المجموع : 8
وجود وأشيا ما لهن وجودُ
وجود وأشيا ما لهن وجودُ / فتبدو به منه له وتعودُ
ملابس نور في هياكل ظلمة / لهن اعتراف بالهوى وحجود
على طبق ما في العلم والعلم واحد / قديم بأشيا ما لهن نفود
فحيث وجود لاح بعد خفائه / يلوح بشيء مدة ويجود
وتتبعه الأسماء مطلقة به / على حسب الأشياء وهي قيود
فسميت الأكوان باسم حدوثها / سماء وأرض صخرة وعمود
وما هو إلا الأمر وهو عوالم / سوائل فيها للعقول جمود
وروح وأرواح كشمس أشعة / بها يكرم المبدي لها ويجود
تكاتف منها النشو وهي لطيفة / لصيغة علم الغيب وهو حدود
على صورة الماء الحياة به بدت / وصورة علم بالهواء ترود
وفي صورة النار الإرادة صورة / وقدرته نحو التراب تقود
وما صور الأسماء أجمعها سوى / تفاصيل أفلاك وهن رصود
ودارت كما دارت قديماً فانتجت / حوادثها الإيقاظ وهي رقود
فكان جماداً والنبات كلاهما / حقائق معنى الغيب عنه وفود
كذا حيوان ثم إنسانه الذي / إليه من الأشياء ثم سجود
وما هي إلا الروح والجسم علمها / بخالقها والنفس منه مدود
ثلاث شؤن قدرتها صفاته / له بالتجلي أقمصٌ وبرود
تنزه عنها وهو فيها مشبه / ومنها له في النشأتين خلود
قديم هو الحق المبين الذي له / بياض وليلات الحوادث سود
وحاصل هذا كله هو أنه / وجود وأشيا ما لهن وجود
لنا طالع الغيب المقدس يا سعدُ
لنا طالع الغيب المقدس يا سعدُ / فلا نحس بل أوقاتنا كلها سعدُ
وأفلاكنا دارت على حكم ربنا / بما يقتضيه الحظ والعيشة الرغد
هي الشمس من أبراج أكوانها بدت / ولا برج في التحقيق إن هي لا تبدو
تقاديرها من حكم أسمائها التي / تجل عن الإحصا فما إنْ لها عد
وجود حقيقي مضاف له الورى / جميعاً ولا قبلٌ لشيء ولا بعد
ولم ينقسم بل قام كلٌّ بأمره / على حده إذ لا يقيده الحد
وما الشان عن شان يشاغله فلا / يخص التجلي منه غور ولا نجد
وقولي وجود حسب ما هو عارف / به كاشف عما يشير له الوجد
به الكل موجود وما الكل غير ما / يقدره في علمه ذلك الفرد
فليس لموجود بدا مع وجوده / وجود فحقق لا يضلنك الجحد
وكن ظاهراً بالوهم فالكل هالك / سوى وجهه أي ذاته إذ هو القصد
وسالم وسلم للمنازع قوله / فما قائل من عنده حيث لا عند
ولكنها الأسماء منه تقابلت / فبعض له غي وبعض له رشد
تحقق فإن الروح في الكل واحدُ
تحقق فإن الروح في الكل واحدُ / ولا شيء إلا الروح يدريه واجدُ
وذلك من أمر الإله كما أتى / وما الأمر إلا واحد وهو شاهد
وذو الأمر وهو الله لا شك أنه / هو الواحد المقصود والكل قاصد
وقد صار ذاك الروح كل العقول وال / نفوس وأجسام الورى تتوارد
فتظهر أغياراً له وهو عينها / يحس به الذوق السليم المشاهد
وذو الجهل بالمحسوس يحسب كثرة / ويتبعه في الوهم عقل معاند
ويلمح ذاك الروح كالبرق ظاهراً / عن الأمر غيب الغيب ثم يعاود
على مقتضى الأسماء وهي جميعها / هي الوجه وجه الله في النص وارد
وللوجه كان الروح مرآته التي / تلوح بها آثاره والمقاصد
فتظهر في الروح العوالم كلها / عكوس مرادات الإله شوارد
وترتيبها في العلم يظهر هكذا / لدينا فمولود وأم ووالد
ومن حس في المرآة صورة وجهه / فللوجه والمرآة ذا الحس رافد
وبالصورة المرآة عنه تسترت / فظن الذي قد ظن والعقل راقد
ومن أجل هذا قال أهل طريقنا / خيال وظل ما عن الحق وافد
ولم يعرف المسكين ما قال عارف / وقد ظن سوءاً وهو للحق جاحد
فلو وفق الرحمن ذلك للهدى / رأى نقصه في نفسه فيجاهد
ويصبح مشغولاً ويمسي بنفسه / وقلب له في كل ما عاق زاهد
ولكنه الممقوت من حكم ربه / عليه ولا يدري وما هو راشد
وجودي وجود الكائنات وإنما
وجودي وجود الكائنات وإنما / وجود جميع الكائنات وجودي
