المجموع : 9
إذا ما اِمتَطَيتُ الفُلكَ مقتحمَ البَحرِ
إذا ما اِمتَطَيتُ الفُلكَ مقتحمَ البَحرِ / وَولَّيتُ ظَهري الهندَ مُنشرح الصَدرِ
فَما لمليكِ الهِند إِن ضاقَ صَدرُهُ / عليَّ يَدٌ تَقضي بنهيٍ ولا أَمرِ
أَلَم يُصغِ للأَعداءِ سَمعاً وقد غدت / عقاربُهم نحوي بكيدِهمُ تَسري
فأوترَ قوسَ الظُلم لي وهو ساخِطٌ / وَسدَّد لي سَهمَ التغطرُسِ والكبرِ
وَسَدَّ عليَّ الطُرقَ من كُلِّ جانِبٍ / وهمَّ بما ضاقَت به ساحة الصَبرِ
إِلى أَن أَرادَ اللَهُ إِنفاذَ أَمرِهِ / على الرَغم منه في مَشيئته أَمري
فَرَدَّ عليه سهمَهُ نحوَ نحرِهِ / وَقلَّد بالنَعماءِ من فضله نَحري
وأَركبني فُلكَ النَجاةِ فأَصبحَت / على ثَبج الدأماءِ سابحةً تَجري
فأَمسَيتُ من تلك المخاوفِ آمناً / وَعادَت أُموري بعد عُسرٍ إِلى يُسرِ
وَكَم كاشِحٍ قد راشَ لي سِهم كَيدِهِ / هناك فأَضحى لا يَريشُ ولا يَبري
وما زالَ صُنعُ اللَه ما زالَ واثِقاً / به عَبدُهُ يُنجيهِ من حَيثُ لا يَدري
كأَنّي بفُلكي حين مَدَّت جَناحَها / وَطارَت مطارَ النسر حَلَّق عن وكرِ
أَسفَّت على المَرسى بشاطئِ جُدَّةٍ / فجدَّدَتِ الأَفراحَ لي طَلعةُ البَرِّ
وَهَبَّ نَسيمُ القُرب من نحو مكَّة / وَلاحَ سَنى البَيتِ المحرَّم والحِجرِ
وَسارَت رِكابي لا تَمَلُّ من السُرى / إِلى مَوطنِ التَقوى وَمُنتجَعِ البِرِّ
إِلى الكَعبَةِ البيتِ الحرام الَّذي عَلا / عَلى كُلِّ عالٍ من بناءٍ ومن قَصرِ
فَطفتُ به سَبعاً وَقبَّلتُ رُكنَه / وأَقبلتُ نحو الحِجر آوي إِلى حِجرِ
وَقَد ساغَ لي من ماءِ زمزمَ شَربةٌ / نقعتُ بها بَعد الصَدى غُلَّة الصَدرِ
هنالك أَلفيتُ المسرَّةَ والهَنا / وَفزتُ بما أَمَّلتُ في سالفِ الدَهرِ
وَقُمتُ بفرض الحَجِّ طوعاً لمن قَضى / على الناس حجَّ البيتِ مُغتَنم الأَجرِ
وَسِرتُ إِلى تلك المشَاعِر راجياً / من اللَه غُفرانَ المآثم والوِزرِ
وَجئتُ مِنىً وَالقَلبُ قد فازَ بالمُنى / وما راعَني بالخَيفِ خَوفٌ من النَفرِ
وَباكرتُ رميي لِلجِمار وإِنَّما / رَميتُ بها قَلب التَباعُدِ بالجَمرِ
أَقمنا ثَلاثاً ليتَها الدَهر كلَّه / إِلى أَن نَفرنا من مِنىً رابعَ العَشرِ
فأبتُ إِلى البَيتِ العَتيق مودِّعاً / له ناوياً عَودي إليه مَدى العُمرِ
ووجَّهتُ وَجهي نحو طَيبةَ قاصِداً / إِلى خير مَقصودٍ من البرِّ والبَحرِ
إِلى السيِّد البَرِّ الَّذي فاض بِرُّهُ / فوافيتُ مِن بحرٍ أَسيرُ إِلى برِّ
