المجموع : 5
لِمَن طَلَلٌ بِالنَعفِ نَعفِ وَقِيرِ
لِمَن طَلَلٌ بِالنَعفِ نَعفِ وَقِيرِ / يُشَبَّهُ مَغناهُ كِتابَ زَبُورِ
أَضَرَّ بِهِ بَعدَ الأُلى عَمَرُوا بِهِ / تَقادُمُ أَرواحٍ وَمَرُّ دُهُورِ
أَقُولُ لِعَبدِ اللَهِ وَالقَلبُ واجِبٌ / وَمِن قَبلِهِ ما قُلتُهُ لِكَثِيرِ
فَما أَنسَ مِلأَ شَياءِ لا أَنسَ مَجلِساً / لَنا وَلَها بِالسَفحِ دُونَ ثَبِيرِ
وَلا قَولَها وَهناً وَقَد بَلَّ نَحرَها / سَوابِقُ دَمعٍ ما يَجِفُّ غَزَيرِ
أَأَنتَ الَّذي حُدِّثتُ أَنَّكَ راحِلٌ / غَداةَ غَدٍ أَو رائِحٌ بِهَجِيرِ
فَقُلتُ يَسِيرٌ بَعضُ يَومٍ أَغيبُهُ / وَما بَعضُ يَومٍ غِبتِه بِيَسِيرِ
أَحِينَ عَصَيتُ العاذِلينَ إِلَيكُمُ / وَنازَعَ حَبلي في هَواكِ أَمِيري
وَأَنهَمَني فِيكِ الأَقارِبُ كُلُّهُم / وَباحَ بِما يُخفى الفُؤادُ ضَمِيري
فَقُلتُ لَها قَولَ أمرئٍ شَفَّهُ الهَوى / إِلَيها وَلَو طالَ الزَمانُ فَقِيرِ
وَيُخفى بِها وَجداً شَديداً وَقَلبُهُ / إِلَيها كَمَشدُودِ الوِثاقِ أَسِيرِ
وَما أَنا إِن شَطَّت بي الدارُ أَودَنَت / بي الدارُ عَنكُم فَاعلَمي بِصَبُور
أَشارَت لِتِربَيها إِلَيَّ وَأَومَضَت / فَأَحبِب بِها مِن مُومِضٍ وَمُشِيرِ
فَلَمّا تَجَلّى لَيلُنا وَبَدَت لَنا / كَواكِبُ فَجرٍ بَعدَ ذاكَ مُنِيرِ
وَقُلنَ أَنطَلِق لا كانَ آخر عَهدِنا / بِمَلقاكَ في سِترٍ سُترتَ سَتِيرِ
فَإِنّا نَخافُ الحَيَّ أَن يَفزَعُوا بِنا / وَعَينَ عَدُوٍّ أَن يَراكَ بَصِيرِ
نَهَضنَ بِأَعجاز ثِقالٍ تُمِيلُها / فَتَسمُو بِأَعناقٍ لَها وَصُدُورِ
كَعِبرِيِّ بانٍ أَثبتَتهُ أُصُولُهُ / يُحَرِّكُ أَعلاهُ نَسيمُ دَبُورِ
فَلَمّا اِستَوَت أَقدامُهُنَّ وَلَم تَكَد / عَلى هُضمِ أَكبادٍ وَلُطفِ خُصُورِ
تَهادى نِعاجِ الرَملِ مَرَّت سَواكِناً / بِأَجرَعَ مُوليِّ الدِماثِ مَطِيرِ
تَرَبَّعنَ غَورَ الأَرضِ حَتّى إِذا بَدَت / مِنَ النَجمِ أَرواحٌ ذَواتُ حَرُورِ
وَأَورَدَ أَهلَ الماءِ غِيّاً وَأَفصَحَت / حَمامَةُ أَيكٍ ناضِرٍ بِهَديرِ
دَعاهُنَّ نَجدٌ لِلجِلاسِ فَذُكِّرَت / ظِلالَ بَساتينٍ بِهِ وَقُصُورِ
وَكُنَّ بِهِ في صيفَةِ الحَيِّ كُلِّها / إِلى سَرَبٍ في رَوضَةٍ وَغَديرِ
أَفي رَسمٍ دارٍ دَمعُكَ المُتَحَدِّرُ
أَفي رَسمٍ دارٍ دَمعُكَ المُتَحَدِّرُ / سَفاهاً وَما اِستِخبارُ ما لَيسَ يُخبِرُ
بِمُجتَمَعِ الرَضمَينِ غَيَّرَهُ البِلى / وَنَكباءُ تُزجى خارِجَ المُورِ صَرصَرُ
