القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الطُّغْرائي الكل
المجموع : 7
فؤادٌ على كَرِّ الحوادثِ مارِدُ
فؤادٌ على كَرِّ الحوادثِ مارِدُ / وعَزمٌ على جَوْرِ النوائبِ قاصدُ
وقلبٌ يَعافُ الضيمَ مرتعُ همِّهِ / ولو رتعَتْ فيهِ الرِقاقُ البواردُ
تَنُوءُ به الآمالُ والجَدُّ قاعِدٌ / وتُسْهِرُه العلياءُ والحَظُّ راقدُ
يحوزُ المُنَى من دونهِ كلُّ وادعٍ / ويُحرَمُ ما دونَ الرِضا وهو جاهدُ
بهِ من قِراع الخَطْبِ دَاءٌ مماطلٌ / وليس له إلا الليالي عوائِدُ
ونفسٌ بأعقابِ الأمور بصيرةٌ / لها من طِلاع الغيب حادٍ وقائدُ
عليها طِلابُ العِزِّ من قُذُفَاتِه / وليس عليها أنْ تُنَالَ المقاصِدُ
ويُطمِعُها في نيلِها العزَّ أنَّها / حليفُ طِرادٍ والمعالي طرائِدُ
إِذا ميَّزتْ بين الأمور وأبصرتْ / مصايرَها هانتْ عليها الشَّدائِدُ
فتؤثِرُ بَرْحَ الظِمْءِ والرِيُّ فاضح / وتألفُ بؤسَ الجَدْبِ والذُّلُ رائِدُ
وتأنف أن يَشفي الزلالُ غليلَها / إِذا هيَ لم تشتقْ إليها المواردُ
أُولِّي بني الأيام نظرةَ راحمٍ / وإنْ ظنَّتِ الجُهَّالُ أنِّيَ حاسدُ
لهمْ في تضاعيف الرجاءِ مخاوفٌ / ولي في تصاريف الزمان مواعدُ
لك اللّه من هَمٍّ به تَسعَدُ العُلَى / وتشقى المهارى والدُّجَى والفدافِدُ
يزعزع كيرانَ المَطِيِّ بساهمٍ / علاه شحوبُ المجدِ والمجدُ جاهدُ
أغرُّ إِذا استغنى به العزمُ لم يكنْ / له عن حياضِ المجدِ والموتِ ذائدُ
له أربٌ بين الأسِنَّةِ والظُّبَا / إِذا لم يساعدْهُ الحُبَى والوسائِدُ
فقد لفحتْهُ الهُوجُ وهي سَمائِمٌ / كما نفحَتْهُ النُّكْبُ وهي صَوارِدُ
يَشُقُّ جَنانَ الليلِ عن كلِّ مَهْمَهٍ / يذودُ سوامَ النجمِ والنجمُ ساهدُ
فلا ضجعةٌ والصبحُ شَمْطاءُ حاسِرٌ / ولا هَجْعةٌ والليلُ عذراءُ ناهدُ
فأولَى لها من هِمَّةٍ ذُلِّلَتْ لها / صِعابُ العُلَى لولا الزمانُ المعانِدُ
أُريحتْ عليه ثَلَّةُ المجدِ إذْ غَدا / لها من معينِ الملْكِ زندٌ وساعِدُ
ولولا تصاريفُ الحوادثِ أُوطِئَتْ / رِقابُ المعالي حيثُ تُرخَى القلائِدُ
بهِ اعتذر الأيامُ عن هَفَواتِها / وعُدَّ لها بعدَ المساوي المحامدُ
ولو أنصفتْ حامتْ عليه فما لها / إِذا حُمِدَتْ إلا بعَلياهُ حامدُ
أساءَ إليها فاستثارتْ صروفَها / صيالَ نزوعِ القلبِ والقلبُ واجدُ
وعارضها في صَرْفها فتظاهرتْ / عليه الصروفُ البادياتُ العوائدُ
برغم العُلَى أن أُشهِد الأمرَ غُيَّبٌ / وغُيِّبَ عنه حاضرُ اللُّبِّ شاهدُ
