المجموع : 8
وَلِلسِرِّ حالاتٌ فَمِنهُ جَماعَةٌ
وَلِلسِرِّ حالاتٌ فَمِنهُ جَماعَةٌ / وَمِنهُ نَجِيّانِ وَأَحزَمُها الفَردُ
وَأَفضَلُ مِنها صَونُ سِرِّكِ كاتِماً / إِلى الفُرَصِ اللاتي يُنالُ بِها الجَدُّ
وَدَيتَ اِبنَ راعي الإِبلِ إِذ حانَ يَومُهُ
وَدَيتَ اِبنَ راعي الإِبلِ إِذ حانَ يَومُهُ / وَشَقَّ لَهُ قَبراً بِأَرضِكَ لاحِدُ
وَقَد كانَ ماتَ الجودُ حَتّى نَعَشتَهُ / وَذَكَّيتَ نارَ الجودِ وَالجودُ خامِدُ
فَلا حَمَلَت أُنثى وَلا آبَ غائِبٌ / وَلا وَلَدَت أُنثى إِذا ماتَ خالِدُ
تَذَكَّرَ هَذا القَلبُ هِندَ بَني سَعدِ
تَذَكَّرَ هَذا القَلبُ هِندَ بَني سَعدِ / سَفاهاً وَجَهلاً ما تَذَكَّرَ مِن هِندِ
أَفي كُلِّ يَومٍ أَنتَ موفٍ فَناظِرٌ / إِلى آلِ هِندٍ نَظرَةً قَلَّما تُجدي
تَذَكَّرتُ عَهداً كانَ بَيني وَبَينَها / قَديماً وَهَل أَبقَت لَنا الحَربُ مِن عَهدِ
فَما مُغزِلٌ أَدماءُ ريعَت فَأَقبَلَت / بِسالِفَةٍ كَالسَيفِ سُلَّ مِنَ الغِمدِ
بِأَحسَنَ مِن هِندٍ وَلا ضَوءُ مُزنَةٍ / جَلا البَرقُ عَنها في مُكَلَّلَةٍ فَردِ
تَضُمُّ عَلى مَضنونَةٍ فارِسِيَّةٍ / ضَفائِرَ لا ضاحي القُرونَ وَلا جَعدِ
وَتُضحي وَما ضَمَّت فُضولَ ثِيابِها / إِلى كَتِفَيها بِاِئتِزارٍ وَلا عَقدِ
كَأَنَّ الخُزامى خالَطَت في ثِيابِها / جَنِيّاً مِنَ الرَيحانِ أَو قُضُبِ الرَندِ
وَساقَ النِعاجَ الخُنسَ بَيني وَبَينَها / بِرَعنِ إِشاءٍ كُلُّ ذي جُدَدٍ قَهدِ
غَدَت بِرِعالٍ في قَطاً في حُلوقِهِ / أَداوى لِطافُ الطَيِّ موثَقَةُ العَقدِ
فَلَمّا عَلا وَجهُ النَهارِ وَرَفَّعَت / بِهِ الطَيرُ أَصواتاً كَواعِيَةِ الجُندِ
وَفي ناتِقٍ كانَ اِصطِلامُ سَراتِهِم
وَفي ناتِقٍ كانَ اِصطِلامُ سَراتِهِم / لَيالِيَ أَفنى القَرحُ جُلَّ إِيادِ
نَفَوا إِخوَةً ما مِثلَهُم كانَ إِخوَةٌ / لِحَيٍّ وَلَم يَستَوحِشوا لِفَسادِ
تَبَصَّر خَليلي هَل تَرى مِن ظَعائِنٍ
تَبَصَّر خَليلي هَل تَرى مِن ظَعائِنٍ / تَحَمَّلنَ مِن وادي العَناقِ وَثَهمَدِ
تَحَمَّلنَ حَتّى قُلتَ لَسنَ بَوارِحاً / وَلا تارِكاتِ الدارِ حَتّى ضُحى الغَدِ
يُطِفنَ ضُحِيّاً وَالجِمالُ مُناخَةٌ / بِكُلِّ مُنيفٍ كَالحِصانِ المُقَيَّدِ
تُخَيِّرنَ مِن أَثلِ الوَريعَةِ وَاِنتَحى / لَها القَينُ يَعقوبٌ بِفَأسٍ وَمِبرَدِ
لَهُ زِئبَرٌ جوفٌ كَأَنَّ خُدودَها / خُدودُ جِيادٍ أَشرَفَت فَوقَ مِربَدِ
كَأَنَّ مَناطَ الوَدعِ حَيثُ عَقَدنَهُ / لَبانُ دَخيلِيٍّ أَسيلِ المُقَلَّدِ
أَطَفنَ بِهِ حَتّى اِستَوى وَكَأَنَّها / هَجائِنُ أُدمٍ حَولَ أَعيَسَ مُلبِدِ
فَلَمّا تَرَكنَ الدارَ رُحنَ بِيانِعٍ / مِنَ النَخلِ لا جَحنٍ وَلا مُتَبَدِّدِ
فَقُلتُ لِأَصحابي هُمُ الحَيُّ فَاِلحَقوا / بِحَوراءَ في أَترابِها بِنتُ مَعبَدِ
