القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد شَوقي الكل
المجموع : 7
أَتَغلِبُني ذاتُ الدَلالِ عَلى صَبري
أَتَغلِبُني ذاتُ الدَلالِ عَلى صَبري / إِذَن أَنا أَولى بِالقِناعِ وَبِالخِدرِ
تَتيهُ وَلي حِلمٌ إِذا ما رَكِبتُهُ / رَدَدتُ بِهِ أَمرَ الغَرامِ إِلى أَمري
وَما دَفعِيَ اللُوّامَ فيها سَآمَةٌ / وَلَكِنَّ نَفسَ الحُرِّ أَزجَرُ لِلحُرِّ
وَلَيلٍ كَأَنَّ الحَشرَ مَطلَعُ فَجرِهِ / تَراءَت دُموعي فيهِ سابِقَةَ الفَجرِ
سَرَيتُ بِهِ طَيفاً إِلى مَن أُحِبُّها / وَهَل بِالسُها في حُلَّةِ السُقمِ مِن نُكرِ
طَرَقتُ حِماها بَعدَ ما هَبَّ أَهلُها / أَخوضُ غِمارَ الظَنِّ وَالنَظَرِ الشَزرِ
فَما راعَني إِلّا نِساءٌ لَقَينَني / يُبالِغنَ في زَجري وَيُسرِفنَ في نَهري
يَقُلنَ لِمَن أَهوى وَآنَسنَ ريبَةً / نَرى حالَةً بَينَ الصَبابَةِ وَالسِحرِ
إِلَيكُنَّ جاراتِ الحِمى عَن مَلامَتي / وَذَرنَ قَضاءَ اللَهِ في خَلقِهِ يَجري
وَأَحرَجَني دَمعي فَلَمّا زَجَرتُهُ / رَدَدتُ قُلوبَ العاذِلاتِ إِلى العُذرِ
فَساءَلنَها ما اِسمي فَسَمَّت فَجِئنَني / يَقُلنَ أَماناً لِلعَذارى مِنَ الشِعرِ
فَقُلتُ أَخافُ اللَهَ فيكُنَّ إِنَّني / وَجَدتُ مَقالَ الهُجرِ يُزرى بِأَن يُزري
أَخَذتُ بِحَظِّ مَن هَواها وَبَينِها / وَمَن يَهوَ يَعدِل في الوِصالِ وَفي الهَجرِ
إِذا لَم يَكُن لِلمَرءِ عَن عيشَةٍ غِنىً / فَلا بُدَّ مِن يُسرٍ وَلا بُدَّ مِن عُسرِ
وَمَن يَخبُرِ الدُنيا وَيَشرَب بِكَأسِها / يَجِد مُرَّها في الحُلوِ وَالحُلوَ في المُرِّ
وَمَن كانَ يَغزو بِالتَعِلّاتِ فَقرَهُ / فَإِنّي وَجَدتُ الكَدَّ أَقتَلَ لِلفَقرِ
وَمَن يَستَعِن في أَمرِهِ غَيرَ نَفسِهِ / يَخُنهُ الرَفيقُ العَون في المَسلَكِ الوَعرِ
وَمَن لَم يُقِم سِتراً عَلى عَيبِ غَيرِهِ / يَعِش مُستَباحَ العِرضِ مُنهَتِكَ السِترِ
وَمَن لَم يُجَمِّل بِالتَواضُعِ فَضلَهُ / يَبِن فَضلُهُ عَنهُ وَيَعطَل مِنَ الفَخرِ
تولُستويُ تُجري آيَةُ العِلمِ دَمعَها
تولُستويُ تُجري آيَةُ العِلمِ دَمعَها / عَلَيكَ وَيَبكي بائِسٌ وَفَقيرُ
وَشَعبٌ ضَعيفُ الرُكنِ زالَ نَصيرُهُ / وَما كُلُّ يَومٍ لِلضَعيفِ نَصيرُ
وَيَندُبُ فَلّاحونَ أَنتَ مَنارُهُم / وَأَنتَ سِراجٌ غَيَّبوهُ مُنيرُ
يُعانونَ في الأَكواخِ ظُلماً وَظُلمَةً / وَلا يَملُكونَ البَثَّ وَهوَ يَسيرُ
تَطوفُ كَعيسى بِالحَنانِ وَبِالرِضى / عَلَيهِم وَتَغشى دورَهُم وَتَزورُ
وَيَأسى عَلَيكَ الدينُ إِذ لَكَ لُبُّهُ / وَلِلخادِمينَ الناقِمينَ قُشورُ
أَيَكفُرُ بِالإِنجيلِ مَن تِلكَ كُتبُهُ / أَناجيلُ مِنها مُنذِرٌ وَبَشيرُ
