القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الملك الأَمجَد الكل
المجموع : 4
هي الدارُ قد أقوتْ ورثَّ جديدُها
هي الدارُ قد أقوتْ ورثَّ جديدُها / غداةَ نأتْ ليلى وحالتْ عهودُها
أبادَ وأبلى الدهرُ بهجةَ أنسِها / فهل لليالي أُنسِها مَنْ يُعيدُها
وقد ذهبتْ عنها البشاشةُ بعدَما / تأنَّقَ مرآها وطابَ صعيدُها
لياليَ تُصبيني بخُوْطِ قَوامِها / ويَشْغَفُ قلبي ناظراها وجيدُها
رنتْ فرمتْ نبلاً حشاىَ رديةً / له دونَ أحشائي هواها يؤودُها
فلا زالَ يَسْقي ربعَها كلُّ مزنةٍ / تُزَمجرُ في أعلى الغمامِ رعودُها
يلوحُ وميضُ البرقِ في حُجُراتِها / فتهمي على أطلالِها ونَجُودُها
حمَى بعدُها عن مقلتي لذَّةَ الكرى / فقد بانَ عنها منذُ بانتْ هجودُها
فكيفَ لها بالنومِ والبينُ بعدَما / تناءَتْ عنِ الاِغْفاءِ أمسى يذودُها
تكلَّفُني رعيَ النجومِ واِنَّها / لَخُطَّةُ خَسْفٍ ضلَّ فيها رشيدُها
تعرَّضَ ما بيني وبينَ مزارِها / موامٍ فسيحاتُ المفاوزِ بيدُها
اِذا هبَّتِ النكباءُ عن قُلَلِ الحِمى / ومازَحَ نيرانَ الغرامِ بَرُودُها
وجاذَبَ أغصانَ الأراكِ نسيمُها / يُمَيَّلُها في مَرَّةٍ ويُميدُها
وجدتُ لها برداً على حَرَّ مهجةٍ / يضرَمُها ليّانُها وصدودُها
فليس يسُّر القلبَ إلا هبوبُها / كما لا يسوءُ النفسَ إلا ركودُها
وما أنسَ لا أنسَ الليالي التي بها / أنارَ محيّاها وأورقَ عودُها
أمِنْ بَعْدِ ما شطَّتْ بها غُربةُ النوى / وأصبحَ مسلوبَ العزاءِ جليدُها
يسمَّعُه العُذّالُ فيها ملامةً / لفرطِ هواه منهمُ يستعيدُها
يَلَذُّ بها حتّى كأنَّ لطائماً / معَ الريِحِ أدَّتْها اليه عقودُها
أخالوا سَماعَ العَذْلِ يُنْقِصُ لوعتي / وما اللَّومُ في الأهواءِ إلا يزيدُها
تؤرَّقُني تلكَ البروقُ كأنَّها / قواضبُ شيمتْ والسحابُ غمودُها
فحتَّى مَ قلبي لا يَقَرُّ خفوقُه / ونارُ غرامي لا يُرَجَّى خمودُها
سُهادي إذا ما الليلُ جَنَّ وأدمُعي / وزفرةُ صدري والحنينُ شهودُها
مدامعُ تَهْمي في الطلولِ كأنَّها / أتيٌّ إذا مابانَ عنهنَّ رَوْدُها
وكم صنتُها خوفَ الرقيبِ وسعيهِ / وكفكفتُها مِن قبلُ تَتْرَى مدودُها
الى أن تناءَى الحيُّ عن رملِ عالجٍ / وأصبحَ داني الدارِ وهو بعيدُها
وقفتُ بها أبكي وقد صرَّحَ الهوى / لها ولواشيها بأنّي أُريدُها
ولولا الهوى ما كنتُ سرَّحتُ ناظري / الى أرضِها في كلَّ وقتٍ يَرُودُها
فلا عيشَ إلا حينَ تبدو حسانُها / وتهتزُّ في الكُثْبانِ منها قُدُودُها
ولا ماءَ إلا ما جفوني سحابُه / ولا نارَ إلا ما ضلوعي وقودُها
ولا وَجْدَ إلا دونَ وجدي وقد سرى / مع الصبحِ مِن تلكَ المرابعِ غيدُها
