المجموع : 3
لَمِن حِلَّةٌ ما بَينَ بُصرى وَصَرخَدِ
لَمِن حِلَّةٌ ما بَينَ بُصرى وَصَرخَدِ / تَروحُ بِها خَيلُ الجُلاحِ وَتَغتَدي
وَنارٌ بِقَلبي مِثلُها لِأُهَيلِها / تُشَبُّ لِضَيفٍ مُتهِمٍ وَلِمُنجِدِ
وَمَمشوقَةٍ رَقَّت وَدَقَّت شَمائِلاً / إِلى أَن تَساوى جِلدُها وَتَجَلُّدي
مِنَ الخَفَراتِ البيضِ تُغني لِحاظِها / عَن المُرهَفاتِ البيضِ في كُلِّ مَشهَدِ
حِجازِيَةُ الأَجفانِ وَالخَصرِ وَالحَشا / شَآمِيَّةُ الأَردافِ وَالنَهدِ وَاليَدِ
إِذا اِبتَسَمَت فَالدُرُّ عِقدُ مُنَضَّدٌ / وَإِن حَدَّثَت فَالدُرُّ غَيرُ مُنَضَّدِ
وَأَلمى كَمِثلِ البَدرِ تَبدو جُيوبُهُ / عَلى مِثلِ خوطِ البانَةِ المَتَأَوِّدِ
لَهُ مُقلَةٌ سُكرى بِغَيرِ مُدامَةٍ / وَلي مُقلَةٌ شُكرى بِدَمعِ مُوَرَّدِ
رَعى اللَهَ يَوماً ظَلَّ في ظِلِّ أَيكَةٍ / نَديمي عَلى زَهرِ الرِياضِ وَمُنشِدي
وَكَأساً سَقانيها كَقِنديلِ بَيعَةٍ / بِها وَبِهِ في ظُلمَةِ اللَيلِ نَهتَدي
مُعتَقَةً مِن قَبلِ شَيثٍ وَآدَمِ / مُحَلَّلَةً مِن قَبلِ عيسى وَأَحمَدِ
صَفَت كَدُموعي حينَ صَدَّ مَديرُها / وَرَقَّت كَديني حينَ أَوفى بِمَوعِدِ
وَفي الشَيبِ لي عَن لاعَجِ الحُبِّ شاغِلٌ / وَقَد كُنتُ لَولا الشَيبُ طَلّاعَ أَنجُدِ
رَمى شَعَري بَعدَ السَوادِ بِأَبيَضٍ / وَحَظِيَ مِن بَعدِ البَياضِ بِأَسوَدِ
فَلا وَجدَ إِلّا ما وَجَدتُ مِنَ الأَسى / وَلا حَمدَ إِلّا لِلأَميرِ مُحَمَّدِ
أَما لي عَلى الأَحبابُ يا سَعدُ مُسعَدُ
أَما لي عَلى الأَحبابُ يا سَعدُ مُسعَدُ / وَلا مُنجِدٌ لَمّا أَغاروا وَأَنجَدوا
عَذَرتُ العَذارى في صُدودي وَلَم أَقُل / خَليلَيَّ لِمَ حَظِّيَ مِنَ البيضِ أَسوَدُ
وَلا عَجَبٌ لِلشَيخِ إِن أَلِفَ القِلى / وَقَد كانَ هَذا رَسمُهُ وَهُوَ أَمرَدُ
وَأَسمَرُ كَالخَطِّيِّ لَوناً وَلينَةً / يَكادُ يُحَلُّ الخَصرُ مِنهُ وَيُعقَدُ
تَقَلَّدَ بِالعَضبِ لِحُسامٍ وَما دَرى / بِأَنَّ دَمي مِن قَلبِهِ يَتَقَلَّدُ
وَوَجنَتَهُ وَاللَحظُ وَردٌ وَنَرجِسٌ / وَفي فَمِهِ خَمرٌ وَدُرٌّ مُنَضَّدُ
