المجموع : 7
عليَّ يَد لِلعيس إِن هِيَ أَرقلت
عليَّ يَد لِلعيس إِن هِيَ أَرقلت / وَراحَت تَجُوب البيد قَفراً عَلى قفر
فَلا رفعت كَفي لَها السوط إِن مَشَت / وَحَلت بِأَكناف الوَصي أَب الغر
وَشمت مَحيا مِنك يَلمَع نُوره / وَغر ثَنايا مِنكَ لامِعَة البشر
إِذا لفَّنا الدَهر المشتت ساعة / فَلَست أُبالي لَو نقلت إِلى قَبري
كَبا الدَهر بِالإِسلام كَبوة عاثر
كَبا الدَهر بِالإِسلام كَبوة عاثر / فَما قامَ حَتّى دَكَهُ بِالحَوافر
وَقَد شَنَّت الأَيّام لِلمَجد غارة / فَما رَجعت إِلا بِنَهب الذَخائر
لعمر الهُدى قَد فاجأ الدَهر عضوه / بِكسر بِهِ لَم يجد لَف الجَبائر
تَمشي الرَدى للمسلمين بغصة / لَها عَثرة بَين الحَشا وَالحَناجر
أَبا أَحمَد ما أَنصفتك قُلوبنا / إِذا لَم نَسلها مِن جُروح المَحاجر
فَقَدناك كَالعلق النَفيس مرصعا / بِجَوهرة الإيمان لا بِالجَواهر
فَقدناك أَضوا مِن شعاع ابنة الضُحى / بِنُورك يَهدي كُل باد وَحاضر
فَقَدناك للدين الحَنيف دَعامة / تَجدد مِن رَسم الهُدى كُل داثر
فَقَدناك غَيثاً ما تَخيل بَرقه / بَصير فَأَنبا أَنَّهُ غَير ماطر
فَقَدناك كَالبحر الخضم سَماحة / تَمد يَمينا يمها غَير جازر
دَفناك وَالتَقوى مَعاً في قَرارة / وَهلنا الثَرى فَوقَ العُلا وَالمَفاخر
نَفضنا يَدينا لالترب أَصابَها / وَلَكنها وَاللَه صفقة خاسر
وَقَفنا حَيارى في ثَراك كَأَنَّنا / أَضعَنا بِذاك التُرب نُور البَصائر
وَأَظلمت الدُنيا لِأَنك نُورها / فَتهنا ضُحى في داجيات الدَياجر
فَلم تَلق إِلّا ذا جُفون قَريحة / يُخالف كَفَّيهِ عَلى قَلب حائر
فَمن نافث نَفث الَّذي ضاقَ صَدره / فَيكظم للمقدور كَظمة صابر
وَمِن راجف خَوف العَذاب يُصيبه / كَأَن الحَشا مِنهُ باجناح طائر
أَناعيه مَهلاً إِن نَعيك جَمرة / كَويت بِها ما بَين طَيّ الخَواطر
رويدك فَاكتم وَيك ما جئتنا بِهِ / فَقَد عدَّه الأَعداء إِحدى البَشائر
نَعيت الفَتى السَبط البنان وَوا / حد الزَمان وَمن يومي لَهُ بالخَناصر
نَعيت الَّذي تَزهو المَنابر باسمه / وَبِالحَق لَو يدعى سراج المَنابر
نَعيت سميراً للمحارب في الدُجى / وَإِن شئت قُل فيهِ جَليس المَحابر
وَفي سمعه صَوت اليراع إِذا شَدى / ألذّ وَأَشهى مِن ضُروب المَزامر
فَجاء بِها للعالمين هِداية / تَقود إلى نَهج الهُدى كُل حائر
أَتى بِعَصا مُوسى لَنا وَهِيَ آية / فَلم يَبقَ لَما ألقيت إفك ساحر
فمدَّ اليد البَيضا فَضاء الهُدى بِها / وَأَعشي لَمّا سامَها كُل كافر
فَلو شاهَدت مِنهُ الأَوائل فَضله / لَدانَت إلى أَهل القُرون الأَواخر