وَيَبكيكَ إِلفٌ فَوقَ لَيلى نَدامَةً / غَداةَ مَشى بِالعامِرِيِّ سَريرُ
تَناوَلَ ناعيكَ البِلادَ كَأَنَّهُ / يَراعٌ لَهُ في راحَتَيكَ صَريرُ
وَقيلَ تَوَلّى الشَيخُ في الأَرضِ هائِماً / وَقيلَ بِدَيرِ الراهِباتِ أَسيرُ
وَقيلَ قَضى لَم يُغنِ عَنهُ طَبيبُهُ / وَلِلطِبِّ مَن بَطشِ القَضاءِ عَذيرُ
إِذ أَنتَ جاوَرتَ المَعَرِّيَّ في الثَرى / وَجاوَرِ رَضوى في التُرابِ ثَبيرُ
وَأَقبَلَ جَمعُ الخالِدينَ عَلَيكُما / وَغالى بِمِقدارِ النَظيرِ نَظيرُ
جَماجِمُ تَحتَ الأَرضِ عَطَّرَها شَذىً / جَناهُنَّ مِسكٌ فَوقَها وَعَبيرُ
بِهِنَّ يُباهي بَطنُ حَوّاءَ وَاِحتَوى / عَلَيهُنَّ بَطنُ الأَرضِ وَهوَ فَخورُ
فَقُل يا حَكيمَ الدَهرِ حَدِّث عَنِ البِلى / فَأَنتَ عَليمٌ بِالأُمورِ خَبيرُ
أَحَطتَ مِنَ المَوتى قَديماً وَحادِثاً / بِما لَم يُحَصِّل مُنكِرٌ وَنَكيرُ
طَوانا الَّذي يَطوي السَمَواتِ في غَدٍ / وَيَنشُرُ بَعدَ الطَيِّ وَهوَ قَديرُ
تَقادَمَ عَهدانا عَلى المَوتِ وَاِستَوى / طَويلُ زَمانٍ في البِلى وَقَصيرُ
كَأَن لَم تَضِق بِالأَمسِ عِنّى كَنيسَةٌ / وَلَم يُؤوِني دَيرٌ هُناكَ طَهورُ
أَرى راحَةً بَينَ الجَنادِلِ وَالحَصى / وَكُلُّ فِراشٍ قَد أَراحَ وَثيرُ
نَظَرنا بِنورِ المَوتِ كُلَّ حَقيقَةٍ / وَكُنّا كِلانا في الحَياةِ ضَريرُ
إِلَيكَ اِعتِرافي لا لِقَسٍَّ وَكاهِنٍ / وَنَجوايَ بَعدَ اللَهِ وَهوَ غَفورُ
فَزُهدُكَ لَم يُنكِرهُ في الأَرضِ عارِفٌ / وَلا مُتَعالٍ في السَماءِ كَبيرُ
بَيانٌ يُشَمُّ الوَحيُ مِن نَفَحاتِهِ / وَعِلمٌ كَعِلمِ الأَنبِياءِ غَزيرُ
سَلَكتُ سَبيلَ المُترَفينَ وَلَذَّ لي / بَنونَ وَمالٌ وَالحَياةُ غُرورُ
أَداةُ شِتائي الدِفءُ في ظِلِّ شاهِقٍ / وَعُدَّةُ صَيفي جَنَّةٌ وَغَديرُ
وَمُتِّعتُ بِالدُنيا ثَمانينَ حِجَّةً / وَنَضَّرَ أَيّامي غِنىً وَحُبورُ
وَذِكرٌ كَضَوءِ الشَمسِ في كُلِّ بَلدَةٍ / وَلا حَظَّ مِثلُ الشَمسِ حينَ تَسيرُ
فَما راعَني إِلّا عَذارى أَجَرنَني / وَرُبَّ ضَعيفٍ تَحتَمي فَيُجيرُ
أَرَدتُ جِوارَ اللَهِ وَالعُمرُ مُنقَضٍ / وَجاوَرتُهُ في العُمرِ وَهوَ نَضيرُ
صِباً وَنَعيمٌ بَينَ أَهلٍ وَمَوطِنٍ / وَلَذّاتُ دُنيا كُلُّ ذاكَ نَزورُ
بِهِنَّ وَما يَدرينَ ما الذَنبُ خَشيَةٌ / وَمِن عَجَبٍ تَخشى الخَطيئَةَ حورُ
أَوانِسُ في داجٍ مِنَ اللَيلِ موحِشٍ / وَلِلَّهِ أُنسٌ في القُلوبِ وَنورُ
وَأَشبَهُ طُهرٍ في النِساءِ بِمَريَمٍ / فَتاةٌ عَلى نَهجِ المَسيحِ تَسيرُ
تُسائِلُني هَل غَيَّرَ الناسُ ما بِهِم / وَهَل حَدَثَت غَيرَ الأُمورِ أُمورُ