ولكنهم غيري وإنيَ غيرهم / فحقق كلامي واعتبر بشهودي
وجود قديم واحد عنه فائض / سواء من الأشياء فيضة جود
ولم ينقسم حاشاه بل هو مطلقٌ / أراد بأن يبدو لنا بقيود
فلاح بما في نفسه هو لم يزل / يصوّر من بيض هناك وسود
وليس لأنواع التصاوير كلها / وجود سواه في شقاً وسعود
فقد أوجد الأشياء وهو وجودها / به وجدت محدودةً بحدود
وهذا اعتبار العقل وهو الذي غدت / تناط بها الأحكام دون نفود
ومن يتحقق بالوجود فإنه / يراه وجوداً في أجلِّ صمود
وليس يرى الأشياء موجودة بها / ولكن يراها في انتفا وجحود
هو النور عنها قد أبان وعنه قد / أبانت وكلٌّ ذو وفاً بعهود
وكلٌّ على ما كان فيه ولم يزل / قديماً وهذا قول أشرف قود
مقالة آباءٍ لنا في طريقنا / كرامٍ رضعنا ثديَهم وجدود
مقام بني الصديق ذروة فرقدِ
مقام بني الصديق ذروة فرقدِ /
ومحتدهم في الناس أشرف محتدِ /
فيا من بأثواب الصداقة مرتدي /
ألا قل لمن عادى بني سبط أحمدِ / وأبناء صديق النبي محمدِ
بهم شرف الأنساب جوهره انجلى /
ألم تسمع القاري فضائلَهم تلا /
تريد لديهم خفض مرتبة العلا /
ترقب سهام الله وانتظر البلا / فانهمو أهل المقام المؤيد
ألا تلكم السادات يا قوم تلكمُ /
وفضلهم البادي فلا تنتقصهم /
هم الصفوة المستخلصون همو همُ /
نصحتك فاحذرهم ولا تعترضهمُ / وما لك والفرسان في كل مشهد
دُعاهُم على من ضرهم كم به قُتِلْ /
فتىً معهم بالإفترا صار يقتتلْ /
أرى حبل ود منك حل وما فُتلْ /
وما لك والسادات أقطاب حضرة ال / كمال وأصحاب الجلال الممجد
بهم مصرهم تسمو افتخاراً وشامهمْ /
ويعلو كلام المفترين كلامهم /
هم الصادقون المستقيم إمامهم /
ومن فوق فوق الفرقدين مقامهم / بلى لهمو في الغيب أشرف مقعد
إذا قدرَهم بالزعم أرخصَ مرخِصُ /
فما ذاك إلا رافضيٌّ مخصصُ /
وكيف وطول المدح فيهم ملخص /
عباد لهم سر من الله مخلص / وقلب بنور الحق أعظم مهتدي
معاندهم ربي على وجهه يَتُلّْ /
وباغضهم في صرعه للجبين تُلّْ /
ومن يفتري يوما عليهم هو العُتُلّْ /
أئمة محراب الشهود وسادة ال / وجود ومن طابوا بأعذب مورد
لك الرفع في أوج العلا يا محبَّهم /
وتسعد في الدارين إن نلت قربَهم /
كن الملتجي فيهم وكن أنت حزبَهم /
هم القوم لا يشقى بهم من أحبَّهم / وصار بهم في الناس أكرم مقتدي
سلاطين مجد والكمالات جندهم /
وقربهم الرضوان والسخط بعدهم /
بهم يحتمي من عنده دام عهدهم /
وحقِّهمو لا يختشي الضيمَ عبدهم / وهذا بإرث الهاشمي محمد
ينال الأماني من يلوذ ببابهم /
ويدرك عزاً من مشي في ركابهم /
ويا فوز حاوى قطرة من شرابهم /
فخذ عنهمو واخدم رحاب جنابهم / فهم بتجلي الحق أشرف مقصد
سلام عظيم من عظيم تفردا
سلام عظيم من عظيم تفردا / من الله رب العالمين الذي هدى
إلى الشيخ ذاك المرعشيِّ حبيبنا / ومن نال فضلاً حين سُمِّي محمدا
إليه تحياتي على البعد لم تزل / تصافح محراباً لديه ومسجدا
وتسبح في بحر من العلم سبحة / له لا غدير حيث كان مؤيدا
وقد جمع الإنسان في ضمن خلقه / جميع تناويع الوجود الذي بدا
إلى أبد الآباد من غير غاية / وإن كان في خلق جديد لقد غدا
وما الموت إلا نقلة وفناؤه / ملابسُ قربٍ لم يزل متجددا
له في ذرى العلم القديم حقيقة / أتى خبراً عنها هنا وهي مبتدا
وأنزله قد قال ربي بعلمه / وردّاه في كل الملابس فارتدى
محباً له إذ كان كنزاً قد اختفى / فأذكره منه وأدنى وأبعدا
وما هو إلا أمره سر خلقه / يبين ويخفي مطلقاً ومقيدا
ونحن التقادير التي هو عالم / بها وهو عنا في الغيوب توحدا
فلم ندر منه غير ما نحن فيه من / معانٍ ومحسوس وما خلقُنا سدى
هو الله لا عقل له مدرك ولا / يحيط به علماً سواه مؤبدا