وَتبعت للمستاف راحته شَذى / كَما بَعثت طيباً لطيمة تاجر
فَيا واحداً لَم يَغن ثان غِناءه / وَهَل عَن ذَكا يغني شعاع الزَواهر
كَأَن الليالي أَولدتك وَنفضت / عَلى كثرة الأَولاد أَذيال عاقر
فكُن يا أَبا المَهدي في الخَطب صابراً / فَما اِنقادَت الآمال إِلّا لصابر
نِيابة رب الغَيبتين لَكَ اِنتَهَت / مَواريثها مِن كابر بَعد كابر
وَإِن عُيوناً ما تَراكُم أَئمة / عَلَيها وَرب البَيت ظلمة عائر
مَدَدت إِلى العليا يَداً طالَ باعها / وَكَم لَويت عَن نيلها كف قاصر
فَما كُل جرار العَنان بِسابق / وَما كُل خفاق الجَناح بِكاسر
أَبى الدين أَن يَلقي القياد لِواحد / إِذا لَم يَكُن زاك كَريم العَناصر
لَكَ الملمة البيضاء أَلقَت زِمامَها / فَمُر وَانه فيها خَير ناهٍ وَآمر
إِذا هِيَ قالَت كُنت خَير مصدق / وَإِن هِيَ صالَت كُنت أَصدق ناصر
وَقالَت لَكَ العَلياء مُذ ذقت كاسَها / هَنيئاً مَريئاً غَير داء مخامر
لَكُم دار مَجد وَهِيَ لِلقُدس دارة / وَفيها أَمان مِن صُروف الدَوائر
تَرى الناس أفواجاً يؤمون ساحها / فمن وَارد يَمتار فيها وَصادر
إِذا أَنتَ قَد أَوليتَني يَد منعم / فَبالحتم أَن تجزي باطراء شاكر
وَقلدت مني بِالمَكارم منحرا / يَمد إِلَيهِ الدَهر مدية جازر
وَإِن لَنا في أَحمَد خَير سلوة / رَقيق حَواشي الطَبع عفّ المَآزر
كَأَن أَباه بَيننا اليَوم حاضر / وَكَم غائب شَخصاً بِصُورة حاضر
وَإِني أَراه في شَرى العلم قسورا / وَهَل تَلد الآساد غَير القَساور
وَمن مَد كفا كي يُطاوله بِها / فَقَد مَد كَفا للضئيل المساور
سَقى رَوضة الإِيمان صَوب سَحابة / مِن العَفو لا صَوب السَحاب المَواطر
لَقَد كانَ يَنهاني عَن الشَعر خيفة / عليَّ بأن ألهَو وَيشغل خاطري
وَلَو كانَ يَدري ما أَقول بِمدحه / لآنسه إِذ لا يَرى قَول شاعر
أَتاني كِتاب مِنكَ يا صاحب الوَفا
أَتاني كِتاب مِنكَ يا صاحب الوَفا / جَلى بَصري لَما أَجلت بِهِ فكري
فَفي شعره الشعرى وَفي النَثر نَثرة الس / سَماء لَقَد أَبدَعت بِالشعر وَالنَثر
وَفي كُل مَعنى مِن مَعانيه حكمة / وَفي كُل سَطر مِنهُ سَمط مِن الدُر
إِلى اللَه أَشكُو إِن شَوقك في الحَشا / يَقلبني فَوق الفِراش عَلى جَمر
وَإِني لَأَخفي مِن هَواك أَجله / فَفي بَعضه تَدري وَبِالبَعض لا تدري
تَلوم عَلى قطع المَكاتيب بَيننا / وَلا وَالهَوى ما ملت يَوماً إِلى الهَجر
فَلو أَنَّني أَبدي جَميع صَبابَتي / إِلَيكَ إذاً أَيقنت أن الهَوى عُذري
أَتيت لِأَرض الجسر لَما تَتابَعَت / عَلي سُيولَ الخَطب زاخرها يجري
