القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ خاتِمة الأندَلُسِي الكل
المجموع : 5
تَهُبُّ نُسَيماتُ الصَّبا من رُبا نَجدِ
تَهُبُّ نُسَيماتُ الصَّبا من رُبا نَجدِ / فَيَنْفَحنَ عن طِيبٍ ويَعْبقنَ عَنْ نَدِّ
وما ذاك إلّا أنَّهن يَجُلنَ في / مَعاهِدنا بين الأُثَيْلاتِ والرَّنْدِ
هُناكَ الثَّرى يُربي عَلى المسك طِيبُهُ / ودَوحاتُه تُزْري عَلى العَنْبر الوَردِ
معاهدُ نَهواها وتَهوى لِقاءَنا / بها قَدْ مَضى حُكْمُ العَفافِ على الودِّ
على حين لا واشٍ يَفوهُ بِريبةٍ / ولا عاذلٌ يَعْدو ولا كاشِحٌ يُعْدي
أخَذْنا مع الأيَّام فيها مَواثِقاً / فحالَتْ ومازِلْنا كِراماً عَلى العَهْدِ
كذاكَ سبيلُ الدَّهر نَقضٌ عُهودُه / فَنُعماهُ للبَلوى ولُقْياهُ لِلصَّدِّ
ألا ليتَ شعري والمُنى غايةُ الهَوى / أَأُبصِرُ نَجْداً أم أَحُلُّ رُبا نَجْدِ
وهَلْ أنْقَعَنْ من ماءٍ ظمْياءَ غُلَّةً / على كَبدٍ لم يَبْقَ مِنْها سِوى الوَجدِ
وهل أنْزِلَنْ من حَيِّها جادَهُ الحَيا / منازِلَ قد جَلَّتْ مَنازِلُها عِنْدي
بحيثُ القِبابُ البِيضُ والسُّمْرُ والظُّبا / سَماءٌ وأنوارٌ يُشَمْنَ على البُعْدِ
إذا ما شَياطينُ المُنى طُفْنَ حَولَها / رَمَتْها رُجومُ الخَطِّ عن ضُمَّرٍ جُردِ
فإن خفَّ خطوُ الوَهْمِ عن حَدِّ طَورِه / فَثَمَّ سِهامُ اللَّحظِ عن كَثبٍ تُرْدي
وفي القُبَّةِ البَيْضاءِ بيضاءُ لو بَدَتْ / لشَمْسِ الضُّحى يَوماً لحارَتْ عن القَصْدِ
تَطَّلعُ عن صُبحٍ من الوَجْهِ نَيِّرٍ / وتَغْربُ عن لَيْلٍ من الشَّعرْ مُسْوَدِّ
تَقولُ لفتيانِ التَّصابي إلَيْكُمُ / فإنَّا ظِباءَ الخِدْرِ نَبْطِشُ بالأُسْدِ
إذا ما الوَغَى جاشتْ شَهَرْنا عُيونَنا / صَوارمَ والقاماتُ كالأَسَلِ المُلْدِ
حُروبُ الهوى جدَّلْنَ كُلَّ مُجالِدٍ / وأظفرنَ ريمَ القَفْرِ بالأسدِ الوَرْدِ
نَواهِدُها أمْضَى طِعاناً من القَنا / وأَلْحاظُها أنْكى جِراحاً من الهِنْدِ
وأين ضِرابُ السَّيفِ من لَحْظِ ناظِرٍ / وأين طِعانُ الرُّمحِ مِنْ قائمِ النَّهدِ
طعِينُ القَنا يُوسَى فتَبرا كُلومُهُ / وليسَ لِمَطْعونِ النُّهودِ سِوى اللَّحدِ
ومَخْضُوبةِ الكفَّينِ مَعشوقةِ الحُلى / بَدَتْ مثْلَ بَدْرِ التِّمِّ في ليلةِ السَّعْدِ
نَهانيَ عَنها عُذَّلي فَعَصَيْتُهُمْ / فيا غَيَّهم فيما أتَوْهُ ويا رُشدي
حرامٌ على قَلْبي غَرامٌ بِغيرها / وإن جلَّ ما ألقاهُ فيها مِنَ الوَجْدِ
نظرتُ إلى حُسنٍ على خدِّها فَما / وجَدْتُ لِقَلْبي في الوَرَى عَنْهُ مِنْ بُدِّ
أحِنُّ إلى نَجْدٍ إذا ذُكِرَتْ نَجْدُ
أحِنُّ إلى نَجْدٍ إذا ذُكِرَتْ نَجْدُ / ويَعْتادُ قَلبي مِنْ تَذكُّرِها وَجْدُ
ويَعْتَلُّ جِسْمي أن يَهُبَّ نَسيمُها / عَليلاً له بالأثْلِ أثلِ الحِمَى عَهْدُ
وما مَقصدي نَجدٌ ولا ذِكْرُ عَهْدِها / ولكن لِجَرّي مَنْ غَدتْ دارَهُ نَجْدُ
رمَتْني النَّوى قَصْداً فأصْمَتْ مَقاتلي / وللبَيْنِ سَهْمٌ لَيْسَ يُخطي لَهُ قَصْدُ
ألا هَلْ لأيَّامٍ تَقَضَّيْنَ بالحِمَى / سَبيلٌ لِذي وَجْدٍ تَناهَى بهِ الجَهْدُ
إذِ الدَّهرُ سَعدٌ والزَّمانُ مُساعِدٌ / فلا الصَّبُّ مَصدودٌ ولا البابُ مُنسَدُّ
سَقى اللهُ أكنافَ الحِمى كُلَّ واكِفٍ / مِنَ الدَّمعِ يُرْوِيها إذا أخْلَفَ الرَّعدُ
