القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الشَّمَاخ الذُّبْياني الكل
المجموع : 6
أَتَعرِفُ رَسماً دارِساً قَد تَغَيَّرا
أَتَعرِفُ رَسماً دارِساً قَد تَغَيَّرا / بِذَروَةَ أَقوى بَعدَ لَيلى وَأَقفَرا
كَما خَطَّ عِبرانِيَّةً بِيَمينِهِ / بِتَيماءَ حَبرٌ ثُمَّ عَرَّضَ أَسطُرا
أَقولُ وَقَد شَدَّت بِرَحلِيَ ناقَتي / وَنَهنَهتُ دَمعَ العَينِ أَن يَتَحَدَّرا
عَلى أَمِّ بَيضاءَ السَلامُ مُضاعَفاً / عَديدَ الحَصى ما بَينَ حِمصَ وَشَيزَرا
وَقُلتُ لَها يا أُمَّ بَيضاءَ إِنَّهُ / كَذَلِكَ بَينا يُعرَفُ المَرءُ أُنكِرا
فَقَولُ اِبنَتي أَصبَحتَ شَيخاً وَمَن أَكُن / لَهُ لِدَةً يُصبِح مِنَ الشَيبِ أَوجَرا
كَأَنَّ الشَبابَ كانَ رَوحَةَ راكِبٍ / قَضى أَرَباً مِن أَهلِ سُقفٍ لِغَضوَرا
لَقَومٌ تَصابَبتُ المَعيشَةَ بَعدَهُم / أَعَزُّ عَلَيَّ مِن عِفاءٍ تَغَيَّرا
تَذَكَّرتُ لَمّا أَثقَلَ الدَينُ كاهِلي / وَصانَ يَزيدٌ مالَهُ وَتَعَذَّرا
رِجالاً مَضَوا مِنّي فَلَستُ مُقايِضاً / بِهِم أَبَداً مِن سائِرِ الناسِ مَعشَرا
وَلَمّا رَأَيتُ الأَمرَ عَرشَ هَوِيَّةٍ / تَسَلَّيتُ حاجاتِ الفُؤادِ بِشَمَّرا
فَقَرَّبتُ مُبراةً تَخالُ ضُلوعَها / مِنَ الماسِخِيّاتِ القِسِيَّ المُؤَتَّرا
جُمالِيَّةٌ لَو يُجعَلُ السَيفُ عَرضَها / عَلى حَدِّهِ لَاِستَكبَرَت أَن تَضَوَّرا
وَلا عَيبَ في مَكروهِها غَيرَ أَنَّهُ / تَبَدَّلَ جَوناً بَعدَ ما كانَ أَزهَرا
كَأَنَّ ذِراعَيها ذِراعا مُدِلَّةٍ / بُعَيدَ السِبابِ حاوَلَت أَن تَعَذَّرا
مُمَجَّدَةِ الأَعراقِ قالَ اِبنُ ضَرَّةٍ / عَلَيها كَلاماً جارَ فيهِ وَأَهجَرا
تَقولُ لَها جاراتُها إِذ أَتَينَها / يَحِقُّ لِلَيلى أَن تُعانَ وَتُنصَرا
يَغَرنَ لِمِبهاجٍ أَزالَت حَليلَها / غَمامَةُ صَيفٍ ماؤُها غَيرُ أَكدَرا
مِنَ البيضِ أَعطافاً إِذا اِتَّصَلَت دَعَت / فِراسَ بنَ غَنمٍ أَو لَقيطَ بنَ يَعمُرا
بِها شَرَقٌ مِن زَعفَرانٍ وَعَنبَرٍ / أَطارَت مِنَ الحُسنِ الرِداءَ المُحَبَّرا
تَقولُ وَقَد بَلَّ الدُموعُ خِمارَها / أَبى عِفَّتي وَمَنصِبي أَن أُعَيَّرا
كَأَنَّ اِبنَ آوى موثَقٌ تَحتَ غَرضِها / إِذا هُوَ لَم يَكلِم بِنابَيهِ ظَفَّرا
كَأَنَّ بِذِفراها مَناديلَ قارَفَت / أَكُفَّ رِجالٍ يَعصِرونَ الصَنَوبَرا
وَتَقسِمُ طَرفَ العَينِ شَطراً أَمامَها / وَشَطراً تَراهُ خِشيَةَ السَوطِ أَخزَرا
