القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَني النابُلُسي الكل
المجموع : 8
وجود وأشيا ما لهن وجودُ
وجود وأشيا ما لهن وجودُ / فتبدو به منه له وتعودُ
ملابس نور في هياكل ظلمة / لهن اعتراف بالهوى وحجود
على طبق ما في العلم والعلم واحد / قديم بأشيا ما لهن نفود
فحيث وجود لاح بعد خفائه / يلوح بشيء مدة ويجود
وتتبعه الأسماء مطلقة به / على حسب الأشياء وهي قيود
فسميت الأكوان باسم حدوثها / سماء وأرض صخرة وعمود
وما هو إلا الأمر وهو عوالم / سوائل فيها للعقول جمود
وروح وأرواح كشمس أشعة / بها يكرم المبدي لها ويجود
تكاتف منها النشو وهي لطيفة / لصيغة علم الغيب وهو حدود
على صورة الماء الحياة به بدت / وصورة علم بالهواء ترود
وفي صورة النار الإرادة صورة / وقدرته نحو التراب تقود
وما صور الأسماء أجمعها سوى / تفاصيل أفلاك وهن رصود
ودارت كما دارت قديماً فانتجت / حوادثها الإيقاظ وهي رقود
فكان جماداً والنبات كلاهما / حقائق معنى الغيب عنه وفود
كذا حيوان ثم إنسانه الذي / إليه من الأشياء ثم سجود
وما هي إلا الروح والجسم علمها / بخالقها والنفس منه مدود
ثلاث شؤن قدرتها صفاته / له بالتجلي أقمصٌ وبرود
تنزه عنها وهو فيها مشبه / ومنها له في النشأتين خلود
قديم هو الحق المبين الذي له / بياض وليلات الحوادث سود
وحاصل هذا كله هو أنه / وجود وأشيا ما لهن وجود
لنا طالع الغيب المقدس يا سعدُ
لنا طالع الغيب المقدس يا سعدُ / فلا نحس بل أوقاتنا كلها سعدُ
وأفلاكنا دارت على حكم ربنا / بما يقتضيه الحظ والعيشة الرغد
هي الشمس من أبراج أكوانها بدت / ولا برج في التحقيق إن هي لا تبدو
تقاديرها من حكم أسمائها التي / تجل عن الإحصا فما إنْ لها عد
وجود حقيقي مضاف له الورى / جميعاً ولا قبلٌ لشيء ولا بعد
ولم ينقسم بل قام كلٌّ بأمره / على حده إذ لا يقيده الحد
وما الشان عن شان يشاغله فلا / يخص التجلي منه غور ولا نجد
وقولي وجود حسب ما هو عارف / به كاشف عما يشير له الوجد
به الكل موجود وما الكل غير ما / يقدره في علمه ذلك الفرد
فليس لموجود بدا مع وجوده / وجود فحقق لا يضلنك الجحد
وكن ظاهراً بالوهم فالكل هالك / سوى وجهه أي ذاته إذ هو القصد
وسالم وسلم للمنازع قوله / فما قائل من عنده حيث لا عند
ولكنها الأسماء منه تقابلت / فبعض له غي وبعض له رشد
تحقق فإن الروح في الكل واحدُ
تحقق فإن الروح في الكل واحدُ / ولا شيء إلا الروح يدريه واجدُ
وذلك من أمر الإله كما أتى / وما الأمر إلا واحد وهو شاهد
وذو الأمر وهو الله لا شك أنه / هو الواحد المقصود والكل قاصد
وقد صار ذاك الروح كل العقول وال / نفوس وأجسام الورى تتوارد
فتظهر أغياراً له وهو عينها / يحس به الذوق السليم المشاهد
