المجموع : 11
وَداعٍ دَعاني وَالأَسِنَّةُ دونَهُ
وَداعٍ دَعاني وَالأَسِنَّةُ دونَهُ / صَبَبتُ عَلَيهِ بِالجَوابِ جَوادي
جَنَبتُ إِلى مَهري المَنيعِيِّ مُهرَهُ / وَجَلَّلتُ مِنهُ بِالنَجيعِ نِجادِ
لَقَد كُنتُ أَشكو البُعدَ مِنكَ وَبَينَنا
لَقَد كُنتُ أَشكو البُعدَ مِنكَ وَبَينَنا / بِلادٌ إِذا ما شِئتُ قَرَّبَها الوَخدُ
فَكَيفَ وَفيما بَينَنا مُلكُ قَيصَرٍ / وَلا أَمَلٌ يُحيّ النُفوسَ وَلا وَعدُ
إِلى اللَهِ أَشكو ما أَرى مِن عَشائِرٍ
إِلى اللَهِ أَشكو ما أَرى مِن عَشائِرٍ / إِذا مادَنَونا زادَ جاهِلُهُم بُعدا
وَإِنّا لَتَثنينا عَواطِفُ حِلمِنا / عَلَيهِم وَإِن ساءَت طَرائِقُهُم جِدّا
وَيَمنَعُنا ظُلمُ العَشيرَةِ أَنَّنا / إِلى ضُرِّها لَو نَبتَغي ضُرِّها أَهدى
وَإِنّا إِذا شِئنا بِعادَ قَبيلَةٍ / جَعَلنا عِجالاً دونَ أَهلِهِمُ نَجدا
وَلَو عَرَفَت هَذي العَشائِرُ رُشدَها / إِذاً جَعَلَتنا دونَ أَعدائِها سَدّا
وَلكِن أَراها أَصلَحَ اللَهُ حالَها / وَأَخلَفَها بِالرُشدِ قَد عَدِمَت رُشدا
إِلى كَم نَرُدُّ البيضَ عَنهُم صَوادِيا / وَنَثني صُدورَ الخَيلِ قَد مُلِأَت حِقدا
وَنَغلِبُ بِالحِلمِ الحَمِيَّةَ مِنهُمُ / وَنَرعى رِجالاً لَيسَ نَرعى لَهُم عَهدا
أَخافُ عَلى نَفسي وَلِلحَربِ سَورَةٌ / بَوادِرَ أَمرٍ لانُطيقُ لَها رَدّا
وَجَولَةَ حَربٍ يَهلِكُ الحِلمُ دونَها / وَصَولَةُ بَأسٍ تَجمَعُ الحُرَّ وَالعَبدا
وَإِنّا لَنَرمي الجَهلَ بِالجَهلِ مَرَّةً / إِذا لَم نَجِد مِنهُ عَلى حالَةٍ بُدّا
دَعوتُكَ لِلجَفنِ القَريحِ المُسَهَّدِ
دَعوتُكَ لِلجَفنِ القَريحِ المُسَهَّدِ / لَدَيَّ وَلِلنَومِ القَليلِ المُشَرَّدِ
وَما ذاكَ بُخلاً بِالحَياةِ وَإِنَّها / لَأَوَّلُ مَبذولٍ لِأَوَّلِ مُجتَدِ
وَما الأَسرُ مِمّا ضِقتُ ذَرعاً بِحَملِهِ / وَما الخَطبُ مِمّا أَن أَقولَ لَهُ قَدي
وَما زَلَّ عَنّي أَنَّ شَخصاً مُعَرَّضاً / لِنَبلِ العِدى إِن لَم يُصَب فَكَأَن قَدِ
وَلَكِنَّني أَختارُ مَوتَ بَني أَبي / عَلى صَهَواتِ الخَيلِ غَيرِ مُوَسَّدِ
وَتَأبى وَآبى أَن أَموتَ مُوَسَّداً / بِأَيدي النَصارى مَوتَ أَكمُدَ أَكبَدِ
نَضَوتُ عَلى الأَيّامِ ثَوبَ جَلادَتي / وَلَكِنَّني لَم أَنضَ ثَوبَ التَجَلُّدِ