لَها مَنسِمٌ مِثلُ المَحارَةِ خُفُّهُ / كَأَنَّ الحَصى مِن خَلفِهِ خَذفُ أَعسَرا
إِذا وَرَدَت ماءً هُدوءاً جِمامُهُ / أَصاتَ سَديساها بِهِ فَتَشَوَّرا
وَقَد أَنعَلَتها الشَمسُ نَعلاً كَأَنَّهُ / قَلوصُ نَعامٍ زِفُّها قَد تَمَوَّرا
سَرَت مِن أَعالي رَحرَحانَ فَأَصبَحَت / بِفَيدٍ وَباقي لَيلِها ما تَحَسَّرا
إِذا قَطَعَت قُفّاً كُمَيتاً بَدا لَها / سَماوَةُ قُفٍّ بَينَ وَردٍ وَأَشقَرا
وَراحَت رَواحاً مِن زَرودَ فَنازَعَت / زُبالَةَ جِلباباً مِنَ اللَيلِ أَخضَرا
فَأَضحَت بِصَحراءِ البُسَيطَةِ عاصِفاً / تُوَلّي الحَصى سُمرَ العُجاياتِ مُجمَرا
وَكادَت عَلى ذاتِ التَنانيرِ تَرتَمي / بِها القورُ مِن حادٍ حَدا ثُمَّ بَربَرا
وَأَضحَت عَلى ماءِ العُذَيبِ وَعَينُها / كَوَقبِ الصَفا جِلسِيُّها قَد تَغَوَّرا
فَلَمّا دَنَت لِلبَطنِ عاجَت جِرانَها / إِلى حارِكٍ يَنمي بِهِ غَيرُ أَدبَرا
وَقَد أَلبَسَت أَعلى البُرَيدَينِ غُرَّةً / مِنَ الشَمسِ إِلباسَ الفَتاةِ الحَزَوَّرا
وَأَعرَضَ مِن خَفّانَ أُجمٌ يَزينُهُ / شَماريخُ باها بانِياهُ المُشَقَّرا
فَرَوَّحَها الرَجافَ خَوصاءَ تَحتَذي / عَلى اليَمِّ بارِيَّ العِراقِ المُضَفَّرا
تَحِنُّ عَلى شَطِّ الفُراتِ وَقَد بَدا / سُهَيلٌ لَها مِن دونِهِ سَروُ حِميَرا
فَفاءَت إِلى قَومٍ تُريحُ رِعاؤُهُم / عَلَيها اِبنَ عِرسٍ وَالإِوَزَّ المُكَفَّرا
إِذا ناهَبَت وُردَ البَراذينِ حَظَّها / مِنَ القَتِّ لَم يُنظِرنَها أَن تَحَدَّرا
كَأَنَّ عَلى أَنيابِها حينَ يَنتَحي / صِياحَ الدَجاجِ غُدوَةً حينَ بَشَّرا
إِذا اِرتَدَفاها بَعدَ طولِ هِبابِها / أَبَسّا بِها مِن خَشيَةٍ ثُمَّ قَرقَرا
وَقَد لَبِسَت عِندَ الإِلَهَةِ ساطِعاً / مِنَ الفَجرِ لَمّا صاحَ بِاللَيلِ بَقَّرا
فَلَمّا تَدَلَّت مِن أُجارِدَ أَرقَلَت / وَجاءَت بِماءٍ كَالعَنِيَّةِ أَصفَرا
فَكُلُّ بَعيرٍ أَحسَنَ الناسُ نَعتَهُ / وَآخَرَ لَم يُنعَت فِداءٌ لِضَمزَرا
عَفَت ذَروَةٌ مِن أَهلِها فَجَفيرُها
عَفَت ذَروَةٌ مِن أَهلِها فَجَفيرُها / فَخَرجُ المَرَوراةِ الدَواني فَدورُها
عَلى أَنَّ لِلمَيلاءِ أَطلالَ دِمنَةٍ / بِأَسقُفَ تُسديها الصَبا وَتُنيرُها
وَخَفَّت خِباها مِن جَنوبِ عُنَيزَةٍ / كَما خَفَّ مِن نَيلِ المَرامي جَفيرُها
