توالت فتوحات وأدرك ثارُ
توالت فتوحات وأدرك ثارُ / وقرَّ لأمر المسلمين قرارُ
وجرد سيف الله ناصرُ دينه / فصال به حَدَّ له وغِرارُ
ودانت له الحرب العوان وأنها / وإن لئن أنساً به لَنوار
يُرَدّ إليه أمرها وهي شامسٌ / لها مسحل من قهره وعرار
كأنّ مطاف الحادثات بشاهق / منيف الذري للفتح فيه مطارُ
تزلّ خطوب الدهر عن صفحاته / كما زلّ عن صفح الحسام غبار
فيا ناصرَ الدين الذي فخرت به / بناةُ المعالي يعربُ ونزارُ
لقد علم الأعداء إنك منتضٍ / حساماً لهم هُلكُ به ودمار
وإنك حزب الله تسعى بهديه / وتغضب في مرضاته وتغار
بكفك سيف الله تضربهم به / وهل يحتمي من ذي الفقار فقار
تَسُلُّهُمُ خيل الإلَه عوابسآ / كما طرد الليلَ البهيم نهارٌ
كتائب في ذات الإله مشيحةٌ / لها بغياث المسلمين شعار
فولّوا فِراراً والرماحُ تنوشهم / لهم حَيَدٌ عن وقعها ونِفارُ
وجاؤوك في دوح قناك غصونه / فليس لها إلاّ الرؤوس ثمارُ
أضفتهم حتى إذا ما تمردوا / أضفت بهم تبآ لهم وخسار
وأروع بسام عليه سكينة / من الله بادٍ نورها ووقارُ
عمرت به جيد المعالي قلائداً / يطول بها الإمتاع وهي قصار
فيا علم المجد الذي طرزت به / حلاه واضحى في ذراه منار
تنام الرعايا ملء أجفانها كرىً / ونومُك تسهادٌ له وغرارُ
فلا عُطِّلَت منك الوزارة أنها / هي المعصم الحالي وأنت سوار
وعش يا غياث المسلمين فإنما / حياتك عزٌ للورى وفخار
ودم مَلِكاً ما ساوت العين أختها / وما صحبت بمنى اليدين يسارُ