وما غابَ حتى طَبَّقَ الأرضَ جُودُهُ / ودانَ لنعماهُ مُقِرٌّ وجاحدُ
تعاوَرهُ غَمْزُ الثِقَافِ فردَّهُ / صَليبٌ على قَرْعِ الحوادثِ ماردُ
وأرهف حدَّيهِ الخطوبُ طوارقاً / كما رقّقتْ متنَ الحُسامِ المبارِدُ
فلا تَشْمتِ الأعداءُ بالطَوْدِ مائِداً / وقد رسختْ أركانُه والقواعِدُ
فما بالحُسامِ المشرفِيّ غَضاضَةٌ / إِذا ردَّهُ يومَ الكريهةِ غامدُ
فمنْ مخبِرٌ والقولُ بالغيبِ ظِنَّةٌ / عن الدَّوحِ والأيامُ عُوْجٌ نواكِدُ
هل اخضرَّ من بعدِ التسلُّبِ عُودُهُ / ومدَّ بضبعيهِ الغصونُ الأمالدُ
فعهدي على أنّ الحوادثَ جَمَّةٌ / به وهو ريَّانُ العساليجِ مائِدُ
وقد يتعَرَّى الغُصْنُ حيناً ويكتسي / نَضارتَهُ ما لم ينلْ منه خاضِدُ
بكُرهِيَ أنْ فارقتُ جَوَّ ظِلالِه / كما فقدَ الكَفَّ المنيعةَ ساعدُ
تهدَّفتُ للأيامِ بعدَ فِراقِه / إِذا مرَّ منها نازلٌ كَرَّ عائدُ
أَمرُّ بذاك الرَّبْعِ ولهَى رياحُهُ / معطلةً أعلامُه والمعاهدُ
عَهِدناهُ دَهراً بِالوُفودِ مُعضَّلاً / يُزاحِمُ فيهِ الأَقرَبينَ الأَباعِدُ
فَلَيسَ يُرى إِلّا شِفاهٌ لَوائِمٌ / تَراهُ خُضوعاً أَو جِباهٌ سَواجِدُ
مَواسِمُ جودٍ ما يَغِبُّ وُفودُها / إِذا خَفَّ مِنها راحِلٌ حَطَّ وافِدُ
إِذا سامَ فيها المُجتَدونَ مَراتِعٌ / وَإِن عاثَ فيها المُعتَدونَ مَآسِدُ
تُهالُ عَلى بُعدِ الأَعِزَّةِ وَالسُرى / مَهولٌ وَإِن غابَ الأُسودُ الحوارِدُ
مَعارِكُ بِأسٍ في مَآلِفِ صَبوَةٍ / تَجَمَّعُ فيهِنَّ المَعاني الشَوارِدُ
تُغَمغِمُ أَبطالٌ وَتَصهَلٌ قُرَّحٌ / وَتَصخَبُ أَوتارٌ وَتُروى قَصائِدُ
أَضاءَ لَها بَرقٌ مِنَ العِزِّ خاطِفٌ / وصالَ بِها رَدعٌ مِنَ المَجدِ راكِدُ
سَقاها رُجوعُ الظاعِنين فَحَسبُها / وَإِن أَخطَأَتها البارِقاتُ الرَواعِدُ
أَقولُ وَأَنضاءُ الأَماني طَلائِعٌ / لَدَيَّ وَأَنيابُ الدَواهي حَدائِدُ
وَقَد أَصحَرَت مِن جانِبَيَّ مَقاتِلٌ / تُخَضخَضُ فيهِنَّ السِهامُ الصَوارِدُ
وَبَينَ جُفوني لِلدُموعِ مَنابِعٌ / وَتَحتَ ضُلوعي لِلهُمومِ مَراقِدُ
وَأَوطَأَني الأَيّامُ أَعقابَ مَعشَرٍ / لَهُم أَوجُهٌ قَد بَرقَعَتها الجَلامِدُ
فَأَخلاقُهُم بِالمُخزِياتِ رَهائِنٌ / وَأَعراضُهُم لِلمُندِياتِ حَصائِدُ
يُقَهقِرُ عَن نَيلِ المَعالي خُطاهُمُ / فَسِيّانَ ساعٍ لِلمَعالي وَقاعِدُ
أَما يَستَفيقُ الدَهرُ عَن نَزَقاتِهِ / فَيُصبِحُ مُستَثنىً لَدَيهِ الأَماجِدُ
أما آن أن تَقْنَى الخطوبُ حياءَها / فَتُدْرَكُ أوتارٌ وتُشْفَى مواجدُ