فَإِن حَلَّتِ المَيلاءُ عُسفانَ أَو دَنَت / لِحَرَّةِ لَيلى أَو لِبَدرٍ مَصيرُها
لِيَبكِ عَلى المَيلاءِ مَن كانَ باكِياً / إِذا خَرَجَت مِن رَحرَحانَ خُدورُها
وَماذا عَلى المَيلاءِ لَو بَذَلَت لَنا / مِنَ الوُدِّ ما يَخفى وَما لا يَضيرُها
أَرَتنا حِياضَ المَوتِ ثُمَّتَ قَلَّبَت / لَنا مُقلَةً كَحلاءَ ظَلَّت تُديرُها
كَأَنَّ غَضيضاً مِن ظِباءِ تَبالَةٍ / يُساقُ بِهِ يَومَ الفِراقِ بَعيرُها
لَها أُقحُوانٌ قَيَّدَتهُ بِإِثمِدٍ / يَدٌ ذاتُ أَصدافٍ يُمارُ نَؤورُها
كَأَنَّ حَصاناً فَضَّها القَينُ غُدوَةً / لَدى حَيثُ يُلقى بِالفِناءِ حَصيرُها
كَأَنَّ عُيونَ الناظِرينَ يَشوقُها / بِها عَسَلٌ طابَت يَدا مَن يَشورُها
تَناوَلنَ شَوباً مِن مُجاجاتِ شُمَّذٍ / بِأَعجازِها قُبٌّ لِطافٌ خُصورُها
كِنانِيَّةٌ شَطَّت بِها غُربَةُ النَوى / كَدَلوِ الصَناعِ رَدَّها مُستَعيرُها
وَكانَت عَلى العِلّاتِ لَو أَنَّ مُدنَفاً / تَداوى بِرَيّاها شَفاهُ نُشورُها
تَعوذُ بِحَبلِ التَغلِبِيِّ وَلَو دَعَت / عَلِيَّ بنَ مَسعودٍ لَعَزَّ نَصيرُها
فَإِن تَكُ قَد شَطَّت وَشَطَّ مَزارُها / وَجَذَّمَ حَبلَ الوَصلِ مِنها أَميرُها
فَما وَصلُها إِلّا عَلى ذاتِ مِرَّةٍ / يُقَطِّعُ أَعناقَ النَواجي ضَريرُها
جُمالِيَّةٌ في عِطفِها صَيعَرِيَّةٌ / إِذا البازِلُ الوَجناءُ أُردِفَ كورُها
عَلَنداةُ أَسفارٍ إِذا نالَها الوَنى / وَماجَت بِها أَنساعُها وَضُفورُها
يَرُدُّ أَنابيبُ الجِرانِ بُغامَها / كَما اِرتَدَّ في قَوسِ السَراءِ زَفيرُها
لَجوجٌ إِذا ما الآلُ آضَ كَأَنَّهُ / أَعاصيرُ زَرّاعٍ بِنَخلٍ يُثيرُها
كَأَنَّ قُتودي فَوقَ أَحقَبَ قارِبٍ / أَطاعَ لَهُ مِن ذي نُجارٍ غَميرُها
وَقَد سُلَّ عَنها الضِغنُ في كُلِّ سَربَخٍ / لَهُ فَورُ قِدرٍ ما تَبوخُ سَعيرُها
تَرَبَّعَ مَيثَ النيرِ حَتّى تَطالَعَت / نُجومُ الثُرَيّا وَاِستَقَلَّت عَبورُها
فَلَمّا فَنى الأَسمالُ غاضَت وَقَلَّصَت / ثَمائِلُها وَتابَعَ الشَمسَ صورُها
فَظَلَّ عَلى الأَشرافِ يَقسِمُ أَمرَهُ / أَيَنظُرُ جُنحَ اللَيلِ أَم يَستَثيرُها
فَأَزمَعَ مِن عَينِ الأَراكَةِ مَورِداً / لَهُ غارَةٌ لَفّاءُ صافٍ غَديرُها
فَصاحَ بِقُبٍّ كَالمَقالي يَشُلُّها / كَما شَلَّ أَجمالَ المُصَلّي أَجيرُها
يُزَرُّ القَطا مِنها فَتَضرِبُ نَحرَهُ / وَمُجتَمِعَ الخَيشومِ مِنهُ نُسورُها
