المجموع : 6
تَجَلَّت لِوحدانية الحق أَنوار
تَجَلَّت لِوحدانية الحق أَنوار / فدلت عَلى أَن الجحود هو العار
وَأَغرت لداعي الحق كل موحد / بمقعد صدق حبذا الجار وَالدار
وَأَبدَت مَعاني ذاته بصفاته / فَلَم يحتمل عقل المحبين أنكار
تَراءى لهم في الغَيب جل جَلاله / عيانا فَلَم يدركه سمع وَأَبصار
مَعان عقلن العقل وَالعَقل ذاهِل / واقباله في برزخ البحث أَدبار
اذاهمّ وَهم الفكر ادراك ذاته / تعارض أَوهام عليه وَأَفكار
وَكَيفَ يحيط الكيف ادراك حده / وَلَيسَ له في الكَيف حدو مقدار
وَأَينَ يحل الاين منه وَلَم يَكن / مَع اللَه غير اللَه عين وَآثار
وَلا شيء مَعلوم وَلا الكَون مضيئة / وَلا الرزق مَقسوم وَلا الخلق افطار
وَلا الشمس بالنور المنير مضيئة / وَلا القمر الساري وَلا النجم سيار
فأنشأ في سلطانه الأرض وَالسَما / ليخلق منها ما يَشاء وَيَختار
وَزين بالكرسي وَالعَرش ملكه / فمن نوره حجب عليه وَأَستار
فَسُبحان من تعنو الوجوه لوجهه / وَيَلقاه رهن الذل من هو جبار
وَمن كل شيء خاضع تحت قهره / تصرّفه في الطوع والقهر أَقدار
عَظيم يهون الاعظمون لعزه / شديد القوى كاف لدى القهر قهار
لطيف بلطف الصنع فضلنا على / خَلائق لا تحصى وَذَلكَ ايثار
يرى حركات النمل في ظلم الدجى / وَلم يحف اعلان عليه واسرار
وَيحصى عديد النمل وَالقطر وَالحصى / وما اشتملت نجد عليه وأغوار
ووزن جبال كم مَثاقيل بنوره / دراها وكيل البحر والبحر تيار
أَضاءَت قُلوب العارفين بنوره / فَباحَت بأحوال المحبين أَسرار
وَشق عَلى أَسمائهم من عَلى اسمه / عَلى الاصل فهو البر والقَوم أَبرار
فَذاكَ الَّذي يلجا إِليه توكلا / عليه وَيَعصى وَهُوَ بالحلم ستار
فأدنى الرجا للخلق من باب فضله / لتمعي اسا آن وَتغفر أَوزار
وَضامنة الآمال تَسعى مواشيا / إِلى مزن استغفاره وَهُوَ غفار
تسبح ذرّات الوجود بحمده / وَيسجد بالتَعظيم نجم وَأَشجار
وَيبكى غمام الغيث طوعا لامره / فتَضحَك مِمّا يَفعَل الغَيث أَزهار
ومن شق وجه الأَرض عن معشب الثرى / وَتَجري وَلا يَجري سِوى اللَهَ أَنهار
ومن عرد القمرى شكرا لربه / فَجاوبن بأسجع الالهى أَطيار
وان نفحت هوج النسيم تعطرت / به خلع الأَكوان وَالسكون معطار
تَبارك رب الملك وَالمَلكوت من / عَجائِب يرويهن بدو وَحضار
فَيا نفس للاحسان عودى فربما / أقلت عثارا فابن آدم معثار
وَيا فرقة الاحباب بالرغم لا الرضا / لعل بلطف اللَه تجمعنا الدار
فأصبح في الأَرض البَعيدة عهدها / فَلا ثم أَوطان وَلاثم أَقطار
وأدرك من ريحانة القلب نظرة / وَراها لصوم القلب عيد وافطار
الهى أذقني برد عفوك واهدنى / اليك بِما يُرضيك فالدهر غرار
وصل حبل أنسى باجتماع أحبتى / فَفي صرم حبل الانس بشمت غدار
وصن ماء وَجهي عَن مقام مذلة / وَحصنه من جور الطغاة اذا جاروا
فاني بِتَقصيري وَفَقري وَفاقَتي / عَلى أَملى من مصر حودك أَمتار