وذو الجهل بالمحسوس يحسب كثرة / ويتبعه في الوهم عقل معاند
ويلمح ذاك الروح كالبرق ظاهراً / عن الأمر غيب الغيب ثم يعاود
على مقتضى الأسماء وهي جميعها / هي الوجه وجه الله في النص وارد
وللوجه كان الروح مرآته التي / تلوح بها آثاره والمقاصد
فتظهر في الروح العوالم كلها / عكوس مرادات الإله شوارد
وترتيبها في العلم يظهر هكذا / لدينا فمولود وأم ووالد
ومن حس في المرآة صورة وجهه / فللوجه والمرآة ذا الحس رافد
وبالصورة المرآة عنه تسترت / فظن الذي قد ظن والعقل راقد
ومن أجل هذا قال أهل طريقنا / خيال وظل ما عن الحق وافد
ولم يعرف المسكين ما قال عارف / وقد ظن سوءاً وهو للحق جاحد
فلو وفق الرحمن ذلك للهدى / رأى نقصه في نفسه فيجاهد
ويصبح مشغولاً ويمسي بنفسه / وقلب له في كل ما عاق زاهد
ولكنه الممقوت من حكم ربه / عليه ولا يدري وما هو راشد
وجودي وجود الكائنات وإنما
وجودي وجود الكائنات وإنما / وجود جميع الكائنات وجودي
ولكنهم غيري وإنيَ غيرهم / فحقق كلامي واعتبر بشهودي
وجود قديم واحد عنه فائض / سواء من الأشياء فيضة جود
ولم ينقسم حاشاه بل هو مطلقٌ / أراد بأن يبدو لنا بقيود
فلاح بما في نفسه هو لم يزل / يصوّر من بيض هناك وسود
وليس لأنواع التصاوير كلها / وجود سواه في شقاً وسعود
فقد أوجد الأشياء وهو وجودها / به وجدت محدودةً بحدود
وهذا اعتبار العقل وهو الذي غدت / تناط بها الأحكام دون نفود
ومن يتحقق بالوجود فإنه / يراه وجوداً في أجلِّ صمود
وليس يرى الأشياء موجودة بها / ولكن يراها في انتفا وجحود
هو النور عنها قد أبان وعنه قد / أبانت وكلٌّ ذو وفاً بعهود
وكلٌّ على ما كان فيه ولم يزل / قديماً وهذا قول أشرف قود
مقالة آباءٍ لنا في طريقنا / كرامٍ رضعنا ثديَهم وجدود
مقام بني الصديق ذروة فرقدِ
مقام بني الصديق ذروة فرقدِ /
ومحتدهم في الناس أشرف محتدِ /
فيا من بأثواب الصداقة مرتدي /
ألا قل لمن عادى بني سبط أحمدِ / وأبناء صديق النبي محمدِ
بهم شرف الأنساب جوهره انجلى /
ألم تسمع القاري فضائلَهم تلا /
تريد لديهم خفض مرتبة العلا /
ترقب سهام الله وانتظر البلا / فانهمو أهل المقام المؤيد
ألا تلكم السادات يا قوم تلكمُ /
وفضلهم البادي فلا تنتقصهم /
هم الصفوة المستخلصون همو همُ /
نصحتك فاحذرهم ولا تعترضهمُ / وما لك والفرسان في كل مشهد
دُعاهُم على من ضرهم كم به قُتِلْ /
فتىً معهم بالإفترا صار يقتتلْ /
أرى حبل ود منك حل وما فُتلْ /
وما لك والسادات أقطاب حضرة ال / كمال وأصحاب الجلال الممجد
بهم مصرهم تسمو افتخاراً وشامهمْ /
ويعلو كلام المفترين كلامهم /
هم الصادقون المستقيم إمامهم /
ومن فوق فوق الفرقدين مقامهم / بلى لهمو في الغيب أشرف مقعد
إذا قدرَهم بالزعم أرخصَ مرخِصُ /
فما ذاك إلا رافضيٌّ مخصصُ /
وكيف وطول المدح فيهم ملخص /
