القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ قَلاقِس الكل
المجموع : 7
على الطائرِ الميمونِ والكَوْكَبِ السَّعْدِ
على الطائرِ الميمونِ والكَوْكَبِ السَّعْدِ / تبلَّجَ بَدْرُ الفضلِ من فَلَكِ المَجْدِ
صدَرْنا وقد نادى السّماحُ بنا رِدُوا
صدَرْنا وقد نادى السّماحُ بنا رِدُوا / فعُدْنا الى مغناكَ والعَوْدُ أحمَدُ
وجاذَبَنا للأهلِ شوقٌ يُقيمُنا / وشوقٌ لمُغْنينا عن الأهلِ يُقعِدُ
وما فاحَ فينا غيرُ ذكراكَ روضةٌ / ولا ساحَ فينا غيرُ نُغماكَ مورِدُ
وكم خدعَتْنا من ملوك يسُرُّها / لو انّكَ ترضى أنها لك أعبُدُ
حمدنا وأثنينا وملء صدورِنا / سوى ما به يُثْنى عليهم ويُحمَدُ
وقد علمَتْ تلك القصائدُ أننا / بما نبتني فيها لعَلياكَ نقصِدُ
ولما عَسا غصنُ الزمانِ عطَفْتَهُ / بكفّيْكَ فهْو الناضرُ المتأوّدُ
محَوْتَ ذُنوبَ الأمسِ من هَفواتِه / بما قام في إثباتِه اليومُ والغدُ
وقد تُنشَرُ الأرزاقُ من حيث تنطوي / وتنصلِحُ الأحوالُ من حيث تفسُدُ
ليَهْنِ يدَ الخَطْبِ التي طرّقَتْ لنا / إليك سبيلاً أنها عندنا يَدُ
وأنّ نجوماً سيْرتْنا بطالعٍ / إليك منيراتُ المطالع أسْعدُ
سقى الله عهداً منك مرتفِعَ الذُرى / إذِ العهدُ ممّنْ لا نسمّيه معهَدُ
وإذ بيتُك المشهودُ في كل ساعةٍ / لكثرة زوّارِ النّدى فيه مشهَدُ
ولما ضرَبْنا للأماني ونيلها / أوَناً شرَطْنا فيه أنك موعِدُ
فمنّا ثناءٌ قد أتاكَ مكرّرٌ / ومنك عطاءٌ قد أتانا مردَّدُ
فيا أيها البحرُ الذي من هِباتِه / أُعدِّدُ فيما أنتَقي وأعَدّدُ
أجِرْني من البحر الذي أنا صارمٌ / أجرِّدُ من مالي به حيثُ أغمَدُ
طوانى بسُحْبِ الموجِ تحت سمائه / على أنني يا أيها الشمسُ فرقدُ
وحاول إطفائي وإني لَجمرةٌ / تكادُ تُباري ماؤه تتوقّدُ
وما زلت أعطي البرق والرّعد مثله / فأُبرق غيظاً بالزفير وأرعدُ
الى أن أذابَتْني حرارةُ قرّةٍ / بأيسرَ منها ذائبُ النارِ يجمُدُ
وصرتُ كحِرباءِ الظهيرةِ كلّما / تراءَتْ لعيني غرّةُ الشمس أسجُدُ
وقُيّدْتُ في أرضٍ كأن رسومَها / يمشّي عليها الدهرُ وهْو مقيّدُ
أقمتُ بها في الضيقِ ستّةَ أشهر / وذاك أقلّ الحمْل واليومَ مولِدُ
فيا ياسراً نلنا به الفضل ياسراً / لنا ووجدنا منه ما ليس يوجَدُ
دعوتَ بصوت الجودِ حيَّ على النّدى / لأنك تروي عن بلالٍ وتُسنِدُ
سيُنشئني ضرْعٌ لفضلك حافلٌ / ويكنفُني منه المكانُ الممهّدُ