خَلعت عذارى واعتذرتك سيدى / وَلَم يَبقَ لي بعد اعتذاري أعذار
فَقل فزت يا عبدالرَحيم بِرَحمَتي / وَطبت وَلا خزى لديك وَلا عار
وأكرم لاجلى من يَليني وأعطنا / من النار أَمنا يوم تستعر النار
وَصل عَلى روح الحَبيب محمد / حميد المَساعي فَهُو في الخلق مختار
وَأَزواجه والآل وَالصحب انهم / له وَلدين الحق بالحق أَنصار
لَك الحَمد حمدا نستلذ به ذكرا
لَك الحَمد حمدا نستلذ به ذكرا / وان كنت لا أَحصي ثناء وَلا شكرا
لَك الحَمد حَمداً طَيبا يَملأ السَما / وَأَقطارها وَالأَرض وَالبر وَالبَحرا
لَك الحَمدُ حَمد اسر مدبا مُباركا / يقل مداد البحر عن كتبه حصرا
لَك الحمد تَعظيما لوجهك قائما / يخصك في السراء منى وَفي الضرا
لَك الحمد مقرونا بشكرك دائما / لَك الحمد في الاولى لك الحمد في الاخرى
لَك الحَمد حمد اطيب أَنتَ أَهله / عَلى كل حال يشمل السر والجهرا
لَك الحمد موصولا بغير نهاية / وَأَنتَ الهى ما أَحق وَما أحرى
لَك الحمد يا ذا الكِبرياء ومن يكن / بحمدك ذا شكر فقد احرزا الشكرا
لَك الحمد حَمدا لا يعد لحاصر / أَيحصى الحصى وَالنبت وَالرمل وَالقطرا
لَك الحَمد أَضعافا مضاعفة عَلى / لطائف ما أَحلى لدينا وَما أَمرا
لَك الحمد ما أَولاك بالحمد وَالثَنا / عَلى نعم أَتبعتها نعما تترى
لَك الحمد حمد أَنتَ وَفقتنا له / وَعلمتنا من حمدك النظم وَالنثرا
لَك الحَمدُ حَمد انبتغيه وَسيلة / اليك لِتَجديد اللطائف وَالبشرى
لَكَ الحَمد كم قلدتنا من صَنيعة / وَأَبدلتنا بالعسر يا سيدي يسرا
لَك الحمد كم من عثرة قد أقلتنا / ومن زلة أَلبستنا معها سترا
لَك الحمد كم خصصتني ورفعتني / عَلى نظرائي من بَني زَمَني قدرا
لَك الحمد حمدا فيه وردى وَمشرعي / اذا خابَت الآمال في السنة الغبرا
لَك الحمد حَمدا ينسخ الفقر بالغنى / اذا خرت يا مَولاي بعد الغنى فقرا
الهى تغمدني برحمتك الَّتي / وَسعت وَأَوسعت البرايا بهابرا
وَقوّ بروح منك ضعفي وَهمتي / عَلى الفقر واغفر زلتي واقبل العذار
فاني من تَدبير حالي وَحيلَتي / اليك ومن حولي وَمن قوتي أَبرا
ومن ماء وَجهي عَن سؤال مذلة / وَعَن جوردهر لَم يزل حلوه مرا
وَلا طف أَطيفالي واخوتهم فقد / رمتهم خطوب ما أَطاقوا لَها صَبرا
وَهم يألفون الخير وَالخير واسع / لديك وَلا وَاللَه ما عرفوا شرا
ربوافى ربا روض النَعيم وظله / فجدد لهم من جودك النعمة الخضرا
ومن محن الدنيا والاخرى تولهم / بخير وَيسرهم بفضلك اليسرى
وهبنى لهم أَسعى عليهم مجاهدا / لوجهك وافسح لي بطاعتك العمرا
وَبعد حَياتي في رضاكَ توفني / عَلى الملة البَيضاء وَالسنة الزهرا
وَفي القبر آنس وحشتي بند وحدتي / فان نزيل القر يَستَوحش القبرا
وان ضاق أَهل الحشر ذرعا بموقف / بك الكتب تعطى باليَمين وَباليسرى
فقل فزت يا عبدالرَحيم برحمتي / وَمَغفرتي لا تَخش بؤسا وَلا ضرا
وأكرم لاجلى مَن يَليني رحامة / وَصحبا وَفرج همنا واغفر الوزرا
