القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ مَعصُوم المَدَني الكل
المجموع : 9
إذا ما اِمتَطَيتُ الفُلكَ مقتحمَ البَحرِ
إذا ما اِمتَطَيتُ الفُلكَ مقتحمَ البَحرِ / وَولَّيتُ ظَهري الهندَ مُنشرح الصَدرِ
فَما لمليكِ الهِند إِن ضاقَ صَدرُهُ / عليَّ يَدٌ تَقضي بنهيٍ ولا أَمرِ
أَلَم يُصغِ للأَعداءِ سَمعاً وقد غدت / عقاربُهم نحوي بكيدِهمُ تَسري
فأوترَ قوسَ الظُلم لي وهو ساخِطٌ / وَسدَّد لي سَهمَ التغطرُسِ والكبرِ
وَسَدَّ عليَّ الطُرقَ من كُلِّ جانِبٍ / وهمَّ بما ضاقَت به ساحة الصَبرِ
إِلى أَن أَرادَ اللَهُ إِنفاذَ أَمرِهِ / على الرَغم منه في مَشيئته أَمري
فَرَدَّ عليه سهمَهُ نحوَ نحرِهِ / وَقلَّد بالنَعماءِ من فضله نَحري
وأَركبني فُلكَ النَجاةِ فأَصبحَت / على ثَبج الدأماءِ سابحةً تَجري
فأَمسَيتُ من تلك المخاوفِ آمناً / وَعادَت أُموري بعد عُسرٍ إِلى يُسرِ
وَكَم كاشِحٍ قد راشَ لي سِهم كَيدِهِ / هناك فأَضحى لا يَريشُ ولا يَبري
وما زالَ صُنعُ اللَه ما زالَ واثِقاً / به عَبدُهُ يُنجيهِ من حَيثُ لا يَدري
كأَنّي بفُلكي حين مَدَّت جَناحَها / وَطارَت مطارَ النسر حَلَّق عن وكرِ
أَسفَّت على المَرسى بشاطئِ جُدَّةٍ / فجدَّدَتِ الأَفراحَ لي طَلعةُ البَرِّ
وَهَبَّ نَسيمُ القُرب من نحو مكَّة / وَلاحَ سَنى البَيتِ المحرَّم والحِجرِ
وَسارَت رِكابي لا تَمَلُّ من السُرى / إِلى مَوطنِ التَقوى وَمُنتجَعِ البِرِّ
إِلى الكَعبَةِ البيتِ الحرام الَّذي عَلا / عَلى كُلِّ عالٍ من بناءٍ ومن قَصرِ
فَطفتُ به سَبعاً وَقبَّلتُ رُكنَه / وأَقبلتُ نحو الحِجر آوي إِلى حِجرِ
وَقَد ساغَ لي من ماءِ زمزمَ شَربةٌ / نقعتُ بها بَعد الصَدى غُلَّة الصَدرِ
هنالك أَلفيتُ المسرَّةَ والهَنا / وَفزتُ بما أَمَّلتُ في سالفِ الدَهرِ
وَقُمتُ بفرض الحَجِّ طوعاً لمن قَضى / على الناس حجَّ البيتِ مُغتَنم الأَجرِ
وَسِرتُ إِلى تلك المشَاعِر راجياً / من اللَه غُفرانَ المآثم والوِزرِ
وَجئتُ مِنىً وَالقَلبُ قد فازَ بالمُنى / وما راعَني بالخَيفِ خَوفٌ من النَفرِ
وَباكرتُ رميي لِلجِمار وإِنَّما / رَميتُ بها قَلب التَباعُدِ بالجَمرِ
أَقمنا ثَلاثاً ليتَها الدَهر كلَّه / إِلى أَن نَفرنا من مِنىً رابعَ العَشرِ
فأبتُ إِلى البَيتِ العَتيق مودِّعاً / له ناوياً عَودي إليه مَدى العُمرِ
ووجَّهتُ وَجهي نحو طَيبةَ قاصِداً / إِلى خير مَقصودٍ من البرِّ والبَحرِ
إِلى السيِّد البَرِّ الَّذي فاض بِرُّهُ / فوافيتُ مِن بحرٍ أَسيرُ إِلى برِّ
