المجموع : 7
خَيالٌ مِنَ النائي الهَوى المُتَبَعِّدِ
خَيالٌ مِنَ النائي الهَوى المُتَبَعِّدِ / سَرى فَسَرى عَنهُ عَزيمُ التَجَلُّدِ
دَعا وَطَراً حَتّى إِذا ما أَجابَهُ / أَطافَ بِمَطروفِ الجُفونِ مُسَهَّدِ
فَباتَ يُناجي النَجمَ حَتّى كَأَنَّما / يُخالِسُ عَينَيهِ الكَرى لَيلُ أَرمَدِ
إِذا أَمكَنَ السُلوانُ حَبَّةَ قَلبِهِ / ثَنى شَوقَهُ سَهمانِ ريشا بِإِثمِدِ
يُطالِعُهُ وَجهُ العَزاءِ وَتَرتَمي / بِهِ صَبوَةٌ في شَأوِ غَيرِ مُسَدَّدِ
إِذا أَلِفَ النَومُ الجُفونَ تَقَسَّمَت / كَراهُ تَباريحُ الهَوى المُتَجَدِّدِ
مَلامَكِ إِنّي لَم أُعَنِّف مَلامَةً / تَراءَت بِنُصحٍ مِن ضَميرِكِ فَاقصِدي
أَتى دونَ عَزمِ المَرءِ هَمٌّ مُبَرِّحٌ / وَقَلبٌ لَهُ إِن يَعرِضَ الشَوقُ يَكمَدِ
وَسِربٌ مِنَ الأَشجانِ يُطوى لَهُ الحَشى / عَلى شَرقٍ مَن يَلقَهُ يَتَبَلَّدِ
بَعَثنَ إِلى خُلّانِهِنَّ تَحِيَّةً / بِأَلحاظِ أَبصارٍ شَواهِدَ جُحَّدِ
فَلَمّا اِشرَأَبَّت صَبوَةٌ وَمَشى الهَوى / بِهِنَّ وَخَيَّفَت بَوحَةُ المُتَجَلِّدِ
صَفَحنَ قِياماً فَاِستَقَلَّت نُحورُها / بِمُنقَدَّةٍ عَنها الجَلابيبُ نُهَّدِ
عَشِيَّةَ وَلَّت رَوعَةُ الشَوقِ وَاِنطَوى / بِشاهِدِهِ باقي اِعتِزامي وَمَفنَدي
أَفاءَت لَهُ الأَرصادُ حِلماً فَرَدَّهُ / إِلى عَزمَةٍ مِن واجِدٍ مُتَلَدِّدِ
يَكيدُ بِهِ كِتمانَ صادِقَةِ الهَوى / غُروبٌ بِأَسرابٍ مِنَ الدَمعِ حُشَّدِ
إِلَيكَ أَمينَ اللَهِ ثارَت بِنا القَطا / بَناتُ الفَلا في كُلِّ ميثٍ مُسَرَّدِ
أَناخَت بِكَ الأَسفارُ وَالبيدُ أَينُقاً / رَمَتكَ بِها آمالُ غافينَ وُفَّدِ
أَخَذنَ السُرى أَخذَ العَنيفِ وَأَسرَعَت / خُطاها بِها وَالنَجُم حَيرانُ مُهتَدِ
فَلَمّا اِنتَضى اللَيلُ الصَباحَ وَصَلنَهُ / بِحاشِيَةٍ مِن فَجرِهِ المُتَوَرِّدِ
لَبِسنَ الدُجى حَتّى نَضَت وَتَصَوَّبَت / هَوادي نُجومُ اللَيلِ كَالدَحوِ بِاليَدِ
يَكونُ مَقيلُ الرَكبِ فَوقَ رِحالِها / إِذا مَنَعَت لَمسَ الحَصى كُلُّ صَيخَدِ
وَقاطِعَةٍ رِجلَ السَبيلِ مَخوَفَةٍ / كَأَنَّ عَلى أَرجائِها حَدَّ مِبرَدِ
عَزوفٌ بِأَنفاسِ الرِياحِ أَبِيَّةٍ / عَلى الرَكبِ تَستَعصي عَلى كُلِّ جَلعَدِ
يُقَصِّرُ قابَ العَينِ في فَلواتِها / نَواشِزُ صَفوانٍ عَلَيها وَجَلمَدِ
مُؤَزَّرَةٍ بِالآلِ فيها كَأَنَّها / رِجالٌ قُعودٌ في مَلاءٍ مُعَضَّدِ
إِذا الحَرَكاتُ هِجنَها وَقفَ الصَدى / عَلى نَبَزاتٍ مِن أَهازيجِ هُدهُدِ
تَناوَلتُ أَقصاها إِلَيكَ وَدونَهُ / مَقَصٌّ لِأَعناقِ النِجاءِ العَمَرَّدِ
بِوَجناءَ حَرفٍ يَستَجِدُّ مِراحَها / مِراحُ السُرى وَالكَوكَبِ المُتَوَقِّدِ
إِذا قَدَحَت إِحدى الحَصا قَذَفَت بِها / فَتَقذِفُ في أُخرى وَإِن لَم تَعَمَّدِ
أَقَلَّت إِلَيكَ الناجِداتُ مُعَرِّساً / عَلى أَمَلٍ جَوّابَ بَيداءَ قَردَدِ
تَراءَت لَهُ الأَحداثُ حَتّى إِذا اِقتَنى / رَجاءَكَ صَدَّت عَنهُ عَن قُربِ مَعهَدِ