وَلا نبق لي مِمّا نويت علاقة / وَلا حاجة كبرى وَلا حاجة صغرى
وَصل عَلى روح الحَبيب محمد / حميد المَساعي مقتَفي مضر الحمرا
صَلاة وَتَسليما عليه وَرَحمة / مباركة تَنمو فَتَستَغرق الدهرا
وَتَشمَل كل الآل ما هبت الصبا / وَما سرت الركبان في اللَيلة الغرا
دمى طلل بين الطلول بحا جر
دمى طلل بين الطلول بحا جر / فَلا تعجَبوا من عبرة بمحاجري
وَخلوا فؤادي يستبيد فراقهم / غراما يَرى ما بين ناس وَذاكر
فذكرى حييمات الاباطح لم تزل / تهيج لِقَلبي وَجد مَجنون عامر
وَما الحب الا لوعة وَصَبابة / تذيب وَمهجور يحن لهاجر
وخل الهَوى العذرى ينم به الفَتى / بخلع عذار الحب من غير عاذر
عَسى نسمة من سفح نجد تهب لي / بريح الخزامى وَاليشام النواضر
وَتشرَح لي حال الغَريق فَربما / ازاحَت بذكري منجد وجد غائر
فَلِلَّه عيش بالحمى سمحت به / شحاح الغواني في المغاني الدوائِر
ليال سرقناهن من زمن مضت / به غفلات العيش من شعب حاجر
أَما وَالَّذي حج الخَلائق بيته / رجالا وَركباناعَلى كل ضامر
وَمن طاف تعظيما وهرول ساعيا / وَكرر أَذكار الصفا وَالمَشاعِر
لاستعطفن الوصل منكم عَلى النَوى / بلوعة قلب أَو بعبرة ناظر
فَما برحت مَرضى الرياح تنم عَن / قديم غرام في خفى ضمائري
وَيوم كظل الرمح خلفت طوله / وَرائي واِستقبلت ليلة ساهر
أَشيم بروقا من غوير تهامة / وأخرى بنجد نصب تلك الغَوائِر
وَتنظر عيني نور شمس جلاله / قبال قبا تجلود ياجى الدياجر
شعاع تسامى من ضَريح محمد / وأشرقن منه طالعات البَشائِر
هُوَ الرَحمة المهداة للخلق حبذا / كَريم السَجايا خير باد وَحاضِر
أَلَيسَ انشقاق البدر معجزة له / وَظل غمام الجو عند الهواجر
وَسجدة أَجمال وَسجدة ظبية / وَحنة جذع من هشيم المنابر
وَتَسبيح حصباء ليمن يَمينه / وَفيض زلال الماء يوم العَساكِر
واخبار عضو الشاة أنى مسمم / فتبا لافعال اليهود الاصاغر
وَيوم دعا الاشجار من غير حاجة / سعت نحو خير الخلق سعى مبادر
وأشبع يوم الخندق الجيش كله / بصاع شعير كان في بيت جابر
وَفي ثمر أَهوى بسهم فَلَم يزل / بِجيش لهم بالرمى من غير حافِر
وَمسرى رَسول اللَه من بطن مكة / الى المَسجد الاقصى كلمحة ناظر
فأم بها الاملاك وَالرسل واِنثَنى / الى الملا الاعلى بقدرة قادِر
وَساربه جبريل في سمر الرضا / وَبشر من أَهل السما كل سامر
وَزج به في النور حَتّى اذا اِنتَهى / الى موقف ما فيه نهج لسائر
اشار إِليه اللَه بالبشر فاِنثَنى / يَخوض بحار النور خوض مباشر
مشاهد لم توطأ بأخمص غيره / وآثار تخصيص عَلى كل آثر
وَبَيداء نور وحده جاز جنحها / عَلى قدم ساع إِلى الخير طاهر
فَلَمّا دَنا من قاب قَوسين رفعة / وألبسه الرحمن تاج المفاخر
سَقاه بكأس الحب من فوق عرشه / سلافة قرب لا سلافة عاصر
وَتوأه فوق النبيين رتبة / تحاشى بها عَن مشبه وَمناظر
وَشفعه في المذنبين مدائحا / خَصائص أخرى لا تعد لحاصر
