المجموع : 11
إِلى اللهِ أَشكُو لا إِلَى النّاسِ أَنَّنِى
إِلى اللهِ أَشكُو لا إِلَى النّاسِ أَنَّنِى / قَرِيبٌ وَأَنَّى حاضِرٌ لا أَزورُهَا
وَأَنِّى إِذا ما جِئتُ بَيتَكِ أَرشَقَت / إِلىَّ بَصِيراتُ العُيُونِ وَعُورُهَا
أَحَقاً عِبادَ اللهِ أَن لَستُ رَائياً
أَحَقاً عِبادَ اللهِ أَن لَستُ رَائياً / سَنامَ الحِمى أُخرى اللّيَالى الغَوَابرِ
كأَنَّ فُؤَادِى مِن تَذكُّرِهِ الحِمى / وَاَهلَ الحِمى يَهفو بِهِ رِيشُ طائرِ
يَقُولُونَ لا تَنظُر وَتِلكَ بَلِيَّةٌ
يَقُولُونَ لا تَنظُر وَتِلكَ بَلِيَّةٌ / أَلاَ كُلُّ ذِى عَينَينِ لا بُدَّ ناظِرُ
وَلَيسَ اكتِحَالُ العَين بِالعَينِ رِيبَةً / إِذا عَفَّ فِيما بَينَهُنَّ الضَّمائِرُ
لَقَد كَثُرَ الأخبَارُ أَن قَد تَزَوَّجَت
لَقَد كَثُرَ الأخبَارُ أَن قَد تَزَوَّجَت / فَهَل يَأتِيَنِّى بِالطَّلاقِ بَشِيرُ
دَعَوتُ إِلهي دَعوَةً ما جَهِلتُهَا / وربّي بما يُخفِى الضَّميرُ بَصيرُ
لَئِن كانَ يُهدَى بَردُ أَنياَبِهَا العُلا / لأَفقرَ منّى إِنَّنى لَفَقِيرُ
أَلا حَبَّ بِالبَيتِ الّذِى أَنتَ هاجِرُهُ
أَلا حَبَّ بِالبَيتِ الّذِى أَنتَ هاجِرُهُ / وَأَنتَ بِتَلماحٍ مِن الطَّرفِ زائِرُه
فَإِنَّكَ مِن بَيتٍ لَعَينِىَ مُعجِبٌ / وَاَحسَنُ فِى عَينِى مِنَ البَيتِ عامِرُهُ
أَصُدُّ حَيَاءً أَن يَلِجَّ بِىَ الهَوَى / وَفِيكَ المُنَى لَولاَ عَدُوٌّ حاذِرُه
وَكَم لائمٍ لَولال نَفاسَةُ حُبِّها / عَلَيكَ لَمَا بالَيتَ أَنّكَ خَابِرُه
أُحِبُّكِ يا لَيلَى عَلى غَيرِ رِيبَةٍ / وَما خَيرُ حُبٍّ لا تَعَفُّ سَرائِرُه
وَقَد مَاتَ قَبلِى أَوَّلُ الحُبِّ فَانقَضَى / فَإِن مِتُّ أَضحَى الحُبُّ قَد ماتَ آخِرُه
فَلَمّا تَنَاهَى الحُبُّ فِى القَلبِ وارداً / أَقامَ وَأَعيَت بَعد ذاكَ مَصَادِرُه
وَقَد كانَ قَلبِى فِى حِجابٍ يُكنُّهُ / وَحُبُّكِ مِن دُونِ الحِجابِ يُسَاتِرُه
فَماذَا الّذِى يَشفَى مِن الحُبِّ بَعدَما / تَشَرَّبَهُ بَطنُ الفُؤَادِ وَظاهِرُه
أَلِمَّا بِحَرسٍ ذِى الزُّرُوعِ فَسَلِّمَا
أَلِمَّا بِحَرسٍ ذِى الزُّرُوعِ فَسَلِّمَا / وَإن كانَ عن قَصدِ المَطِيِّ يَجورُ
فَإنَّ بِحَرسٍ ذِى الزُّرُوعِ لِنِسوَةً / فُؤَدُكَ فى تَكليمِهنَّ يُحُورُ
ألا حَبَّذا الماءُ الذِى قابَلَ النَّقا
ألا حَبَّذا الماءُ الذِى قابَلَ النَّقا / ويا حَبّذا مِن أَجلِ ظَمياءَ حاضِرُه
إِذا ابتَسَمَت ظَمياءُ وَاللَّيلُ مُسدِفٌ / تَجَلَّى ظَلامُ اللَّيلِ حِينَ تُباشِرُه
وَلَو سَأَلَت للنَّاسِ يَوماً بِوَجهِها / سَحابَ الثُّرَيّا لاستَهَلَّت مَواطِرُه
أَلاَ حَيِّيا الأطلالَ بالجَرعِ العُفرِ
أَلاَ حَيِّيا الأطلالَ بالجَرعِ العُفرِ / سَقاهُنَّ رِيّاً صَوبُ ذِى نَضَدٍ غَمرِ
مُسيلُ الرُّيا واهِى الكُلَى سَبِطُ الذُّرا / أَهلّةُ نَضّاخِ النّدَى سابِغ القَطرِ
