القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أُمَيّة بنُ أَبي الصَّلْت الكل
المجموع : 2
تَعَلَّم فَإِنَّ اللَهَ لَيسَ كَصُنعِهِ
تَعَلَّم فَإِنَّ اللَهَ لَيسَ كَصُنعِهِ / صَنيعٌ وَلا يَخفى عَلى اللَهِ مُلحَدُ
في كُلِ مُنكَرَةٍ لَهُ مَعروفَةٌ / أُخرى عَلى عَينٍ بِما يَتَعَمَّدُ
جُدَدٌ وَتَوشيمٌ وَرَسمُ عَلامَةٍ / وَخَزائِنٌ مَفتوحَةٌ لا تَنفَدُ
عَمَّن أَرادَ بِها وَجابَ عَنانَها / لا يَستَقيمُ لِخالِقٍ يَتَزَيَّدُ
غَيمٌ وَظَلماءٌ وَغَيثُ سَحابَةٍ / أَيّامَ كَفَّنَ وَاِستَرادَ الهُدهُدُ
يَبغي القَرارَ لِأُمِّهِ لِيُجِنَّها / فَبَنى عَلَيها في قَفاها يَمهَدُ
مَهداً وَطِيّاً فَاِستَقَلَّ بِحَملِهِ / في الطَيرِ يَحمِلُها وَلا يَتَأَوَّدُ
مِن أُمِّهِ فَجَرى لِصالِحٍ حَملِها / وَلَداً وَكَلَّف ظَهرَهُ ما تَفقِدُ
فَيَزالُ يَدلَحُ ما مَضى بِجَنازَةٍ / مِنها وَما اِختَلَفَ الجَديدُ المُسنَدُ
وَالأَرضُ نَوَّخَها الإِلَهُ طَروقَةً / لِلماءِ حَتّى كُلُّ زَندٍ مُسفَدُ
وَالأَرضُ مَعقِلُنا وَكانَت أُمَّنا / فيها مَقابِرُنا وَفيها نوأَدُ
فيها تَلامِذَةٌ عَلى قُذُفاتِها / حُسُراً قياماً فَالفَرائِصُ تُرعَدُ
فَبَنى الآلَهُ عَليهُمُ مَخصوفَةً / خلقاءَ لا تَبلى وَلا تَتأَوَّدُ
فَلَو أَنَّهُ يَحدو البُرامَ بِمَتنِها / لَنَبا وَأَلفاها الَتي لا تُقرَدُ
فَأَتَمَّ سِتاً فاِستَوتَ أَطباقُها / وَأَتى بِسابِعَةٍ فأَنَّى تورَدُ
فَكَأَنَّ بِرقِعَ واّلمَلائِكُ حَولَها / سَدِرٌ تَواكَلُهُ القَوائِمُ أَجرَدُ
خَضراءُ ثانيَةٌ تُظِلُّ رُؤُوسَهُم / فَوقَ الذَوائِبِ فاِستَوتَ لا تُحصَدُ
كَزُجاجَةِ الغَسّولِ أَحسَنَ صَنعُها / لَما بَناها رَبُنا يَتَجَرَّدُ
لِمُصَفَّدين عَليهِمُ صاقورَةٌ / صَمّاءُ ثالِثَةٌ تُماعُ وَتُجمَدُ
وَكَأَنَّ رابِعَةً لَها حاقورَةٌ / في جَنبِ خامِسَةٍ عَناصٍ تَمَرَدُ
فيها النُجومُ تُطيعُ غَيرَ مُراحَةٍ / ما قالَ صَدَّقَها الأَمينُ الأَرشَدُ
رَسَخَ المَها فيها فأَصبَحَ لَونُها / في الوارِساتِ كأَنَهُنَّ الإِثمَدُ
شَدَّ القُطوعَ عَلى المَطايا رَبُّنا / كُلٌّ بِنَعماءِ الآلِهَ مُقَيَّدُ
فَأَصَحنَ وَاِفتَرَشَ الرَحائِلَ شَرجَعٌ / نُفُجٌ عَلى أَثباجِهِنَّ مُؤَكَّدُ
بِفُصوصِ ياقوتٍ وَكَظَّ بِعَرشِهِ / هَولٌ وَنارٌ دونَهُ تَتَوَقَدُ
