المجموع : 10
وعادتْ دمشقٌ فوقَ ما كانَ حسنُها
وعادتْ دمشقٌ فوقَ ما كانَ حسنُها / وأمستْ عروساً في جمالٍ مجدَّدِ
وقالتْ لأهل الكفرِ موتوا بغيظكمْ / فما أنا إلاّ للنبي محمّدِ
فلا تذكروا عندي معابدَ دينكُمْ / فما قصباتُ السَّبْقِ إلاّ لمعبدي
سألتُ كتابي إذْ أتى بعدَ برهةٍ
سألتُ كتابي إذْ أتى بعدَ برهةٍ / فقالَ الفلانيُّونَ زادوا توددي
رأَوْني مأخوذاً غريباً فأقبلوا / يقولون لا تهلِكُ أسىً وتجلَّدِ
ترى ظَنَّني مِنْ جلدةِ الرَّقِّ عاذلي
ترى ظَنَّني مِنْ جلدةِ الرَّقِّ عاذلي / فلامَ على مَنْ تشتكي رقةَ الجلْد
وتحمرُّ خدَّاها إذا ما نظرْتُها / حياءً أبى أنْ تجرحَ الوردَ بالوردِ
أيا عَلْو دمعُ العينِ يغني عن الورد
أيا عَلْو دمعُ العينِ يغني عن الورد / وبحرُ غرامي مالَهُ فيكَ مِنْ حدِّ
ليهنكِ بلبالي عليكِ ورقتي / إليكِ كما قلبي لديكِ على البعدِ
وإني مقيمٌ لا أغيِّرُ مَوْثِقاً / وإنْ أنتِ غَيَّرْتِ المواثق مِنْ بعدِ
وإنكِ حزتِ الحسنَ وحدكِ كلَّهِ / وإني حزتُ الحزنَ أجمعَهُ وحدي
إذا لامني العُذَّالُ أخفيتُ مدمعي / وأبديْتُ صبراً لمْ يكنْ بعضُهُ عندي
أموِّهُ عنها ما استطعتُ بغيرها / وأطرقُ حيناً لا أعيدُ ولا أُبدي
فلي ظاهرُ الخالي السليمِ من الهوى / ولي باطنُ العاني الحزينِ وذي الفقدِ
أرى السائلَ المحرومَ من فيضِ أدمعي / وذاكَ الدمَ المسفوحَ يا ليتهُ يُجدي
أغارُ على أهلِ الغويرِ لأجلها / وأحجمُ عن سلعٍ ووصفِ ربي نجدِ
وأنفرُ عن علمِ الكلامِ لثغرها / لئلا أورِّي عنهُ بالجوهرِ الفردِ
وأحمي الحمى عنْ ذكرِهِ معْ صبابتي / وأعْرِضُ معْ شوقي عن الشيحِ والرندِ
ولم أستطعْ حملَ النسيمِ رسالتي / مخافةَ رجعاه برائحةِ الندِ
أخافُ عليها من عشيرتها التي / بها كل صنديدٍ يرى الموتَ كالشهدِ
أيا عَلْوَ لي ودٌّ كوجهِكِ في السنا / ولكنَّ حظي مثلُ فاحمِكِ الجعْدِ
سألتكِ مهما رمت إهداءَ طرفةٍ / إليَّ فغيرَ الطيفِ باللهِ لا تُهدي
وكيف يزورُ الطيفُ مَنْ هوَ ساهرٌ / رقيقُ الحواشي يتبعُ الوجدَ بالوجدِ
سلي النجمَ عن حالي يُخَبِّرْك لوعتي / وما أنا فيه مِنْ بكاءٍ ومنْ سهدِ
لئنْ جرتِ يا علوى وقدُّكِ عادلٌ / فواعجبا للجائرِ العادلِ القدِّ
فلا تخلفيني ما وعدتِ فإنني / أرى أن خُلْفَ الوعدِ من خلقِ الوغدِ
أهمُّ ولي بعد على بسطِ ما جرى / ولمْ رمتِ تعذيبي وما سببُ الصدِّ
