القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو الصوفيّ العُماني الكل
المجموع : 6
مَسارِحُ دارٍ قَيدتْني وعودُها
مَسارِحُ دارٍ قَيدتْني وعودُها / سَقاها الحيا دهراً وأُورقَ عودُها
وحَيّا رُباها كلَّ آنٍ سحابةٌ / وأنفاسُ ريحٍ كلَّ أن تَعودُها
منازلُ كَانَتْ بالخَليط أَنِيسةً / وشأنُ الليالي لا تدوم عُهودها
أٌفارقها والنفسُ مني شَحيحةٌ / ومن أَدمُعي دهراً سماءٌ تَجودُها
ولا زال عهدِي بالمَعاهد والحِمى / وثيقاً وقلبي للرُّبوعِ شَهيدُها
قريبُ التَّداني لو تأنْ بي يدُ النَّوى / فحبي لَهَا عما قليلٍ يُعيدها
رعَى اللهُ داراً بالفؤاد رُبُوعها / ورسمُ خيالي سَهْلُها ونُجودُها
إِذَا طال مُكْثي فِي حِماها تَوارَداً / بطيّات قلبي حُبُّها وخُلودُها
بِهَا علقتْ نفسي ولَذَّ ليَ الهوى / وطرب لنفسي رَوضُها وصَعيدُها
فلِي زَفَراتٌ بالفؤادِ أُطيلها / وأنَّةُ مهمومٍ حنيني يَزيدها
وعينٌ بتَهمالِ الدموعِ سخيةٌ / ونارٌ بأحشائي يَزيد وقودُها
عسى عَطَفاتٌ من خليلٍ مُساعدٍ / تذكِّرني داري ويدنو بعيدها
عَلَى رغم أنفي دارُ أُنسٍ تركتُها / أَلا تسمحي لي نظرةً أَستفيدها
أُمرِّن نفسي عكسَ مَا قَدْ تَمرَّنت / وأحمل أثقالاً ولستُ أُريدُها
عَلَى النفس صعبٌ أن تفارقَ أرضَها / وأصعبُ شيءٍ أن ترى مَا يَكيدها
كما حَمَّلتني شُقَّةَ البين بلدتي / ظَفارٌ وَقَدْ يأنى الأمورَ مُحيدها
سأذكر يوماً وقفةً فِي مُروجِها / وحولي بِهَا رِيمُ الفَلا وعَتودها
تهبّ علينا بالأباطح سَجْسَج / فينفَحُ منها رَنْدها ووُرودها
وكم لي بهانيك المَرابِع والحِمى / مواقفُ أُنسٍ لَيْسَ يَبْلَى جديدها
معاهدَ أَشجاني نَعاهَدك الحيا / وحَيّاك من سُحبِ اشتياقي عُهودها
أَهيم اشتياقاً والفؤادُ مُولَّه / وَقَدْ أَوثقتْ رِجلَ الغرام قيودُها
فما لي وشوقي والصبابة والنوى / وراحِلتي حادِي المشيبِ يقودها
وَقَدْ خُولطت نفسي بذكرى مَعاهِدي / وأيامِ صَفْوٍ كنتُ دهراً أَسودها
مآض زماني فابتدرتُ مؤمِّلاً / رجوعَ ليالٍ هان عني جَليدُها
فأصبحتُ لا أدري أَبوءُ بحسرةٍ / أم اليوم يأتي بعد حينٍ سَديدُها
فها أنا لَمْ أبرحْ بتدبيرِ مهنتي / مُعنّىً بحالٍ لا يلين حَديدها
فأدهشني يومٌ يشتِّت فكرتي / فراقٌ يهمُّ النفسَ ثُمَّ يُبيدها
ولكنَّ بالآمالِ نفسي مَنوظةٌ / بعودةِ يومٍ فِي ظفارٍ أُعيدها
يعود بِهَا عود الشبيبةِ مورِقاً / ويرجع فِي تِلْكَ الديار رَشيدها
مليكٌ بِهِ تزهو الممالكُ والدُّنا / وإِن عُدَّت العَلْياء فهو عَميدها
تُفتَّح أكمامُ الزهورِ بخُلْقه / ويَنْفَح من عطرِ البشاشةِ عودها
ويبسم ثغرُ الكونِ بِشْراً بمجده / وتَخْفِق أعلى المكرماتِ بُنودُها
ولولا سليلُ المجد تيمورُ لَمْ يزل / يُكدِّر من عيش الحياة وُرودها
فلا زال موصولَ الخلافةِ حبلُه / وَلَمْ تبرح الأيامُ تبدو سُعودها