غداة لواء الحمد وَالكوثر الَّذي / يوافيه ظامى الورد بالمصادر
اليك شفع المذنبين مدائحا / مؤلفة تزوى بنظم الجَواهِر
أَتيتك يا شمس الهدى متشفعا / بها لاخى في اللَه أَعنى الحصاورى
سميك يا مَولاي أَثقل ظهره / بفعل المناهى واِجتناب الاوامر
فَكن من جَميع النائبات حمى له / وَعامله بالحسنى وواصل وَناصر
ازح محن الدارين بالعطف منك عَن / مؤلفها عَبد الرَحيم المهاجري
وأتمم لنا النعمى عَلى ذي قَرابة / وَصحب وأَشياخ وَحار وَمجاور
وَصلى عليك اللَه ما هبت الصبا / وَما حن رعد في عريض المواطر
صَلاة اذا خصتك عمت بنورها / بقية أَصحاب وآل أَخاير
حروف معان أَو عقود جواهر
حروف معان أَو عقود جواهر / تحاكى مصابيح النجوم الزواهر
وابر يزتبر بزمن النظم فتحت / قوافيه زهرا في رياض الدفاتر
يَروح بأرواح المحامد حسنها / فيرقى بها في ساميات المفاخر
فَتلك عَلى بعد الديار وَقربها / قَريبة عهد بالحَبيب المهاجر
عَرائس لا ينكحن غير مهذب / كَريم وَلا يعشقن من لم يخاطر
اذا ما هَداها الفكر أَهدت لذي النهي / شَمائل أَشهى من شمول المعاصر
تشعشع من نور المَعاني عناية / بها تضرب الامثال بين المَعاشِر
وَتنظم مِن نثر المثانى قَلائدا / تزخرف جيد الجود من كل فاخر
وَتنشر من طي المروءة لِلفَتى / مَكارِم أَخلاق وَحسن سرائر
اذا ستروها بالحجاب تبرجت / محاسن تَبدو من وَراء السَتائِر
وان فض في الاكوان مسك ختامها / تعطر منها كل نجد وَغائر
تخيرتها للهاشمي محمد / حَميد المَساعي خير باد وَحاضِر
نبيّ أَتى وَالناس في جاهلية / يَخوضون في بحر من الشرك زاخر
عَلى الغي في طغيانهم يعمهون قد / هوت بهم الاهوا إِلى غير ناصر
فمد عليهم منه ظل هداية / وأرشد منهم للهدى كل حائِر
واحكم أَسباب النجاة وَهم عَلى / شفا جرف هار لانقاذ عاثر
له معجزات الوحي لا قولَ كاهِن / كَما زعموا زورا وَلا قول شاعِر
عَزيز عَن الافك الَّذي يَفتَرونه / عَلى اللَه مِن تَحريم ذات البحائر
وَعن رجس أَوثان وَخمر وَميسر / وَطغيان أَنصاب وازلام فاجر
فَنحن به في ملة خير ملة / عَلى خير دين ظاهر متظاهر
هدانا الصراط المُستَقيم بهديه / وأورى بنور الحق نور البَصائر
وَعلمنا الاحكام والرشد رحمة / لنا ووقانا دائرات الدوائر
سَقى واكف الوسمى اكناف طيبة / وَروى ربا تلك الرياض النَواضِر
مشاهد يَرضى اللَه مسح ترابها / وَيوضع فيها الوزر عن كل وازِر
وارض بها للهاشميّ مآثر / يَعود عَلَينا خير تلك المآثر
فَيا زائِرا روح الحَبيب محمد / بِنَفسي وَأَهلي من حَبيب وَزائِر
اذا ما رأت عَيناك روضة أَحمد / فَباه رياض الخلد فيها وَفاخر
وَقبل ثرى ذاكَ الحَبيب مسلما / عَلى خيرمَقبور بخير المَقابِر
سَلام اذا ما عد بالرمل وَالحصى / وَنبت الفلا حصرا وقطر المواطر
فَضاعف عَلى أَعشاره وَمئينه / بسبعين أَلفا ثم ضاعف وَكاثر
وَقل يا شَفيع المذنبين اعانة / لذى دعوة يَرجو اقالة عاثر