أما للرِقاقِ المشرفيَّةِ ضاربٌ / أما للعِتَاقِ الهِبْرَذِيَّةِ ناقدُ
أما جرّدُوه مقضباً وهو ناشِئٌ / أما جَرَّبوه مقنباً وهو واحدُ
ومُفتَقَر الدنيا إِلى رأيهِ الذي / يُرَدُّ إليه في الأمورِ المقالدُ
سيذكُرهُ ذِكْرَ الطّرِيدِ محلَّهُ / عُرَى المُلْكِ مُنْحَلَّاً بهن المعاقدُ
وتصبُو إليه المكْرُماتُ عواطِلاً / تُزحْزَحُ عن أجيادِهنَّ القلائدُ
ويُبْلِغُه الإقبالُ ما هو ضَامِنٌ / ويُنْجِزُ فيه الجَدُّ ما هو واعدُ
وتعتذرُ الأيامُ بعدَ اساءةٍ / فَيُصْحَبُ أبَّاءٌ ويُصْلَحُ فاسدُ
فإن الليالي إن أخذنَ خواطِئاً / غوارمُ ما يأخُذْنَهُ فعوامدُ
على ذا مضَى حكمُ الزمإن لأهلهِ / فوادحُ مقرونٌ بهنَّ فوائدُ
وأرفَهُ خَلْقِ اللّهِ راضٍ بعيشةٍ / وأتعبُهم قلباً على الدهر واجدُ
كأنّي به مِلءَ المواكب والحُبَى / تُباهِي به أفراسُه والمساندُ
فما هو إلا البدرُ بعدَ سِرارِهِ / بَدَا وهو مِلْءُ العينِ والقلبُ صاعدُ
أبى اللّهُ أن أسمو بغيرِ فضائلي
أبى اللّهُ أن أسمو بغيرِ فضائلي / إِذا ما سَما بالمالِ كلُّ مُسَوَّدِ
وإن كَرُمَتْ قبلي أوائلُ أُسرتِي / فإني بحمدِ اللّه مبدأُ سُودَدِي
يُذَمُّ لأجلي الدهرُ إن يكْبُ مَرَّةً / بجَدّي وإن ينهضْ بجَدِّيَ يُحْمَدِ
وما مَنْصِبٌ إلا وقدريَ فوقَهُ / ولو حُطَّ رحلي فوق نَسْرٍ وفرقدِ
إِذا شَرُفَتْ نفسُ الفَتى زادَ قَدْرُهُ / على كلِّ أسنَى منه ذِكراً وأمجدِ
كذاكَ حديدُ السيفِ إن يَصْفُ جوهراً / فقيمتُهُ أضعافُه وزنَ عَسْجَدِ
يُكاثِرُنِي من لا يُقاسُ نِجَادُهُ / بشِسْعِي إِذا ما ضَمَّنا صدرُ مشهدِ
وما المالُ إلا عارةٌ مستَردَّةٌ / فهلّا بفضلِي كاثروني ومَحْتِدِي
وإنّ أناساً صِرْتُ جارَ بيوتِهم / عباديدُ شَذْرٍ فُصِّلَتْ بزبرجَدِ
يُسَرُّ بقربِي منهمُ كلُّ أصيدٍ / ويكرَهُ كوني منهمُ كلُّ أنكَدِ
وأصحبُ منهمْ سائِساً غيرَ حازمٍ / وأتبعُ منهم هادياً غيرَ مهتدي
إِذا لم يكنْ لي في الولاية بسطةٌ / يطولُ بها باعي ويسطُو بها يدي
ولا كان لي حُكمٌ مطاعٌ أُجِيزهُ / فأُرغِمُ أعدائي وأكبُتُ حُسَّدِي
ولم يَغْشَ بابي موكبٌ بعدَ موكبٍ / مَخافةَ إيعادٍ وتأميلَ موعِدِ
فأروَحُ لي منها اعتزالٌ يصونُني / صِيانةَ مطرورِ الغِرارين مُغْمَدِ
فأُعْذَرُ إن قصَّرْتُ في حقِّ مُجْتَدٍ / وآمنُ أن يعتادَني كيدُ معتدي
أَأُكفَى ولا أَكْفِي وتلك غَضاضَةٌ / أرى دونَها وقعَ الحسامِ المُهَنَّدِ
ولولا تكاليفُ العُلى ومغارمٌ / ثِقَالٌ ودينٌ آخذٌ بالمقلَّدِ