حلفتُ بِشُعْثٍ فوقَ كلَّ نجيبةٍ / مزَّممةٍ تفلي الفلا وتُبيدُها
يُريحونَ مِن حملِ البرودِ مناكباً / مِن السُّقْمِ تُوهي الناحلينَ بُرُودُها
تخوضُ بهم في غمرةِ الآلِ كلَّما / تكنَّفها كَومُ المطايا وَقُودُها
على كلَّ فتلاءِ الذراعينِ جَسْرَةٍ / تهائمُها تُرمَى بها ونُجُودُها
تُتابعُ بالأرقالِ في البيدِ وخَدها / حليفةُ سيرٍ ما تُحَلُّ قُتُودُها
بأنَّكِ أشهى في النفوسِ مِنَ المنى / اِذا بشَّرتْها بالنَّجازِ وعودُها
فلو كنتِ في أرضٍ بعيدٍ مزارُها / تُحِيطُ بها أبطالُها وأُسودُها
اذا آنسوا في حِندسِ الليلِ نبأةً / سَمِعْتِ سيوفَ الهندِ صَلَّ حديدُها
طرقتُ حماكِ الرحبَ ليس يصدُّني / اِذا ما نهاني عن لقاكِ وعيدُها
بكلَّ رقيقِ الشفرتينِ مُصَمَّمٍ / اِذا قرعَ الأذمارَ ماتتْ حقودُها
فدونكِ مِن حُرَّ الكلامِ قصيدةٍ / يروقُكِ منها نظمُها ونضيدُها
فريدةَ عقدٍ كلَّما فاهَ مُنشِدٌ / بأبياتِها أذكى الغرامَ نشيدُها
فما قالةُ الأشعارِ لو كنتِ حاكماً / لها وأردتِ النصفَ إلا عبيدُها
هي العيسُ دعها بي إلى حاجرٍ تُحدَى
هي العيسُ دعها بي إلى حاجرٍ تُحدَى / طِلاحاً تؤمُّ الجِزعَ أو تنتحي نَجْدا
تعجَّزُ في الموماةِ وهي ضوامرٌ / برى نَيَّها الاِيجافُ ظِلمانَها الرُّبْدا
خوامسُ أنضاها الذميلُ فكلَّما / شكتْ ظمأً أمستْ لها أدمعي وِردا
تُناثرُ في البيداءِ ورداً خِفافُها / وَينظِمُه الاِرقالُ مِن خلفِها عِقْدا
أجيرانَنا بالرقمتينِ نقضتُمُ / عهودي وكم راعيتُ بعدكُمُ العهْدا
نأيتمْ فلي عينٌ أضرّ َبها البكا / وبنتمْ فلي على النأْي لا يَهْدا
فمَنْ لغرامٍ ليس يخبو ضِرامُه / اِذا الريحُ لي بريّاكمُ بَردا
ارى في ضَلالٍ الحبَّ وجدي بكم هدًى / وغيَّ الهوى العذريَّ في مثلكمْ رُشدا
فللهِ رندُ الواديينِ وبانُهُ / وقد رنَّحتْ ريحُ الصَّبا قُضْبَهُ المُلْدا
كأنَّ القدودَ الهيفَ وهي موائسٌ / أعرنَ التثنَي ذلك البانَ والرَّندا
بَرودُ الرُّضابِ العَذْبِ أورثني الضنى / الى أن غدتْ أعضايَ لا تحملُ البَرْدا
وقد كنتُ حرّاً قبلَ أن أعرفَ الهوى / فلمّا عرفتُ الحبَّ صرتُ له عَبْدا
أحبّايَ طالَ البعدُ والعيسُ ترتمي / عِجافاً بنا تأتمَّ ارضكمُ قَصْدا
كأنَّ عليها السيرَ ضربةُ لازمٍ / لتنضى به وخداً واضنى بكم وجدا
وما زلتُ أخشى الهجرَ والبعدَ منكمُ / ومَنْ ذا الذي لم يلقَ هجراً ولا بُعدا
أعاتبُ في الأحبابِ قلبي ضلالة / ولي كَبِدٌ تَصْلى بنارِ الهوى وَقْدا
فليت هبوبَ الريحِ مِن نحوِ أرضهمْ / تُبَلَّغُ عن ميقاتِ عودهمُ وَعْدا
ليَ اللهُ مِن وجدِ إذا قلتُ قد مضتْ / اواخرُه عنّي اعادَ الذي أبدى
