القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إبراهيم الطَّبَطَبائيّ الكل
المجموع : 4
أفضُّ حديث الحب بيني وبينها
أفضُّ حديث الحب بيني وبينها / فأنشر ما تطوي عليه الضمائر
تريك محيا يخجل الشمس طلعة / على ضوئه أضحت تحوم الغدائر
وترنو على بعدٍ إلي بناظر / تحدث عنه المرهفات البواترُ
وترتاع أحياناً لدى السرى ريبة / كما ارتاع ظبي من تهامة نافرُ
أضاميم أسراب تبكر كالقطا / فتخطفها منا البزاة البواكرُ
نظائر أقمار السماء إذا بدت / وليس لأقمار السماء نظائر
صحيحات بيضات النهود كواعبٌ / سوى أنّ أجفانا لهنَّ كواسرُ
خفيفات مستنّ الوشاح إذا مشت / ثقيلات ما التفت عليها المآزرُ
نحيفات ما بين الحشا وهي بدَّن / ضعيفات رجع الطرف وهي قوادر
بلينا بما تبلى المحاجر عنوة / فمن بعد ما تجني علينا المحاجر
إذا مدّت الأجياد قلن جآذر / عواطٍ ولكن أين منها الجآذر
وإن رنّ خلخال اللجين بسوقها / تجبه نضار بالأكف الأساور
غرائب حسن بينهن تعاقد / على الهجر رودٌ كلهن غرائر
أما ومنىً والركن والبيت ذي الصفا / وأكرم ما ضمَّ الصفا والمشاعر
لقد ساغ لي منها على السخط والرضا / ذعاف نوىً تنقدُّ منه الحناجر
أرادوا ليلقوا فيَّ عيباً فلم يروا
أرادوا ليلقوا فيَّ عيباً فلم يروا / فقالوا وما قالوا به لو وعوا فخر
فلا عيب فيه غير أن بشعره / جناساً بديعا والجناس هو الشعر
ألا أي يوم جدَّ فيه ابن أحمد
ألا أي يوم جدَّ فيه ابن أحمد / ترى ما به أيدي الجياد الضوامر
ليوم أراش الكفر منه مهاضةً / فكان على الإسلام أشأم طائرِ
وخُيِّر ما بين اثنتين وقد زكت / نقيبة طلاع إلى العز ثائرِ
فجنبها عن خطة الضيم وانتضى / عزيمته واختار قرع البواترِ
وأنى لها أن يركب الذل ضارعاً / أبي أبى إلّا فروع المنابرِ
فأهوى إليها يشمل بغلمة / تخوض ببحرٍ من دم الشوس زاخرِ
فمن كل قاني البرد أبيض ماجداً / يتوَّج في الهيجاء زرق المغافرِ
إذا ما سطا أعطى المهند حقه / واضمر للعسال عطّ الضمائرِ
فللَه في فتيان صدقٍ توازروا / لنصر ابن طه قبل شدِّ الميازر
إذا انتدبوا تحت العجاج تطالعت / فوارسهم تهفو بشعث الغدائرِ
رجال إذا اشتدَّ الضراب رأيتها / تشدُّ كأمثال النسور الكواسرِ
وإن هي أمَّت معرك الحرب ثلّمت / حدود المواضي في نحور القساورِ
يغوص بها الضربُ الدراك فتلتوي / تلوَّي مكمور الحشا والخواصر
إلى أن تهاوت بالقنا الملد بعدما / أطنَّت أنابيب القنا المتشاجرِ
فتلك بجنب الطف أضحت جسومهم / عواري لو لم ترتدِ بالمفاخرِ
تروح عليها الصافنات وتغتدي / برض القوى منها بوطء الحوافرِ
وتشرق في أوج العواسل منهم / وجوه كأمثال النجوم الزواهرِ
ولهفي لربات الخدور وقد بدت / سوافر تدعو بالليوث الخوادرِ
بني غالب يا خير من عرَّقت بهم / مناجيب فهرٍ كابراً بعد كابرِ
رقدتم وهبَّت في الطفوف أمية / تجرُّ علينا جائحات الجرائر
قضت وترها منكم على القلب وانبرت / تقنعنا عن قلب حرّان واتر