أَتاكَ يُنادي بالجاه محمد / وأَنتَ جواد باعه غير قاصر
وَما الظن يا مَولايَ فيك بخائب / وَلا العائذ اللاجي اليك بخاسر
فانى عَلى قربى وَبعدي رَفيقكم / وما دحكم في كل ناد وَسامر
فكن من أَذى الدنيا غياثي وَناصري / وَغوثى عَلى باغ عليّ وَغادر
وان ضاق يوم الحشر بالناس جانبا / فَقل لا تخف عَبد الرَحيم المهاجري
وَبرّ وأَكرم من يَليه لاجله / اذا قيل قم فاشفع لاهل الكَبائِر
فَلَيسَ لنا يَوم المعاد ذَخيرة / بلا وجهك المَيمون خير الذخائِر
فَما أَمل الراجين من مطلب الغنى / سواك وَما راجى سواك بظافر
وَصلى عَليك اللَه ما حن راعد / وَما لاحَ برق في دياجى الدياجر
صَلاة تسامى الشمس نورا وَرفعة / وَتزرى برياها عَبير المجامر
من الازل استفتاحها مستمرة / الى أَبد الآباد آخر آخر
تخصك يا فرد الوجود وَتنثني / عَلى آلك الغر الكِرام العَناصِر
فؤادي بربع الظاعنين أَسير
فؤادي بربع الظاعنين أَسير / يقيم عَلى آثارهم وأَسير
وَدَمعي غَزير السكب في عرصاتهم / فَكَيف أَكف الدمع وَهو غَزير
وان نبار يحى بهم وَصبابَتي / لهن رواح في لحشا وَبكور
أحن اذا غنت حَمائم شعبهم / وَينزع قَلبي نَحوهم وَيطير
وأذكر من نجد حوارس بأسهم / فتنجد اشواقي بهم وَتغير
فَيالَيت شعري عَن محاجر حاجر / وَعَن اثلاث روضهن تضير
وَعن عذبات البان يلعبن بالضحى / عليهن كاسات النَسيم تدور
ومن لي بان أَروي من الشعب شربة / وانظر تلك الارض وَهي مطير
واسمع في سفح البشام عشية / بكاء حَمامات لهن هدير
فَيا جيرة الشعب اليَماني بحقكم / صلوا أَو مرو اطيف الخيال يَزور
بعد تم وَلَم يبعد عَن القَلب حبكم / وَغبتم وَأَنتم في الفؤاد حضور
أَغار عليكم أَن يَراكم حَواسدي / وأحجب عنكم وَالمحب غيور
أَحباب قَلبي هَل سواكم لعلتي / طَبيب بداء العاشقين خَبير
غرستم بِقَلبي لوعة ثمراتها / هموم لها حشو الحشا سعير
جيوش هوا كم كل لمحة ناظر / عَلى حصن قَلبي بالغَرام تغير
أَعيروا عيوني نظرة من جَمالكم / وَما كل من يغلى الوصال يعير
أَقام عَلى قَلبي وَسَمعي وَناظري / رَقيب فَما يخفى عليه ضَمير
مرادي هواكم وَالهَوان كَرامَة / لحلو هَواكم وَالعَسير يَسير
أَعدّ علي ديني وَدُنياي بكم / فَتَنقَلب الاحزان وَهي سرور
وَتأَخذ قَلبي نشوة عند ذكركم / كَما اِرتاح صب خامرته خمور
واني لمستغن عَن الكَون دونكم / وَأما اليكم سادتي فَفَقير
أَصوم عَن الاغيار قطعا وَذكركم / لصوصي سحور في الهَوى وَفطور
وَلَيلة قَدري لَيلة بت آنسا / بكم وَلا قلام القبول صَرير
وَضحوة عيدي يوم أَضحى بقربكم / عَلى من اللطف الخَفي ستور
فَجود وابو صل فالزَمان مفرق / وأكثر عمر العاشقين قَصير
وَلا تغلقوا الابواب دوني لزلتي / فنتم كِرام وَالكَريم غفور
وَقَد أَثقلت ظهري الذنوب وانما / رَجائي لغفار الذنوب كَبير
وَجاه رَسول اللَه أَحمَد نصرتي / اذا لَم يَكن لي في الخطوب نَصير
وَمدح رَسول اللَه فأل سَعادَتي / افوز به يوم السَماء تمور