وَهَل آثَرَ الإِحسانَ وَالرِفقَ عالَمٌ / دَواعي الأَذى وَالشَرِّ فيهِ كَثيرُ
وَهَل سَلَكوا سُبلَ المَحَبَّةِ بَينَهُم / كَما يَتَصافى أُسرَةٌ وَعَشيرُ
وَهَل آنَ مِن أَهلِ الكِتابِ تَسامُحٌ / خَليقٌ بِآدابِ الكِتابِ جَديرُ
وَهَل عالَجَ الأَحياءُ بُؤساً وَشِقوَةً / وَقَلَّ فَسادٌ بَينَهُم وَشُرورُ
قُمِ اِنظُر وَأَنتَ المالِئُ الأَرضَ حِكمَةً / أَأَجدى نَظيمٌ أَم أَفادَ نَثيرُ
أُناسٌ كَما تَدري وَدُنيا بِحالِها / وَدَهرٌ رَخِيٌّ تارَةً وَعَسيرُ
وَأَحوالُ خَلقٍ غابِرٍ مُتَجَدِّدٍ / تَشابَهَ فيها أَوَّلٌ وَأَخيرُ
تَمُرُّ تِباعاً في الحَياةِ كَأَنَّها / مَلاعِبُ لا تُرخى لَهُنَّ سُتورُ
وَحِرصٌ عَلى الدُنيا وَمَيلٌ مَعَ الهَوى / وَغِشٌّ وَإِفكٌ في الحَياةِ وَزورُ
وَقامَ مَقامَ الفَردِ في كُلِّ أُمَّةٍ / عَلى الحُكمِ جَمٌّ يَستَبِدُّ غَفيرُ
وَحُوِّرَ قَولُ الناسِ مَولىً وَعَبدُهُ / إِلى قَولِهِم مُستَأجِرٌ وَأَجيرُ
وَأَضحى نُفوذُ المالِ لا أَمرَ في الوَرى / وَلا نَهيَ إِلّا ما يَرى وَيُشيرُ
تُساسُ حُكوماتٌ بِهِ وَمَمالِكٌ / وَيُذعِنُ أَقيالٌ لَهُ وَصُدورُ
وَعَصرٌ بَنوهُ في السِلاحِ وَحِرصُهُ / عَلى السِلمِ يُجري ذِكرَهُ وَيُديرُ
وَمِن عَجَبٍ في ظِلِّها وَهوَ وارِفٌ / يُصادِفُ شَعباً آمِناً فَيُغيرُ
وَيَأخُذُ مِن قوتِ الفَقيرِ وَكَسبِهِ / وَيُؤوي جُيوشاً كَالحَصى وَيَميرُ
وَلَمّا اِستَقَلَّ البَرَّ وَالبَحرَ مَذهَباً / تَعَلَّقَ أَسبابَ السَماءِ يَطيرُ
صحبت شكيبا برهة لم يفز بها
صحبت شكيبا برهة لم يفز بها / سواى على أن الصحاب كثير
حرصت عليها آنة ثم آنة / كما ضنّ بالماس الكريم خبير
فلما تساقينا الوفاء وتم لي / وداد على كل الوداد أمير
تفرّق جسمي في البلاد وجسمه / ولم يتفرّق خاطر وضمير
فداها نساء الأرض من جركسية
فداها نساء الأرض من جركسية / لها سيرة بين الملوك تدار
إذا برزت ود النهار قميصها / يُغير به شمس الضحى فتغار
وإن نهضت للمشي ودَّ قوامها / نساء طوال حولها وقصار
لها مبسم عاش العقيق لأجله / وعاشت لآل في العقيق صغار
وقطعة خد بينما هي جنة / لعينيك يا رائي إذا هي نار
محمد ما أخلفتنا ما وعدتنا
محمد ما أخلفتنا ما وعدتنا / صدقت وقال الحق فيك ضمير
فأنت خضم العلم حال سكونه / وأنت خضم العلم حين تثور
وأنت أمير الحفظ والقول والنهى / إذا لم ينل تلك الثلاث أمير
ففوق عليم القوم منك معلِّم / وفوق وزير القوم منك وزير
إذا جهلت يوما علينا خصومنا / فإنك من جهل الخصوم مجير
وإن جردوا الأقلام جردت إثرها / يراعا له في الخافقين صرير
إذا صال لاقى ضيغم القوم ضيغما / له في نفوس الشانئين زئير
وأنت قريب في الولاء مؤمل / وأنت أبىّ في الخصام كبير
