المجموع : 6
هو الحب لا تخفى عليك ظواهره
هو الحب لا تخفى عليك ظواهره / شحوب ودمع ما تصان بوادرُه
أحاجيك أيّ العاشقين اذا قضى / عليه الهوى لا تستشف ضمائره
المياء رفقا بالفؤاد فانه / على غصنك المياد رفرف طائره
وفيم التجافي والفتى رق حاله / فلم يدر بعد العذل من هو عاذره
بكيت فلا قلَّ الولوع بمهجتي / ولا هدأت بين الضلوع ثوائره
كأن بعيني عقد دمع منظم / قد انتثرت فوق الخدود جواهره
وأحيى دجى الظلماء قلبيَ وحده / وما معه الا الغرام يسامره
كأن الهوى جمر يسعره القلى / وتلك القلوب الذائبات مجامره
كأن فؤاد الصب من حرّ وجده / تلاشى بخاراً قطرته محاجره
تقصى عن لبيك حتى كأنني / مهين لديها ليس تقضى أوامره
وتنظرني عجلى وفي العين مدمع / تساقط مثل المعصرات مواطره
وأحسن بنا والخد بالخد يلتقى / بخدر رحيب لا يروّع زائره
عدمت الكرى إن لم أفز بخيالها / لديَّ ومسدول من الليل ساتره
وكائن لها من كاس صد جرعتها / وجام دلال لا برحت أعاقره
وقد زعمت أني سلوت ادكارها / فلا أنا مطره ولا انا ذاكره
بنا أنت من محبوبة عبثت / وغالبنا من حبها ما نخاطره
بأنا هواها في حب عذرها / واوقعنا المقدار فيما نحاذره
وكيف يسيغ الهجر قلب كأنه / من الوجد مسحور ولحظك ساحره
سأثني إن أستعصي السلوُّ صبابتي / اليك ويرضيني من الود فاتره
لسرعان ما حنت جوانح مغرم / يساوره جيش الهوى ويغاوره
كأن لم يكن في الحيّ غيرك ظبية / اذا ذكرت آرامه وجآذره
جزتك جوازى الخير لا كان حبنا / ولا عاش إلا أنت للعهد غادره
رويدكِ في غدرٍ عليك ذنوبه / وجهدكِ في وجد عليَّ جرائره
ثَلَثتِ ضياء الأزهرين بمشرق / ينوب مناب الشمس والبدر زاهره
أرى النيل روضاً قد تفتح نوره / فلم يبق إلا أن يغرد شاعره
أعباس يا ابن الاكرمين تحية / لهذا الذي فوق الكماة مغافره
أزرت الحيا مصرا فأخصب جدبها / وكيف ووبل من يمينك ماطره
وضاءت بك الأيام فانجاب ليلها / على أن رأس الليل وحفٌ غدائره
وكيف يرجى الليل بقني سواده / وعند طلوع الشمس تمحى دياجره
تنقلت في السودان كالبدر طالعا / فرقت حواشيه وأورق ناضره
بلاد رأيت العدل مدَّ جناحه / على أهلها والجور شقت مرائره
وجدت بها عهد الطغاة قد انقضى / ومرَّ ولم يذكر من العهد غابره
ذوى ملك عبد الله وانقض رشه / ومن لا يخاف اللَه فاللَه قاهره
زمان تقضى وانتهت / فيا بئس ماضيه ويا نعم حاضره
لأنت الذي لم يعدم النصر في الوغى / اذا احتشدت يوم الطراد عساكره
لهامٌ كأن البرق فوق رؤوسه / اذا لمعت بين العجاج واتره
يصولون والتأييد يلقى جرانه / اليهم ولم يهدأ من النقع ثائره
هو الملك الثبت الذي بات ملكه / على هامة الجوزاء تسمو مفاخره
تبدّى فكل الخلق مغتبط به / وكل لسان ينطق الضاد شاره
ومن ذا الذي يزهى بموكبه الذي / تخف جواريه وتعدو ضوامره
يخوض الوغى برا وبحرا ففلكه / ميامنه والعاديات مياسره
وفوق يباب الارض تعدو جياده / وفوق عباب البحر تجري مواخره
وما فوق وجه الارض إلا بلاده / ولا بين موج البحر إلا جزائره
أقام صوى عدل تألق نوره / ولاحت بأقصى المشرقين منائره
فلا زال في الدنيا مليكاً مؤيداً / تخوض الوغى فرسانه ومساعره
ولا زال يُطرَى من قريحة شاعر / شوارده مشهورة وسوائره
أرى العلم في صدر الكريم يزينه
أرى العلم في صدر الكريم يزينه / ويحجب في صدر اللئيم ويستر
كمصباح بلّور تشعشع نوره / وآخر من خزف به الضوء أغبر
ذريني وقلبي قبل أن يتفطرا
ذريني وقلبي قبل أن يتفطرا / أدار هوى بين الجوانح مضمرا
فؤاد جوىّ كلما هبت الصبا / تذكر من ماضي ما تذكرا
ولم أنس يوم البين وقفة نازح / عن الدار غطى وجهه وتأزرا
ولم ألق كالأحداج يوم وداعه / بعينيَّ لولا البين احسن منظرا
صفوف صفوف من جمال واينق / يمالئن قوماً دارعين وحسرا
غرام تلظى بي فاذرف عبرتي / وما خلتها لولاه ان تتحدرا
حببتك دنيا القلب والحب جذوة / اذا لمست جلمود صخر تسعرا