إِلى خيرَة اللَه الَّذي شَهِدَ الوَرى / له أَنَّه المُختارُ في عالَمِ الذَرِّ
فقبَّلتُ من مَثواهُ أَعتابَه الَّتي / أَنافَت على هام السِماكَين والنَسرِ
وعفّرتُ وَجهي في ثَراهُ لوجهِهِ / وَطابَ لي التَعفيرُ إِذ جئتُ عن عُفرِ
فَقُلتُ لِقَلبي قد برئتَ من الجوى / وَقُلتُ لِنَفسي قد نجوتِ من العُسرِ
وَقُلتُ لعيني شاهِدي نورَ حضرَةٍ / أَضاءَت به الأَنوارُ في عالَم الأَمرِ
أَتَدرينَ ما هَذا المَقامُ الَّذي سَما / عَلى قِممِ الأَفلاك أَم أَنتِ لم تَدري
مَقامُ النبيِّ المُصطَفى خير من وَفى / محمَّدٍ المحمود في مُنزَلِ الذِكرِ
رَسولِ الهُدى بحرِ النَدى منبعِ الجدا / مبيدِ العِدى مُروي الصَدى كاشِف الضُرِّ
هو المُجتَبى المُختارُ من آلِ هاشِمٍ / فَيا لك من فرع زَكيٍّ ومن نَجرِ
به حازَت العَليا لؤيُّ بن غالبٍ / وَفازَ به سَهما كنانة وَالنَضرِ
قَضى اللَه أَن لا يجمع الفضلَ غيرُهُ / فَكانَ إِليه مُنتهى الفَضلِ وَالفَخرِ
وأَرسلَه الرحمنُ للخلق رحمةً / فأنقذهم بالنور من ظلمةِ الكُفرِ
وأَودَعهُ العَلّامُ أَسرارَ علمهِ / فَكانَ عليها نعمَ مُستودَع السِرِّ
وأَسرى به في لَيلةٍ لسَمائِهِ / فَعادَ وَجَيبُ اللَيل ما شُقَّ عن فَجرِ
وأَوحى إليه الذكرَ بالحَقِّ ناطِقاً / بما قد جَرى في عِلمهِ وبما يَجري
فأَنزلَه في لَيلةِ القَدر جُملَةً / بِعِلمٍ وما أَدراك ما لَيلَةُ القَدرِ
ولقَّنهُ إِيّاهُ بعدُ مُنَجَّماً / نُجوماً تُضيءُ الأفق كالأَنجُم الزُهرِ
مفصَّل آياتٍ حَوَت كلَّ حِكمةٍ / وَمحكم أَحكامٍ تجلُّ عن الحَصرِ
وأَنهضَه بالسَيف للحَيفِ ماحياً / وأَيَّده بالفَتح منه وَبالنَصرِ
فَضاءَت به شَمسُ الهداية واِنجلَت / عَن الدين وَالدُنيا دُجى الغيِّ في بَدرِ
له خُلقٌ لَو لامَسَ الصَخرَ لاِغتدى / أَرَقَّ من الخَنساءِ تَبكي عَلى صَخرِ
وجودٌ لو اِنَّ البَحرَ أُعطي معينَه / جَرى ماؤُهُ عَذباً يمدُّ بِلا جَزرِ
إِذا عبَّس الدَهرُ الضَنينُ لبائِسٍ / تَلقّاه منه بالطَلاقة والبِشرِ
وإِن ضَنَّ بالغيث السحابُ تَهلَّلت / سحائبُ عَشرٌ من أَنامِله العَشرِ
فَفاضَت على العافين كفُّ نَواله / فَكَم كفَّ من عُسرٍ وكم فَكَّ من أَسرِ
وَكَم للنَبيِّ الهاشميِّ عوارِفٌ / يَضيق نطاقُ الحمد عنهنَّ وَالشكرِ
إِليك رَسولَ اللَه أَصبحتُ خائضاً / بحاراً يَغيض الصَبرُ في لُجِّها الغمرِ
على ما براني من ضنىً صحَّ برؤه / وَلَيسَ سوى رُحماك من رائِدٍ يَبري