فَعَلا طِوالاتِ القَوائِمِ فاِستَوى / فَوقَ الخُلودِ وَمَن أَرادَ مُخَلَّدُ
وَتَرى شَياطيناً تَروغُ مُضاعَةً / وَرواغُها شَتّى إِذا ما تُطرَدُ
تُلقى عَلَيها في السَماءِ مَذَلَّةٌ / وَكَواكِبٌ تُرمى بِها فَتَعرَّدُ
مَلِكٌ عَلى عَرشِ السَماءِ مُهَيمِنٌ / تَعنو لِعِزَّتِهِ الوجوهُ وَتَسجُدُ
لَولا وِثاقُ اللَهِ ضَلَّ ضَلالُنا / وَلسَرَّنا أَنّا نُتَلُّ فَنوأَدُ
بِأُولي قِوى فَمُبتَّلٌ وَمُتَلمَدُ /
يَنتاَبُهُ المُتَنَصِّفونَ بِسُحرَةٍ / في أَلفِ أَلفٍ مِن مَلائِكَ تُحشَدُ
رُسُلٌ يَجوبونَ السَماءَ بِأَمرِهِ / لا يَنظُرونَ ثَواءَ مَن يَتَقَصَّدُ
فَهُمُ كَأَوبِ الريحِ بيَنا أَدبَرَت / رَجَعَت بَوادِرُ وَجهِها لا تُكرَدُ
خَذٌّ مَناكِبُهُم عَلى أَكتافِهِم / زَفُّ يَزِفُّ بِهِم إِذا ما اِستُنجِدوا
وَإِذا تَلامِذَةُ الآلِهِ تَعاوَنوا / غَلَبوا وَنَشَّطَهُم جَناحٌ مُعتَدُ
نَهَضوا بِأَجنِحَةٍ فَلَم يَتَواكَلوا / لا مُبطِئٌ مِنهُم وَلا مُستَوغِدُ
حَيّاً وَمَيتاً لا أَبا لَكَ إِنَّما / طولُ الحَياةِ كَزادِ غادٍ يَنفَدُ
وَالشَهرُ بَينَ هِلالِهِ وَمُحاقِهِ / أَجلٌ لِعِلمِ الناسِ كَيفَ يُعَدَّدُ
لا نَقسَ فيهِ غَيرَ أَنَّ خَبيئَهُ / قَمَرٌ وَساهورٌ يُسَلُّ وَيُغمَدُ
خَرِقٌ يَهيمُ كَهاجِعٍ في نَومِهِ / لَم يَقضِ رَيبَ نُعاسِهِ فَيُهَجَّدُ
فَإِذا مَرَتهُ لَيلَتانِ وَراءَهُ / فَقَضى سُراهُ أَو كَراهُ يَسأَدُ
لِمَواعِدٍ تَجري النُجومُ أَمامَهُ / وَمُعَمَّمٌ بِحِذائِهِنَّ مُسَوَّدُ
مُستَخفياً وَبَناتُ نَعشٍ حَولَهُ / وَعَنِ اليَمينِ إِذا يَغيبُ الفَرقَدُ
حالَ الدَراري دونَهُ فَتَجِنُّهُ / لا أَن يَراهُ كُلُّ مَن يَتَلَدَّدُ
حُبِسَ السَرافيلُ الصَوافي تَحتَهُ / لا واهِنٌ مِنهُم وَلا مُستَوعِدُ
زُحلٌ وَثَورٌ تَحتَ يُمنى رِجلِهِ / وَالنَسرُ لِليُسرى وَلَيثٌ مُرصِدُ
وَالشَمسُ تَطلُعُ كُلَّ آخِرِ لَيلَةٍ / حَمراءَ يُصبِحُ لَونُها يَتَوَرَّدُ
تأَبى فَلا تَبدو لَنا في رِسلِها / إِلّا مُعَذَّبَةً وَإِلّا تُجلَدُ
لا تَستَطيعُ أَن تُقَصِّرَ ساعَةً / وَبِذاكَ تَدأَبُ يَومَها وَتَشَرَّدُ
وَلَسوفَ يَنسى ما أَقولُ مَعاشِرٌ / وَلَسوفَ يُذَكُرُهُ الَذي لا يَزهَدُ
فَاِغفِر لِعَبدٍ إِنَّ أَوَّلَ ذَنبِهِ / شُربٌ وَإِيسارٌ يُشارِكُها دَدُ