وإشفاقُ نفسي من خِلافِ أعِزَّتِي / وخوفيَ أعقابَ الأحاديثِ في غَدِ
لأعطيتُ نفسي في التخلي مُرادَها / وذاكَ مُرادي مذ نشأتُ ومقصِدِي
من الحزمِ أن لا يَضْجَرَ المرءُ بالذي / يُعانيهِ من مكروههِ وكأن قَدِ
إِذا جلَدي في الأمرِ خان ولم يقمْ / بنُصْرةِ عزمي نابَ عنه تجلُّدِي
ومن يستعِنْ بالصبرِ نالَ مُرادَهُ / ولو بعد حينٍ إنهُ خيرُ مُسْعِدِ
بُنَيَّ إِذا السلطانُ خَصَّك فاعتمِدْ
بُنَيَّ إِذا السلطانُ خَصَّك فاعتمِدْ / نزاهَةَ نفسٍ تملِكُ العِزَّ أغيَدَا
ووفِّر عليهِ كلَّ مَا مَدَّ عينَهُ / إليهِ ولا تمدُدْ إِلى ما رأى يدَا
ألم ترَ أنَّ الذئبَ طَيَّرَ رأسَهُ / مزاحمةُ الضِّرغامِ فيما تَصَيَّدا
رأى نفسَه بالصيدِ أولَى فدقَّهُ / بلَطْمةِ مُسوَدِّ الذِّراعين أصيدَا
فلما أحسَّ الثعلبانُ ببأْسِهِ / تعلَّمَ منه قِسمةَ الصيدِ جيِّدَا
وآثرَهُ بالصَّيْدِ صَوْناً لنفسهِ / وكان مُعَاناً في الأمورِ مُؤَيَّدَا
كذا ضربَ الأمثالَ من كان قبلَنا / وأورثَنا المجدَ الرفيعَ المُشَيَّدَا
أيا حاديَ الأظعانِ غَرِّدْ فقد بَدَا
أيا حاديَ الأظعانِ غَرِّدْ فقد بَدَا / لنا حَضَنٌ واستقبلَتْنَا صبَا نَجْدِ
وبشَّرنا وعدٌ من المُزْنِ صادقٌ / بواصٍ من الحَوذَانِ والنَّفَلِ الجَعْدِ
وطارح رَذاياها وقد مَلَّتْ السُّرَى / أغاريدَ يُغْرِينَ الطلائحَ بالوَخْدِ
فانّ بذاكَ الجَوِّ فاتنةَ اللُّمَى / أسيلةَ مجرَى الدمعِ واضحةَ الخَدِّ
إِذا ما المَدارَى خُضْنَ سُودَ لِمامِهَا / خلطنَ فُتاتَ المِسْك بالعَنْبَرِ الورد
لقد طالَ عهدي بالحِمَى وحلولِهِ / ولولا شقائِي لم يَطُلْ بِهمُ عهدي
أسائِلُ عنهُ من لَقِيتُ وعنهمُ / متى جادَهُ غيثٌ وما فعلوا بعدِي
هلِ اخضَرَّ واديهمْ فعاشُوا بغِبْطَةٍ / أمِ استبدلوا الصَّمَّانَ بالأجرعِ الفردِ
وهل جذوةُ النارِ التي يُوقِدُونَها / لها حيث شَبُّوها دليلٌ على كبْدي
وهل نُغْبَةُ الماءِ التي يرِدُونَها / عن الحائمِ الحَيرانِ ممنوعةُ الوِرْدِ
أقولُ لأصحابي غَداةَ تزافَرُوا / رُويدَكُمُ إنَّ الهَوى داؤُه يُعْدِي
إِذا ما قدحتُمْ نارَ وجدٍ فإنَّما / شرارتُها فيكم وجَمْرَتُها عِندي
أقولُ لأنضَاءِ الغَرامِ عشيّةً / بِبُصْرَى وأنْضَاءُ المَطِيِّ بنا تَخْدي
أقيما صدورَ العِيس واستخبروا الصَّبَا / عن الحَيِّ بالجَرْعاءِ ما فعلوا بعدِي
وما طابَ نَشْرُ الريحِ إلا وعندَها / أخابِيرُ من نَجْدٍ ومن ساكِني نَجْدِ
وقد زادَها حُبَّاً لديَّ ونعمةً / سفارتُها بينَ الأراكةِ والرَّنْدِ