فأَنعِم سَريعاً بالشِفاءِ لمُسقَمٍ / تقلِّبُه الأَسقامُ بطناً إلى ظَهرِ
وَخذ بنجاتي يا فديتُك عاجِلاً / من الضرِّ والبَلوى ومن خطر البَحرِ
عليك صَلاةُ اللَه ما اِخضرَّت الرُبى / وَماست غصونُ الروض في حللٍ خُضرِ
وآلِك أَربابِ الطَهارة والتُقى / وَصَحبِكَ أَصحابِ النَزاهة والطُهرِ
صَحَّ عَن جوده حَديثُ العَطايا
صَحَّ عَن جوده حَديثُ العَطايا / مُستَفيضاً ما بين بادٍ وقارِ
كَم رجاءٍ فيه رَوى عَن وَفاءٍ / عَن عَطاءٍ عن واصِل عن يَسارِ
أناسٍ عفيفَ الدين أَم أَنتَ ذاكِرُ
أناسٍ عفيفَ الدين أَم أَنتَ ذاكِرُ / عهوداً سَقتهنَّ العِهادُ البواكِرُ
وَمِثلُك من لم ينسَ عَهداً وإنَّما / هوَ الدَهرُ لا يُلفى على الدَهر ناصرُ
وَما أَنتَ مِمَّن يُبخَسُ الودُّ عندَه / ولكن قضاءٌ أَوجَبَتهُ المقادرُ
أَرومُ لك العذرَ الجَميل مُصحِّحاً / وَفاكَ وقد كادَت تَضيقُ المعاذرُ
أُعيذُك أَن أمسي لودِّك عامِراً / وَيُصبحُ ودّي وهو عندك دائرُ
أَبى لكَ أَصلٌ في المروءَة طاهِرٌ / وَفَرعٌ بأَنواع الفتوَّة ظاهِرُ
وإن تُنسِكَ الأَيامُ عَهدي فإنَّني / وحقِّك للعهد القَديم لذاكرُ
إليكَ أَخا الهَيجاءِ نفثةَ موجَعٍ / رآكَ لها أَهلاً فهل أَنت شاكِرُ
ودُم واِبقَ واِسلم ما تأَلَّق بارقٌ / وَهبَّ نَسيمٌ واِستَهلَّت مواطرُ
سَلامٌ شَهيُّ المجتَنى طَيِّبُ النشرِ
سَلامٌ شَهيُّ المجتَنى طَيِّبُ النشرِ / على تلكمُ الأَخلاقِ والأَوجه الغُرِّ
سَلامُ محبٍّ غادرَتهُ يَدُ النوى / يُقَلِّبُ في أَجمير قَلباً على جَمرِ
إِذا عنَّ ذكراكم له فاض جَفنُه / بأَدمعهِ فيضَ الغَمامةَ بالقَطرِ
أَمّا واِبتسام الرَوضِ عن شَنَبِ الزَهرِ
أَمّا واِبتسام الرَوضِ عن شَنَبِ الزَهرِ / وَإِسفارِ وجه الأُفق عن غُرَّةِ الفَجرِ
وَنَشرِ الخُزامى فاحَ في طَيِّ نَسمةٍ / سرت من رُبى سَلعٍ وطيبةَ والحِجرِ
وَبرقٍ سَرى لَيلاً بأكناف حاجرٍ / فجدَّد لي شَوقاً إِلى بارقِ الثَغرِ
وَسجعِ حمامِ الأيك في عَذَباتِها / تميسُ بها الأَغصانُ في حُلَلٍ خُضرِ
لَقَد هاجَ وَجدي ذكرُ آرام رامةٍ / وأورى بِقَلبي ناره لاعجُ الذِكرِ
فَبتُّ بِقَلبٍ كلَّما ناحَ طائِرٌ / تطايرَ من أَنفاسهِ شررُ الجمرِ
وَعبرة عَينٍ لا تجفُّ جفونُها / إِذا هتفت أَيكيَّةٌ أَقبلت تَجري
أراعي دُجىً لا يَستَحيلُ ظَلامُها / وأَنجمَ لَيلٍ لا تَسيرُ ولا تَسري
وأَصبو إِلى عَصرٍ تقضّى بحاجرٍ / فَيا حاجِراً سَقياً لعَصركَ من عَصرِ
إِذِ العيشُ غَضٌّ وَالشَبيبةُ نضرَةٌ / أَميسُ بها كالغُصنِ في الورَق النَضرِ