إِلى خيرَة اللَه الَّذي شَهِدَ الوَرى / له أَنَّه المُختارُ في عالَمِ الذَرِّ
فقبَّلتُ من مَثواهُ أَعتابَه الَّتي / أَنافَت على هام السِماكَين والنَسرِ
وعفّرتُ وَجهي في ثَراهُ لوجهِهِ / وَطابَ لي التَعفيرُ إِذ جئتُ عن عُفرِ
فَقُلتُ لِقَلبي قد برئتَ من الجوى / وَقُلتُ لِنَفسي قد نجوتِ من العُسرِ
وَقُلتُ لعيني شاهِدي نورَ حضرَةٍ / أَضاءَت به الأَنوارُ في عالَم الأَمرِ
أَتَدرينَ ما هَذا المَقامُ الَّذي سَما / عَلى قِممِ الأَفلاك أَم أَنتِ لم تَدري
مَقامُ النبيِّ المُصطَفى خير من وَفى / محمَّدٍ المحمود في مُنزَلِ الذِكرِ
رَسولِ الهُدى بحرِ النَدى منبعِ الجدا / مبيدِ العِدى مُروي الصَدى كاشِف الضُرِّ
هو المُجتَبى المُختارُ من آلِ هاشِمٍ / فَيا لك من فرع زَكيٍّ ومن نَجرِ
به حازَت العَليا لؤيُّ بن غالبٍ / وَفازَ به سَهما كنانة وَالنَضرِ
قَضى اللَه أَن لا يجمع الفضلَ غيرُهُ / فَكانَ إِليه مُنتهى الفَضلِ وَالفَخرِ
وأَرسلَه الرحمنُ للخلق رحمةً / فأنقذهم بالنور من ظلمةِ الكُفرِ
وأَودَعهُ العَلّامُ أَسرارَ علمهِ / فَكانَ عليها نعمَ مُستودَع السِرِّ
وأَسرى به في لَيلةٍ لسَمائِهِ / فَعادَ وَجَيبُ اللَيل ما شُقَّ عن فَجرِ
وأَوحى إليه الذكرَ بالحَقِّ ناطِقاً / بما قد جَرى في عِلمهِ وبما يَجري
فأَنزلَه في لَيلةِ القَدر جُملَةً / بِعِلمٍ وما أَدراك ما لَيلَةُ القَدرِ
ولقَّنهُ إِيّاهُ بعدُ مُنَجَّماً / نُجوماً تُضيءُ الأفق كالأَنجُم الزُهرِ
مفصَّل آياتٍ حَوَت كلَّ حِكمةٍ / وَمحكم أَحكامٍ تجلُّ عن الحَصرِ
وأَنهضَه بالسَيف للحَيفِ ماحياً / وأَيَّده بالفَتح منه وَبالنَصرِ
فَضاءَت به شَمسُ الهداية واِنجلَت / عَن الدين وَالدُنيا دُجى الغيِّ في بَدرِ
له خُلقٌ لَو لامَسَ الصَخرَ لاِغتدى / أَرَقَّ من الخَنساءِ تَبكي عَلى صَخرِ
وجودٌ لو اِنَّ البَحرَ أُعطي معينَه / جَرى ماؤُهُ عَذباً يمدُّ بِلا جَزرِ
إِذا عبَّس الدَهرُ الضَنينُ لبائِسٍ / تَلقّاه منه بالطَلاقة والبِشرِ
وإِن ضَنَّ بالغيث السحابُ تَهلَّلت / سحائبُ عَشرٌ من أَنامِله العَشرِ
فَفاضَت على العافين كفُّ نَواله / فَكَم كفَّ من عُسرٍ وكم فَكَّ من أَسرِ
وَكَم للنَبيِّ الهاشميِّ عوارِفٌ / يَضيق نطاقُ الحمد عنهنَّ وَالشكرِ
إِليك رَسولَ اللَه أَصبحتُ خائضاً / بحاراً يَغيض الصَبرُ في لُجِّها الغمرِ
على ما براني من ضنىً صحَّ برؤه / وَلَيسَ سوى رُحماك من رائِدٍ يَبري
فأَنعِم سَريعاً بالشِفاءِ لمُسقَمٍ / تقلِّبُه الأَسقامُ بطناً إلى ظَهرِ