ويعجبني منك ألتقى حين لا تقى / وجدك حين الهازلون كثير
شجوني إذا جُن الظلام كثير
شجوني إذا جُن الظلام كثير / يؤلبها عادي الهوى ويثير
إذا دهمت والليل من كل جانب / فنومي قتيل والصباح أسير
مشت لجناح واهن من جوانحي / ومالت على القلب الضعيف تُغير
فما ثار هذا الليل عندي وإنني / أليف له في جُنحه وسمير
إذ رقد الحياء نادمت نجمه / أدير له ذكر الكرى ويدير
ضعيفين لا نعطى حَراكا على الدجى / كلانا عليه مُقعد وعثور
نشدنا دفين الصبح في كل ظلمة / عليه كأنا منكر ونكير
يسائلني الساقي أَما لك نشوة / لعلك رضوى أو عساك ثبير
تكاد تخف الكأس من نفحاتها / وأنت على مر الكؤوس وقور
فقلت عوادي الهم بيني وبينها / تكاد تصدّ الكأس حين تدور
أتشغل قلبي الراح عن بعض ما به / وأشغال قلبي لو علمت كثير
برى البين ظُفريه وأذهب ريشه / وهدّ جناحيه فكيف يطير
يكاد يلين الجذع من زفراته / وييبس منها الفرع وهو نضير
كلانا غريب في المضاجع ليله / طويل وليل العالمين قصير
أقول له والغُدر بيني وبينه / ومن مدمعينا جدول وغدير
يلوم أناس ليس يدرون ما الهوى / لعلك دار يا حمام عذير
بعيشك خبرني وإن كنت عالما / هل الحب إلا جنة وسعير
أهنتُ عزيز الصبر فيك وخانني / إباء وفىٌّ في الخطوب وفير
وما أنا من ينضو عن النفس شيمة / ولكن سلطان الغرام قدير
خُلقت رحيم القلب آوى إلى الهوى / وأنكر ضيف الحقد حين يزور
وما خذلتني في بلاء سجية / وبعض السجايا خاذل ونصير
ولا رمت إلا النفع للناس مطلبا / ولا ارتاح لي إلا إليه ضمير
ومن يصحِب الأملاك عشرين حجة / يُجَمِّله خُلق في الخلال أمير
سما بي مديح الكابر ابن محمد / إلى حيث لا يبغى المزيد كبير
تجلى على الأبصار والصبح فانثنت / تباهي به شمس الضحى وتغير
وما استقبلت إلا ضياها تعيره / دليل الهوى من نورها ويعير
أغر تحلى بالحياء وبالهدى / فأعلاه نور والغضون نمير
فمتى الهمة الشماء فضلك سابق / وشعبك جاز بالولاء شكور
يروم رعاياك الذي نال غيرهم / وأنت بتحقيق المرام جدير
جمعت الأدانين الشجاعة والحجى / فكل عسير إن عزمت يسير
أتعلو علينا في المشارق أمة / وجدّك دل الشرق كيف يسير
حباه حياة في الحضارة جمة / يشير إليها العصر وهو فخور
وقد ترفع الأوطانَ للنجم همةُ / ويُرجع قوما للحياة شعور
ويبعث نورُ العلم شعبا تضمه / من المجهلات الحالكات قبور
ويمضي على حال ويأتي بضدها / زمان ظروف كله وأمور
أيا لورد في طول البلاد وعرضها
أيا لورد في طول البلاد وعرضها / زغاليل من حر الفراق تطير
فكلها إذا حطت لديك بلندن / فأمثالها في دنشواى كثير
ولكن هذى هضمها فيه راحة / وتلك لعمري هضمهن عسير

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025