نَبي تَقي اريحىّ مهذب / بَشير لكل العالمين نذير
اذا ذكر اِرتاحَت قلوب لذكره / وَطابَت نفوس وانشرحن صدور
عدمنا عَلى الدنيا وجود نظيره / لَقَد قل موجود وَعز نظير
وَكَيفَ يسامى خَير من وَطىء للثَرى / وَفي كل باع عَن علاه قصور
وَكل شَريف عنده مُتَواضع / وَكل عَظيم القريَتين حقير
لئن كانَ في يمناه سبحت الحصى / فَقَد فاضَ ماء للجيوش نمير
وَخاطبه جذع وَضب وَظبية / وَعضو خَفي سمه وَبَعير
ودرّ له الثَدى الاجد كَرامَة / كَما اِنشق بدر في السَماء مُنير
وَمثل حَنين الجذع سجدة سرحة / وانس غَزال البر وَهي نفور
وَباض حمام الايك في اثره كَما / بنت عَنكَبوت حين كانَ يَسير
وان الغمام الهاطِلات تظله / بروح نَسيم ان أَلم هَجير
وَيوم حَنين اذرمى القوم بالحصى / فَولوا وَهم عمى العيون وَعور
وَجند في بدر ملائكة السما / فجِبريل تحتَ الرايَتَين أَمير
وَمن قومه في البئر سَبعون سيدا / قَتيلا وَمثل الهالِكين أَسير
وَمن عزمه تَخريب خَيبر مثل ما / قَريظة قرض وَالنَضير نَظير
وان رسول اللَه من مكة سرى / الى القدس وَالروح الامين سمير
فَجازَ السَماء السبع في بعض لَيلَة / وَلكن بعد السبع أَينَ يَصير
فَلاح له من رفرف النور لائح / من النور للهادي البَشير بَشير
وَشاهد فوق العرش كل عَجيبة / وماثم الازائر وَمزور
حَبيب تَملى بالحَبيب فحصه / وَشرفه بالقَرب وَهوَ جَدير
وَقالَ له سَلني رضاك فانني / عَلى كل شيء في رضاك قَدير
فَماد قَرير العين في خلع الرضا / وَقَد شملته بهجة وَحبور
محمد قم بي في الخطوب فان لي / تجارة مدح فيك ليس تبور
عَرائس لا تَرضى بغيرك ناكِحا / لهن عَزيزات المهور مهوز
علت وَغلت الاعليك فأرخصت / لترخص حور في القصور قصور
مؤلفها عَبد الرَحيم كَأَنَّها / كَواكب في جوّ السَماء تنير
لبسن مَعانيها بمدحك بهجة / فَلاح لَها نور وَفاح عَبير
فقل أَنتَ في الدارين في خربنا وَمن / يَليك صَغير سنه وَكَبير
وَصلى عَلَيك اللَه واِختص واجتبى / فأَنتَ هدى للعالمين وَنور
وَعم رضاه الآل وَالصحب انهم / لدينك يا شمس الزَمان بدور
تعلقت بالاسباب دون مدبري
تعلقت بالاسباب دون مدبري / فَقطعها بي فاِنقلبتُ الى حسري
وَلَو أَنَّني اِستَغنيت باللَه وحده / عَن الخلق لَم أَحتج لزيد وَلا عمرو
فَيا واسع اللطف الخَفي تولني / بلطفك واشرح سيدي بالرضا صَدري
وألبس حمى ذلي بعزك عزة / وأسبل عَلى الستر يا مسبل الستر
وَلا تَمتَحني في الورى بعَظيمة / يَضيق بها ذرعي وَيفنى لَها صَبري
وان رأت الاعداء كيف تكيدني / فخذها بكف الكف من حيث لا أَدري
وَصن ماءَ وَجهي عَن سؤال مذلة / بفضلك واشملني لدى العسر باليسر
وَجوهر بنور العلم قَلبي وَقالبي / وَضَع أَصر أَوزاري الَّتي أَنقضت ظَهري
وأكرم لاجلي من يَليني رحامة / وَحط أَنسهم بالخبر من شرر الشر
وَكن سَيدي عوني وَغوثي دائِما / وَعزى وَحرزى دائما وَغنى فقري