فَما أَلحَقَتنا العيسُ حَتّى وَجَدتَني / أَسِفتُ عَلى حاديهِمُ المُتَجَرِّدِ
وَقَد أَرخَتِ الضَبعَينِ حَرفٌ شِمِلَّةٌ / بِسَيرٍ كَفانا مِن بَريدٍ مُخَوَّدِ
فَلَمّا تَدارَكنا نَبَذنا تَحِيَّةً / وَدافَعَ أَدنانا العَوارِضَ بِاليَدِ
صَدَدنا صُدوداً غَيرَ هِجرانِ بِغضَةٍ / وَأَدنَينَ أَبراداً عَلى كُلِّ مُجسِدِ
يُنازِعنَنا رَخصَ البَيانِ كَأَنَّما / يُنازِعنَنا هُدّابَ رَيطٍ مُعَضَّدِ
وَأُقصِدَ مِنّا كُلُّ مَن كانَ صاحِياً / صَحيحَ الفُؤادِ وَاِشتَفى كُلُّ مُقصَدِ
فَلَمّا قَضَينا مِل أَحاديثِ سَلوَةً / وَخِفنا عُيونَ الكاشِحِ المُتَفَقِّدِ
دَفَعنا الجِمالَ ثُمَّ قُلنا لِقَينَةٍ / صَدوحِ الغِناءِ مِن قَطينٍ مُوَلَّدِ
لَكِ الوَيلُ غَنّينا بِهِندٍ قَصيدَةً / وَقولي لِمَن لا يَبتَغي اللَهوَ يَبعَدِ
وَلَم أَرَ مَعقوراً بِهِ وَسطَ مَعشَرٍ
وَلَم أَرَ مَعقوراً بِهِ وَسطَ مَعشَرٍ / أَقَلَّ اِنتِصاراً بِاللِسانِ وَبِاليَدِ
سِوى نَظَرٍ ساجٍ بِعَينٍ مَريضَةٍ / جَرَت عَبرَةٌ مِنها فَفاضَت بِإِثمِدِ
بَكَت عَينُ مَن أَذرى دُموعَكِ إِنَّما / وَشى بِكِ واشٍ مِن بَني أُختِ مِسرَدِ
فَلَو كُنتُ مَعذوراً بِنَصرِكِ طَيَّرَت / صُقورِيَ غِربانَ البَعيرِ المُقَيَّدِ
لَظَلَّ قُطامِيٌّ وَتَحتَ لَبانِهِ / نَواهِضَ رُبدٌ ذاتُ ريشٍ مُسَبَّدِ
وَلِلدارِ فيها مِن حُمولَةِ أَهلِها / عَقيرٌ وَلِلباكي بِها المُتَبَلِّدِ
إِذا ما اِنجَلَت عَنهُ غَداةً ضَبابَةٌ / رَأى وَهوَ في بَلدٍ خَرانِقَ مُنشِدِ
وَخودٌ مِنَ اللائي يُسَمَّعنَ بِالضُحى / قَريضَ الرُدافى بِالغِناءِ المُهَوَّدِ
ضَوارِبُ بِالأَذقانِ مِن ذي شَكيمَةٍ / إِذا ما هَوى كَالنَيزَكِ المُتَوَقِّدِ
دَعَتنا فَأَلوَت بِالنَصيفِ وَدونَها / جَناحٌ وَرُكنٌ مِن أَهاضيبِ ثَهمَدِ
مُرَبَّعُ أَعلى حاجِبُ العَينِ أُمُّهُ / شَقيقَهُ عَبدٍ مِن قَطينٍ مُوَلَّدِ
وَما مُزنَةٌ جادَت فَأَسبَلَ وَدقُها
وَما مُزنَةٌ جادَت فَأَسبَلَ وَدقُها / عَلى رَوضَةٍ رَيحانُها قَد تَخَضَّدا
كَأَنَّ تِجارَ الهِندِ حَلّو رِحالَهُم / عَلَيها طُروقاً ثُمَّ أَضحَوا بِها الغَدا
بِأَطيَبَ مِن ثَوبَينِ تَأوي إِلَيهِما / سُعادُ إِذا نَجمُ السِماكَينِ عَرَّدا
كَأَنَّ العُيونَ المُرسِلاتِ عَشِيَّةً / شَآبيبَ دَمعٍ لَم تَجِد مُتَرَدَّدا
مَزائِدُ خَرقاءَ اليَدَينِ مُسيفَةٍ / أَخَبَّ بِهِنَّ المُخلِفانِ وَأَحفَدا
وَما بَيضَةٌ باتَ الظَليمُ يَحُفُّها / بِوَعساءَ أَعلى تُربِها قَد تَلَبَّدا
فَلَمّا عَلَتهُ الشَمسُ في يَومِ طَلقَةٍ / وَأَشرَفَ مَكّاءُ الضُحى فَتَغَرَّدا
أَرادَ القِيامَ فَاِزبَأَرَّ عِفاءُهُ / وَحَرَّكَ أَعلى رِجلِهِ فَتَأَوَّدا
وَهَزَّ جَناحَيهِ فَساقَطَ نَفضُهُ / فَراشَ النَدى عَن مَتنِهِ فَتَبَدَّدا
