المجموع : 4
عرا فاستمرّ الخطب واستوعب الدهرا
عرا فاستمرّ الخطب واستوعب الدهرا / مصابٌ أهاج الكرب واستأصل الصبرا
وطبق أرجاء البسيطة حزنه / وأحدث روعاً هولهُ هون الحشرا
وجاس خلال الأرض حتى أثارها / إلى الجو نقعاً حجب الشمس والبدرا
ومارت له حتى السماء وزلزلت / له الأرض وانهدت أخاشبها طرا
وغير عجيب أن تمور له السما / ومن أوجها تهوي النجوم على الغبرا
غداة تجلت للكفاح عصابةٌ / لها النسب الوضاح من مضر الحمرا
عدت إذ أعدت آل حرب لحربها / كتائب ضلت رشدها وعتت كبرا
وحيث التقى الجمعان والسبط قائمٌ / يذكرها في بطشه البطشة الكبرى
يكافحها والحرب ترسي جبالها / فتندك منه حين ينظرها شزرا
أراه وأمواج الهياج تلاطمت / يعوم بها مستأنساً باسماً ثغرا
يحيي الظبى طلق المحيا كأنما / تحييه إذ تستل للضرب بالبشرى
ولو لم يكفكفه من الفتك حلمه / لعفى ديار الشرك وأستأصل الكفرا
ومن عجبٍ يشكو الأوام وقلبه / جرى من خلال فجرته القنا نهرا
ولما تجلى الله جل جلاله / له خر تعظيماً له ساجداً شكرا
هوى وهوطود والمواضي كأنها / نسورٌ أبت إِلا مناكبه وكرا
هوى كوكباً وانقض للأرض جوهراً / وما شابت الأعراض طلعته الغرا
وأعظم بخطب زعزع العرش وانحنى / له الفلك الدوار محدوباً ظهرا
غداة أراق الشمر من نحره دماً / له انبجست عين السماء أدمعا حمرا
فيالدماء قد أريقت وياله شجىً / فتت الأكباد حيث جرت هدرا
وإن أنسً لم أنس العوادي جوارياً / ترض القرى من مصدر العلم والصدرا
ولم أنس فتياناً تنادوا لنصره / وللذب عه عانقوا البيض والسمرا
رجالٌ تواصوا حيث طابت أصولهم / وأنفسهم بالصبر حتى قضوا صبرا
وما كنت أدري قبل حمل رؤسهم / بأن العوالي تحمل الأنجم الزهرا
حماةٌ حموا خدراً أبى الله هتكه / فعظمه شأناً وشرَّفه قدرا
فأصبح نهباً للمغاوير بعدهم / ومنه بنات المصطفى أبرزت حسرى
يقنعها بالسوط شمرٌ فان شكت / يؤنبها زجرٌ ويوسعها زجرا
نوائح إلا أنهن ثواكلٌ / عواطش إلا أن أعينها عبرى
يصون بيمناها الحيا ماء وجهها / ويسترها أن اعوز الستر باليسرى
وجوهٌ تضاهيها الشموس فنورها / متى رمقته أعينٌ ردها حسرى
فيالحريمٍ قد أُبيحت وحرمةٍ / بها حرمات الله قد هُتكت جهرا
أقول وقد هاج الفريق لصاحبي / وللبين نار أوهجت كبدي الحرى
أقم صدرها فالركب قوض راحلاً / وقد طوح الحادي فحنت المسرى
ويمم بها وادي الغريين إنه / مقيل أعار المسك من طيبه النشرا
وعرج إلى مغنىً أسر ضريحه / حقيقة سر الله والآية الكبرى
ضريح فما البيت الحرام بحائزٍ / ولا الحجر إلا بالذي حازه فخرا
وعزِ علياً بالحسين ورهطه / وبلغه عني منشدا واغنم الأجرا
إليك أمير المؤمنين شكايةً / تغص شجىً من بثها سعة الغبرا
أراك وقد بادت ذراريك معرضاً / كأنك ما تدري وأنت بها أدرى