فأضمرُ سلواناً فيحضرُكِ الهوى / مَصَوَّرَةً لي يا نُويْقِضَةَ العهدِ
فيشفعُ فيك الحسنُ والحسنُ شافعٌ / فأغضي حياءً أنْ يواجهَ بالردِّ
وليسَ حياءُ الوجهِ في الذئبِ شيمةً / ولكنها مِنْ شيمةِ الأسدِ الوردِ
ألا أيُّها المولى الذي زارَ عبدَهُ
ألا أيُّها المولى الذي زارَ عبدَهُ / ولا بدعَ في مولى تمشَّى إلى عبدِ
تفضلْتَ حتى ضاقَ ذرعي لشكرِ ما / صنعْتَ وهذا لا يقومُ بهِ جهدي
وعنديَ أني حاضرٌ أنا عندَهُ / لرفعتِهِ لا أنه حاضرٌ عندي
وكانَ هناكَ الصمتُ أجملُ بي وأنْ / أصيخَ سماعاً لا أعيدُ ولا أبدي
فهلْ أنا إلا قطرةٌ مِنْ سحابِكُمْ / ولو كنْتَ في الإعرابِ كالعلمِ الفردِ
عرقْتُ حياءً من حضورِكَ ذاهلاً / بفضلِكَ عنْ حسنِ المباحثِ والنقدِ
ولكنْ وثوقي منكَ بالصفحِ حثَّني / على بعضِ بحثٍ بالتكلُّفِ والجهدِ
وجئتُ ببحثٍ أعجبتْكَ فنونُهُ / ولولا حيائي كنتُ أبدعتُهُ جهدي
وليسَ حياءُ الوجهِ في الذئبِ شيمةً / ولكنها من شيمةِ الأسدِ الوردي
سلامٌ كأنفاسِ النسائمِ سحرةً
سلامٌ كأنفاسِ النسائمِ سحرةً / على علمِ الدينِ المبادئِ بالودِّ
لئنْ كانتِ الأعلامُ فينا كثيرةً / خصصتُ بودِّي حَضْرةَ العلمِ الفردِ
أراكَ على ما فيكَ تُبلغُني الأذى
أراكَ على ما فيكَ تُبلغُني الأذى / فدعنيَ وافعلْ مثلَ ذا ببليدِ
أما تستقيلُ الشرَّ مني وتتقي / على صفحاتِ الدهرِ عارَ نشيدي
ولو رمتُ هجوَ الشمسِ قلتُ قرونَها / طوالٌ وقدْ كانتْ سراجَ ثمودِ
رهينةُ تكويرٍ وكسفٍ كأنها / رغيفُ غلاءٍ أو كقرصِ حديدِ
ولو رمْتُ ذَمَّ البدرِ شبهتُ وجهَهُ / بدفِّ بغيٍّ أو بخفِّ قعودِ
وقلتَ حكى في بردِهِ واصفرارِهِ / وكلفتِهِ السوداءِ وجهَ يهودي
ومَنْ كانَ حالُ الشمسِ والبدرِ عندَهُ / كذاكَ فَمَنْ عاداهُ غيرُ رشيدِ
محمدُ عندَ اللّهِ حيٌّ وجدُّنا
محمدُ عندَ اللّهِ حيٌّ وجدُّنا / أبو بكرٍ الصديقُ عندَ محمدِ
فنحنُ على مَنْ يعتدي سمُّ ساعةٍ / ومَنْ لا يصدِّقْ فليجرِّبْ ويعتدي
وكمْ يدَّعي صوناً وهذي جفونُهُ
وكمْ يدَّعي صوناً وهذي جفونُهُ / بفترتِها للعاشقينَ يواعدُ
وكمْ يتجافى خصرُهُ وهْوَ ناحلٌ / وكمْ يتحالى ريقُهُ وهْو باردُ
لقد عاشَ دهراً يخدمُ العلمَ جهدَهُ
لقد عاشَ دهراً يخدمُ العلمَ جهدَهُ / وكانَ قليلَ المثلٍِ في العلمِ والودِ
فلما تولى الحكمَ ما عاشَ طائلاً / فما هُنئَ ابنُ المجدِ واللهِ بالمجدِ