المجموع : 9
نَحا فارِسُ الشَهباءِ وَالخَيلُ جُنَّحٌ
نَحا فارِسُ الشَهباءِ وَالخَيلُ جُنَّحٌ / عَلى فارِسٍ بَينَ الأَسِنَّةِ مُقصَدِ
وَلَولا يَدٌ نالَتهُ مِنّا لَأَصبَحَت / سِباعٌ تَهادى شِلوَهُ غَيرَ مُسنَدِ
فَلا تَكفُرِ النُعمى وَأَثنِ بِفَضلِها / وَلا تَأمَنَن ما يُحدِثُ اللَهُ في غَدِ
فَإِن يَكُ عَبدُ اللَهِ لاقى فَوارِساً / يَرُدّونَ خالَ العارِضِ المُتَوَقِّدِ
فَقَد أَمكَنَت مِنكَ الأَسِنَّةُ عانِياً / فَلَم تَجزِ إِذ تَسعى قَتيلاً بِمَعبَدِ
هَدِيُّكُمُ خَيرٌ أَباً مِن أَبيكُمُ
هَدِيُّكُمُ خَيرٌ أَباً مِن أَبيكُمُ / أَعَفُّ وَأَوفى بِالجِوارِ وَأَحمَدُ
وَأَطعَنُ في الهَيجا إِذا الخَيلُ صَدَّها / غَداةَ الصَباحِ السَمهَرِيُّ المُقَصَّدُ
فَهَلّا وَفي الغَوغاءِ عَمروُ بنُ جابِرٍ / بِذِمَّتِهِ وَاِبنُ اللَقيطَةِ عِصيَدُ
سَيَأتيكُمُ عَنّي وَإِن كُنتُ نائِياً / دُخانُ العَلَندي دونَ بَيتِيَ مِذوَدُ
قَصائِدُ مِن قيلِ اِمرِئٍ يَحتَذيكُمُ / بَني العُشَراءِ فَاِرتَدوا وَتَقَلَّدوا
وَلَلمَوتُ خَيرٌ لِلفَتى مِن حَياتِهِ
وَلَلمَوتُ خَيرٌ لِلفَتى مِن حَياتِهِ / إِذا لَم يَثِب لِلأَمرِ إِلّا بِقائِدِ
فَعالِج جَسيماتِ الأُمورِ وَلا تَكُن / هَبيتَ الفُؤادِ هِمَّةً لِلسَوائِدِ
إِذا الريحُ جاءَت بِالجَهامِ تَشُلُّهُ / هَذاليلُهُ مِثلُ القِلاصِ الطَرائِدِ
وَأَعقَبَ نَوءُ المُدبِرينَ بِغَبرَةٍ / وَقَطرٍ قَليلِ الماءِ بِاللَيلِ بارِدِ
كَفى حاجَةَ الأَضيافِ حَتّى يُريحَها / عَلى الحَيِّ مِنّا كُلُّ أَروَعَ ماجِدِ
تَراهُ بِتَفريجِ الأُمورِ وَلَفِّها / لِما نالَ مِن مَعروفِها غَيرَ زاهِدِ
وَلَيسَ أَخونا عِندَ شَرٍّ يَخافُهُ / وَلا عِندَ خَيرٍ إِن رَجاهُ بِواحِدِ
إِذا قيلَ مَن لِلمُعضِلاتِ أَجابَهُ / عِظامُ اللُهى مِنّا طِوالُ السَواعِدِ
لِأَيِّ حَبيبٍ يُحسُنُ الرَأيُ وَالوُدُّ
لِأَيِّ حَبيبٍ يُحسُنُ الرَأيُ وَالوُدُّ / وَأَكثَرُ هَذا الناسِ لَيسَ لَهُم عَهدُ
أُريدُ مِنَ الأَيّامِ ما لا يَضُرُّها / فَهَل دافِعٌ عَنّي نَوائِبَها الجَهدُ