وَما أَنا إِلّا بَينَ أَمرٍ وَضِدَّهُ / يُجَدَّدُ لي في كُلِّ يَومٍ مَجَدَّدِ
فَمِن حُسنِ صَبرٍ بِالسَلامَةِ واعِدي / وَمِن رَيبِ دَهرٍ بِالرَدى مُتَوَعَّدي
أُقَلِّبُ طَرفي بَينَ خِلٍّ مُكَبَّلٍ / وَبَينَ صَفِيٍّ بِالحَديدِ مُصَفَّدِ
دَعَوتُكَ وَالأَبوابُ تُرتَجُ دونَنا / فَكُن خَيرَ مَدعُوٍّ وَأَكرَمَ مُنجِدِ
فَمِثلُكَ مَن يُدعى لِكُلِّ عَظيمَةٍ / وَمِثلِيَ مَن يُفدى بِكُلِّ مُسَوَّدِ
أُناديكَ لا أَنّي أَخافُ مِنَ الرَدى / وَلا أَرتَجي تَأخيرَ يَومٍ إِلى غَدِ
وَقَد حُطِّمَ الخَطِّيُّ وَاِختَرَمَ العِدى / وَفُلَّلَ حَدُّ المَشرَفيِّ المُهَنَّدِ
وَلَكِن أَنِفتُ المَوتَ في دارِ غُربَةٍ / بِأَيدي النَصارى الغُلفُ ميتَةَ أَكمَدِ
فَلا تَترُكِ الأَعداءَ حَولي لِيَفرَحوا / وَلا تَقطَعِ التَسآلَ عَنّي وَتَقعُدِ
وَلا تَقعُدَن عَنّي وَقَد سيمَ فِديَتي / فَلَستَ عَنِ الفِعلِ الكَريمِ بِمُقعَدِ
فَكَم لَكَ عِندي مِن إِيادٍ وَأَنعُمٍ / رَفَعتَ بِها قَدري وَأَكثَرتَ حُسَّدي
تَشَبَّث بِها أُكرومَةً قَبلَ فَوتِها / وَقُم في خَلاصي صادِقَ العَزمِ وَاِقعُدِ
فَإِن مُتَّ بَعدَ اليَومِ عابَكَ مَهلَكي / مَعابَ النِزارِيِّنَ مَهلَكَ مَعبَدِ
هُمُ عَضَلوا عَنهُ الفِداءَ فَأَصبَحوا / وَهُذّونَ أَطرافَ القَريضِ المُقَصَّدِ
وَلَم يَكُ بِدعاً هُلكُهُ غَيرَ أَنَّهُم / يُعابونَ إِذ سيمَ الفِداءُ وَما فُدي
فَلا كانَ كَلبُ الرومِ أَرأَفَ مِنكُمُ / وَأَرغَبَ في كَسبِ الثَناءِ المُخَلَّدِ
وَلا بَلَغَ الأَعداءُ أَن يَتَناهَضوا / وَتَقعُدَ عَن هَذا العَلاءِ المُشَيَّدِ
أَأَضحَوا عَلى أَسراهُمُ بِيَ عُوَّداً / وَأَنتُم عَلى أَسراكُمُ غَيرُ عُوَّدِ
مَتى تُخلِفُ الأَيّامُ مِثلي لَكُم فَتىً / طَويلَ نِجادِ السَيفِ رَحبَ المُقَلَّدِ
مَتى تَلِدُ الأَيّامُ مِثلي لَكُم فَتىً / شَديداً عَلى البَأساءِ غَيرَ مُلَهَّدِ
فَإِن تَفتَدوني تَفتَدوا شَرَفَ العُلا / وَأَسرَعَ عَوّادٍ إِلَيها مُعَوَّدِ
وَإِن تَفتَدوني تَفتَدوا لِعُلاكُم / فَتىً غَيرَ مَردودِ اللِسانِ أَوِ اليَدِ
يُدافِعُ عَن أَعراضِكُم بِلِسانِهِ / وَيَضرِبُ عَنكُم بِالحُسامِ المُهَنَّدِ