دارٌ دَحاها ثُمَّ أَعمَرَنا بِها / وَأَقامَ بِالأُخرى الَّتي هِيَ أَمجَدُ
وَيُنَفِّدُ الطوفانَ نَحنُ فِداؤُهُ / وَاِقتادَ شَرجَعَهُ بَداحٌ بَديَدُ
وَالطوطَ نَزرَعُهُ أَغَنَّ جِراؤُهُ / فيهِ اللِباسُ لِكُلِّ حَولٍ يُعَضَدُ
فَاِسمَع لِسانَ اللَهِ كَيفَ شُكولُهُ / عَجَبٌ وَيُنبِئكَ الَذي تَستَشهِدُ
وَالوَحشَ وَالأَنعامَ كَيفَ لُغاتُها / وَالعِلمَ يُقسَمُ بينَهُم وَيُبَدَّدُ
لِلَّهِ نِعمَتُنا تَباركَ رَبُّنا / رَبُّ الأَنامِ وَرَبُّ مَن يتَأَبَّدُ
لَكَ الحَمدُ وَالنَعماءُ وَالمُلكُ رَبَّنا
لَكَ الحَمدُ وَالنَعماءُ وَالمُلكُ رَبَّنا / فَلا شَيءَ أَعلى مِنكَ مَجداً وَأَمجَدُ
مَليكٌ عَلى عَرشِ السَماءِ مُهيمِنٌ / لِعِزَّتِهِ تَعنو الوجوهُ وَتَسجُدُ
عَلَيهِ حِجابُ النورِ وَالنورُ حَولَهُ / وأَنهارُ نورٍ حولَهُ تَتَوَقَّدُ
فَلا بَصَرٌ يَسمو إِلَيهِ بِطَرفِهِ / وَدونَ حِجابِ النورِ خَلقٌ مُؤَيَّدُ
مَلائِكَةٌ أَقدامُهُم تَحتَ عَرشِهِ / بِكَفِيهِ لَولا اللَهُ كَلّوا وَأَبلَدوا
قيامٌ عَلى الأَقدامِ عانينَ تَحتَهُ / فَرائِضُهُم مِن شِدَّةِ الخوفِ تُرعَدُ
وَسِبطٌ صُفوفٌ يَنظُرونَ قَضاءَهُ / يُصيخونَ بِالإِسماعِ لِلوَحيِ رُكَّدُ
أَمينٌ لِوَحيِ القُدسِ جِبريلُ فيهِم / وَميكالُ ذو الروحِ القَوِيُّ المُسَدَّدُ
وَحُرّاسُ أَبوابِ السَمَواتِ دونَهُم / قيامٌ عَليهِم بِالمَقاليدِ رُصَّدُ
فَنِعمَ العِبادُ المُصطَفَونَ لِأَمرِهِ / وَمِن دوُنِهِم حُندٌ كَثيفٌ مُجَنَّدُ
مَلائِكَةٌ لا يَفتَرونَ عِبادَةً / كَروبِيَّةٌ مِنهُم رُكوعٌ وَسُجَّدُ
فَساجِدُهُم لا يَرفَعُ الدَهرَ رَأسَهُ / يُعَظِّمُ رَبّاً فَوقَهُ وَيُمَجِّدُ
وَراكِعُهُم يَعنو لَهُ الدَهرَ خاشِعاً / يُرَدِّدُ آلاءَ الآِلَهِ وَيَحمَدُ
وَمِنهُم مُلِفٌّ في الجَناحينِ رَأسَهُ / يَكادُ لِذِكرى رَبِّهِ يَتَفَصَّدُ
مِنَ الخَوفِ لا ذو سأمَةٍ بِعِبادَةٍ / وَلا هوَ مِن طولِ التَعَبُّدِ يَجهَدُ
وَدونَ كَثيفِ الماءِ في غامِضِ الهَوا / ملائِكَةٌ تَنحَطُّ فيهِ وَتَصعَدُ
وَبَينَ طِباقِ الأَرضِ تَحتَ بُطونِها / مَلائِكَةٌ بِالأَمرِ فيها تَرَدَّدُ
فَسُبحانَ مَن لا يَعرِفُ الخَلقُ قَدرَهُ / وَمَن هوَ فوقَ العَرشِ فَردٌ مُوَحَّدُ