كانيَ لمّا ألقَ مِن لاعجِ النوى / ومما أعانيهِ ومِن حبهمْ بُدّا
مَرادَ الهوى عهدي بمغناكَ ضاحياً / أنيقاً به نجلو لواحظَنا الرُّمدا
أُقبَّلُ ثُغراً في ربوعكَ أشنباً / وأهصِرُ بينَ البانِ مِن مثلِه قَدّا
قطعتُ به عيشاً رقيقاً اِهابُه / ومَنْ لي به لو أستطيعُ له ردّا
فكيف أحالَ الدهرُ حسنَكَ وانثنى / بياضُ التداني في عراصكَ مسودّا
ودِعْلَبةٍ صدت عنِ الوِرْدِ بعدَما / تراءَتْ لها مِن دونِ أهلِ الحمى صدّا
كأنّي واياها وقد أمتِ الغَضا / الى أربعِ الأحبابِ مسرعةً وخَدْا
شِهابٌ وسهمٌ بين اعوادِ كُورِها / رمتْ بي حنايا العيسِ قلبَ الفلا فَردا
لئن لم أجدْ في حبَّ جُملٍ على الهوى / جميلاً ولم تُسْعِفْ باِسعادِها سُعدى
فلي أسوةٌ بالأقدمينَ صبابةً / وقد وردوا للوجدِ منهلَه العِدّا
فراقٌ وهجرٌ كم تَجَلَّدْتُ مَعْهُما / وكم قَهَرا قبلي بنارَيهما جلْدا
وكم في المجاني مِن نبالِ لواحظٍ / فَرَتْ بعدَ أحشائي المضاعفةَ السَّردا
لحاظٌ مِراضٌ أنلَتْني كأنَّما / تَعَدَّى اليَّ السُّقمُ منهنَّ أو أعدى
ووردُ خدودٍ يُخْجِلُ الوردُ لونُها / مضرَّجةٍ أمستْ بماءِ الصَّبا تندى
اِذا رُمْتُ أن القى لِندَّةِ خالِها / نظيراً فلا مِثْلاً أراه ولا نِدّا
كفى حَزَناً أنَّي أبثُّكَ ما عندي
كفى حَزَناً أنَّي أبثُّكَ ما عندي / وقد رحلَ الأحبابُ عن علَمَيْ نَجدِ
وكيف وقد كنتُ الأمينَ على الهوى / أُحدَّثُ عن أشياءَ طالَ لها جَحْدي
وما لُمْتُهمْ فيما جنوه مِنَ النوى / لعلمي بأنَّ اللومَ في الحبَّ لا يُجْدي
فيا عاذلي دعْ عنكَ عَذْلي فما أرى / عليكَ ضلالي في الغرامِ ولا رشدي
إليكَ فهذا الشوقُ قد عادَ مأْلَفاً / لقلبي وهذا الوجدُ قد صارَ لي وَحْدي
أحِنُّ إلى ليلى فلو زالَ حبُّها / ولا زالَ عن قلبي طَرِبْتُ إلى هندِ
سقى زمنَ الجرعاءِ دمعي إذا ونتْ / سحائبُ يحدوهنَّ حادٍ من الرعدِ
اِذا لمعتْ فيها البوارقُ خلتُها / قواضبَ في ليلٍ مِنَ النقعِ مسودَّ
زماناً قطعناهُ شهيّاً أوانُه / بساعاتِ وصلٍ كلُّها زمنُ الوردِ
فليت لأيامِ تقضَّتْ بقربهمْ / رجوعاً ولا يُرْجَى لما فاتَ مِن ردَّ
ومما شجاني في الأراكِ حمامةٌ / تغنَّتْ على فرعٍ من البانِ والزَّنْدِ
تنوحُ اشتياقاً والهديلُ أمامَها / على البانِ لم تعبثْ به راحةُ البُعْدِ
فكيف بها لوعاينتْ موقفَ النوى / مضافاً إلى هجرِ تطاولَ أوصدِِّ
وخوصُ النياقِ الواخداتِ بواركٌ / لوشكِ النوى مابينَ حَلِّ إلى شَدِّ
ومَعْرَكٍَ بينٍ فالغزالُ مرَّوعٌ / يُودِّعنُي سرّاً ودمعيَ كالعِدِّ
فطوراً أُرى فيه جريحَ لحاظِه / وطوراً أُرى فيه طعينَ قنا قَدِّ
