المجموع : 4
أفضُّ حديث الحب بيني وبينها
أفضُّ حديث الحب بيني وبينها / فأنشر ما تطوي عليه الضمائر
تريك محيا يخجل الشمس طلعة / على ضوئه أضحت تحوم الغدائر
وترنو على بعدٍ إلي بناظر / تحدث عنه المرهفات البواترُ
وترتاع أحياناً لدى السرى ريبة / كما ارتاع ظبي من تهامة نافرُ
أضاميم أسراب تبكر كالقطا / فتخطفها منا البزاة البواكرُ
نظائر أقمار السماء إذا بدت / وليس لأقمار السماء نظائر
صحيحات بيضات النهود كواعبٌ / سوى أنّ أجفانا لهنَّ كواسرُ
خفيفات مستنّ الوشاح إذا مشت / ثقيلات ما التفت عليها المآزرُ
نحيفات ما بين الحشا وهي بدَّن / ضعيفات رجع الطرف وهي قوادر
بلينا بما تبلى المحاجر عنوة / فمن بعد ما تجني علينا المحاجر
إذا مدّت الأجياد قلن جآذر / عواطٍ ولكن أين منها الجآذر
وإن رنّ خلخال اللجين بسوقها / تجبه نضار بالأكف الأساور
غرائب حسن بينهن تعاقد / على الهجر رودٌ كلهن غرائر
أما ومنىً والركن والبيت ذي الصفا / وأكرم ما ضمَّ الصفا والمشاعر
لقد ساغ لي منها على السخط والرضا / ذعاف نوىً تنقدُّ منه الحناجر
أرادوا ليلقوا فيَّ عيباً فلم يروا
أرادوا ليلقوا فيَّ عيباً فلم يروا / فقالوا وما قالوا به لو وعوا فخر
فلا عيب فيه غير أن بشعره / جناساً بديعا والجناس هو الشعر
ألا أي يوم جدَّ فيه ابن أحمد
ألا أي يوم جدَّ فيه ابن أحمد / ترى ما به أيدي الجياد الضوامر
ليوم أراش الكفر منه مهاضةً / فكان على الإسلام أشأم طائرِ
وخُيِّر ما بين اثنتين وقد زكت / نقيبة طلاع إلى العز ثائرِ
فجنبها عن خطة الضيم وانتضى / عزيمته واختار قرع البواترِ
وأنى لها أن يركب الذل ضارعاً / أبي أبى إلّا فروع المنابرِ
فأهوى إليها يشمل بغلمة / تخوض ببحرٍ من دم الشوس زاخرِ
فمن كل قاني البرد أبيض ماجداً / يتوَّج في الهيجاء زرق المغافرِ
إذا ما سطا أعطى المهند حقه / واضمر للعسال عطّ الضمائرِ
فللَه في فتيان صدقٍ توازروا / لنصر ابن طه قبل شدِّ الميازر
إذا انتدبوا تحت العجاج تطالعت / فوارسهم تهفو بشعث الغدائرِ
رجال إذا اشتدَّ الضراب رأيتها / تشدُّ كأمثال النسور الكواسرِ
وإن هي أمَّت معرك الحرب ثلّمت / حدود المواضي في نحور القساورِ
يغوص بها الضربُ الدراك فتلتوي / تلوَّي مكمور الحشا والخواصر
إلى أن تهاوت بالقنا الملد بعدما / أطنَّت أنابيب القنا المتشاجرِ
فتلك بجنب الطف أضحت جسومهم / عواري لو لم ترتدِ بالمفاخرِ
تروح عليها الصافنات وتغتدي / برض القوى منها بوطء الحوافرِ
وتشرق في أوج العواسل منهم / وجوه كأمثال النجوم الزواهرِ
ولهفي لربات الخدور وقد بدت / سوافر تدعو بالليوث الخوادرِ
بني غالب يا خير من عرَّقت بهم / مناجيب فهرٍ كابراً بعد كابرِ
رقدتم وهبَّت في الطفوف أمية / تجرُّ علينا جائحات الجرائر
قضت وترها منكم على القلب وانبرت / تقنعنا عن قلب حرّان واتر
