا عجب أن يقذف الدرر البحر
وكم سار والرايات تخفق خلفه / مواردها بيض مصادرها حمر
وبحر سماح ليس يجزر مده / وكل عباب شأنه المد والجزر
ويا ربما بالغيب وكل ظنه / فاضحى له وجه الغيوب ولا ستر
وإن راح يكفي الناس أيسر جوده / فلم يكفه للناس أيسر جوده
وكيف تضاهيه الغوادي بنائل / ونائلها ماء ونائله تبر
فظالمه من قاس بالطود حلمه / وطاعنه من قال نائله البحر
ورب رعاع ناضلوه جهالة / واخطأ رام من رميته البدر
وما كل من هاج الوغى بحميها / فكم وكل لليث أبرزه الخدر
وغر رماه التيه بالتيه ضلّة / فأضحى ولا بحر يقيه ولا بر
ولا ورد الأمواه إلا وأصبحت / تراءى له منها المحجلة الغر
فنهنهت عنه جحفلا وهو الردى / ووكلت فيه جحفلا وهو الذعر
ومن عجب الدنيا أبو العجل أن يرى / لقاء أبي شبل ومن شأنه الفر
ولو كان شهما لاويا جذّ راسه / أجل له من أني ولى له الدبر
ومن حارب المسعود قد حارب القضا / إلا إن أمر اللَه ما فوقه أمر
فيا ملك الأعناق عفواً ورأفة / فغير عجيب أن عفا الملك البر
لتهنأ بعيد فيك أصبح عيده / ولولا انهماء القطر لم يشرق القطر
ولا زلت محفوظاً بعين عناية / تجلى بك الجلى ويحيا بك الثغر
فيا لك فتحاً طبق الكون ذكره / فغنى به الشادي وسار به الذكر
وقال به اليوم الأغر مؤرخا / سليمان مجلوب له الفتح والنصر
ترى يختشي من حلّ عقوة حيدرِ
ترى يختشي من حلّ عقوة حيدرِ / وإن ساورته موبقات الكبائر
وفي محكم التنزيل مس اسم مشرك / حرام على غير الأكف الطواهر
هي القهوة السوداء فانعم بشرخها
هي القهوة السوداء فانعم بشرخها / ودع عنك شمطاء طوتها دهورها
فإن بياض العين للعين ظلمة / وإن سواد العين للعين نورها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025