وَخذ بنجاتي يا فديتُك عاجِلاً / من الضرِّ والبَلوى ومن خطر البَحرِ
عليك صَلاةُ اللَه ما اِخضرَّت الرُبى / وَماست غصونُ الروض في حللٍ خُضرِ
وآلِك أَربابِ الطَهارة والتُقى / وَصَحبِكَ أَصحابِ النَزاهة والطُهرِ
صَحَّ عَن جوده حَديثُ العَطايا
صَحَّ عَن جوده حَديثُ العَطايا / مُستَفيضاً ما بين بادٍ وقارِ
كَم رجاءٍ فيه رَوى عَن وَفاءٍ / عَن عَطاءٍ عن واصِل عن يَسارِ
أناسٍ عفيفَ الدين أَم أَنتَ ذاكِرُ
أناسٍ عفيفَ الدين أَم أَنتَ ذاكِرُ / عهوداً سَقتهنَّ العِهادُ البواكِرُ
وَمِثلُك من لم ينسَ عَهداً وإنَّما / هوَ الدَهرُ لا يُلفى على الدَهر ناصرُ
وَما أَنتَ مِمَّن يُبخَسُ الودُّ عندَه / ولكن قضاءٌ أَوجَبَتهُ المقادرُ
أَرومُ لك العذرَ الجَميل مُصحِّحاً / وَفاكَ وقد كادَت تَضيقُ المعاذرُ
أُعيذُك أَن أمسي لودِّك عامِراً / وَيُصبحُ ودّي وهو عندك دائرُ
أَبى لكَ أَصلٌ في المروءَة طاهِرٌ / وَفَرعٌ بأَنواع الفتوَّة ظاهِرُ
وإن تُنسِكَ الأَيامُ عَهدي فإنَّني / وحقِّك للعهد القَديم لذاكرُ
إليكَ أَخا الهَيجاءِ نفثةَ موجَعٍ / رآكَ لها أَهلاً فهل أَنت شاكِرُ
ودُم واِبقَ واِسلم ما تأَلَّق بارقٌ / وَهبَّ نَسيمٌ واِستَهلَّت مواطرُ
سَلامٌ شَهيُّ المجتَنى طَيِّبُ النشرِ
سَلامٌ شَهيُّ المجتَنى طَيِّبُ النشرِ / على تلكمُ الأَخلاقِ والأَوجه الغُرِّ
سَلامُ محبٍّ غادرَتهُ يَدُ النوى / يُقَلِّبُ في أَجمير قَلباً على جَمرِ
إِذا عنَّ ذكراكم له فاض جَفنُه / بأَدمعهِ فيضَ الغَمامةَ بالقَطرِ
أَمّا واِبتسام الرَوضِ عن شَنَبِ الزَهرِ
أَمّا واِبتسام الرَوضِ عن شَنَبِ الزَهرِ / وَإِسفارِ وجه الأُفق عن غُرَّةِ الفَجرِ
وَنَشرِ الخُزامى فاحَ في طَيِّ نَسمةٍ / سرت من رُبى سَلعٍ وطيبةَ والحِجرِ
وَبرقٍ سَرى لَيلاً بأكناف حاجرٍ / فجدَّد لي شَوقاً إِلى بارقِ الثَغرِ
وَسجعِ حمامِ الأيك في عَذَباتِها / تميسُ بها الأَغصانُ في حُلَلٍ خُضرِ
لَقَد هاجَ وَجدي ذكرُ آرام رامةٍ / وأورى بِقَلبي ناره لاعجُ الذِكرِ
فَبتُّ بِقَلبٍ كلَّما ناحَ طائِرٌ / تطايرَ من أَنفاسهِ شررُ الجمرِ
وَعبرة عَينٍ لا تجفُّ جفونُها / إِذا هتفت أَيكيَّةٌ أَقبلت تَجري
أراعي دُجىً لا يَستَحيلُ ظَلامُها / وأَنجمَ لَيلٍ لا تَسيرُ ولا تَسري
وأَصبو إِلى عَصرٍ تقضّى بحاجرٍ / فَيا حاجِراً سَقياً لعَصركَ من عَصرِ
إِذِ العيشُ غَضٌّ وَالشَبيبةُ نضرَةٌ / أَميسُ بها كالغُصنِ في الورَق النَضرِ