تعرض لي قوم يقولون قد اتى / بشعر جرير لائما ومعيرا
فهاتوا جريراً ثم ثوبوا الى الهدى / ولِلّه في الغفران ان يتخيرا
ارى الحسد المطويّ يملى عليكمُ / اذا كنت في سوق التفاضل اشعرا
وحسبي فخاراً ان أقاس بمفلق / رقى بين مداح الخلائف منبرا
عهدتكمُ ادنى البرية محتدا / واخبث خلق اللَه نفساً وعنصرا
فلا تبتغوا شأوى فلست بمدرك / ولا تحرجوا في الخيس اغلب قسورا
وفيم ملامي رهط ديني ومعشري / اذا قلت جاء الشيخ إدّا ومنكرا
ترامى إلى حب الكعاب ضلالة / فيا ليته قبل الضلال تبصرا
ومن غيه والغيّ أخشن مركبا / يرى فرعه اسمى قبيلا ومعشرا
افق يا ابن يسى من ضلالك في الهوى / فمثلك احرى ان يفيق فيبصرا
رآك ابوها ارذل القوم عنده / واسقط نفساً في العباد واحقرا
فخلت الهدايا تسترق فؤاده / فارسلت تهديها السوار المجوهرا
ولم ينهك الاعراض حتى كسوتها / رداء من الخز النفيس محبرا
ولست وايم اللَه كفؤاً لمثلها / ولو بت أغنى العالمين وايسرا
ولست الذي يرضى لؤياً وغالبا / ولو فات كسرى في الفخار وقيصرا
ركبت المخازي وامتطيت متونها / وقد كنت أدرى بالمآل وأخبرا
ذممت حماة الدين والشرع بعدما / أذاقوك سما رغم انفك ممقرا
ومن يذمم الشرع الحنيف وقومه / فقد ذم طه والكتاب المطهرا
خرقت سياج الطهر وهو ممنع / وجست فناء بالعفاف مسورا
لأنت الذي سودت للفضل وجهه / وقد كان قبل اليوم أبيض أزهرا
وأنت الذي يأباه دين محمد / ولم يرضه عيسى اذا ما تنصرا
الا يا اسلمي ذات المحامد والفخر
الا يا اسلمي ذات المحامد والفخر / لبرءك برء للصيانة والطهر
سلمت من الداء الملم سلامة / تعود على العافين باليمن واليسر
حببتك حب النفس أماً كريمة / ترد عن الأبناء غائلة الفقر
وسيدة تسقي القوافي بكفها / لتنبت منها زهرة الحمد والشكر
وغراء يهدي القاصدين يمينها / اذا الغيث لم ينزل او الرزق لم يجر
ومحجوبة عن ناظريها ولو بدت / لأغنى محياها الجلال عن الستر
مخبأة الا على اللَه في التقى / مقصرة الا عن الخلق في البر
اراها بعين الجود وضحاء سمحة / تنيل وتعطي وهي باسمة الثغر
وتبدو عطاياها فألمح بينها / وربك رب الجود لا ربة الخدر
دواء العلي من كل ضر يثفها / عجبنا لمس الدهر جسمك بالضر
نوال كوكف السحب يدفع بعضه / اذا رفعت يمناك بالنعم الدثر
وكف كموج البحر يترى وحسبها / من الشعر وصفاً ان تشبه بالبحر
فلازلت بين المحصنات اميرة / تدل على الاتراب بالنهي والامر
ولا تعجبي مما نظمت فانني / قصدت اختيال النظم باسمك والنثر
وما سرنا شيءٌ كبرءك عندما / تمشي رسول اليمن يهتف بالبشر
فلا ذنب للايام من بعد هذه / فقد جاءت الايام للناس بالعذر
مدحتك في قوم يعيبون ذوقهم / اذا ذكروا انثى اخ المجد في شعر
وما ضرّ ان اطرى الكريم وإلفه / هما اشبه الاشياء بالشمس والبدر
أعندك ما عند امرئ ادمن الخمرا
أعندك ما عند امرئ ادمن الخمرا / كأن بنا مما ألمّ به سكرا
بغير مدام يعلم اللَه اننا / خلائف همٍّ يذهل العقل والفكرا
ولولا الطلى لم يمسك الصدر همه / ولا رقأت من دمعها مقلة شكرى
ولا بات رب السهد في كل ليلة / من الهم الا وهو يفترش الجمرا
فلو كانت الصهباء تشرى بانفس / لقلت فذي نفسي لهذي التي تشرى
ترفق امام المدمنين على الطلى / فكم انعشت نفساً وكم شرحت صدرا
وكم أدنت الآمال وهي بعيدة / فكان الذي بيني وبين المنى شبرا
لئن حرموها في الكتاب فاننا / غنينا فلا نرجو ثواباً ولا اجرا
وحسب الالى قد حرموا الخمر اننا / يئسنا من الدنيا ومن اختها الاخرى
وددت لو أني مثل ابليس منظرا / ولو بؤت يوم الحشر باللعنة الكبرى
على ما رآى من هيبة اللَه لم يخف / عقابا ولم يقبل لخالقه امرا
فيا من يلوم المدمنين على الطلى / بربك لا تعجل لعلَّ لنا عذرا
بجامع قيسون فقيه كأنه
بجامع قيسون فقيه كأنه / اذا قام ثور لا يمل خوارا
أفضل تحريم الصلاة لاجله / واصلى عذابا في الجحيم ونارا