وَقَفتَ عَلى النَهجِ الظُنونَ فَصَرَّحَت / وَأَدّى إِلَيكَ الحُكمَ كُلُّ مُشَرَّدِ
إِذا اِختَلَفَت أَهواءُ قَومٍ جَمَعتَهُم / عَلى العَفوِ أَو حَدِّ الحُسامِ المُهَنَّدِ
إِذا اِنجَحَروا جَلّى بِخَوفٍ عَلَيهِمُ / وَإِن أَصحَروا كانوا فَريسَةَ مُرصِدِ
بِكُلِّ سَبوحٍ في العَجاجِ كَأَنَّما / تَكَنَّفَ عِطفَيها جَناحا خَفَيدَدِ
إِذا هُنَّ غامَسنَ الدُجى بِغَنيمَةٍ / قَسَمنَ السُرى في كُلِّ سَهلٍ وَأَجلَدِ
كَأَنَّ أَكُفَّ القَومِ مَثنى وَمَوحَدا / تَعاطَينَ جادِيّاً عَلى ظَهرِ قَرمَدِ
تَحَيَّوا بِأَطرافِ القَنى وَتَعانَقوا / مُعانَقَةَ البَغضاءِ غَيرَ التَوَدُّدِ
وَفاجَأتَهُ قَبلَ الوَعيدِ بِحَتفِهِ / وَقَد عَجَزَت عَنهُ عَسى وَكَأَن قَدِ
وَخافَكَ حَتّى صارَ يَرتابُ بِالمُنى / وَيُتهِمُ نَجوى النَفسِ عِندَ التَوَحُّدِ
وَقَفتُكَ لَم أَمدَحكَ لا لِمَذَمَّةٍ
وَقَفتُكَ لَم أَمدَحكَ لا لِمَذَمَّةٍ / وَلَكِن تَأَنَّيتُ اِنتِجاعَكَ لِلحَمدِ
وَإِنِّيَ لا أَقفو الثَناءَ بِغَيرِهِ / وَلا أَبتَغيهِ قَبلَ أَن يُبتَغى عِندي
أَهِب يا اِبنَ عِمَرانَ بِشُكري فَإِنَّني / سَميعٌ إِلى الداعي قَريبٌ عَلى البُعدِ
فَما مِن يَدٍ قَدَّمتَها قُلتُ مُثنِياً / عَلَيكَ وَلَكِنّي هَزَزتُكَ لِلمَجدِ
فَإِن شِئتَ أَلقَينا التَفاضُلَ بَينَنا / وَقُلنا جَميلاً وَاِقتَصَرنا عَلىالوُدِّ
دُيونُكَ لا يُقضى الزَمانَ غَريمُها
دُيونُكَ لا يُقضى الزَمانَ غَريمُها / وَبُخلُكَ بُخلُ الباهِليِّ سَعيدِ
سَعيدُ بنُ سَلمٍ أَلأَمُ الناسِ كُلِّهِم / وَما قَومُهُ مِن لُؤمِهِ بِبَعيدِ
يَزيدُ لَهُ فَضلٌ وَلَكِنَّ مَزيَداً / تَدارَكَ أَقصى مَجدِهِ بِيَزيدِ
خُزَيمَةُ لا بَأسٌ بِهِ غَيرَ أَنَّهُ / لِمَطبَخِهِ قُفلٌ وَبابُ حَديدِ
أَخٌ لِيَ مَستورُ الطِباعِ جَعَلتَهُ
أَخٌ لِيَ مَستورُ الطِباعِ جَعَلتَهُ / مَكانَ الرِضى حَتّى اِستَقَلَّ بِهِ الوُدُّ
وَتَحتَ الرِضى لَو أَن تَكونَ خَبَرتَهُ / وَدائِعُ لا يَرضى بِها الهَزلُ وَالجَدُّ
لَعَمرِيَ لَيسَت صَفَقَةُ المَرءِ تَنطَوي / عَلى ذَمِّ شَيءٍ كانَ أَوَّلَهُ حَمدُ
فَأَعطِ الرِضى كُلَّ الرِضى مَن خَبَرتَهُ / وَقِف بِالرِضى عَنهُ إِذا لَم يَكُن بُدُّ
لَبِستُ عَزاءً عَن لِقاءِ مُحَمَّدٍ
لَبِستُ عَزاءً عَن لِقاءِ مُحَمَّدٍ / وَأَعرَضتُ عَنهُ مُنصِفاً وَوَدوداً
وَقُلتُ لِنَفسٍ قادَها الشَوقُ نَحوَهُ / فَعَوَّضَها حُبُّ اللِقاءِ صُدودا
هَبيهِ اِمرءاً قَد كانَ أَصفاكِ وِدَّهُ / فَماتَ وَإِلّا فَاِحسِبيهِ يَزيدا
لَعَمري لَقَد وَلّى فَلَم أَلقَ بَعدَهُ / وَفاءً لِذي عَهدٍ يُعَدُّ حَميدا
يَطولُ مَعَ الرُمحِ الرُدَينيِّ قامَةً
يَطولُ مَعَ الرُمحِ الرُدَينيِّ قامَةً / وَيَقصُرُ عَنهُ طولُ كُلِّ نِجادِ
فَإِن يَكُ أَقوامٌ أَساءَوا فَأَحسَنوا
فَإِن يَكُ أَقوامٌ أَساءَوا فَأَحسَنوا / إِلَيَّ فَإِنّي بِالجَزاءِ لِراصِدِ