ترفعت أن تبكي من الدار آثارا
ترفعت أن تبكي من الدار آثارا / ألم تكفك الآثار أن تندب الدارا
تخيلت تبكيها وسكانها بها / على م البكا إن تلف داراً وديارا
تخيلت تبكيها خلاء وأهلها / بعينيك تمليها شموساً وأقمارا
تبوء بها والليل غار بنجمه / فانجد منه البعض والبعض قد غارا
قطعنا إليها الليل والخيل والفلا / ركائب شوق سائرين وعمارا
عكوفا وقوفا راحلين على ثرى / تناوح اصداء وتندب أحجارا
تلوم بها صحبي وليت الذي قضى / لها اللوم أقضاها ولوعا وتذكارا
تلوم ومن احدى المصائب عاشق / يراقب عذالاً ويرتاب عذارا
عشية أدنى المؤنسين مدامع / تصوب وأنفاس تصعد تزفارا
خلاء فلا الاحباب أهل بربعها / ولا السالف الديار فيهن ديارا
توهمت والتوحيد ديني أن من / كرامة أهل الدار أن يكرم الجارا
وهل أنا في دعوى الصبابة صادق / إذا لم أرويها سهولاً وأوعارا
وهل في البكا عار على رسم همنة / لبست بها برد الشبيبة أعصارا
تركت لها عيني وما استفيده / من الدهر أوطاراً لقلبي وأوتارا
وركب سرى والليل جم خطوبه / وما اليوم بالمأمون إن سائر سارا
حدت بهم نحو العلى محض عزمة / تفيد الضيا نوراً وتوري الحصا نارا
حجازية لا الثابت العزم ثابت / لديها ولا السيار إن تعد سيارا
يريد بها المجد المؤثل أبلج / قليل غرار الجفن أبيض مغوارا
معيد وغى يثني به البيض والقنا / من الضرب أنهاراً وللطعن آبارا
له سبق العلياء في كل مشهد / وإن بعد السارين فيهن مضمارا
كأني بهم والحرب تذكي ضرامها / وابنائهم بالحرب طائرهم طارا
تحف به الأعداء من كل وجهة / فما قل من عزم وإن قل أنصارا
يلاقي المنايا كالحات وجوهها / طليق المحيا باسم الثغر مسعارا
على مقبل لم تلفه الحرب مدبراً / فما انفك كراراً وما فك كرارا
كأن من الحرب العوان لعينة / مخضبة الاطراف هيفاء معطارا
تراه ولا من ناصر غير سيفه / عرمرم جيش يرهب الجيش جرارا
تخال اذى جال المجال جواده / به البحر زخاراً أو الليث هدارا
حليف ندى سلماً وحرباً فيومه / لدى السلم مثل الحرب منا وايثارا
ترى الطير من حيث استقل ركابه / ووحش الفلا من حيث ما سار قد سارا
ضمن له اسيافه ما يشاءه / فان الفتى لم يفت للضيف منحارا
واقصر شيء عنده عمر سيفه / ولكنه ما زال يسقيه أعمارا
سقى حده كأس الحياة بما سقى / فلو شاء أجراه على الأرض أنهارا
وأظمأ لا يرويه إلا دم الطلى / حريصاً ولو أسقيته المرن مدرارا
إذا اهتز ناجته القلوب كأنما / يفاوضها عن منطق الطعن أسرارا
وخر على وجه التراب كأنه / رعان هوى من قارع الطود فانهار
لقى حيث لا يلقى من الناس مشفقاً / سوى مقتض ديناً ومستأثر ثارا
تحاماه صدر الجيش وهو لما به / فيدير إصداراً ويقبل إدبارا
وتشذر عنه الخيل وهي تؤمه / فتحجم إقداماً وتقدم إصدارا
فيا شقوة البيض البواتر إذ برت / به مرهفاً ماضي العزيمة بتارا
عشية أضحى الكلب كلب ضبابها / يخضب من ليث العرينة أظفارا
فقل لأباة الضيم خلو عن السرى / فلا دافع جوراً ولا مانع جارا
وللخيل خلي عن مداك فلن ترى / ليومك مقداماً على الهول كرارا
وعاثت بها أيدي الأعادي فابرزت / حواسر بعد الصون عوناً وابكارا
أتاها الجوى من حيث أعي فؤادها / احتمالاً واشجاها بروزاً وإضمارا
ينازعها فرط الحيا عظم وجدها / فتغلبه طوراً ويغلب أطوارا
واين مراعاة الحيا من أسيرة / ترى أوجه البلوى عشياً وابكارا
تدافعها أيدي السهول إلى الربا / وترمي بها الاقطار في البيد أقطارا
مهتكة الاستار حسرى تحوطها / من الصون أعلاها حجالاً واستارا
عواري لا تلفي من الشمس ضله / ولا من ظهور العجف في السير أكوارا
بوادي للرائين عن سوء منظر / يسوء الأعادي ناظرات وأنضارا
تهادى بها حسادها وهي بينها / ثواكل لا يملكن نفعاً وإضرارا
تعن لها فوق الرماح كواكب / تفيد الدجى للسفر منهن إسفارا
لها نفحات الروض في خلل القنا / كأن على الارماح منهن اسحارا
بعالي السنان نورها طيب الشذا / فتشرق أنواراً وتعبق نوارا
تسيرى على أنوارها العيس في الدجى / فليس يبالي الركب إن سائر سارا
فيا آخذ الثار المرجى لأهله / على فترة أفديك من آخذ ثارا
أمنتظري طال انتظاري لطلعة / ملئت لها عيني قذى والحشى نارا
أما آن للسيف الذي أنت ربه / يبيد رقاباً فاجراة وفجارا
فقم سيدي فالسيل قد بلغ الزبى / وقد عمت البلوى سهولاً وأوعارا
فمن للهدى يا بن الميامين والندى / فهذا المدى قد جاء والعقل قد حارا
علاناً عداك العار والثار سيدي / خذ الثار يابن المصطفى واكشف العارا
لك الخير إن جئت الطفوف فبلغن / جزيل الثنا منها دياراً وديارا
وقف حيث مبتل الثرى من نحورها / وحيث ترى دمع الفواطم قد مارا
وحيث القبور المشرقات بأهلها / يقاوح آصالاً شذاها وأسحارا
هناك فزدني إن تزدني كرامة / ودعني وما يغني ولوعاً وتزفارا
فيا جنتي بل جنتي يوم فاقتي / ويا وزري ان خفت في الحشر أوزارا