وَما هَذِهِ الدُنيا لَنا بِمُطيعَةٍ / وَلَيسَ لِخَلقٍ مِن مُداراتِها بُدُّ
تَكونُ المَوالي وَالعَبيدُ لِعاجِزٍ / وَيَخدُمُ فيها نَفسَهُ البَطَلُ الفَردُ
وَكُلُّ قَريبٍ لي بَعيدُ مَوَدَّةٍ / وَكُلُّ صَديقٍ بَينَ أَضلُعِهِ حِقدُ
فَلِلَّهِ قَلبٌ لا يَبُلُّ غَليلَهُ / وِصالٌ وَلا يُلهيهِ مِن حَلِّهِ عَقدُ
يُكَلِّفُني أَن أَطلُبَ العِزَّ بِالقَنا / وَأَينَ العُلا إِن لَم يُساعِدنِيَ الجَدُّ
أُحِبُّ كَما يَهواهُ رُمحي وَصارِمي / وَسابِغَةٌ زَغفٌ وَسابِغَةٌ نَهدُ
فَيا لَكَ مِن قَلبٍ تَوَقَّدَ في الحَشا / وَيا لَكَ مِن دَمعٍ غَزيرٍ لَهُ مَدُّ
وَإِن تُظهِرِ الأَيّامُ كُلَّ عَظيمَةٍ / فَلي بَينَ أَضلاعي لَها أَسَدٌ وَردُ
إِذا كانَ لا يَمضي الحُسامُ بِنَفسِهِ / فَلِلضارِبِ الماضي بِقائِمهِ حَدُّ
وَحَولِيَ مِن دونِ الأَنامِ عِصابَةٌ / تَوَدُّدُها يَخفى وَأَضغانُها تَبدو
يَسُرُّ الفَتى دَهرٌ وَقَد كانَ ساءَهُ / وَتَخدُمُهُ الأَيّامُ وَهوَ لَها عَبدُ
وَلا مالَ إِلّا ما أَفادَكَ نَيلُهُ / ثَناءً وَلا مالٌ لِمَن لا لَهُ مَجدُ
وَلا عاشَ إِلّا مَن يُصاحِبُ فِتيَةً / غَطاريفَ لا يَعنيهِمُ النَحسُ وَالسَعدُ
إِذا طولِبوا يَوماً إِلى الغَزوِ شَمَّروا / وَإِن نُدِبوا يَوماً إِلى غارَةٍ جَدّوا
أَلا لَيتَ شِعري هَل تُبَلِّغُني المُنى / وَتَلقى بِيَ الأَعداءَ سابِحَةٌ تَعدو
جَوادٌ إِذا شَقَّ المَحافِلَ صَدرُهُ / يَروحُ إِلى ظُعنِ القَبائِلِ أَو يَغدو
خَفيفٌ عَلى إِثرِ الطَريدَةِ في الفَلا / إِذا هاجَتِ الرَمضاءُ وَاِختَلَفَ الطَردُ
وَيَصحَبُني مِن آلِ عَبسٍ عِصابَةٌ / لَها شَرَفٌ بَينَ القَبائِلِ يَمتَدُّ
بَهاليلُ مِثلُ الأُسدِ في كُلِّ مَوطِنٍ / كَأَنَّ دَمَ الأَعداءِ في فَمِهِم شَهدُ
إِذا فاضَ دَمعي وَاِستَهَلَّ عَلى خَدّي
إِذا فاضَ دَمعي وَاِستَهَلَّ عَلى خَدّي / وَجاذَبَني شَوقي إِلى العَلَمِ السَعدي
أُذَكِّرُ قَومي ظُلمَهُم لي وَبَغيَهُم / وَقِلَّةَ إِنصافي عَلى القُربِ وَالبُعدِ
بَنَيتُ لَهُم بِالسَيفِ مَجداً مُشَيَّداً / فَلَمّا تَناهى مَجدُهُم هَدَموا مَجدي