لَياليَ لا أَرضى من الوصل بالمُنى / ولا أَتَحسّى أكؤسَ الهمِّ بالصَبرِ
أَحبّايَ لي في كُلِّ يوم وَلَيلَةٍ
أَحبّايَ لي في كُلِّ يوم وَلَيلَةٍ / بذكراكم نارٌ من الشوق تَسعرُ
إذا ما رأَيتُ الصُبحَ وَالبَدرُ طالِعٌ / ذكرتكمُ والشيءُ بالشيءِ يُذكرُ
فَيا حَسرَتا كَم لي عَلى البُعد والنوى / حنينٌ وَوَجدٌ دائمٌ وتحسُّرُ
يلومونَني أَن همتُ وَجداً بحبِّكم / كأَنَّ هُيامي في المَحبَّة مُنكرُ
وَلَو كابَدوا وجدَ الصَبابَة أَيقَنوا / بأَنّي على فرط الكآبة أعذرُ
أُلامُ عَلى ما لا أُطيقُ وإنَّما / يُلامُ الفَتى فيما يُطيق وَيَقدِرُ
إِذا قُلتُ للقَلب اِصطَبِر لِفراقِهم / فإنَّ جَميلَ الصَبر بالحُرِّ أَجدَرُ
يَقول اِستعِر قَلباً سوايَ وقل له / ليصبِر فإنّي عنهم لَستُ أَصبرُ
سَلا دارَها أن أَنبأ الطَلَلُ القفرُ
سَلا دارَها أن أَنبأ الطَلَلُ القفرُ / أَجادَ فروّاها سِوى أَدمعي قطرُ
وَهَل أَوقدَ السارون ناراً بأرضها / فَكانَ لَها إلّا لظى كَبِدي جَمرُ
وَما شَغَفي بالدار أَبكي رسُومَها / وأَندبُها لَولا الصَبابةُ وَالذِكرُ
ذكرتُ بها أَيّامَ جُملٍ وعهدُها / جَميلٌ وَفينانُ الصِبا مونقٌ نَضرُ
إِذِ العيشُ صَفوٌ والحَبائِبُ جيرةٌ / وَروضُ الهَوى غضٌّ حدائقه خُضرُ
أَميسُ اِرتياحاً في بُلهنية الصِبا / تعانقني شَمسٌ وَيلثمني بَدرُ
وَغَيداء من عُليا لؤيِّ بن غالبٍ / حَمتها المواضي والمثقَّفةُ السُمرُ
وأقسمُ لو لَم تحمِها البيضُ والقَنا / لأغنى غناها الخُنزوانةُ والكبرُ
هيَ الظبيةُ الأدماءُ لَولا قوامُها / وَشَمسُ الضُحى لَولا المباسمُ وَالثغرُ
تُطاولُ زُهرَ الأفق أَزهارُ نَعتها / وَيستنزلُ الشِعرى لأَوصافها الشِعرُ
أَطعتُ هَواها ما اِستَطَعتُ ولم يكن / لغير الهَوى نهيٌ عليَّ ولا أَمرُ
لَقَد ضَلَّ مشغوفُ الفؤاد بغادَةٍ / معدُّ بن عَدنانٍ بن أدٍّ لها نَجرُ
إِذا نُثِرَت يَوماً كِنانةُ ناظرٍ / لعاشِقها ثارَت كِنانةُ وَالنضرُ
يَغارون أَن يَهوى فَتاهم فتاتَهم / وَهَل في هوى خلٍّ لخلَّته نُكرُ
وَما ضَرَّهم لو لُفَّ شَملي بشَملها / وَقَد لَفَّت الأَعراقَ ما بيننا فِهرُ
إِلى اللَه من حُبّي فَتاةً مَنيعةً / وَفائي لها ما بين أَقوامها غدرُ
تُطِلُّ دماء العاشقين لعلمها / بأَنَّ دماءَ العاشقين لها هَدرُ
كأَنَّ لها وتراً على كُلِّ عاشقٍ / وَقَد أَقسمت أَن لا ينامَ لها وترُ
أعاذلُ مَهلاً غيرُ سَمعي للائمٍ / فَقَد ظهر المكنونُ واِتَّضح العُذرُ