فَما كُلُّ مَن شاءَ المَعالي يَنالُها / وَلا كُلُّ سَيّارٍ إِلى المَجدِ يَهتَدي
أَقِلني أَقِلني عَثرَةَ الدَهرِ إِنَّهُ / رَماني بِسَهمٍ صائِبِ النَصلِ مُقصِدِ
وَلَو لَم تَنَل نَفسي وَلاءَكَ لَم أَكُن / لِؤورِدَها في نَصرِهِ كُلَّ مَورِدِ
وَلا كُنتُ أَلقى الأَلفَ زُرقاً عُيونُها / بِسَبعينَ فيهِم كُلَّ أَشأَمَ أَنكَدِ
فَلا وَأَبي ما ساعِدانِ كَساعِدٍ / وَلا وَأَبي ما سَيِّدانِ كَسَيِّدِ
وَلا وَأَبي ما يَفتُقُ الدَهرُ جانِباً / فَيَرتُقُهُ إِلّا بِأَمرٍ مُسَدَّدِ
وَإِنَّكَ لِلمَولى الَّذي بِكَ أَقتَدي / وَإِنَّكَ لِلنَجمِ الَّذي بِكَ أَهتَدي
وَأَنتَ الَّذي عَرَّفتَني طُرُقَ العُلا / وَأَنتَ الَّذي أَهدَيتَني كُلَّ مَقصَدِ
وَأَنتَ الَّذي بَلَّغتَني كُلَّ رُتبَةٍ / مَشيتُ إِلَيها فَوقَ أَعناقِ حُسَّدي
فَيا مُلبِسي النُعمى الَّتي جَلَّ قَدرُها / لَقَد أَخلَقَت تِلكَ الثِيابُ فَجَدِّدِ
أَلَم تَرَ أَنّي فيكَ صافَحتُ حَدَّها / وَفيكَ شَرِبتُ المَوتُ غَيرَ مُصَرَّدِ
يَقولونُ جَنِّب عادَةً ما عَرَفتَها / شَديدٌ عَلى الإِنسانِ مالَم يُعَوَّدِ
فَقُلتُ أَما وَاللَهِ لاقالَ قائِلٌ / شَهِدتُ لَهُ في الحَربِ أَلأَمَ مَشهَدِ
وَلَكِن سَأَلقاها فَإِمّا مَنِيَّةٌ / هِيَ الظَنُّ أَو بُنيانُ عِزٍّ مُوَطَّدِ
وَلَم أَدرِ أَنَّ الدَهرَ في عَدَدِ العِدى / وَأَنَّ المَنايا السودَ يَرمَينَ عَن يَدِ
بَقيتَ اِبنَ عَبدِ اللَهِ تُحمى مِنَ الرَدى / وَيَفديكَ مِنّا سَيِّدٌ بَعدَ سَيِّدِ
بِعيشَةِ مَسعودٍ وَأَيّامِ سالِمٍ / وَنِعمَةِ مَغبوطٍ وَحالِ مُحَسَّدِ
وَلا يَحرَمَنّي اللَهُ قُربَكَ إِنَّهُ / مُرادي مِنَ الدُنيا وَحَظّي وَسُؤدَدي
لِمَن جاهَدَ الحُسّادُ أَجرُ المُجاهِدِ
لِمَن جاهَدَ الحُسّادُ أَجرُ المُجاهِدِ / وَأَعجَزُ ما حاوَلتُ إِرضاءُ حاسِدِ
وَلَم أَرَ مِثلي اليَومَ أَكثَرَ حاسِداً / كَأَنَّ قُلوبَ الناسِ لي قَلبُ واجِدِ
أَلَم يَرَ هَذا الناسُ غَيرِيَ فاضِلاً / وَلَم يَظفَرِ الحُسّادُ قَبلي بِماجِدِ
أَرى الغِلَّ مِن تَحتِ النِفاقِ وَأَجتَني / مِنَ العَسَلِ الماذِيَّ سُمَّ الأَساوِدِ
وَأَصبِرُ مالَم يُحسَبُ الصَبرُ ذِلَّةً / وَأَلبَسُ لِلمَذمومِ حُلَّةَ حامِدِ
