ودائعُ أسرارٍ طوَتها السرائرُ
ودائعُ أسرارٍ طوَتها السرائرُ / وباحَت بمكتُوماتِهنَ النواظِرُ
ملكتَ بها طي الضميرِ وتحتَه / شَبَا لوعةٍ غضَبُ الغِرارينِ باتِرُ
فأعجَم عنها ناطقٌ وهو معرِبٌ / وأعربت العجم الجفونُ العَواطرُ
ألم تغذني السَراءُ في ريقِ الهوى / غريراً بما تجني عليَ الدوائرَ
تُسالمني الأيامُ في عُنفوانهِ / ويكلؤني طرفٌ من الدهرِ ناظرُ
إلى الحَسَنِ الباني العُلا يَمَّمت بنا / عَوالي المُنى حيثُ الحَيَا المتظاهرُ
إلى الأملِ المبسُوطِ والأجَلِ الذي / بأعدائه تكبُو الجدُودُ العواثِرُ
ومَن أنبعت عينَ المكارمِ كفُّه / يقومُ مَقامَ القَطرِ والروضُ داثِرُ
تَعَصَّبَ تاجَ الملكِ في عُنفُوانهِ / وأطت به عَصرَ الشبابِ المنابرُ
تُعَظِمُه الأوهامُ قبلَ عِيانهِ / ويَصدُر عنه الطَرفُ والطرفُ حاسِرُ
به تُجتَدَى النُعمى وتُستَدرَكُ المُنى / وتُستكمَلُ الحُسنى وتُرعى الأَواصِرُ
أَصاتَ بنا داعي نَوالكَ مُؤذناً / بجودكَ إلا أنه لا يُحَاوِرُ
قَسَمَت صُروفَ الدهرِ بأسَاً ونائلاً / فمالُكَ مُوتُورٌ وسيفكَ واتِرُ
ولما رأى اللهُ الحلافة قد وَهَت / دعائمُها واللهُ بالأمر خابِرُ
بَنَى بكَ أركاناً عليكَ محيطةً / فأنتَ لها دونَ الحوادِثِ ساتِرُ
وأرعنَ فيهِ للسوابغ جُنَّةٌ / وسَقفَ سَماءٍ أنشأتهُ الحَوافرُ
لها فَلَكٌ فيه الاسِنَةُ أنجمٌ / ونقعُ المنايا مستيطرٌ وثائرُ
أجزتَ قَضاءَ الموتِ في مُهجِ العِدا / ضُحىً فاستباحَتها المَنايا الغَوادرُ
لك اللحظاتُ الكالِئاتُ قَواصِداً / بِنُعمى وبالبأسَاء وهو شَوازِرُ
ولو لم تَكُن إلا بنفسِكَ فاخِراً / لما انتَسَبَت إلا اليك المَفاخِرُ