وَأَسحَمُ رَجّافٌ مِنَ الدَلوِ مُرزِمٌ / جَرُورٌ إِذا ما رَجَّهُ الرَعدُ مُمطِرُ
تَغَيَّرَ ذاكَ الرَبعُ مِن بَعدِ جِدَّةٍ / وَكُلُّ جَديدٍ مَرَّةً مُتَغَيِّرُ
لِأَسماءَ إِذ قَلبي بِأَسماءَ مُغرَمٌ / وَفي ذِكرِ أَسماءَ المَليحَةِ مُهجَرُ
وَمَمشى ثَلاثٍ بَعدَ هدءٍ كَواعِبٍ / كَمَثلِ الدُمى بَل هُنَّ مِن ذاكَ أَنضَرُ
إِلَيَّ وَقَد بَلَّ الرُبا ساقِطُ النَدى / وَنامَ الأُولى كُنا مِنَ الناسِ نَحذَرُ
تَهادى نِعاجِ الرَملِ مَرَّت سَواكِناً / تُرِيعُ إِلى أُلافِها وَتَأَطَّرُ
بِجَوٍّ مِنَ الجَهراءِ يُمرِج نَبتُهُ / وَيَذهَبُ طُولاً في السَما وَيُحَيَّرُ
يَرُوقُ الأَلاءُ الجَعدُ وَالمَكر وَحشَهُ / وَحُوذانُهُ وَالأُقحُوانُ المُنَوَّرُ
فَلَمّا هَداهُنَّ الجَرِيُّ لِمجلِسٍ / وَهَنَّ بِهِ لَولا التَجاهُلُ أَبصَرُ
يُسَلِّمنَ تَسليماً خَفِياً وَسَقَّطَت / كَما سَقَّطَت ظُلعٌ مِنَ السَيرِ حُسَّرُ
لَها أَرَجٌ مِن زاهِرِ البَقلِ وَالثَرى / وَبُردٌ إِذا ما باشَرَ الجِلدَ يَخصَرُ
فَقالَت لِتِربَيها الغَداةَ تَنَقَّبا / لِعَينٍ وَلا تَستَبعِدا حِينَ أُبصِرُ
وَلا تُظهِرا بُردَيكُما وَعَلَيكُما / كِساءان مِن خَزٍّ بِنَقشٍ وَأَخضَرُ
فَعَدّى فَما هَذا العِتابُ بِنافِعٍ / هَوايَ وَلا مُرجى الهَوى حِينَ يُقصِرُ
وَما أَنسَ مِلأَشياءِ لا أَنسَ قَولَها
وَما أَنسَ مِلأَشياءِ لا أَنسَ قَولَها / لِخادِمِها قُومي إِسأَلي لي عَنِ الوَترِ
فَقالَت يَقولُ الناس في سِتّ عَشرَةٍ / فَلا تُعجِلي مِنهُ فَإِنَّكِ في أَجرِ
فَما لَيلَةٌ عِندي وَإِن قيلَ جُمعَةٌ / وَلا لَيلَةُ الأَضحى وَلا لَيلَةُ الفِطر
بِعادِلَةِ الإِثنَينِ عِندي وَبِالحَرى / يَكُونُ سَواءً مِنهُما لَيلَةُ القَدرِ
إِذا حُرِمَ المَرءُ الحَياءَ فَإِنَّهُ
إِذا حُرِمَ المَرءُ الحَياءَ فَإِنَّهُ / بِكُّلِ قَبِيحٍ كانَ مِنهُ جَديرُ
لَهُ قِحَّةٌ في كُلِّ شَيءٍ وَسِرُّهُ / مُباحٌ وَخِدناهُ خَناً وَغُرُورُ
يَرى الشَتمَ مَدحاً والدَناءَةَ رِفعَةً / وَلِلسَمعِ مِنهُ في العِظاتِ نُفُورُ
وَوَجهُ الحَياءِ مُلبَسٌ جِلدَ رِقَّةٍ / بَغِيضٌ إِلَيهِ ما يَشِينُ كَثِيرُ
فَرَجِّ الفَتى ما دامَ يَحيا فَإِنَّهُ / إِلى خَير حالاتِ المُنيبِ يَصِيرُ
مَعي اِبنُ غَريرٍ واقِفاً في عَباءَةٍ
مَعي اِبنُ غَريرٍ واقِفاً في عَباءَةٍ / لِعَمري لَقَد قَرَّت عُيُونُ بَني نَصرِ