قَليلُ اِعتِذارٍ مَن يَبيتُ ذُنوبُهُ / طِلابُ المَعالي وَاِكتِسابُ المَحامِدِ
وَأَعلَمُ إِن فارَقتُ خِلّاً عَرَفتُهُ / وَحاوَلتُ خِلّاً أَنَّني غَيرُ واجِدِ
وَهَل غَضَّ مِنّي الأَسرُ إِذ خَفَّ ناصِري / وَقَلَّ عَلى تِلكَ الأُمورِ مُساعِدي
أَلا لا يُسَرُّ الشامِتونَ فَإِنَّها / مَوارِدُ آبائي الأُلى وَمَوارِدي
وَكَم مِن خَليلٍ حينَ جانَبتُ زاهِداً / إِلى غَيرِهِ عاوَدتُهُ غَيرَ زاهِدِ
وَما كُلُّ أَنصاري مِنَ الناسِ ناصِري / وَلا كُلُّ أَعضادِ مِنَ الناسِ عاضِدي
وَهَل نافِعي إِن عَضَّني الدَهرُ مُفرَداً / إِذا كانَ لي قَومٌ طِوالُ السَواعِدِ
وَهَل أَنا مَسرورٌ بِقُربِ أَقارِبي / إِذا كانَ لي مِنهُم قُلوبُ الأَباعِدِ
أَيا جاهِداً في نَيلِ مانِلتُ مِن عُلاً / رُوَيدَكَ إِنّي نِلتُها غَيرَ جاهِدِ
لَعَمرُكَ ما طُرقُ المَعالي خَفِيَّةٌ / وَلَكِنَّ بَعضَ السَيرِ لَيسَ بِقاصِدِ
وَيا ساهِدَ العَينَينِ فيما يُريبُني / أَلا أَنَّ طَرفي في الأَذى غَيرُ ساهِدِ
غَفَلتُ عَنِ الحُسّادِ مِن غَيرِ غَفلَةٍ / وَبِتُّ طَويلَ النَومِ عَن غَيرِ راقِدِ
خَليلَيَّ ما أَعدَدتُما لِمُتَيَّمٍ / أَسيرٍ لَدى الأَعداءِ جافي المَراقِدِ
فَريدٍ عَنِ الأَحبابِ صَبٍّ دُموعُهُ / مَثانٍ عَلى الخَدَّينِ غَيرُ فَرائِدِ
إِذا شِئتَ جاهَرتُ العَدُوَّ وَلَم أَبِت / أُقَلِّبُ فِكري في وُجوهِ المَكائِدِ
صَبَرتُ عَلى اللَأواءِ صَبرَ اِبنِ حُرَّةٍ / كَثيرِ العِدى فيها قَليلِ المُساعِدِ
فَطارَدتُ حَتّى أَبهَرَ الجَريُ أَشقَري / وَضارَبتُ حَتّى أَوهَنَ الضَربُ ساعِدي
وَكُنّا نَرى أَن لَم يُصِب مَن تَصَرَّمَت / مَواقِفُهُ عَن مِثلِ هَذي الشَدائِدِ
جَمَعتُ سُيوفَ الهِندِ مِن كُلِّ بَلدَةٍ / وَأَعدَدتُ لِلهَيجاءِ كُلَّ مُجالِدِ
وَأَكثَرتُ لِلغاراتِ بَيني وَبَينَهُم / بَناتِ البُكَيرِيّاتِ حَولَ المَزاوِدِ
إِذا كانَ غَيرُ اللَهِ لِلمَرءِ عُدَّةً / أَتَتهُ الرَزايا مِن وُجوهِ الفَوائِدِ
فَقَد جَرَّتِ الحَنفاءُ حَتفَ حُذَيفَةٍ / وَكانَ يَراها حُدَّةً لِلشَدائِدِ
وَجَرَّت مَنايا مالِكِ اِبنِ نُوَيرَةٍ / عَقيلَتُهُ الحَسناءُ أَيّامَ خالِدِ
