المجموع : 3
تَروحُ مِنَ الحَسناءِ أَم أَنتَ مُغتَدي
تَروحُ مِنَ الحَسناءِ أَم أَنتَ مُغتَدي / وَكَيفَ اِنطِلاقُ عاشِقٍ لَم يُزَوَّدِ
تَراءَت لَنا يَومَ الرَحيلِ بِمُقلَتي / غَريرٍ بِمُلتَفٍّ مِنَ السِدرِ مُفرَدِ
وَجيدٍ كَجيدِ الرِئمِ صافٍ يَزينُهُ / تَوَقُّدُ ياقوتٍ وَفَصلِ زَبَرجَدِ
كَأَنَّ الثُرَيّا فَوقَ ثُغرَةِ نَحرِها / تَوَقَّدُ في الظَلماءِ أَيَّ تَوَقُّدِ
أَلا إِنَّ بَينَ الشَرعَبِيِّ وَراتِجٍ / ضِراباً كَتَخذيمِ السَيالِ المُعَضَّدِ
لَها حائِطانِ المَوتُ أَسفَلَ مِنهُما / وَجَمعٌ مَتى يُصرَخ بِيَثرِبَ يُصعِدِ
تَرى اللابَةَ السَوداءَ يَحمَرُّ لَونَها / وَيُسهِلُ مِنها كُلُّ ريعٍ وَفَدفَدِ
لَعَمري لَقَد حالَفتُ ذُبيانَ كُلَّها / وَعَبساً عَلى ما في الأَديمِ المُمَدَّدِ
وَأَقبَلتُ مِن أَرضِ الحِجازِ بِحَلبَةٍ / تَغُمُّ الفَضاءَ كَالقَطا المُتَبَدِّدِ
تَحَمَّلتُ ما كانَت مُزَينَةُ تَشتَكي / مِنَ الظُلمِ في الأَحلافِ حَملَ التَغَمُّدِ
أَرى كَثرَةَ المَعروفِ يُورِثُ أَهلَهُ / وَسَوَّدَ عَصرُ السوءِ غَيرَ المُسَوَّدِ
إِذا المَرءُ لَم يُفضِل وَلَم يَلقَ نَجدَةً / مَعَ القَومِ فَليَقعُد بِصُغرٍ وَيَبعَدِ
وَإِنّي لَأَغنى الناسَ عَن مُتَكَلِّفٍ / يَرى الناسَ ضُلّالاً وَلَيسَ بِمُهتَدي
كَثيرِ المُنى بِالزادِ لا خَيرَ عِندَهُ / إِذا جاعَ يَوماً يَشتَكيهِ ضُحى الغَدِ
نَشا غُمُراً بَوراً شَقِيّاً مُلَعَّناً / أَلَدَّ كَأَنَّ رَأسُهُ رَأسُ أَصيَدِ
وَذي شيمَةٍ عَسراءَ تَسخَطُ شيمَتي / أَقولُ لَهُ دَعني وَنَفسَكَ أَرشِدِ
فَما المالُ وَالأَخلاقُ إِلّا مُعارَةٌ / فَما اِسطَعتَ مِن مَعروفِها فَتَزَوَّدِ
مَتى ما تَقُد بِالباطِلِ الحَقَّ يَأبَهُ / وَإِن قُدتَ بِالحَقِّ الرَواسِيَ تَنقَدِ
مَتى ما أَتَيتَ الأَمرَ مِن غَيرِ بابِهِ / ضَلِلتَ وَإِن تَدخُل مِنَ البابِ تَهتَدِ
فَمَن مُبلِغٌ عَنّي شَريدَ بنَ جابِرٍ / رَسولاً إِذا ما جاءَهُ وَاِبنَ مَرثَدِ
فَأَقسَمتُ لا أُعطي يَزيدَ رَهينَةً / سِوى السَيفِ حَتّى لا تَنوءَ لَهُ يَدي
فَلا يُبعِدَنكَ اللَهُ عَبدَ بنَ نافِذٍ / وَمَن يَعلُهُ رُكنٌ مِنَ التُربِ يَبعَدِ
أَلا أَبلِغا ذا الخَزرَجِيَّ رِسالَةً
أَلا أَبلِغا ذا الخَزرَجِيَّ رِسالَةً / رِسالَةَ حَقٍّ لَستُ فيها مُفَنَّدا
فَإِنّا تَرَكناكُم لَدى الرَدمِ غُدوَةً / فَريقَينِ مَقتولاً بِهِ وَمُطَرَّدا
صَبَحناكُمُ مِنّا بِهِ كُلَّ فارِسٍ / كَريمِ النَثا يَحمي الذِمارَ لِيُحمَدا
أَتَذكُرُ أَمراً لَم تَنَلهُ وَإِنَّما / تَناوَلَ سَجلَ الحَربِ مَن كانَ أَنجَدا
فَذُق غِبَّ ما قَدَّمتَ إِنّي أَنا الَّذي / صَبَحتُكُمُ فيهِ السِمامَ بِبُرجُدا
وَنَحنُ حُماةُ الحَربِ لَيسَت تَضيرُنا / نَسوقُ خَميساً كَالقَطا مُتَبَدِّدا
أُكَثِّرُ أَهلي مِن عِيالٍ سِواهُمُ
أُكَثِّرُ أَهلي مِن عِيالٍ سِواهُمُ / وَأَطوي عَلى الماءِ القَراحِ المُبَرَّدِ
إِذا المَرءُ لَم يُشبِه أَباهُ وَجَدَّهُ / وَأُقحِمَ إِقحاماً فَلَم يَتَسَدَّدِ