ولكننا بالغيب نؤمن لا بما / لدينا من المعنى الذي طاب موردا
تبارك رحماناً على عرشه استوى / كما هو يدري والذي قد درى اعتدى
ونحن له الأفعال يفعلنا متى / أراد فندري فعله اليوم لا غدا
ونسلم إخلاصاً إليه نفوسنا / مطيعين إما للنجاة أو الردى
ولا حكم فينا للعقول ولا لما / تحدِّده كل العقول تحددا
وإيماننا بالمرسلين جميعهم / وبالأنبيا طراً أولي الفضل والندى
وبالخاتم الماحي الذي ثبتت له / مراتب فضل أرغمت سائر العدا
محمدٍ الداعي إلى الحق والذي / أتانا بأنوار الشريعة مرشدا
له ولهم صلى الإله مسلماً / مع الآل والأصحاب ما طائر شدا
وبعد فمن عبد الغني رسالة / إليك أتت تتلو سلاماً مرددا
وتكشف عن سر الغدير لأهله / وعن سبْح أهل الله فيه توددا
وعن كونه بحراً بلا ساحل له / ومن وجد الزاد الكثير تزودا
فثق بودادي يا ابن ودي فإنني / أحب الإمام المستقيم الموحدا
ألا إنها الأكوان أجمعها بدت / بخير وشر طبق ما العلم حددا
وذاك قديم كله وهو حادث / لدينا وعلم الله لن يترددا
فإن سلم الإنسان يسلم ولم يجد / على القدر المحتوم منه تنكدا
وإن يعترض كان اعتراضاً على الذي / له الخلق والأمر اللذان تأكدا
وكن حاكياً للأمر والنهي مخلصاً / لربك وارفع عن تحكمك اليدا
ولا تتعرض للتقادير إنها / مراد الذي أشقى قديماً وأسعدا
على مقتضى أسمائه وصفاته / يضل ويهدي من يشاء على المدى
وما الأمر بالمعروف إلا حكاية / عن الله لا عن نفس من سمع الندا
كذلك إنكار المناكر كلها / حكاية عبد عن شريعة أحمدا
وليس عليه الإمتثال وإنما / على كل عبد فيه أن يتعبدا
غديرك يا هذا كمثل غديرنا / به حشرات ليس تحصى تعددا
نرى جوهراً فيه وطوراً نرى حصاً / وطوراً نرى ماءً وروثاً وجلمدا
ولكنها الأقدار أمر محتم / نعيم جنان أو جحيم توقدا
وما قدر مثلي أن يكون معارضاً / لذلك يبغي غيره متعمدا
هم الناس إما صالحاً عند ربه / تقدر قدما أو تقدر مفسدا
فكن آمراً بالخير لا تقصدِ أمرَأً / وفي النهي عن شر فدع عنك مقصدا
كما فعل القرآن والسنة التي / أتت في عموم الناس نرويه مسندا
وحرر عليك الأمر والنهي تاركاً / لغيرك يستوفي وعيداً وموعدا
وكن رجلاً يبغي خويصة نفسه / عسى أن توافي في الجنان مخلدا
ولا تشتغل بالناس عمن يراك إن / غفلت بأمر عنه لم تر منجدا
وكن ذاكراً بالفعل ربك دائماً / تراقبه في فعله لك سرمدا
ومني صلاة الله ثم سلامه / على المصطفى المختار من جاء بالهدى
وآلٍ وصحبٍ ما بدا الفجر مشرقاً / وما طائر فوق الأراكة غرّدا
أنا البرق والرب المناجي هو الرعدُ
أنا البرق والرب المناجي هو الرعدُ / وهذا هو الخلق الجديد الذي يبدو
به الكل في لبسٍ كما قال ربنا / وإبليس بالوسواس منه له الطرد
لهذا متى ذو اللبس يخلو بربه / يسيءُ له الآداب يغلبه الفقد
ويحلم عنه ربه وهو قادر / على البطش فيه لكن الأمر ممتد
ويفرحني أني مع الغير هكذا / متى ما خلا بي ليس لي عنده حمد
فيظهر إنكاراً لنا واستهانةً / بنا لا يبالي حيث لا زيد لا هند
إلى أن يرى غيراً ولو خادماً لنا / فتلقاه بالآداب منه لنا القصد
ويغلبنا الحلم الذي في طباعنا / فنوسعه حلماً ويرفعه المجد
وهذا بحمد الله منا تخلق / بأخلاق مولى جلَّ يعبده العبد
وقد جاء هذا في الحديث تخلقوا / بأخلاق ربي ذلك القرب لا البعد
شكرت إلهي باللسان تعبُّدا
شكرت إلهي باللسان تعبُّدا / وبالقلب والأركان مني تقصُّدا
فأشهدني شكري له نعمة بدت / ونعمة إشهادي تلتها لأشهدا
فأعجزني عن شكر نعماه دائماً / فصيرت شكري عنه عجزي على المدى
وشاهدت عجزي منه أكبر نعمة / وذا القول إنعاماً أراه تجددا
فقلت إلهي لست أحصى لك الثنا / فكن أنت عني شاكراً لك سرمدا