وحَيّى وُجوهَ الحَيِّ من جانِبِ الغَضا / بِكلِّ حَياً يُعدي بخِصْبٍ ولا يَعْدُو
أأحبابَ قَلْبي والهَوانُ أخُو الهَوى / وإنَّ الَّذي أُخْفي لفَوقَ الَّذي يَبْدو
خُذوا بِيَدي قد ضِقْتُ ذَرعاً بِصَدِّكُمْ / وإِلّا فإجْهازاً ومِنْ بعدِ ذا صُدُّوا
إذا أنتُمُ لم تَرْحَمُوا ذلَّ مَوْقِفي / فَقولوا لِمنْ آتي فأرْجوهُ مِنْ بَعْدُ
صِلوا أو فَصُدُّوا أنْتُم الأمْنُ والمُنى / عَلى كلِّ حالٍ ليسَ لي عَنْكُمُ بُدُّ
أقول وعَبْراتي غَوادٍ رَوائحٌ / لِخلَّيْن أقْصاني وإيَّاهُما الصَّدُّ
بِعَيْشِكُما إنْ جِئتُما أجرَعَ الحِمى / قِفا فابْكِيا مَنْ ليسَ يُرجى لهُ رُشْدُ
فإنْ تُسْألا مَن ذا الَّذي تَنْدُبانِهِ / فَقُولا مَشوقٌ خانَهُ في الهَوى الجَدُّ
خَليليَّ والعُشَّاقُ في الحُبِّ أضْرُبٌ / ولكنَّنِي في لوْعَتي عَلَمٌ فَرْدُ
نَشدتُكُما اللهَ اصْدُقانِيَ هَلْ لِما / بَدا لَكُما مِن حالتي في الهَوى نِدُّ
تَألَّى عليَّ الدَّهرُ نَقْضَ عَزائِمي / فأصبحتُ لا حَلٌّ لَديَّ ولا عَقْدُ
أعاذِلتي إن كانَ لَومِيْ عَلى الهَوى / فَليسَ لقلبي فيهِ أخذٌ ولا رَدُّ
عَسى اللهُ أن يُحْيي سُروري بِقُربِهمْ / فَقدْ نالَ مِنِّي فوقَ ماشاءهُ البُعْدُ
فيصبحَ قَلبي وهو بَيْنَ جَوانِحي / وقدْ دانتِ الدُّنيا وقَدْ ساعَد السَّعْدُ
ووَرْدِيَّةِ الجلْبابِ أعْجَبَها الوَرْدُ
ووَرْدِيَّةِ الجلْبابِ أعْجَبَها الوَرْدُ / فغَنَّتْ وما بالغانِياتِ لَها عَهْدُ
تُرِيكَ اضْطِرابَ الرَّاقِصاتِ إذا انْثَنَت / وتُسمِعُ لَحْنَ المُسْمِعاتِ إذا تَشْدو
أتَتْ وبِطاحُ الأرضِ تُجْلى عَرائِساً / وفي كُلِّ غُصْنٍ مِنْ أزاهِرِهِ عِقْدُ
وقَد أبدتِ الدُّنيا مَحاسِنَ وجْهِها / فَمِنْ زَهْرَةٍ ثَغْرٌ ومن وَردَةٍ خَدُّ
وساعَدَها طِيْبُ الهَواءِ وفَضْلُهُ / وفَصْلُ الرَّبيعِ الغَضُّ والمَنزِلُ السَّعْدُ
فَغَنَّتْ غِناءَ الشَّربِ أنْشَتْهُمُ الطِّلا / وَحَنَّتْ حَنينَ الصَّبِّ باحَ بهِ الوَجْدُ
أكُلّاً يُثِيرُ الوَجْدُ كامِنَ حُزنِهِ / لَقَدْ جازَ في حُكْمِ الغَرامِ بِنا الحَدُّ
وخاطِرَةٍ كالظَّبيِ في خَطْوِها بُعْدُ
وخاطِرَةٍ كالظَّبيِ في خَطْوِها بُعْدُ / تَكادُ أعاليها مِنَ اللِّينِ تَنْقَدُّ
تَمَنَّيْتُها في حَضْرَةٍ وَسْطَ رَوْضَةٍ / يَنِمُّ عَلَينا مِنْ خَمائِلها النَّدُّ
فَصدَّتْ وقالَتْ ما لِطَبعِكَ قد جَفا / وأيَّ رِياضٍ تَبْتَغي بَعْدَما أبْدُو
وفِرْدَوسُها والقُضْبُ والعَرفُ والنَّدى / وأوْراقُها والوُرْقُ والكُثْبُ والرَّنْدُ
وحضْرَتُها والرَاحُ والنُّقْلُ والغِنا / ونَرْجِسُها والزَّهرُ والآسُ والوَرْدُ
ثِيابي وأعطافي ونَشْري ونِعْمَتي / وقُرْطي وحَلْيِي والرَّوادِفُ والقَدُّ
وَوَجْهي وَرِيقي والنُّهودُ ومَنْطِقي / ولَحْظي وثَغْري والغَدائِرُ والخَدُّ
إذا لُحْتُ لاحَ الحُسْنُ طُرّاً وإنْ أغِبْ / فلا شَجَنٌ يَخْفى ولا حَسَنٌ يَبْدُو
إذا ما دَعَتْكَ النَّفْسُ يوماً لِريبَةٍ
إذا ما دَعَتْكَ النَّفْسُ يوماً لِريبَةٍ / فحاذِرْ عِقابَ اللهِ فَهوَ شديدُهُ
فصَبْرُ الفَتى عَمَّا يُريدُ أخَفُّ مِنْ / تَصَبُّرهِ كرهاً لِما لا يُريدُهُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025