ويمطِرُني نُعمى لساني ومَعطِفي / بها نبتُه لدنُ المهزّةِ أغيَدُ
وإن كانتِ الحسّادُ فيك كثيرةً / فلا قلّ عندي ما به فيك أحسَدُ
لقد طوّقَتْني في رياضِكَ أنعُمٌ / هتفْتُ بها مثلَ الحمام أغرِّدُ
وأسكرَني بالمَطْلِ غيرُك مدةً / وما يُعرفُ السكرانُ حتى يعربدُ
وإني وعندي نشوةٌ منك بالغِنى / لأرفَعُ صوتي بالغناءِ وأُنشِدُ
وأتلو حروفَ الحمدِ لله كلَّها / وأُسْقِطُ حرفاً قبل إياكَ نعبُدُ
وأنت امرؤٌ ما زالَ عن دارِ مُلكِه / وسيرتُه عندي تَغورُ وتُنجِدُ
مَهيبٌ إذا ابيضّتْ أساريرُ وجههِ / رأيتَ وجوهَ الخَطْبِ كيف تسوَّدُ
مصمّمُ جيشٍ والصّوارمُ تنثَني / ورابِطُ جأشٍ والفرائصُ تُرعَدُ
وبادِهُ صارفِ الدهر بالعَزمةِ التي / خواطرُه عن حلِّها تتبلّدُ
وباعثُها خضراءَ كالبحرِ موجُها / دِلاصٌ وعسّالٌ وعضبٌ وأجرَدُ
يروعُ بها شوسَ الأسنّةِ أروعٌ / ويصطادُ عِقبان الأعنّة أصيَدُ
وناثرُ هاماتِ الكُماةِ بصارمٍ / على صفحِه دُرُّ الفِرنْدِ المنضّدِ
وناظمُها في مَتْنِ لدن كأنّه / بها شطَنٌ فوقَ الذِّراعِ معقّدُ
مصوِّرُ وجهٍ في قَذالِ عدوّه / له ناظرٌ من سائِلِ النّدمِ أرمَدُ
وفاتحُ ثغرٍ منه في غير وجهِه / ولكنّ ذاك الثغرَ أهتَمُ أدرَدُ
ومُعلي دُعاة الدين في رأسِ هضبةٍ / يُجيبُهمُ أدنى عليها وأبعَدُ
وما المُلْكُ إلا ما تناولَهُ أبو الس / عودِ بيُمنى ياسرٍ ومحمّدُ
أميرانِ كلٌّ منهما ينهض اسمُهُ / بأضعافِ ما في مُلكِه يتقلّدُ
وبدرانِ كلٌّ منهما في كماله / وإنْ ظهَرا في الدعوة اثنَيْنِ أوحَدُ
سليلا كريمٍ لو حوى الغيثَ كفُّه / لسالَ لُجَينٌ منه وانهلّ عسْجَدُ
وما مات مَنْ أخبارُه مستفيضةٌ / تسطَّرُ عن أبنائه وتُخلّدُ
ألا إنما كسْبُ المكارمِ عادةٌ / وكلُّ امرئٍ يجري على ما يُعوّدُ
وكل حديثٍ كان أو هو كائنٌ / شمائلُه تُنبيكَ عنه وتشهدُ
وقد تنطِقُ الأفعالُ والفمُ صامتٌ / ويأتيك بالأخبارِ من لا تُزوّدُ
وأصدَقُ مدحٍ ما تردِّدُه العِدى / وتشهدُ فيه أنه ليس يُجْحَدُ
وما الشعْرُ إلا سلكُ منتِثرِ العُلا / ينظَّمُ فيه دُرُّها المُتبدّدُ
ولو لم يكن قيدَ المآثِر أوشكَتْ / تُنفَّرُ عن أسماعِنا وتُشرَّدُ
ولولا ضياءُ اللبّ ما كان والجاً / مضايقَ منها مستنيرُ وأربَدُ
فولّدَ منه الجاهليّ بذهنِه / معانيَ عُقْماً فيها الموَلَّدُ
أخالد إنّ الحمدَ يُبقي لأهلِه