لَياليَ لا أَرضى من الوصل بالمُنى / ولا أَتَحسّى أكؤسَ الهمِّ بالصَبرِ
أَحبّايَ لي في كُلِّ يوم وَلَيلَةٍ
أَحبّايَ لي في كُلِّ يوم وَلَيلَةٍ / بذكراكم نارٌ من الشوق تَسعرُ
إذا ما رأَيتُ الصُبحَ وَالبَدرُ طالِعٌ / ذكرتكمُ والشيءُ بالشيءِ يُذكرُ
فَيا حَسرَتا كَم لي عَلى البُعد والنوى / حنينٌ وَوَجدٌ دائمٌ وتحسُّرُ
يلومونَني أَن همتُ وَجداً بحبِّكم / كأَنَّ هُيامي في المَحبَّة مُنكرُ
وَلَو كابَدوا وجدَ الصَبابَة أَيقَنوا / بأَنّي على فرط الكآبة أعذرُ
أُلامُ عَلى ما لا أُطيقُ وإنَّما / يُلامُ الفَتى فيما يُطيق وَيَقدِرُ
إِذا قُلتُ للقَلب اِصطَبِر لِفراقِهم / فإنَّ جَميلَ الصَبر بالحُرِّ أَجدَرُ
يَقول اِستعِر قَلباً سوايَ وقل له / ليصبِر فإنّي عنهم لَستُ أَصبرُ
سَلا دارَها أن أَنبأ الطَلَلُ القفرُ
سَلا دارَها أن أَنبأ الطَلَلُ القفرُ / أَجادَ فروّاها سِوى أَدمعي قطرُ
وَهَل أَوقدَ السارون ناراً بأرضها / فَكانَ لَها إلّا لظى كَبِدي جَمرُ
وَما شَغَفي بالدار أَبكي رسُومَها / وأَندبُها لَولا الصَبابةُ وَالذِكرُ
ذكرتُ بها أَيّامَ جُملٍ وعهدُها / جَميلٌ وَفينانُ الصِبا مونقٌ نَضرُ
إِذِ العيشُ صَفوٌ والحَبائِبُ جيرةٌ / وَروضُ الهَوى غضٌّ حدائقه خُضرُ
أَميسُ اِرتياحاً في بُلهنية الصِبا / تعانقني شَمسٌ وَيلثمني بَدرُ
وَغَيداء من عُليا لؤيِّ بن غالبٍ / حَمتها المواضي والمثقَّفةُ السُمرُ
وأقسمُ لو لَم تحمِها البيضُ والقَنا / لأغنى غناها الخُنزوانةُ والكبرُ
هيَ الظبيةُ الأدماءُ لَولا قوامُها / وَشَمسُ الضُحى لَولا المباسمُ وَالثغرُ
تُطاولُ زُهرَ الأفق أَزهارُ نَعتها / وَيستنزلُ الشِعرى لأَوصافها الشِعرُ
أَطعتُ هَواها ما اِستَطَعتُ ولم يكن / لغير الهَوى نهيٌ عليَّ ولا أَمرُ
لَقَد ضَلَّ مشغوفُ الفؤاد بغادَةٍ / معدُّ بن عَدنانٍ بن أدٍّ لها نَجرُ
إِذا نُثِرَت يَوماً كِنانةُ ناظرٍ / لعاشِقها ثارَت كِنانةُ وَالنضرُ
يَغارون أَن يَهوى فَتاهم فتاتَهم / وَهَل في هوى خلٍّ لخلَّته نُكرُ
وَما ضَرَّهم لو لُفَّ شَملي بشَملها / وَقَد لَفَّت الأَعراقَ ما بيننا فِهرُ
إِلى اللَه من حُبّي فَتاةً مَنيعةً / وَفائي لها ما بين أَقوامها غدرُ
تُطِلُّ دماء العاشقين لعلمها / بأَنَّ دماءَ العاشقين لها هَدرُ
كأَنَّ لها وتراً على كُلِّ عاشقٍ / وَقَد أَقسمت أَن لا ينامَ لها وترُ
أعاذلُ مَهلاً غيرُ سَمعي للائمٍ / فَقَد ظهر المكنونُ واِتَّضح العُذرُ