وَكَم شاعِرٍ أَودَت ثَعابينُ شَعرِهِ / إِذا ما بَدا مِنهُنَّ سَبطٌ وَأَجعَدُ
سَباني كَما يَسبي الأَميرُ عُداتَهُ / فَتى المَلِكِ المَنصورِ وَالخَيلُ تُرعَدُ
لِناصِرِ دينِ اللَهِ نَصرٌ عَلى العِدى / وَعَزمٌ حَكاهُ المَشرِفِيُّ المُهَنَّدُ
تَجودُ السَحابُ الغُرُّ قَطراً إِذا هَمَّت / وَما جودُهُ إِلّا لُجَينٌ وَعَسجَدُ
عَلى بَيتِ شِعرٍ بَيتُ مالٍ عَطاؤُهُ / إِلى أَن خَلا مِنهُ طَريفٌ وَمُتلِدُ
هُوَ البَدرُ لِلسارِ بِكُلِّ تَنوفَةٍ / إِلَيهِ إِذا ما طالَ لَيلٌ وَفَدفَدُ
فَصيحٌ إِذا قالَ ابنُ عَبّاسَ عَبدُهُ / وَيَبرُدُ مِن عِيٍّ لَدَيهِ المُبَرِّدُ
وَمَلِكٌ لَهُ بَحرانَ عِلمٌ وَنائِلٌ / يَفيضُ بِذا صَدرٌ وَتَهِمّي بِذا يَدُ
وَنارانِ لِلحَربِ العَوانِ وَلِلقِرى / غَدَت كُلُّ نارٍ مِنهُما تَتَوَقَّدُ
هُوَ القَيلُ وَاِبنُ القَيلِ وَالمَعشَرُ الأولى / إِذا غابَ مِنهُم سَيَّدٌ قامَ سَيِّدُ
غُيوثٌ إِذا جادَوا لُيوثٌ إِذا سَطَوا / لَهُم نائِلٌ جَمٌّ وَمَجدٌ مُشَيَّدُ
أَناصِرَ دينِ اللَهِ لازِلتَ ناصِرِ / عَلى زَمَنٍ فِيهِ الأَديبُ مُطَّهَدُ
لَئِن جَلَّ حَسّانٌ بِمَدحِ مُحَمَّدٍ / فيها أَنا حَسّانٌ وَأَنتَ مُحَمَّدُ
وَإِنّي لَفي قَومي كَريمٌ مُسَوَّدٌ / وَكُلُّ عَدوٍّ لي لَئيمُ مُسَوِّدُ
أَصِخ أَيُّها المَولى إِلَيّا وَلا تَقُل / مَضى ذَلِكَ الفَضلُ الَّذي كانَ يُعهَدُ
فَلَو كانَ هَذا الشِعرُ قِدَماً رَواهُ في / أُمَيَّةَ حُمادٌ وَغَنّاهُ مَعبَدُ
عَلى أَنَّهُ مازالَ في كُلِّ بَلدَةٍ / يُغَنّى بِهِ عِندَ المُلوكِ وَيُنشَدُ
فَلا مَلِكٌ يُرجى سِواكَ وَيُتَّقى / وَلا شاعِرٌ يُهوى سِوايَ وَيُحمَدِ
إِلى اِبنِ بُرانٍ وَاِبنِ رُزّيكَ مَقصِدي
إِلى اِبنِ بُرانٍ وَاِبنِ رُزّيكَ مَقصِدي / وَغَيرِهِما في عَصرِنا لَيسَ يُقصَدُ
وَكَيفَ أَخافُ الفَقرَ أَو أُحرَمُ الغِنى / وَكَنزي مِنَ الأَمصارِ مِصرٌ وَصَرخَدُ
فَلازالَ طَلاعَ الثَنايا طَلائِعٌ / وَلازالَ مَحمودَ النَجَّارِ مُحَمَّدُ