ألست الذي لم تخل منه سريرة / ولم يبق سر ما أحاط به خبرا
صبرت وكيف الصبر منك لفادحٍ / عرا وعليه لا تطيق الورى صبرا
أتنسى وهل ينسى لدى الطف موقف / تجدده في كل آن لك الذكرى
تغض وحاشا أن تغض على القذى / جفونا ولم تدرك لأبنائك الوترا
فقم موقظا عزماً له يشهد القضا / إذا جريا في حلبةٍ إنه أجرى
وبأساً يبيد الدهر رعباً وهمةً / تقود بها الأقدار إن أحجمت قسرا
وبادر إلى أرض الطفوف مذكراً / طواغيت حرب حين تغشاهم بدرا
وزلزل بهم أرجاءها واجلب القضا / لادراك ثار الله واستنهض النصرا
فقد عبثت في الذين آل أمية / وغالت رسول الله في ولده جهرا
ألا تعست من أمة ضل سعيها / وسول شيطان غواها لها المكرا
أبت تظهر الإيمان إلا خديعة / وآبت ولكن تبطن الشرك والكفرا
فما اتبعت إلا يعوق ضلالة / كما ابتعت آباؤها قبلها نسرا
وقل لسرايا شيبة الحمد ما لكم / قعدتم وقد ساروا بنسوتكم أسرى
يروق تجليها النواظر تارة / ويحجبها إجلالها تارة أخرى
تنوء بهن اليعملات وكلما / تجوز بها قفراً تجشمها قفرا
فقوموا غضاباً فالمقادير طوعكم / متى شئتم جاءتكم رسلها تترى
وجيئوا بها عدواً وفكوا وثاقها / فقد حملت مما تكابده وقرا
وأعظم ما يشجي الغيور دخولها / إلى مجلس ما بارح اللهو والخمرا
يقارضها فيه يزيد مسبة / ويصرف عنها وجهه معرضاً كبرا
ويقرع ثغر السبط شلت يمينه / فأعظم به قرعاً وأعظم به ثغرا
أينكت ثغرا طيب الدهر ذكره / وما بارح التسبيح والحمد والشكرا
عجبت وما في الدهر إلا عجائبٌ / متى ذهبت أعجوبةٌ فاجأت أخرى
يحكم في خير البرية شرها / وما خلت أشقاها يلي النهي والأمرا
بني الوحي لا أحصي جليل بلائكم / كحسن ثناكم لا أطيق له حصرا
منحتم بأبكار المعاني مشاعري / وصفيتم فكري فأنشأتها بكرا
وردت بها مسترفداً بحر جودكم / عدا رفده من لم يرد ذلك البحرا
مددت يدي فقراً إليكم ولم أكن / أمد يدي يوما إلى غيركم فقرا
خذوا بيدي فالوزر أوهى تجلدي / ولا وزرٌ لي غيركم يرفع الوزرا
كفاني وإن قصرت نسكا وطاعة / ولاكم وحسبي في المعاد به ذخرا
عليكم سلام الله مقدار قدركم / لديه وما مدت أياديكم الدهرا
أنامل مولانا علي لدى الندى
أنامل مولانا علي لدى الندى / لمن يجتديها كل أنملة بحر
فواعجباً للفلك كيف جرت به / وفي ضمنها إني جرت أبحر عشر
واعجب من الواحها حيث مسها / بيمنا علم تثمر ولا اخضرت الدسر
عصيت هوى نفسي صغيراً فعندما
عصيت هوى نفسي صغيراً فعندما / دهتني لليالي بالمشيب وبالكبر
اطعت الهوى عكس القضية ليتني / خلقت كبيراً ثم عدت إلى الصغر
رأيت من التسميط ما سلب النهى
رأيت من التسميط ما سلب النهى / وقرط لي أُذناً وقلد لي نحرا
مضى لابن ميكال وجاء مسمطاً / لمخدوم ميكال فكان به أحرى
ولما أتى موسى به قلت معجزٌ / ولو لم يكن موسى تيقنته سحرا