عاوَدَ عَينَي نَصبُهَا وَغُرورُها
عاوَدَ عَينَي نَصبُهَا وَغُرورُها / أهمٌّ عَرَاهَا أمٍ قَذَاها يَعُورُهَا
أم الدار أَمسَت قَد تَعَفَّت كأَنَّهَا / زَبُورُ يَمَانٍ نَقَّشَتهُ سُطُورُهَا
ذَكَرَتُ بِها هِنداً وأترابَها الأُلَى / بِهَا يُكذَبُ الوَاشي ويُعصَى أميرُهَا
فَمَا مُعولٌ تَبكِي لِفَقدِ أَلِيفِهَا / إِذَا ذَكَرَتهُ لاَ يَكُفُّ زَفِيرُهضا
بِأَسرَعَ مِنّي عَبرةً إِذَ رَأيتُهَا / يخِبُّ بِهَا قَبلَ الصَّبَاحِ بَعيرُهَا
أَلَم يَأتِ هِنداً كَيفَما صُنعُ قَومِها / بَني عَامِر إِذا جَاءَ يَسعَى نَذِيرُهَا
فَقَالُوا لَنَا إِنَّا نُحِبُّ لِقَاءَكُم / وَأَنَّا نُحَيِّيي أرضَكُم ونَزُورُها
فَقُلنَا إِذن لاَ نَنكُلُ الدَّهرَ عنكُمُ / بِصُمِّ القَنَا اللاَّئِي الدِّمَاءَ تُميرُها
فَلاَ غَروَ أَنَّ الخَيلَ تَنحَطُ في القَنَا / تَمَطَّرُ مِن تَحتِ العوالي ذُكُورها
تَأَوَّهُ مِمّا مَسَّها مِن كَرِيهَةٍ / وتُصغِىِ الخُدُودَ وَالرِّمَاحُ تَصُورُها
وأصحَابُها صَرعى بِبُرقَةِ أَخرَبٍ / تُجرِّرُهُم ضِبعَانُها ونُسورُها
فَأبلِغ أَبَا الحَجَّاجِ عَنِّي رِسَالَةً / مُغلغَلةً لاَ يُفلِتَنكَ بُسُورُها
فَأَنتَ مَنَعتَ السَّلمَ يَومَ لَقِيتَنَا / بِكفِّيك تُسدِي غَيَّةً وتُنيرُهَا
فَذُوقُوا عَلَى مَا كَانَ مِن فَرط إحنَةٍ / حَلائِبَنَا إِذ غَابَ عَنَّا نَصِيرُها