وَإِن كُنَّ قد هَيَّجنَ شوقَي بَعدَمَا / تَدَاوَيتُ مِن حُبّى أُمَيمَةَ بالهَجرِ
اُمَيمُ لَقَد طالَ التَّنائِى وَإِنّما / أُدَارِى النَّوَى عن نَقضِ مِرّاتشها الشَّزرِ
ألاَ يا خَليلىَّ اتبعانى لِتُؤجَرا / ولَن تَكسِبا خَيراً مِنَ الحَمدِ والأجرِ
فقالا اتَّقِ اللهَ العَلِىَّ فإِنَّما / تُصَلّيكَ أَسبَابُ الهَوى وَهَجَ الجَمرِ
فقلتُ أطيعانى فليسَ عليكما / حِسابى إِذا لاَقَيتُ ربّى ولاوِزرِى
عَلىَّ الَّذِى أَجنى وليسَ عليكما / وربّىَ أَولى بالتَّجَاوُزِ وَالغَفرِ
أَتُحرِقُنى يا رَبَّ إِن عُجتُ عَوجَةً / عَلَى رَخصَةِ الأطرافِ طَيِّبةِ النَّشرِ
ضِناكِ مَلاثِ المِرطِ مَمكورةِ الحَشا / بَعِيدَةِ مَهوَى القُرطِ مَهضومَةِ الخَصر
وَأنذُرُ للرَّحمنِ مَا دُمتِ أَيِّماً / وَهَل أنتَ يا رَبَّ العُلاَ مُوجِبٌ نَذرِى
صِياماً وَحَجّاً ثُمَّ بُدناً أقودُها / أُوَافي بها يومَ الذَّبائحِ والنَّحرِ
أَلاَ يا لَقَومٍ لِلأَسَى وَالتَّذكُّرِ
أَلاَ يا لَقَومٍ لِلأَسَى وَالتَّذكُّرِ / وَعَينٍ قَذَى إِنسانِها أُمُّ جَعفَرِ
فَلَم تَر عَينِي مِثلَ قَلبِىَ لَم يَطِر / وَلا كَضُلوعٍ تَحتَهُ لَم تَكَسَّر
شَفى النَّفسَ أَسيَافٌ بأيمانِ فِتيَةٍ
شَفى النَّفسَ أَسيَافٌ بأيمانِ فِتيَةٍ / منَ الفِزرِ جَالَت فِى عُقَيلٍ ذُكُورُها
مُجَرَّبةُ الأَيَّامِ قد أكثَرُوا بها / قِراعَ الأَعَادِى فَهيَ ثُلمٌ صُدُورُها
كأنَّ مَدَبَّ النَّملِ فوقَ مُتونِها / إذا لم تُصَبَّغ من دماءٍ نُميرُها
يَرِدنَهُمُ بيضاً ويَصدُرنَ منهمُ / كامطاءِ نخلٍ تمَّمتها شُهورُها
بأيدى بنى عمّى كأنَّ وجُوهَهُم / مَصَابِيحُ شُبَّت لِلبَريَّةِ نُورُها
دَعَا حَازِماً حُبُّ الشِّوَاءِ فَساقَهُ / لِمَأثُورَةٍ عُلَّت بسُمّ غُرُورُها
تَلاَفى بِغَوثِ اللهِ ثُمَّ بأُمِّهِ / حُشَاشَةَ نَفسٍ غَابَ عَنهَا نَصِيرُها
مَرَى الدَّمعَ مِن عَينَيكَ دارٌ مُحِيلَةٌ
مَرَى الدَّمعَ مِن عَينَيكَ دارٌ مُحِيلَةٌ / بِفَيضِ الحَشا تَسفِي عَلَيها دَبُورُها
عَهِدتُ بِها سِرباً أُمَيمَةُ فِيهِمُ / وَلَم يَدعُ بِالبَينِ المُشِتِّ أَمِيرُهَا
وَقَفتُ فَأَقرَأتُ السَّلامَ فَلَم تُبنِ / جَواباً وَلَم تُعرِب لِمَن يَستَحِيرُهَا
فَحَمِّل نَوَاها عَنسَلاً شَمَّرِيَّةً / يُشَدُّ عَلَى مِثلِ السَّفِينَةِ كُورُها
شَدَدتُ عَلَيها الرَّحلَ لَمَّا تَكَبَّرَت / عَلَى الفَحلِ أَو أَبدَى اللِّقاحَ خُطُورُها
إذَا هِىَ خَافَت خَفقَةَ السَّوطِ لَم تَزَل / كَأَنَّ بِها لَمّاتِ جِنٍّ تُطِيرُهَا
أُمَيمُ احفِظى نَقضَ القُوَى إِن تَذَمَّرَت / كٍلابُ العِدَى دُونِى وَهرَّ عَقُورُهَا
وَلَن يَنقُضَ الهِجرَانُ عَقداً عَقَدتُهُ / إِذا مَلَّ مِن نَقضِ القُوَى مَن يُغِيرُهَا
أُمَيمُ أَما الدُّنيا بِعائِدةٍ لَنا / كَما قَد مَضَى أَم كَيفَ يُرجَى كرُورُهَا