أعيذُكَ يا ذا الفضلِ مما يشينُهُ
أعيذُكَ يا ذا الفضلِ مما يشينُهُ / وذا المجدِ مما لا يليقُ بذي المجدِ
تُفرِّدُني بالعتبِ دونَ عصابةٍ / تفرَّدُ عنّي بالإجابةِ والرَّدِّ
ومن نائباتِ الدَّهر أنّي نائبٌ / ومالي يدٌ في حلِّ أمرٍ ولا عقْدِ
إذا لم يكن يوماً لَدَى البأسِ لي يَدٌ / فلا حَمَلَتْ كفيِّ لمكرُمَةٍ زَنْدي
وإن لم أكن أقضي حقوقَ ذوي النُّهَى / فمن ذا الذي يقْضي حقوقَهُمْ بعدي
ولو أَنني أُعطيتُ سُؤْلي من العلى / لكنتُ بما أُخفيهِ من سرّها أُبدي
ولست بما فيه أنا اليومَ قانعاً / ولكنْ من العلياء أَغدو على وعدِ
بواسِطَ مكثي لانتظارِ مواعدٍ / لها وليومٍ يمكُثُ السّيفُ في الغمْدِ
سأَعزِمُ عزمَ الماجدينَ برحلةٍ / أُصَوَّبُ فيها نحوَ مَنْقَبَةٍ قصدي
وما فضَلَ الهِنديُّ إثراً وقيمةً / حدودُ الظُّبى حتى تناءَت عن الهندِ
وما أَنصفَ العلياءَ مَنْ خَصَّ أهلَها / بذمّ وهم أَهلُ الثَّنا وذوو الحخمدِ
أولي الفضلِ باسِيسِيُّكُمْ خصَّ بأسه / عتاباً بمن يرجوه في الوُدِّ للرِّفْدِ
فاهُدوا له عنّي عِتاباً لعلَّه / على حادثات الدَّهرِ يُعْتبُ أو يُعدِي
أَنارت مساعيهِ النيرةُ فاغتدى / لها كلُّ من يَبْغي السّعادةَ يستهدي
أَمستفرِغاً في عَتْب مثليَ جَهْدَه / وفي شكره ما زِلتُ مُستفرِغاً جهدي
تجرَّعتُ كأسَ العتب مُرّاً وإنّما / لِوُدَّكَ عندي كان أحلى من الشُّهْدِ
وإنَّ اعتدادي بالوِداد لصادق / لديكَ فلمْ كذَّبتَ آمال مُعْتَدِّ
أَفي العدل أنَّ الوصلَ يَحْظَى به العِدا / وبالعَذْلِ أَحظى والعلاقة بي وحدي
أَبا عُمَرُ المعمورُ قلبي بودِّه / أَتهدِمُ بُنياناً عَمَرْتُ من الوُدِّ
تأمّلْ حسابي ثمَّ عُدَّ فضائلي / فجموعُها يُنبيكَ عن حَسَبي العِدِّ
لقد كَسَدَتْ سوقُ الفضائلِ كلَّها / وَللْهَزْلُ أَحظى في الزَّمان من الجدِّ
ولستُ أَرى إلاّ كريماًن يَفرُّ من / لئيمٍ وحُرّاً يشتكي الضيّمَ من عبدِ
ومالي سِوَى ظلِّ الوزيرِ ورأَيهِ / ملاذٌ ومأمولٌ على القُربِ والبُعدِ
قد ابيضَّ حظِّي في ذَراهُ وإنّني / مُسَوَّدُ مجدٍ حظّه غيرُ مُسَوَدِّ
وبي حَصَرٌ من حَصْرِ أنواءِ بِرِّه / وما تدخُلُ الأنَواءُ في الحصرِ والعَدِّ
وإنعامهُ عندي عن الحدِّ زائدٌ / وشكري له شكرٌ يزيدُ عن الحدِّ