أخالد إنّ الحمدَ يُبقي لأهلِه / كمالاً ولا تبقى الكنوزُ على الكَدِّ
فأطعِمْ وكلْ من عارةٍ مُستردَّةٍ / ولا تُبقِها إنّ العواريّ للرّدِّ
وإني لأهواها وأهوى لقاءَها
وإني لأهواها وأهوى لقاءَها / كما يشتهي الصادي الشرابَ المبرَّدا
علاقةُ حبٍّ لجّ في زمنِ الصِبا / وأبلى وما يزدادُ إلا تجدُّدا
متى يملكُ الحِلْمُ الدنوّ على البُعْدِ
متى يملكُ الحِلْمُ الدنوّ على البُعْدِ / ويمضي حسامُ المُلكِ في غاربِ الصّدِّ
فأرعى رياضَ الفضلِ مطلولة الندى / وأُسْقى رياضَ العِلمِ واضحةَ المدِ
وألحظُ خلاً لا يُخِلُّ بودِّه / ولا يرتضي إلا الثبوتَ على العَهْدِ
وأشهدُ من أفكاره نارَ فِطْنةٍ / تصَعَّدُ من أنفاسِه عبقَ النَّدِ
فيا عَرْفَ ريحٍ عاجَ من جانب اللِّوى / يجرُّ على الأزهارِ ضافيةَ البُرْدِ
غدا راشفاً ريقَ الأقاحي معانقاً / مَدودَ غصونٍ لاثماً وجنةَ الورْدِ
تلذّذْ بمصر فهيَ ربعُ أحبّتي / وخبِّرْ فتاها عن غرامي وعن وجدي
وقلْ عاد ذاك الجوّ بعدَك مُظْلما / فلُحْ طالعاً تجلوهُ يا قمرَ السّعْدِ
إذا لم تكن هندٌ بنجدٍ مقيمةً / فلا هطلَتْ عينُ الغوادي على نجْدِ
أما وحديثٌ كالمُدامِ رشفْتُه / فغادرَ قلبي لا يُعيدُ ولا يُبدي
ودُرُّ قريضٍ رُمْتُ إذ ذاكَ شأوَهُ / فقصَّرَ عنهُ ساعدي ونَبا كدّي
وما لك في سمعي وطرفي وخاطري / من الصيتِ والمرأى المعظَّم والودِّ
وما انهلّ من مجرى دموعيَ من دمٍ / وأُضْرمَ في مَحْنى ضلوعي من وَقْدِ
وقوّضَ عن قلبي من الصبرِ بعدَكم / وخيّم في طرْفي عليكُمْ من السُهْدِ
فحبُكَ أوفى في فؤادي من المُنى / وذكرُك أحلى في لساني من الشّهْدِ
ترى النجمَ مكحولاً بمَيلِ سُهادِه
ترى النجمَ مكحولاً بمَيلِ سُهادِه / نعم وأُعيرَ البرقُ خفْقَ فؤادِهِ
كذاك على عينيهِ عهدَهُ مدمعٍ / يعلِّمُ دمعَ الغيثِ سحّ عِهادِه
أما إنه لولا الخيالُ المعاوِدُ
أما إنه لولا الخيالُ المعاوِدُ / لأقْلعَ مشتاقٌ وأقصرَ واجدُ
ألمْ وقلبُ البرقِ في الجوّ خافقٌ / حَذاراً وطرفُ النجمِ في الأفْقِ شاهدُ
وفي جيدِ زنجيِّ الدجى من خلاله / وأنجمُهُ طوقٌ له وقلائدُ
فلا وجدَ إلا وهو عندي مخيّمٌ / ولا صبْرَ إلا وهْو عنيَ شاردُ
ولو علمتُ أنّ الخيالَ يزورُني / لجادتْ به عن ناظريّ الولائدُ
فليتَ الغواني منْ قتلْنَ يعُدْنَهُ / وليس لمقتولِ الصبابةِ عائدُ
عسى جُمَلُ المشتاقِ تجمُلُ في الهوى / فيقرُبُ منه أو سعادُ تُساعد