تظنونَ حالي في الهَوى مثلَ حالِكمْ / وهيهاتَ إني في الهَوى أمَّةٌ وحدِي
وكيف تَساوى الحال بيني وبينَكمْ / وأعظمُ ما تشكونَ أهونُ ما عِندي
ومن طولِ إِلْفِي في الهَوى ورياضتي / لنفسي على قُربِ الأحِبَّةِ والبُعْدِ
أذُمُّ جفُوناً ليس يقرحُهَا البُكا / وأُنكرُ قلباً لا يذوبُ من الوَجْدِ
تمنَّى رجالٌ ما أرادُوا وإنَّما
تمنَّى رجالٌ ما أرادُوا وإنَّما / تمنَّيْتُ أنْ ألقاكَ حيثُ أُرِيدُ
وقد غَفلتْ عينُ الرقيبِ ومُقلتِي / بلا حَذَرٍ في عارضيكَ تَرودُ
وأشكُو الذي لاقيتُ بعدَك إنَّهُ / عجائبُ يُجْرِي الدمعَ وهي جَمودُ
وما بينَ أثناءِ الكلامِ تَغَازُلٌ / عِتَابٌ وعَتْبٌ كاذِبٌ ووعُودُ
حديثٌ يُزِلُّ العُصْمَ وهيَ منيعَةٌ / وتُنْظَمُ منه في النُّحورِ عُقودُ
وضمٌّ كَلَفِّ الريحِ غُصْنَي أراكةٍ / تَميدُ على عِطْفيَّ حيثُ أمِيدُ
وبين مجاري اللحظتينِ من الهَوى / عقودٌ عليهنَّ القلوبُ شهودُ
أناولكَ الصَّهباءَ طَوراً وتارةً / تناولني والحادِثَاتُ رقودُ
فيا قَمَراً قد بانَ عَنِّيَ ضَوؤهُ / لياليَّ والأيامُ بعدَك سُودُ
ويا مورِداً قد سَدَّ عنِي طريقَهُ / رماحُ العِدَى هل لي عيك وُرودُ
ويا بَرَدَاً ما ذُقْتُه غيرَ أنَّهُ / على ما أرى عَذْبُ المذَاقِ بَرودُ
أما نغبةٌ من فضلِ كاسِكَ يشتفي / بها من لهُ بين الضُلوعِ وقودُ
نَعِمنا زماناً ثم فرَّقَ بينَنا / يَدُ الدَّهْرِ تُبْدي كيدهُ وتُعيدُ
أُعَلِّلُ نفسي باللِّقاءِ فإن أعِشْ / إِلى أنْ أراكُمْ إنَّني لجليدُ
وإنْ لم يكنْ بيني وبينَ لِقائِكمْ / سِوى عُمْرِ يومٍ إنَّه لَبعيدُ
رأى اللّهُ لي فيما يراهُ لِيَ العِدَى
رأى اللّهُ لي فيما يراهُ لِيَ العِدَى / وكان بهِم لا بي وقد جَهِدُوا الرَّدَى
بلغتُ المَدى لما صبرتُ وأخطأتْ / مساعي رجالٍ أخطَأوا سُبُلَ الهُدَى
ومن رامَ ما لا بُدَّ منهُ فما لَهُ / من الصْبرِ بُدٌّ طالَ أم قَصُرَ المَدى
وإنَّ الذي أعطَى وأجزلَ أوَّلاً / ومنَّ أخيراً ليس يترُكُنِي سُدى
خذ العلم عن قرب ونكّب عن البعدِ
خذ العلم عن قرب ونكّب عن البعدِ / ففي القرب أشياء تدل على الرشد
خذ الحجر المنبوذ في الطرق والثرى / وصيّره ماء تستريح من الكدّ
لها جريان بارك الله فيهما / إذا اجتمعا صارا على هيئة الزبدِ
وثالثها فرد وإن جلّ ذكره / ولا بد للاثنين من ذلك الفردِ
ولا بد من حلّ وعقد كلاهما / وكل الذي ترجوه في الحلّ والعقدِ
فهذا وعهد الله جملة سرنا / حكيناه للأخ المقيم على العهدِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025