المجموع : 4
لَقَد صارَ بَشّارٌ بَصيراً بِدُبرِهِ
لَقَد صارَ بَشّارٌ بَصيراً بِدُبرِهِ / وَناظِرُهُ بَينَ الأَنامِ ضَريرُ
لَهُ مُقلَةٌ عَمياءُ واستٌ بَصيرَةٌ / إِلى الأَيرِ مِن تَحتِ الثِّيابِ تُشيرُ
عَلى وُدِّهِ أَنَّ الحميرَ تَنيكُهُ / وَإِنَّ جَميعَ العالَمينَ حميرُ
مَن مُقِرٌّ بِالذَّنبِ لَم يوجِب الل
مَن مُقِرٌّ بِالذَّنبِ لَم يوجِب الل / هُ عَلَيهِ بِسَيِّءٍ إِقرارا
لَيسَ إِلّا بِفَضلِ حِلمِكَ يُعتَد / دُ بلاءً وَما يُعِدُّ اعتِذارا
يا اِبنَ بِنتِ النَّبِيِّ أَحمَد لا أَج / عَلُ إِلّا إِلَيك مِنك الفِرارا
غَيرَ أَنّي جَعَلتُ قَبرَ أَبي أَي / يوبَ لي مِن حَوادِثِ الدَّهرِ جارا
وَحَرِيٌّ من اِستَجارَ بِذاكَ ال / قَبرِ أَن يَأمَنَ الرَّدى والعِثارا
لَم أَجِد لي مِنَ العِبادِ مُجيراً / فَاِستَجَرتُ التُّرابَ وَالأَحجارا
لَستُ أَعتاضُ مِنكَ في بُغيَةِ العِز / زَةِ قَحطانَ كُلَّها وَنِزارا
فَأَنا اليَومَ جارُ مَن لَيسَ في الأَر / ضِ مُجيرٌ أَعَزُّ مِنهُ جِوارا
يا اِبنَ بِنتِ النَّبِيِّ يا خَيرَ مَن حَط / طَت إِلَيهِ الغَوارِبُ الأَكوارا
إِن أَكُن مُذنِباً فَأَنتَ اِبنُ مَن كا / نَ لِمَن كانَ مُذنِباً غَفّارا
فَاِعفُ عَنّي فَقَد قَدِرتَ وَخَيرُ ال / عَفوِ ما قُلتَ كُن فَكانَ اِقتِدارا
لَو يُطيلُ الأَعمارَ جارٌ لِعِزٍّ / كانَ جاري يُطَوِّلُ الأَعمارا
أَلا قُل لِعَبدِ اللَّهِ إِنَّكَ واحِدٌ
أَلا قُل لِعَبدِ اللَّهِ إِنَّكَ واحِدٌ / وِمِثلُكَ في هَذا الزَّمانِ كَثيرُ
قَطَعتَ إِخائي ظالِماً وَهَجَرتَني / وَلَيسَ أَخي مَن في الإِخاءِ يَجورُ
أُديمُ لِأَهلِ الوُدِّ وُدّي وَإِنَّني / لِمَن رامَ هَجري ظالِماً لَهَجورُ
وَلَو أَنَّ بَعضي رابَني لَقَطَعتُهُ / وَإِنّي بِقَطعِ الرّائِبينَ جَديرُ
فَلا تَحسَبَن مَنحي لَكَ الوُدَّ خالِصاً / لِعِزٍّ وَلا أَنّي إِلَيكَ فَقيرُ
وَدونَكَ حَظّي مِنكَ لَستُ أُريدُهُ / طَوالَ اللَيالي ما أَقامَ ثَبيرُ
أَخي كُفَّ عَن لَومي فَإِنَّكَ لا تَدري
أَخي كُفَّ عَن لَومي فَإِنَّكَ لا تَدري / بِما فَعَلَ الحُبُّ المُبَرِّحُ في صَدري
أَخي أَنتَ تلحاني وَقَلبُكَ فارِغٌ / وَقَلبي مَشغولُ الجَوانِحِ بِالفِكرِ
أَخي إِنَّ دائي لَيسَ عِندي دَواؤُهُ / وَلَكِن دَوائي عِندَ قَلبِ أَبي بِشرِ
دَوائي وَدائي عِندَ مَن لَو رَأَيتهُ / يُقَلِّبُ عَينَيهِ لأَقصَرتَ عَن زَجري
فَأُقسِمُ لَو أَصبَحتَ في لَوعَةِ الهَوى / لأَقصَرتَ عَن لَومي وَأَطنَبتَ في عُذري
وَلَكِن بَلائي مِنكَ أَنَّكَ ناصِعٌ / وَأَنَّكَ لا تَدري بِأَنَّكَ لا تَدري