عباد لهم سر من الله مخلص / وقلب بنور الحق أعظم مهتدي
معاندهم ربي على وجهه يَتُلّْ /
وباغضهم في صرعه للجبين تُلّْ /
ومن يفتري يوما عليهم هو العُتُلّْ /
أئمة محراب الشهود وسادة ال / وجود ومن طابوا بأعذب مورد
لك الرفع في أوج العلا يا محبَّهم /
وتسعد في الدارين إن نلت قربَهم /
كن الملتجي فيهم وكن أنت حزبَهم /
هم القوم لا يشقى بهم من أحبَّهم / وصار بهم في الناس أكرم مقتدي
سلاطين مجد والكمالات جندهم /
وقربهم الرضوان والسخط بعدهم /
بهم يحتمي من عنده دام عهدهم /
وحقِّهمو لا يختشي الضيمَ عبدهم / وهذا بإرث الهاشمي محمد
ينال الأماني من يلوذ ببابهم /
ويدرك عزاً من مشي في ركابهم /
ويا فوز حاوى قطرة من شرابهم /
فخذ عنهمو واخدم رحاب جنابهم / فهم بتجلي الحق أشرف مقصد
سلام عظيم من عظيم تفردا
سلام عظيم من عظيم تفردا / من الله رب العالمين الذي هدى
إلى الشيخ ذاك المرعشيِّ حبيبنا / ومن نال فضلاً حين سُمِّي محمدا
إليه تحياتي على البعد لم تزل / تصافح محراباً لديه ومسجدا
وتسبح في بحر من العلم سبحة / له لا غدير حيث كان مؤيدا
وقد جمع الإنسان في ضمن خلقه / جميع تناويع الوجود الذي بدا
إلى أبد الآباد من غير غاية / وإن كان في خلق جديد لقد غدا
وما الموت إلا نقلة وفناؤه / ملابسُ قربٍ لم يزل متجددا
له في ذرى العلم القديم حقيقة / أتى خبراً عنها هنا وهي مبتدا
وأنزله قد قال ربي بعلمه / وردّاه في كل الملابس فارتدى
محباً له إذ كان كنزاً قد اختفى / فأذكره منه وأدنى وأبعدا
وما هو إلا أمره سر خلقه / يبين ويخفي مطلقاً ومقيدا
ونحن التقادير التي هو عالم / بها وهو عنا في الغيوب توحدا
فلم ندر منه غير ما نحن فيه من / معانٍ ومحسوس وما خلقُنا سدى
هو الله لا عقل له مدرك ولا / يحيط به علماً سواه مؤبدا
ولكننا بالغيب نؤمن لا بما / لدينا من المعنى الذي طاب موردا
تبارك رحماناً على عرشه استوى / كما هو يدري والذي قد درى اعتدى
ونحن له الأفعال يفعلنا متى / أراد فندري فعله اليوم لا غدا
ونسلم إخلاصاً إليه نفوسنا / مطيعين إما للنجاة أو الردى
ولا حكم فينا للعقول ولا لما / تحدِّده كل العقول تحددا
وإيماننا بالمرسلين جميعهم / وبالأنبيا طراً أولي الفضل والندى
وبالخاتم الماحي الذي ثبتت له / مراتب فضل أرغمت سائر العدا
محمدٍ الداعي إلى الحق والذي / أتانا بأنوار الشريعة مرشدا
له ولهم صلى الإله مسلماً / مع الآل والأصحاب ما طائر شدا
وبعد فمن عبد الغني رسالة / إليك أتت تتلو سلاماً مرددا
وتكشف عن سر الغدير لأهله / وعن سبْح أهل الله فيه توددا
وعن كونه بحراً بلا ساحل له / ومن وجد الزاد الكثير تزودا
فثق بودادي يا ابن ودي فإنني / أحب الإمام المستقيم الموحدا
ألا إنها الأكوان أجمعها بدت / بخير وشر طبق ما العلم حددا