تشج بقضب الهند منكم حناجراً / وقد كنتم منها شجىً في الحناجر
تجشم فينا بطن كل مفازة / وتقطع فينا ظهر أقتم غابرِ
ترامى بنا أيدي المطي سواغباً / تشقُّ بنا في السير قلب الهواجرِ
تحنُّ وقد أورى المصاب فؤادها / حنين هوامي العيس عبرى النواظرِ
كبا طرفُ أشعاري على الأسد الضاري
كبا طرفُ أشعاري على الأسد الضاري / يدلُّ بأنياب ويفري بأظفارِ
جرى قدرٌ جارٍ عليه محتَّم / وهل قدر جارٍ على القدر الجاري
أدار الحمى قد جارَ دهركِ فاضرعي / لقد أزمع الترحال عنك حمى الجارِ
لقد كان قبل اليوم ليلك مبهجا / ترٌّ حواشيه برقَّة أسحارِ
وقد كان عهدي أمس ربعك مربع / بصوب أخي الشؤبوب يزهو بأزهارِ
مسارب أسراب وملعبُ ربربٍ / حدائق أنوار خمائل نوّارِ
وأبطح فياح المهابط نافح / أغارت به الحواذن نافحة الغارِ
وهل درت الفيحاء لا فاح طيبها / تحمل فياحا شذا طيبها الداري
بكرى اليُّ حزناً والعراق لعارضٍ / تقشع ريّاً بل وارياً لمشتارِ
لحقَّ الصفا والمروتين وطيبة / له ادّرعت حزناً مدارع من قار
سرى وعجيج الناس خلف سريره / عجيج حجيج البيت في يوم تناحار
أبا شبَّر واهاً شقيق شبيرها / أو حسن ثاوٍ بسبعة أشبار
يصافح بالصلت الصفيح كأنه / وقد أكل البوغاء صفحة دينارِ
فيا نكبةً أخلت لهاشم منكباً / وقد خزلت ظهراً بأغلب مغوارِ
ويا ثلمة الثغر المخوف بخرقها / فما بعده انسدَّت ثغورٌ لأمصار
لحلَّت حبا الأعلام ستّاً بواحدٍ / له انعقدت أعلام سبعة أقطار
لوت من لويّ البطش كفّاً وساعدا / بأبيض مصقول وأسود خطار
وناعٍ نعي بالأمس هاشم هشمها / طعاماً لأنفار وطعماً لأطيار
فواهاً لبحر الشعر جزرا عروضه / لمن بعد ذاك المد اعرض أشعاري
ذكرتك والدنيا بعيني خطة / فما وسعت همّي عليك وتذكاري
أيصدقني طيف لصالح طارقٌ / تمثل لي زورا على النأي زوار
خبث نار مقرورين صالح والندى / محمد أوقدها فأنت سنا النار
أخو خلقٍ زاك كأنّ تجاره / تقلبُ بالأيدي مفتقة الفارِ
وأخبار فضلٍ عنك صحَّ ابتداؤها / ومبتدآتٍ عنك صحت بأخبار
وحسبُ حسين الفضل فضل يزينه / بتصعيد آراء وتصويب أفكار
فما غرا إلا ريث أنجد فكره / فطوراً بأنجادٍ وطوراً بأغوارِ
وبحرَين زخّارين لجّاً وساحلا / فلجة زخّار تُلطُّ بزخّار
أخيَّ فما الدنيا بخير لطالب / ولا طالب الدنيا عليها بمختار
وكم قائل لي دون قدرك بسطُه / فقلت هي الأقدار تجري بأقدار
ومن باع عرضاً واشترى المال دونه / فقيراط عرضي لا يباع بقنطار
وما المرء ألا وهو يومان دهره / فيوماً بأفراح ويوماً بأكدارِ
ومن قد رأى الدنيا الدنيَّة كاعباً / فإني أراهازيّ شمطاء معطار
عزاءً بني الوحي الكرام فإنما / هو الموت رصدٌ بين وردٍ وإصدار
لئن غابَ بدرٌ مقمرٌ فلأنتم / منابت أزهارٍ ومطلع أقمارِ
وإن غاب عنكم حيث أزهر رمسُه / به ميتاً أحياه معروفه الساري

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025