تشج بقضب الهند منكم حناجراً / وقد كنتم منها شجىً في الحناجر
تجشم فينا بطن كل مفازة / وتقطع فينا ظهر أقتم غابرِ
ترامى بنا أيدي المطي سواغباً / تشقُّ بنا في السير قلب الهواجرِ
تحنُّ وقد أورى المصاب فؤادها / حنين هوامي العيس عبرى النواظرِ
كبا طرفُ أشعاري على الأسد الضاري
كبا طرفُ أشعاري على الأسد الضاري / يدلُّ بأنياب ويفري بأظفارِ
جرى قدرٌ جارٍ عليه محتَّم / وهل قدر جارٍ على القدر الجاري
أدار الحمى قد جارَ دهركِ فاضرعي / لقد أزمع الترحال عنك حمى الجارِ
لقد كان قبل اليوم ليلك مبهجا / ترٌّ حواشيه برقَّة أسحارِ
وقد كان عهدي أمس ربعك مربع / بصوب أخي الشؤبوب يزهو بأزهارِ
مسارب أسراب وملعبُ ربربٍ / حدائق أنوار خمائل نوّارِ
وأبطح فياح المهابط نافح / أغارت به الحواذن نافحة الغارِ
وهل درت الفيحاء لا فاح طيبها / تحمل فياحا شذا طيبها الداري
بكرى اليُّ حزناً والعراق لعارضٍ / تقشع ريّاً بل وارياً لمشتارِ
لحقَّ الصفا والمروتين وطيبة / له ادّرعت حزناً مدارع من قار
سرى وعجيج الناس خلف سريره / عجيج حجيج البيت في يوم تناحار
أبا شبَّر واهاً شقيق شبيرها / أو حسن ثاوٍ بسبعة أشبار
يصافح بالصلت الصفيح كأنه / وقد أكل البوغاء صفحة دينارِ
فيا نكبةً أخلت لهاشم منكباً / وقد خزلت ظهراً بأغلب مغوارِ
ويا ثلمة الثغر المخوف بخرقها / فما بعده انسدَّت ثغورٌ لأمصار
لحلَّت حبا الأعلام ستّاً بواحدٍ / له انعقدت أعلام سبعة أقطار
لوت من لويّ البطش كفّاً وساعدا / بأبيض مصقول وأسود خطار
وناعٍ نعي بالأمس هاشم هشمها / طعاماً لأنفار وطعماً لأطيار
فواهاً لبحر الشعر جزرا عروضه / لمن بعد ذاك المد اعرض أشعاري
ذكرتك والدنيا بعيني خطة / فما وسعت همّي عليك وتذكاري
أيصدقني طيف لصالح طارقٌ / تمثل لي زورا على النأي زوار
خبث نار مقرورين صالح والندى / محمد أوقدها فأنت سنا النار
أخو خلقٍ زاك كأنّ تجاره / تقلبُ بالأيدي مفتقة الفارِ
وأخبار فضلٍ عنك صحَّ ابتداؤها / ومبتدآتٍ عنك صحت بأخبار
وحسبُ حسين الفضل فضل يزينه / بتصعيد آراء وتصويب أفكار
فما غرا إلا ريث أنجد فكره / فطوراً بأنجادٍ وطوراً بأغوارِ
وبحرَين زخّارين لجّاً وساحلا / فلجة زخّار تُلطُّ بزخّار
أخيَّ فما الدنيا بخير لطالب / ولا طالب الدنيا عليها بمختار
وكم قائل لي دون قدرك بسطُه / فقلت هي الأقدار تجري بأقدار
ومن باع عرضاً واشترى المال دونه / فقيراط عرضي لا يباع بقنطار
وما المرء ألا وهو يومان دهره / فيوماً بأفراح ويوماً بأكدارِ
ومن قد رأى الدنيا الدنيَّة كاعباً / فإني أراهازيّ شمطاء معطار
عزاءً بني الوحي الكرام فإنما / هو الموت رصدٌ بين وردٍ وإصدار
لئن غابَ بدرٌ مقمرٌ فلأنتم / منابت أزهارٍ ومطلع أقمارِ
وإن غاب عنكم حيث أزهر رمسُه / به ميتاً أحياه معروفه الساري