فَغادَرَ في الأُدحِيِّ صَفراءَ تَركَةً / هِجاناً إِذا ما الشَرقُ فيها تَوَقَّدا
بِأَليَنَ مَسّاً مِن سُعادَ لِلامِسٍ / وَأَحسَنَ مِنها حينَ تَبدو مُجَرَّدا
وَإِنّي لَأَحمي الأَنفَ مِن دونِ ذِمَّتي / إِذا الدَنِسُ الواهي الأَمانَةِ أَهمَدا
بَنَينا بِأَعطانِ الوَفاءِ بُيوتَنا / وَكانَ لَنا في أَوَّلِ الدَهرِ مَورِدا
إِذا ما ضَمِنّا لِاِبنِ عَمٍّ خِفارَةً / نَجيءُ بِها مِن قَبلِ أَن يَتَشَدَّدا
أَناخوا بِأَشوالٍ إِلى أَهلِ خُبَّةٍ / طُروقاً وَقَد أَقعى سُهَيلاً فَعَرَّدا
يَخِبّانِ قَصراً في شَمالٍ عَرِيَّةٍ / أَمامَ رَوايا بادَراهُنَّ قَردَدا
أَمُرُّ وَأَحلَولي وَتَعلَمُ أُسرَتي / عَنائي إِذا جَمرٌ لِجَمرٍ تَوَقَّدا
إِذا ما فَزِعنا أَو دُعينا لِنَجدَةٍ / لَبِسنا عَلَيهِنَّ الحَديدَ المُسَرَّدا
بِرَبِّ اِبنَةِ العَمرِيِّ ما كانَ جارُها / لِيُسلِمُها ما وافَقَ القائِمُ اليَدا
ماذا ذَكَرتُم مِن قُلوصٍ عَقَرتُها
ماذا ذَكَرتُم مِن قُلوصٍ عَقَرتُها / بِسَيفي وَضَيفانُ الشِتاءِ شُهودُها
فَقَد عَلِموا أَنّي وَفَيتُ لِرَبِّها / فَراحَ عَلى عَنسٍ بِأُخرى يَقودُها
قَرَيتُ الكِلابِيَّ الَّذي يَبتَغي القِرى / وَأُمَّكَ إِذ تَخدي إِلَينا قَعودُها
رَفَعنا لَها ناراً تُثَقَّبُ لِلقِرى / وَلِقحَةَ أَضيافٍ طَويلاً رُكودُها
إِذا أُخلِيَت عودَ الهَشيمَةِ أَرزَمَت / جَوانِبُها حَتّى نَبيتَ نَذودُها
إِذا نُصِبَت لِلطارِقينَ حَسَبتَها / نَعامَةَ حَزباءٍ تَقاصَرَ جيدُها
تَبيتُ المَحالُ الغُرُّ في حَجَراتِها / شَكارى مَراها ماؤُها وَحَديدُها
بَعَثنا إِلَيها المُنزِلَينِ فَحاوَلا / لِكَي يُنزِلاها وَهيَ حامٍ حُيودُها
فَباتَت تَعُدُّ النَجمَ في مُستَحيرَةٍ / سَريعٍ بِأَيدي الآكِلينَ جُمودُها
فَلَمّا سَقَيناها العَكيسَ تَمَلَّأَت / مَذاخِرُها وَاِزدادَ رَشحاً وَريدُها
فَلَمّا قَضَت مِن ذي الإِناءِ لُبانَةً / أَرادَت إِلَينا حاجَةً لا نُريدُها
فَلَمّا عَرَفنا أَنَّها أُمُّ خَنزَرٍ / جَفاها مَواليها وَغابَ مُفيدُها
إِذا ما اِعتَرانا الحَقُّ بِالسَهلِ أَصبَحَت / لَها مِثلِ أَسرابِ الضِباعِ خُدودُها
تَبيتُ وَرِجلاها أَوانانِ لِاِستِها / عَصاها اِستُها حَتّى يَكِلَّ قَعودُها
مُجَسَّمَةُ العِرنينِ مَنقوبَةُ العَصا / عَدوسُ السُرى باقٍ عَلى الخَسفِ عودُها
فَجاءَت إِلَينا وَالدُجى مُرجَحِنَّةٌ / رَغوثُ شِتاءٍ قَد تَقَوَّبَ عودُها
تَؤُمُّ وَصَحراءُ المَشافِرِ دونَها / سَنا نارِنا أَنّى يُشَبُّ وَقودُها
ظَلِلتُ بِيَومٍ عِندَهُنَّ تَغَيَّبَت / نُحوسُ جَواريهِ وَمَرَّت سُعودُها
فَلا يَومُ دُنيا مِثلُهُ غَيرَ أَنَّنا / نَرى هَذِهِ الدُنيا قَليلاً خُلودُها
فَأَصبَحَ يَستافُ الفَلاةَ كَأَنَّهُ / مُشَرّىً بِأَطرافِ البُيوتِ قَديدُها