وَأَردى ذُؤاباً في بُيوتِ عُتَيبَةٍ / بَنوهُ وَأَهلوهُ بِشَدوِ القَصائِدِ
عَسى اللَهُ أَن يَأتي بِخَيرٍ فَإِنَّ لي / عَوائِدَ مِن نُعماهُ غَيرُ بَوائِدِ
فَكَم شالَني مِن قَعرِ ظَلماءَ لَم يَكُن / لِيُنقِذَني مِن قَعرِها حَشدُ حاشِدِ
فَإِن عُدتُ يَوماً عادَ لِلحَربِ وَالعُلا / وَبَذلِ النَدى وَالجودِ أَكرَمُ عائِدِ
مَريرٌ عَلى الأَعداءِ لَكِنَّ جارَهُ / إِلى خَصِبِ الأَكنافِ عَذبِ المَوارِدِ
مُشَهّىً بِأَطرافِ النَهارِ وَبَينَها / لَهُ ما تَشَهّى مِن طَريفٍ وَتالِدِ
مَنَعتُ حِمى قَومي وَسُدتُ عَشيرَتي / وَقَلَّدتُ أَهلي غُرَّ هَذي القَلائِدِ
خَلائِقُ لا يوجَدنَ في كُلِّ ماجِدِ / وَلكِنَّها في الماجِدِ اِبنِ الأَماجِدِ
تَمَنَّيتُمُ أَن تَفقِدوني وَإِنَّما
تَمَنَّيتُمُ أَن تَفقِدوني وَإِنَّما / تَمَنَّيتُمُ أَن تَفقِدوا العِزَّ أَصيَدا
أَما أَنا أَعلى مَن تَعُدّونَ هِمَّةً / وَإِن كُنتُ أَدنى مَن تَعُدّونَ مَولِدا
إِلى اللَهِ أَشكو عُصبَةً مِن عَشيرَتي / يُسيؤونَ لي في القَولِ غَيباً وَمَشهَدا
وَإِن حارَبوا كُنتُ المِجَنَّ أَمامُهُم / وَإِن ضارَبوا كُنتُ المُهَنَّدَ وَاليَدا
وَإِن نابَ خَطبٌ أَو أَلَمَّت مُلِمَّةٌ / جَعَلتُ لَهُم نَفسي وَما مَلَكَت فِدا
يَوَدّونَ أَن لُيُبصِروني سَفاهَةً / وَلَو غِبتُ عَن أَمرٍ تَرَكتُهُمُ سُدى
مَعالٍ لَهُم لَو أَنصَفوا في جَمالِها / وَحَظٌّ لِنَفسي اليَومَ وَهوَ لَهُم غَدا
فَلا تَعِدوني نِعمَةً فَمَتى غَدَت / فَأَهلي بِها أَولى وَإِن أَصبَحوا عِدا
عَطِفتُ عَلى عَمرِ اِبنِ تَغلِبَ بَعدَما
عَطِفتُ عَلى عَمرِ اِبنِ تَغلِبَ بَعدَما / تَعَرَّضَ مِنّي جانِبٌ لَهُمُ صَلدُ
وَلا خَيرَ في هَجرِ العَشيرَةِ لِاِمرِئٍ / يَروحُ عَلى ذَمِّ العَشيرَةِ أَو يَغدو
وَلَكِن دُنُوُّ لايُوَلَّدُ هِجرَةً / وَهَجرٌ رَفيقٌ لايُصاحِبُهُ زُهدُ
نُباعِدُهُم طَوراً كَما يُبعَدُ العِدى / وَنِكرِمُهُم طَوراً كَما يُكرَمُ الوَفدُ
دَعَوناكَ وَالهِجرانُ دونَكَ دَعوَةً
دَعَوناكَ وَالهِجرانُ دونَكَ دَعوَةً / أَتاكَ بِها يَقظانَ فِكرُكَ لا البُردُ
فَأَصبَحتَ مابَينَ العَدُوِّ وَبَينَنا / تَجارى بِكَ الخَيلُ المُسَوَّمَةُ الجُردُ