عَلى مِثلِها أَقضي الهُمومَ إِذا اِعتَرَت / إِذا جاشَ هَمُّ النَفسِ مِنها ضَميرُها
فَصَوَّبتُهُ كَأَنَّهُ صَوبُ غَبيَةٍ
فَصَوَّبتُهُ كَأَنَّهُ صَوبُ غَبيَةٍ / عَلى الأَمعَزِ الضاحي إِذا سيطَ أَحضَرا
وَكُنتُ إِذا ما جِئتُ لَيلى تَبَرقَعَت
وَكُنتُ إِذا ما جِئتُ لَيلى تَبَرقَعَت / لَقَد رابَني مِنها الغَداةَ سُفورُها
وَأُشرِفُ بِالقورِ اليَفاعِ لَعَلَّني / أَرى نارَ لَيلى أَو يَراني بَصيرُها
حَمامَةَ بَطنِ الوادِيَينِ تَرَنَّمي / سَقاكِ مِنَ الغُرِّ العِذابِ مَطيرُها
أَبيني لَنا لا زالَ ريشُكِ ناعِماً / وَلا زِلتِ في خَضراءَ دانٍ بَريرُها
تُغالِبُني نَفسي عَلى تَبَعِ الهَوى / وَقَد جاءَ نَفسي مِن هَواها نَذيرُها
وَأَمرٌ يُرَجّي النَفسَ لَيسَ بِضائِرٍ / وَتَخشى عَلَيها ضَيرَةَ ما يَضيرُها
وَقَد قُلتُ لِلنَفسِ اللَجوجِ نَصيحَةً / مَقالَ شَفيقٍ لَو تَعيهِ ضَميرُها
فَأَنبَأتُها أَنَّ الحَياةَ وَأَهلَها / كَعارِيَةٍ أَوفى بِها مُستَعيرُها
إِلى أَهلِها إِنَّ العَوارِيَ حَقُّها / أَداءٌ بِإِحسانٍ إِلى مَن يُعيرُها
قِفا فَاِسأَلا يا صاحِبَيَّ حَمامَةً / تُخَبِّرُنا عَن أَهلِها أَو نُطيرُها
حَمامَةَ بَطنِ الوادِيَينِ تَرَنَّمي / سَقاكِ مِنَ الغُرِّ الغَوادي مَطيرُها
وَأَحمى عَلَيها اِبنا يَزيدِ بنِ مُسهِرٍ
وَأَحمى عَلَيها اِبنا يَزيدِ بنِ مُسهِرٍ / بِبَطنِ المَراضِ كُلَّ حَسيٍ وَساجِرِ
فَصَدَّ بَها عَن ثادِقٍ وَحِسابِهِ / وَصَدَّ بِها عَن ماءِ ذاتِ العَشائِرِ
تَزاوَرُ عَن ماءِ الأَساوِدِ أَن رَأَت / بِهِ رامِياً يَعتامُ رَقعَ الخَواصِرِ
تَذَكَّرنَ مِن وادي طُوالَةَ مَشرَباً / رَوِيّاً وَقَد قَلَّت مِياهُ المَحاجِرِ
فَجالَ بِها مِن خيفَةِ المَوتِ والِهاً / وَبادَرَها الخَلّاتِ أَيَّ مُبادِرِ
يَزُرُّ القَطا مِنها وَيُضرَبُ وَجهُهُ / بِمُختَلِفاتٍ كَالقِسِيِّ النَواتِرِ
مَضَرَّجَةً مِن كُلِّ عَجلى كَأَنَّها / ذَوائِبُ مِمراحٍ نَفوجِ الغَدائِرِ
إِذا نَفَّزوها بِالأَباهيمِ جَرجَرَت / عَجيجَ الرَوايا مِن عُروكِ الكَراكِرِ
إِذا جاءَ عالاها عَلى ظَهرِ شَرجِعٍ / كَمُرتَفَقِ الحَسناءِ ذاتِ الجَبائِرِ
وَقَد لاحَ في الصُبحِ الثُرَيّا لِمَن رَأى
وَقَد لاحَ في الصُبحِ الثُرَيّا لِمَن رَأى / كَعُنقودِ مُلّاحِيَّةٍ حينَ نَوَّرا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025