مَعالمُ من أهوى تُناديك يَا سعدُ
مَعالمُ من أهوى تُناديك يَا سعدُ / هَلُمَّ فحَدِّث مَا تُعيد وَمَا تَبْدُو
وخَبِّر فَدتْك النفسُ سعدُ أَحبَّتي / فأنت خبيرٌ بالأحاديثِ يَا سعد
فلي بهم نفسٌ تتوقُ لقربهم / أما علموا يَا سعد أن النوى صَدّ
بقاءٌ لذاك العهدِ أم غَيَّر النوى / عَلَيْهِم خلوصَ الحبِّ بُدِّل العهد
فما لي ومن أهوى وَمَا لي وللنوى / فعند تنائي الحبِّ هل يُقدِم الود
تَطاولتِ الأيامُ لا دَرَّ دَرُّها / أما عَلم الأيامُ مَا يفعل البعد
فيا أَيُّها الّلاحون فِي حبِّ بلدةٍ / لَهَا بشِغاف القلبِ مَا لا لَهُ حَدُّ
لقد ظفرتْ مني ظفار وأَوثتتْ / بأسبابِها وداً بقلبي لَهُ شَدّ
فنارُ الغَضَى تَخْبو ونارُ صبابتي / بحب ظفارٍ لا يُصادفها برد
فكيف وفيها حَبّةُ الملك أَنبتت / بفهرٍ وأرجو أن يطول لَهُ مَدّ
فخبِّر بيَ الأحبابَ يَا سعدُ إنني / أسيرٌ وإني فِي الهوى لهمُ عبدُ
وبَشِّرهمُ عني بأني متيمٌ / فأنت بشير للأحبة يَا سعد
أُريد من الدنيا أموراً وَلَمْ تُرِدْ
أُريد من الدنيا أموراً وَلَمْ تُرِدْ / وأسألها الخلَّ الصديقَ فلم تَجُدْ
وإني أَجدْ منها المُحالَ وإِنْ أجد / لقد جبتُ أرضَ اللهِ طُراً فلم أجدِ
صديقاً وفياً مخلصاً غير واحدِ /
تباعدَ عن طُرقِ المَلالة والقِلَى / وَمَا زال عن نَهْجِ الوِدادِ وَمَا سَلا
تخيرتُه خِلاًّ عَلَى سائرِ المَلا / حريصاً عَلَى عهدِ المودة والوَلا
فسيانِ قُرباً منه أَوْ فِي التباعدِ /
فلم أستطعْ واللهِ قطعاً عنادَهُ / يريد صلاحي ثُمَّ أرجو سَدادَهُ
فهذا الَّذِي فِي الناس أعطى قياده / شُغفت بِهِ حباً أصون وِدادهُ
صيانةَ نفسي من عدو وحاسد /
أكابدُ أيامي وفيما أكابدُ
أكابدُ أيامي وفيما أكابدُ / شفاءُ غليلِ القلبِ فيمن يعاندُ
فما زلت أسعى فِي صديقٍ يُساعد / ألا ليت شعرِي هل أنا الدهرَ واجد
قريناً لَهُ حسنُ الوفاءِ قَرينُ /
يُقطِّع أعناق العبادِ بعَضْبِهِ / ويُصلح بيني والزمانِ بحَرْبِهِ
يقوم بجنبي والحسامُ بجنبه / فأشكو ويشكو مَا بقلبي وقلبه
كلانا عَلَى غير الثقاتِ ضَنين /
أُطالب نفسي والليالي تُعاندُ
أُطالب نفسي والليالي تُعاندُ / فأصبرُ كيما يَحْمد الصبرَ حامدُ
فها أنا فِي ذا طولَ دهرِي أُجاهد / ألا ليت شعرِي هل أنا الدهرَ واجد
قريناً لَهُ حسن الوفاءِ قرين /
يُداوي جِراحَ القلبِ مني بطبِّهِ / ويشفِي عليلَ البعدِ مني بقُرْبه
ويعلم أني قَدْ وثقتُ بحبه / فأشكو ويشكو مَا بقلبي وقلبه
كلانا عَلَى غير الثقات ضَنين /
أيا سعدُ حَدِّثني بأخبارِ من مَضَى
أيا سعدُ حَدِّثني بأخبارِ من مَضَى / وإِن كَانَتْ الأخبارُ لَيْسَ لَهَا حَدُّ
وباللهِ شَنِّف بالحديث مَسامِعي / فأنت جديرٌ بالأحاديثِ يَا سعدُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025