إليك فما من شيمة الشهم الصبر
إليك فما من شيمة الشهم الصبر / وقد ضاع بين الواترين له وتر
ويهدأ عبد قد أصيب بسادةٍ / أصيبوا وما في من أصابهم حر
فيا موت زر إن الحياة ذميمةً / إذا لم تفل البيض أو تغمز السمر
تسل على أبناء فاطم بيضها / أمي ولا ينشق عن هاشم قبر
تفجر من تلك المناحر أعيناً / ويطلع في الدنيا على حيها فجر
يغيب في الأرض الحسين مضرجاً / وتبزغ شمس للبرية أو بدر
ويورق غصن الدهر حتى كأنما / على ابن رسول اللَه لم يجوع الدهر
ويسقي صوادي الأرض منهمر الحيا / وقد مات عطشاناً فلا نزل القطر
فيا مخرس الموت الزؤام بصارم / ضرائبه شفع وضربته وتر
ويا مرخص النفس الأبية قائلاً / لي الصدر دون العالمين أو القبر
أتطفي غليلي بعد رزئك عبرةً / ولو أن في تسكابها ينقضي العمر
وأني لتعروني لذكراك هزة / كما انتفض العصفور بلله القطر
أتقضي بمصقولٍ ومن جندك القضا / وتظمأ في واد وأنت به بحر
تقصف فيك السمر غير حييةٍ / ولولاك لم تشرع لمشرعها السمر
وبيض أصابت منك ما اسود وجهها / وقد خط منها بالفرند لك الشكر
فلم بعدك الأفلاك دارت وأنها / تحدب منها قبل أن تصب الظهر
وأعجب شيءٍ لم يمر بخاطر / مخدرةٍ نسبي وأنت لها خدر
وتصبح في ذل وأنت معزها / وتهتكها الأعدا وأنت لها ستر
فقدتك فقدان الكواكب بدرها / وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
فمن مبلغٍ أشياخ فهرٍ مقالةً / لا سيافك البتر الفضيحة يا فهر
لمن خيلك الجرد الشوازب والظبى / لمن سابغاتٍ من دلاصك أو بتر
أتأوي الظبي غمداً وفي سيف حربكم / لدى الطف يفري من ذوابتكم نحر
وهل باسم من أسدكم ثغر عابسٍ / وينكت من فيه يمخصرة ثغر
ويا عجباً ما ابيض مفرق طفلكم / ومن دمكم وجه البسيطة محمر
وقل لنزار عرقبوا عادياتكم / فلم يبق من عليا نزار ولا نزر
أيطمع فهري يشمر للوغى / وقد جذ من فهر عرانينها شمر
وهل أسدل ترخى على خفراتكم / وزينب فوق النيب معصمها ستر
يقال سبين الفاطميات حسراً / ولم تزهق الأرواح منكم ولا عذر
حرائر كانت سر طه وإنما / أذيع على عجف المطا ذلك السر
ربائب حجب عدنٍ من بعد حجبها / يؤنبها شمر ويزجرها زجر
إليك نزار لست مطفئة جوى / وإن طلن في الهيجاء أسيافك البتر
فليس لوتر الطف إلا مهند / يرفرف إذ ينضى على حده النصر
بقبضة موتورٍ إذا مد باعه / تقاصر عن أدراك همته النسر