ويومَ شربنا فيه كاساتِ فرقةٍ / يغصُّ بها صبُّ وينعُمُ حاسدُ
عشيةَ صادَتْنا ظباءٌ نوافرٌ / وأعجبُ شيءٍ نافراتٌ صوائد
وفي كنَسِ الأحداج جؤذَرُ كلَّةٍ / تقاربُه عشّاقُهُ وتُباعِدُ
لئن عمّرت منه القلوبُ علاقةً / لقد أقفرتْ بالرُغْمِ منه المعاهدُ
ومن لأسير الحب منهُ بعطفَةٍ / تخفّفُ عنه في الهوى ما يكابدُ
شكا ظمأ ترويهِ والموتُ دونَه / لمى عذُبَتْ منه المراشفُ باردُ
وهل يُبرد الصادي حرارةَ جوفِه / إذا كان ما بين الشفاهِ المواردُ
فطوراً نرى منه الجفونَ وتارةً / تُطاعنُه تلك الثُّديُّ النواهدُ
فكم من قتيلٍ قُدْنَه لمَنُونِه / وليس له من مذهبِ الحبِّ قائدُ
سقَتْهم وإن ضنّوا عليّ بوقْفةٍ / سقاني فيها البارقاتُ الرواعِدُ
ولا نزلوا إلا حدائقَ تلتقي / توائمٌ من النوّارِ فيها وفاردُ
كأنّ الأثيرَ المُستَماحَ أعارَها / شمائلَهُ فالطيْبُ منها يُعاود
هُمامٌ يردُّ الجيشَ وهوَ عرَمْرَمٌ / بنجدته يوم الوغى وهو واحد
إذا ما تشكّى السيفُ في كفِّه الظَما / أتاحَ له ماءَ الطِلى فهوَ وارِدُ
من القومِ ما غيرُ السيوفِ مخاصِرٌ / لديهمْ وما غيرُ الدورعِ مُجاسِدُ
إذا عقَلوا الخطيّةُ السُمرَ خلتَهم / أُسوداً بأيديهمْ هناك أساوِدُ
وإن ركعتْ بيضُ الظُبى في أكفّهمْ / بحَرْب فهاماتُ الأعادي سواجِدُ
غُيوثٌ لُيوثٌ نائلاً وشجاعةً / إذا أجدبَ المَرعى وصالَ المُعاند
تميمٌ به حازتْ تماماً فذكرُها / وإن درجتْ في جبهةِ الدهرِ خالدُ
يريكَ بهاءً في ذكاءٍ كأنّما / تجمعُ فيه المشتري وعُطاردُ
فتى للكبير ابنٌ مُبرُّ وللفَتى / أخٌ لا يُداجيه وللطفْل والدُ
لقد علّم الأقوامَ شرقاً ومغرباً / قريبُهُمُ والنازحُ المتباعدُ
بأنك بذّالُ العوارفِ حافظُ ال / معارفِ دفّاعُ المخاوفِ ماجدُ
وأنك أهدى والبصائرُ ضلّةٌ / وأندى وأخلافُ السَحابِ جَوامد
وأوفى ذماماً والحقوقُ مُضاعةٌ / وأعْفى وأحناءُ الضُلوعِ حَواقِدُ
هنيئاً مريئاً بالصيامِ وفضلِه / فكلّكما وقْفٌ عليه المحامدُ
بوجهكَ آفاقُ الكمالِ منيرةٌ / لنا وبه فينا تضيءُ المساجد
وأيامُه في لُبِّه العامِ سَمْطُها / وفعلُك في جيد الزمانِ فرائد
بقيتَ وكفّيْتَ المُنى في محمدٍ / ففي وجهِه للسؤدِد الفردِ شاهد
وهل نال أسباب العُلا مثلُ راحةٍ / لها عضُدٌ في المكرُمات وساعدُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025