لعمري لَقَد حاولتَ نُصحي وإنَّما / بِسَمعيَ عمّا أَنتَ مُسمعُهُ وقرُ
وَقبلَك لامَ اللائمون فَلَم يَكن / لهم عند أَهل العشق حمدٌ ولا أَجرُ
وَمِن قَبلُ ما لَجَّ المحبُّون في الهَوى / وَما جَهِلوا أَنَّ الهوى مركبٌ وَعرُ
وَأَمسوا يَرومون الوصال فأَصبحوا / وأَيديهمُ مِمّا يَرومونَه صِفرُ
وَما نَكِرَ العشّاق هَجراً ولا قِلىً / فَما طابَ وصلٌ قطُّ لَو لَم يكن هَجرُ
وإِنّي على ما بي من الوَجدِ والأَسى / لذو مِرَّة لا يستفزُّنيَ الدَهرُ
أَرى الصَبرَ مِثلَ الشهد طعماً إذا عرت / مُلمَّاتهُ وَالصَبرُ مثلُ اسمِه صَبرُ
وإنّي من القَوم الألى شيَّدوا العُلى / إِذا نقموا ضرّوا وإِن نعموا بَرّوا
وإِن وَعَدوا أَوفوا وإِن أَوعَدوا عَفوا / وإِن غَضِبوا ساؤوا وإِن حلموا سَرّوا
هُمُ سادةُ الدنيا وَساسَةُ أَهلها / وهم غررُ العَليا وأَنجمُها الزُهرُ
بَنو هاشمٍ رهطُ النَبيِّ محمَّدٍ / به لهم دون الوَرى وَجَبَ الفَخرُ
هُمُ أَصلُه الزاكي ومحتِدُه الَّذي / زَكا فَزَكا فَرعٌ له وَذكا نشرُ
وَهَل يُنبِتُ الخَطّيَّ إِلّا وَشيجُهُ / وَيطلع إلّا في حدائقه الزَهرُ
أَلا أَيُّها الساعي ليُدرِكَ شأوَهم / رويدَك لا تجهَد فَقَد قُضيَ الأَمرُ
وَإِن كنتَ في شَكٍّ مُريبٍ فَسَل بهم / خَبيراً فعنهم صدَّق الخَبَر الخُبرُ
وَقَد ينكرُ الصبحَ المنير أَخو عمىً / وإِلّا فما بالصُبح عن ناظِرٍ سَترُ
إِذا عُدَّ منهم أَحمدٌ واِبنُ عمِّه / وَعَمّاهُ واِبناهُ وبضعَتُهُ الطُهرُ
وعترتُه الغرُّ الهداةُ ومن لهم / مَناقبُ لا تَفنى وإِن فَنيَ الدهرُ
فَقَد أَحرَزوا دونَ الأنام مفاخراً / تَضيق لأدناها البَسيطةُ والبَحرُ
أولئك آبائي فجئني بمثلهم / إِذا جمع الأَقيالَ أَنديةٌ زُهرُ
عليهم صَلاةُ اللَه ما ذرَّ شارِقٌ / وَما لاحَ في الآفاق من نورهم فجرُ
وَلِلَّه ظبيٌ كالهلالِ جبينُه
وَلِلَّه ظبيٌ كالهلالِ جبينُه / رماني بسهمٍ من جُفونٍ فواترِ
جرَت بمآقيها الدُموع كأَنَّها / مياهُ فرندٍ في شِفار بَواتِرِ
يُشيرُ بطرفٍ وهو يَرتاعُ خيفةً / كَما اِرتاع ظبيٌ خوفَ كفَّةِ جازرِ
وَعَيناهُ مَملوءانِ دمعاً كنرجسٍ / عليه سَقيطُ الطلِّ ليس بقاطِرِ
وأقسم بالبُزلِ النوافج في البُرى
وأقسم بالبُزلِ النوافج في البُرى / تؤمُّ منىً والنافِراتِ ضُحى النَفرِ
فَما لجَّة الدأماءِ يوماً تَقاذَفَت / بها عاصفٌ نَكباءُ في شاطئ البحرِ
بأَكثرَ من قَلبي اِضطراباً وَلَم تَعِث / يدُ الدَهر فينا بَل حذار يد الدَهرِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025