تَنحيت عَن سَيل الخُطوب فَلَم يَفد / فَخيّل لي أنَّ العُبور عَلى الجسر
فَها أَنا ذا وَالجسر فيَّ تَقطَعَت / حَبائله حَتّى تَوسطَت في البَحر
مَريضيَ لا يشفي وَفهمي خانَني / وَقَد صفرت كَفاي حَتّى مِن الشعر
عَسى اللَه لُطفاً مِنهُ يَجمَع شَملَنا / لَييلات وَصل لا تَعد مِن العُمر
لَقَد قَطَعت عَني أَميمة وَصلَها
لَقَد قَطَعت عَني أَميمة وَصلَها / لِحَملي عَصا ذو صَبوة لَن يَقلها
فَمذ عاتبتني قُلت معتَذِراً لَها / حَملت العَصا لا العَجز أَوجب حَملَها
عليَّ وَلا أَني اِنحنَيت مِن الكبر /
فَما أَوجست نَفسي مِن الشَيب ذلها / لِتلويني ذات المَحاسن مطلها
عَصاً لَم أَكُن لَولا الرِياضة أَهلَها / وَلَكنَّني عوَّدت نَفسي حَملَها
لأ علمها إِني مُقيم عَلى سَفَر /
أَتغضي فِداك الخَلق عَن أَعين عبرى
أَتغضي فِداك الخَلق عَن أَعين عبرى / تود بِأَن تَحظى بطلعتك الغَرا
أَتغضي وَأَجفان النَواصب قَد غَفَت / وَلَم يَرقَبوا أَمناً وَأَجفاننا سَهرا
أَتغضي وَذي أَرزاؤكُم قَد تَتابَعَت / فَجايعها في كُل آن لَنا تَتَرى
أَتغضي وَذاك المَجتَبى سَبط أَحمَد / سَقَتهُ الأَعادي السم حَتّى قَضى قَهرا
أَتغضي وَقَد حامَت عَن الدين عُصبة / قَضَت في عراص الطف أَكبادها حرا
أَتغضي وَقَد أَضحى الحسين بكربلا / وَحيداً وفي خيل العِدى غَصَت الغَبرا
أَتغضي وَقَد نادى الحسين أُمية / يذكرها الأُخرى فَلَم تَنفَع الذِكرى
أَتغضي وَقَد أَضحى لِفهر بكربلا / عَميد بسيف الشمر أَو داجه تَفرى
أَتغضي وَقَد أَضحى الحسين مجدلا / وَمِنهُ عَوادي الخَيل هشمت الصَدرا
أَتغضي وَشمر حزَّ نحر ابن فاطم / وَكان يَشمُّ المُصطَفى ذَلِكَ النَحرا
أَتغضي وَهاتيك البغاث أُمية / بِأجدل آل المصطفى انشبت ظفرا
أَتغضي وَقَد غارَت خُيول أُمية / وَعَن حنق مِنها تَناهَبَت الخدرا
أَتغضي وَهاتيك الفَواطم أبرزت / غداة أَتاها القَوم مِن دَهشة حَسرى
أَتغضي وَهاتيك الفَواطم سيرت / عَلى قتب الاجمال بَينَ العِدى أَسرى
أَتغضي وَرأس السبط لاحَ أَمامَها / عَلى سمهري يَخجل الشمس وَالبَدرا
أَتغضي وَقَد حَنَت عَلى الكور زينب / حَنيناً عَلى أَكفائِها يصدع الصَخرا
أَتغضي وَرَأس السبط يَهدي لِفاسق / دَعيٍّ وَفي عُود لَهُ يَنكث الثَغرا
أَتغضي وَلم تَنهضك شيمة سَيد / وَمِنكُم بَنو سُفيان أَدرَكت الوَترا
مكافاتكم عَنها يَمينيَ تَقصر
مكافاتكم عَنها يَمينيَ تَقصر / وَاتحف ما عِندي الثَنا وَالتشكر
نظرتم عَلى بعد إِلى مَن يحبكم / كَما السحب لِلأَرض المحيلة تَنظر