وقد عدتُ مقروناً بوجدي ولوعتي / غداةُ سرى الحادي عنِ الأجْرَعِ الفردِ
أسائلُ رسمَ الدارِ عن أمدِ النوى / واِنْ لم أكن بالعَودِ منهمْ على وعدِ
وذي هَيفٍَ ما زالَ يهزأُ قدُّه / وقد هزَّهُ الاِعجابُ بالقُضُبِ المُلْدِ
تطاولتِ الأزمانُ بيني وبينَهُ / وما حالَ حاشاه ولا حلتُ عن عهدِ
كأنَّ الهوى إلى عليه أَليَّةً / بأنْ لا أَرى لي منه ماعشتُ مِن بُدِّ
وهيَّجتُ أشجانَ الرِّفاقِ بعالجٍ / وهوجُ المطايا الناجياتِ بنا تَخدي
وقد زرتُ ربعَ الظاعنينَ عشيَّةً / فباتَ إلى قلبي رسيسُ الهوى يَهدي
بنوحٍ على ما فاتَ مِن زمنِ الصِّبا / ودمعٍ على عيشٍ تقضَّى بهمْ رغدِ
وأعدانيَ الرسمُ الدريسُ بسُقْمِه / فأعديتهُ والسُّقمُ أكثرُه يُعدي
فيا قلبُ قد أصبحتَ جَلْداً على النوى / وما كنتَ تُدعَى قبلَ ذلكَ بالجَلْدِ
ولو لم تكن جَلْداً لما كنتَ بعدهمْ / بقيتَ ولو أصبحتَ مِن حجرٍ صَلْدِ
أحبتَّنا مَنْ حلَّ بالجِزعِ بعدكمْ / وقد بنتمُ عنه ومَنْ حلَّهُ بعدي
ومَنْ باتَ يَسقيهِ الدموعَ غزيرةً / تَحدَّ رُشوقاً فوقَ ذاكَ الثرى الجَعدِ
وينظرُ خفّاقَ البروقِ فينطوي / على أضلعٍ لم يبقُ فيها سوى الوجدِ
اِذا لاحَهُ حرُّ الغرامِ رأيتُه / يعانقُ أطلالَ الديارِ مِنَ الوقدِ
يُبَرِّدُ بالائآرِ لذعَ غليلِهِ / وجاحمُ نارِ الشوقِ في ذلكَ البَرْدِ
وما صارمٌ يَفْري الضرائبَ باتكٌ / مَخُوفُ سُطا الحدَّينِ يُعزى إلى الهندِ
اِذا ما انتضاهُ في الكريهةِ ضاربٌ / ومَرَّ يؤمُّ القِرنَ في ملتقى الأسدِ
يرى الموتَ منه في الغِرارينِ كامناً / يلاحظُه مابينَ حدِّ إلى حدَّ
بأمضى غِراراً مِن لساني إذا انبرى / يُنَظَّمُ شِعراً ليس لي فيه مِن نِدِّ
فكلُّ كلامٍ فيه عِقْدٌ منضَّدٌ / وكلُّ قصيدٍ فيه واسطةُ العِقْدِ
علامةُ سُلواني إذا قلتُ بعدكمْ
علامةُ سُلواني إذا قلتُ بعدكمْ / وقد بِنتمُ أن المزارَ بعيدُ
وميعادُ اِحراقي بنارِ هواكُمُ / اِذا حانَ مِن ذاكَ النسيمِ زكودُ
أحِنُّ إلى أيامِ نجدٍِلعلِّها / بقربكمُ يوماً عليَّ تجودُ
مواسمُ لهوٍ أن رجعنَ حميدةً / بجيرانِ سَلْعٍ اِنَّني لسعيدُ
مقالةُ مَحنيِّ الضلوعِ على هوًى / يَرِثُّ جديدُ الدهرِ وهو جديدُ
محبُّ له دمعٌ وشوقٌ مُجَدَّدٌ / على الدارِ يقوى سَحُّهُ ويزيدُ
فليس لنارِ الشوقِ في الربعِ بعدَكمْ / خمودٌولا للسافحاتِ جمودُ
يؤرِّقها ذكراكمُ كلَّ ليلةٍ / وأعينُ باقي العاشقينَ رقودُ
مُعنَّى بتسآلِ الرسومِ وتارةً / يسائلُ حادي العيسِ أين يُريدُ
واِنَّ امراً لم يَفْضَحِ البينُ سِرَّهُ / على ما يعانيهِ بكم لجليدُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025