لعمري لَقَد حاولتَ نُصحي وإنَّما / بِسَمعيَ عمّا أَنتَ مُسمعُهُ وقرُ
وَقبلَك لامَ اللائمون فَلَم يَكن / لهم عند أَهل العشق حمدٌ ولا أَجرُ
وَمِن قَبلُ ما لَجَّ المحبُّون في الهَوى / وَما جَهِلوا أَنَّ الهوى مركبٌ وَعرُ
وَأَمسوا يَرومون الوصال فأَصبحوا / وأَيديهمُ مِمّا يَرومونَه صِفرُ
وَما نَكِرَ العشّاق هَجراً ولا قِلىً / فَما طابَ وصلٌ قطُّ لَو لَم يكن هَجرُ
وإِنّي على ما بي من الوَجدِ والأَسى / لذو مِرَّة لا يستفزُّنيَ الدَهرُ
أَرى الصَبرَ مِثلَ الشهد طعماً إذا عرت / مُلمَّاتهُ وَالصَبرُ مثلُ اسمِه صَبرُ
وإنّي من القَوم الألى شيَّدوا العُلى / إِذا نقموا ضرّوا وإِن نعموا بَرّوا
وإِن وَعَدوا أَوفوا وإِن أَوعَدوا عَفوا / وإِن غَضِبوا ساؤوا وإِن حلموا سَرّوا
هُمُ سادةُ الدنيا وَساسَةُ أَهلها / وهم غررُ العَليا وأَنجمُها الزُهرُ
بَنو هاشمٍ رهطُ النَبيِّ محمَّدٍ / به لهم دون الوَرى وَجَبَ الفَخرُ
هُمُ أَصلُه الزاكي ومحتِدُه الَّذي / زَكا فَزَكا فَرعٌ له وَذكا نشرُ
وَهَل يُنبِتُ الخَطّيَّ إِلّا وَشيجُهُ / وَيطلع إلّا في حدائقه الزَهرُ
أَلا أَيُّها الساعي ليُدرِكَ شأوَهم / رويدَك لا تجهَد فَقَد قُضيَ الأَمرُ
وَإِن كنتَ في شَكٍّ مُريبٍ فَسَل بهم / خَبيراً فعنهم صدَّق الخَبَر الخُبرُ
وَقَد ينكرُ الصبحَ المنير أَخو عمىً / وإِلّا فما بالصُبح عن ناظِرٍ سَترُ
إِذا عُدَّ منهم أَحمدٌ واِبنُ عمِّه / وَعَمّاهُ واِبناهُ وبضعَتُهُ الطُهرُ
وعترتُه الغرُّ الهداةُ ومن لهم / مَناقبُ لا تَفنى وإِن فَنيَ الدهرُ
فَقَد أَحرَزوا دونَ الأنام مفاخراً / تَضيق لأدناها البَسيطةُ والبَحرُ
أولئك آبائي فجئني بمثلهم / إِذا جمع الأَقيالَ أَنديةٌ زُهرُ
عليهم صَلاةُ اللَه ما ذرَّ شارِقٌ / وَما لاحَ في الآفاق من نورهم فجرُ
وَلِلَّه ظبيٌ كالهلالِ جبينُه
وَلِلَّه ظبيٌ كالهلالِ جبينُه / رماني بسهمٍ من جُفونٍ فواترِ
جرَت بمآقيها الدُموع كأَنَّها / مياهُ فرندٍ في شِفار بَواتِرِ
يُشيرُ بطرفٍ وهو يَرتاعُ خيفةً / كَما اِرتاع ظبيٌ خوفَ كفَّةِ جازرِ
وَعَيناهُ مَملوءانِ دمعاً كنرجسٍ / عليه سَقيطُ الطلِّ ليس بقاطِرِ
وأقسم بالبُزلِ النوافج في البُرى
وأقسم بالبُزلِ النوافج في البُرى / تؤمُّ منىً والنافِراتِ ضُحى النَفرِ
فَما لجَّة الدأماءِ يوماً تَقاذَفَت / بها عاصفٌ نَكباءُ في شاطئ البحرِ
بأَكثرَ من قَلبي اِضطراباً وَلَم تَعِث / يدُ الدَهر فينا بَل حذار يد الدَهرِ