أَتَيناكَ أَدنى مانُجيبُكَ جُهدَنا / فَأَهوَنَ سَيرِ الخَيلِ مِن تَحتِنا الشَدُّ
بِكُلِّ نِزارِيٍّ أَتَتكَ بِشَخصِهِ / عَوائِدُ مِن حالَيكَ لَيسَ لَها رَدُّ
نُباعِدُهُم وَقتاً كَما يُبعَدُ العِدى / وَنُكرِمُهُم وَقتاً كَما يُكرَمُ الوَفدُ
وَنَدنو دُنُوّاً لا يُوَلَّدُ جُرأَةً / وَنَجفو جَفاءً لايُوَلِّدُهُ زُهدُ
أَفضَت عَلَيهِ الجودَ مِن قَبلِ هَذِهِ / وَأَفضَلُ مِنهُ ما يُؤَمِّلُهُ بَعدُ
وَحُمرِ سُيوفٍ لا تَجِفُّ لَها ظُبىً / بِأَيدي رِجالٍ لا يُحَطُّ لَها لِبدُ
وَزُرقٍ تَشُقُّ البُردَ عَن مُهَجِ العِدى / وَتَسكُنُ مِنهُم أَينَما سَكَنَ الحِقدُ
وَمُصطَحَباتٍ قارَبَ الرَكضُ بَينَها / وَلَكِن بِها عَن غَيرِها أَبَداً بُعدُ
نُشَرِّدُهُم ضَرباً كَما شَرَّدَ القَطا / وَنَنظِمُهُم طَعناً كَما نُظِمَ العِقدُ
لَئِن خانَكَ المَقدورُ فيما نَوَيتَهُ / فَما خانَكَ الرَكضُ المَواصِلُ وَالجُهدُ
تُعادُ كَما عَوَّدتَ وَالهامُ صَخرُها / وَيُبنى بِها المَجدُ المُؤَثَّلُ وَالحَمدُ
فَفي كَفِّكَ الدُنيا وَشيمَتُكَ العُلا / وَطائِرُكَ الأَعلى وَكَوكَبَكَ السَعدُ
وَلَمّا تَخَيَّرتِ الأَخِلّاءَ لَم أَجِد
وَلَمّا تَخَيَّرتِ الأَخِلّاءَ لَم أَجِد / صَبوراً عَلى حِفظِ المَوَدَّةِ وَالعَهدِ
سَليماً عَلى طَيِّ الزَمانِ وَنَشرِهِ / أَميناً عَلى النَجوى صَحيحاً عَلى البُعدِ
وَلَمّا أَساءَ الظَنَّ بي مَن جَعَلتُهُ / وَإِيّايَ مِثلَ الكَفِّ نيطَت إِلى الزِندِ
حَمَلتُ عَلى ضَنّي بِهِ سوءَ ظَنِّهِ / وَأَيقَنتُ أَنّي بِالوَفا أُمَّةٌ وَحدي
وَأَنّي عَلى الحالَينِ في العَتبِ وَالرِضى / مُقيمٌ عَلى ماكانَ يَعرِفُ مَن وُدّي
أَيا عاتِباً لا أَحمِلُ الدَهرَ عَتبَهُ
أَيا عاتِباً لا أَحمِلُ الدَهرَ عَتبَهُ / عَلَيَّ وَلا عِندي لِأَنعُمِهِ جَحدُ
سَأَسكُتُ إِجلالاً لِعِلمِكَ أَنَّني / إِذا لَم تَكُن خَصمي لِيَ الحُجَجُ اللُدُّ
أَيا قَومَنا لاتَنشُبوا الحَربَ بَينَنا
أَيا قَومَنا لاتَنشُبوا الحَربَ بَينَنا / أَيا قَومَنا لاتَقطَعوا اليَدَ بِاليَدِ
عَداوَةُ ذي القُربى أَشَدُّ مَضاضَةً / عَلى المَرءِ مِن وَقعِ الحُسامِ المُهَنَّدِ
فَيا لَيتَ داني الرَحمِ مِنّا وَمِنكُمُ / إِذا لَم يُقَرِّب بَينَنا لَم يُبَعِّدِ