وَمَن لَم تُنازِعهُ الخَلائِقُ مُلكَهُ / وَإِن لَم تُفرِّدهُ العِبادُ فَمُفرَدُ
مَليكُ السَمَواتِ الشِدادِ وَأَرضِها / وَلَيسَ بِشَيءٍ عَن قَضاهُ تَأَوُّدُ
هواللَهُ باري الخَلقِ وَالخَلقُ كُلُّهُم / إِماءٌ لَهُ طَوعاً جَميعاً وَأَعبُدُ
وَأنَّى يَكونُ الخَلقُ كَالخالِقِ الَذي / يَدومُ وَيَبقى وَالخَليقَةُ تَنفَدُ
وَلَيسَ لِمَخلوقٍ مِنَ الدَهرِ جِدَّةٌ / وَمَن ذا عَلى مَرِّ الحَوادِثِ يَخلُدُ
وَتَفنى وَلا يَبقى سِوى الواحِدُ الَذي / يُميتُ وَيحيِي دائِباً لَيسَ يُهمَدُ
تُسَبِّحُهُ الطَيرُ الجَوانِحُ في الخَفى / وإِذ هِيَ في جَوِّ السَماءِ تُصَعِّدُ
وَمِن خَوفِ رَبّي سَبَّحَ الرَعدُ فَوقَنا / وَسَبَّحَهُ الأَشجارُ وَالوَحشُ أُبَّدُ
وَسَبَّحَهُ النَينانُ وَالبَحرُ زاخِراً / وَما طَمَّ مِن شَيءٍ وَما هُوَ مُقَلِدُ
أَلا أَيُّها القَلبُ المُقيمُ عَلى الهَوى / إِلى أَيِّ حينٍ مِنكَ هَذا التَصَدُّدُ
عَنِ الحَقِّ كَالأَعمى المُميطِ عَنِ الهُدى / وَلَيسَ يَرُدُّ الحَقَّ إِلاّ مُفَنِّدُ
وَحالاتِ دُنيا لا تَدومُ لِأَهلِها / فَبَينا الفَتى فيها مَهيبٌ مُسَوَّدُ
إِذا إِنقَلَبَت عَنهُ وَزالَ نَعيمُها / وَأَصبَحَ مِن تَربِ القُبورِ يوَسَّدُ
وَفارَقَ روحاً كانَ بَينَ جَنانِهِ / وَجاوَرَ مَوتى ما لَهُم مُتَرَدَّدُ
فأَي فَتىً قَبلي رأَيتَ مُخَلَّداً / لَهُ في قَديمِ الدَهرِ ما يَتَوَدَّدُ
وَمَن يَبتَليهِ الدَهرُ مِنهُ بِعَثرَةٍ / سَيَكبو لَها وَالنائِباتِ تَرَدَّدُ
فَلَم تَسلَم الدُنيا وَإِن ظَنَّ أَهلُها / بِصِحَّتِها وَالدَهرُ قَد يَتَجَرَّدُ
أَلَستَ تَرى في ما مَضى لَك عِبرَةً / فَمَه لا تَكُن يا قَلبُ أَعمى يُلَدَّدُ
فَكُن خائِفاً لِلمَوتِ وَالبَعثِ بَعدَهُ / وَلا تَكُ مِمَّن غَرَّهُ اليَومُ أَو غَدُ
فإِنَّكَ في دُنيا غُرورٍ لِأَهلِها / وَفيها عَدوٌّ كاشِحُ الصَدرِ يُوقِدُ
وساكِنُ أَقطارِ الرَقيعِ عَلى الهَوا / وَمِن دونِ عِلمِ الغَيبِ كُلٌّ مُسَهَّدُ
وَلولا وِثاقُ اللَهِ ضَلَّ ضَلالُنا / وَقَد سَرَّنا أَنّا نُتَلُّ فَنوأَدُ
تَرى فيهِ أَخبارَ القُرونِ الَتي مَضَت / وَأَخبارَ غَيبٍ في القيامَةِ تَنجُدُ
وَلَيسَ بِها إِلا الرَقيمُ مُجاوراً / وَصيدَهُمُ وَالقومُ في الكَهفَ هُمَّدُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025