فَفي كُل عام ديمة مُستهلة / تُغادر أَرضي وَهِيَ بِالرَوض تزهر
وَلم أَرَ سُحباً وَهيَ في جَو حائل / تَسح عَلى أَهل العِراق وَتُمطر
إِذا ذكروا جُود البُحور وَنَفعها / ذكرتكم وَالشَيء بِالشَيء يُذكر
وَإِن مَدَحوا شهب السَماء وَنُورَها / فَأَوجهكم أَحلى جَمالاً وَأَنوَر
وَمَهما تَزد شم الجِبال رَزانة / فَإنكم أَرسى حلوما وَأَوقر
وَللأسد في الإقدام صَبر وَجُرأة / وَلَكنَكُم أَجرا قُلوباً وَأَصبر
لَكَ الخَير يا عَبد العَزيز فَلَيسَ لي / سِواك أَخ للخَير وَالشَر يذخر
لَقَد سَخر الرَحمَن لي مِنكَ راحة / إِذا وَكَفت فَهِيَ السَحاب المُسخر
رُوَيدك قَد بَخلت بِالجُود حاتِما / وَما حاتم في جَنب جُودك يُذكر
فَحاتم لَو يَدري بِبَذلك لِلنَدى / لَقال وَيا حاشاك أَنتَ المبذر
وَلو وزعت أَدنى عَطاياك في الوَرى / بأجمعهم لم يَبقَ بِالأَرض معسر
إِذا ما التقى الجَمعان هَبت نَسائم / مِن اللَه في نَصر الأَمير تبشر
قتلمظ في الهَيجاء بيض سُيوفَكُم / ظوام وَماء المَوت مِنهُن يَقطر
مسلطة أَسيافكم فَكأَنَّها / صَواعق مُزن كُل شَيء تدّمر
فَكَم رَكضت بِالبَغي رَجل قَبيلة / وَما راكض بِالبَغي إِلّا وَيعثر
لَقَد غَرَهُم حلم الأَمير فَأَصبَحَت / تَضج بِلاد اللَه مِنهُم وَتَضجر
فَصبحهم سُلطان نَجد بِغارة / يُغطي السَما مِنها عَجاج وَعَثير
وَشَدَت عَلى قَلب الصُفوف خُيولَه / وَما هَمها إِلّا الرَئيس المشهر
فَما اِفتَرق الجَمعان حَتّى تَجمَعَت / عَلى جثث القَتلى سِباع وَأَنسر
إِذا لاحَ للأَعداء وَجه مُحمد / فَما الرَأي إِلا أَن يُولوا وَيدبروا
وَإِن نشرت راياته نَحوَ معشر / فَفي الدَو لا يَبقى عَلى الأَمن معشر
فَرايتهُ البَيضا بِها الفَتح أَبيَض / وَرايَتهُ الحَمرا بِها المَوت أَحمَر
تَكاد تَزول الأَرضُ رُعباً بِأَهلِها / إِذا شمَّرت عَن ساعد الضَرب شمر
مَناجيب مِن أَعلى قَبائل حمير / وَفيهم لعمر اللَه انجب حمير
أَبو ماجد بِالرَأي دبر أَمرَهُم / وَلِلرَأي قَبل السَيف نعم المدبر
أكتِّم حُبي لابن عم محمد / وَلَكنهُ ما بَين عَينيَّ يَظهر
لَقَد شَدَ فيهِ اللَه أَزر محمد / كَما الذكر عَن مُوسى وَهرون يُذكر
فَكانَ وَزيراً لِلأَمير بِقَوله / وَعَن أَمره يَنهي الأَنام وَيامر
فَلَيتَ الأَمير اِبن الأَمير محمدا / عَلى كُل ذي بَغي مَدى الدَهر ينصر
رَعى اللَه طَيباً جاءَ مِن أَرض مَكة
رَعى اللَه طَيباً جاءَ مِن أَرض مَكة / يَفوح عَبيراً مثل أَنفاس مبدر
أَرى كُل جنس يَستَميل لِجنسه / كَذا الطَيب لا يَهدي لِغَير المعطر