وذاك قديم كله وهو حادث / لدينا وعلم الله لن يترددا
فإن سلم الإنسان يسلم ولم يجد / على القدر المحتوم منه تنكدا
وإن يعترض كان اعتراضاً على الذي / له الخلق والأمر اللذان تأكدا
وكن حاكياً للأمر والنهي مخلصاً / لربك وارفع عن تحكمك اليدا
ولا تتعرض للتقادير إنها / مراد الذي أشقى قديماً وأسعدا
على مقتضى أسمائه وصفاته / يضل ويهدي من يشاء على المدى
وما الأمر بالمعروف إلا حكاية / عن الله لا عن نفس من سمع الندا
كذلك إنكار المناكر كلها / حكاية عبد عن شريعة أحمدا
وليس عليه الإمتثال وإنما / على كل عبد فيه أن يتعبدا
غديرك يا هذا كمثل غديرنا / به حشرات ليس تحصى تعددا
نرى جوهراً فيه وطوراً نرى حصاً / وطوراً نرى ماءً وروثاً وجلمدا
ولكنها الأقدار أمر محتم / نعيم جنان أو جحيم توقدا
وما قدر مثلي أن يكون معارضاً / لذلك يبغي غيره متعمدا
هم الناس إما صالحاً عند ربه / تقدر قدما أو تقدر مفسدا
فكن آمراً بالخير لا تقصدِ أمرَأً / وفي النهي عن شر فدع عنك مقصدا
كما فعل القرآن والسنة التي / أتت في عموم الناس نرويه مسندا
وحرر عليك الأمر والنهي تاركاً / لغيرك يستوفي وعيداً وموعدا
وكن رجلاً يبغي خويصة نفسه / عسى أن توافي في الجنان مخلدا
ولا تشتغل بالناس عمن يراك إن / غفلت بأمر عنه لم تر منجدا
وكن ذاكراً بالفعل ربك دائماً / تراقبه في فعله لك سرمدا
ومني صلاة الله ثم سلامه / على المصطفى المختار من جاء بالهدى
وآلٍ وصحبٍ ما بدا الفجر مشرقاً / وما طائر فوق الأراكة غرّدا
أنا البرق والرب المناجي هو الرعدُ
أنا البرق والرب المناجي هو الرعدُ / وهذا هو الخلق الجديد الذي يبدو
به الكل في لبسٍ كما قال ربنا / وإبليس بالوسواس منه له الطرد
لهذا متى ذو اللبس يخلو بربه / يسيءُ له الآداب يغلبه الفقد
ويحلم عنه ربه وهو قادر / على البطش فيه لكن الأمر ممتد
ويفرحني أني مع الغير هكذا / متى ما خلا بي ليس لي عنده حمد
فيظهر إنكاراً لنا واستهانةً / بنا لا يبالي حيث لا زيد لا هند
إلى أن يرى غيراً ولو خادماً لنا / فتلقاه بالآداب منه لنا القصد
ويغلبنا الحلم الذي في طباعنا / فنوسعه حلماً ويرفعه المجد
وهذا بحمد الله منا تخلق / بأخلاق مولى جلَّ يعبده العبد
وقد جاء هذا في الحديث تخلقوا / بأخلاق ربي ذلك القرب لا البعد
شكرت إلهي باللسان تعبُّدا
شكرت إلهي باللسان تعبُّدا / وبالقلب والأركان مني تقصُّدا
فأشهدني شكري له نعمة بدت / ونعمة إشهادي تلتها لأشهدا
فأعجزني عن شكر نعماه دائماً / فصيرت شكري عنه عجزي على المدى
وشاهدت عجزي منه أكبر نعمة / وذا القول إنعاماً أراه تجددا
فقلت إلهي لست أحصى لك الثنا / فكن أنت عني شاكراً لك سرمدا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025