يَعيبونَ لَوني بِالسَوادِ وَإِنَّما / فِعالُهُمُ بِالخُبثِ أَسوَدُ مِن جِلدي
فَوا ذُلَّ جيراني إِذا غِبتُ عَنهُمُ / وَطالَ المَدى ماذا يُلاقونَ مِن بَعدي
أَتَحسِبُ قَيسٌ أَنَّني بَعدَ طَردِهِم / أَخافُ الأَعادي أَو أَذِلُّ مِنَ الطَردِ
وَكَيفَ يَحُلُّ الذُلُّ قَلبي وَصارِمي / إِذا اِهتَزَّ قَلبُ الضِدِّ يَخفُقُ كَالرَعدِ
مَتى سُلَّ في كَفّي بِيَومِ كَريهَةٍ / فَلا فَرقَ ما بَينَ المَشايِخِ وَالمُردِ
وَما الفَخرُ إِلّا أَن تَكونَ عِمامَتي / مُكَوَّرَةَ الأَطرافِ بِالصارِمِ الهِندي
نَديمَيَّ إِمّا غِبتُما بَعدَ سَكرَةٍ / فَلا تَذكُرا أَطلالَ سَلمى وَلا هِندِ
وَلا تَذكُرا لي غَيرَ خَيلٍ مُغيرَةٍ / وَنَقعَ غُبارٍ حالِكِ اللَونِ مُسوَدِّ
فَإِنَّ غُبارَ الصافِناتِ إِذا عَلا / نَشِقتُ لَهُ ريحاً أَلَذَّ مِنَ النَدِّ
وَرَيحانَتي رُمحي وَكاساتُ مَجلِسي / جَماجِمُ ساداتٍ حِراصٍ عَلى المَجدِ
وَلي مِن حُسامي كُلَّ يَومٍ عَلى الثَرى / نُقوشُ دَمٍ تُغني النَدامى عَنِ الوَردِ
وَلَيسَ يَعيبُ السَيفَ إِخلاقُ غِمدِهِ / إِذا كانَ في يَومِ الوَغى قاطِعَ الحَدِّ
فَلِلَّهِ دَرّي كَم غُبارٍ قَطَعتُهُ / عَلى ضامِرِ الجَنبَينِ مُعتَدِلِ القَدِّ
وَطاعَنتُ عَنهُ الخَيلَ حَتّى تَبَدَّدَت / هِزاماً كَأَسرابِ القَطاءِ إِلى الوِردِ
فَزارَةُ قَد هَيَّجتُمُ لَيثَ غابَةٍ / وَلَم تُفرِقوا بَينَ الضَلالَةِ وَالرُشدِ
فَقولوا لِحِصنٍ إِن تَعانى عَداوَتي / يَبيتُ عَلى نارٍ مِنَ الحُزنِ وَالوَجدِ
إِذا رَشَقَت قَلبي سِهامٌ مِنَ الصَدِّ
إِذا رَشَقَت قَلبي سِهامٌ مِنَ الصَدِّ / وَبَدَّلَ قُربي حادِثُ الدَهرِ بِالبُعدِ
لَبَستُ لَها دِرعاً مِنَ الصَبرِ مانِعاً / وَلاقَيتُ جَيشَ الشَوقِ مُنفَرِداً وَحدي
وَبِتُّ بِطَيفٍ مِنكِ يا عَبلَ قانِعاً / وَلَو باتَ يَسري في الظَلامِ عَلى خَدّي
فَبِاللَهِ يا ريحَ الحِجازِ تَنَفَّسي / عَلى كَبِدٍ حَرّى تَذوبُ مِنَ الوَجدِ
وَيا بَرقُ إِن عَرَّضتَ مِن جانِبِ الحِمى / فَحَيِّ بَني عَبسٍ عَلى العَلَمِ السَعدي
وَإِن خَمَدَت نيرانُ عَبلَةَ مَوهِناً / فَكُن أَنتَ في أَكنافِها نَيِّرَ الوَقدِ
وَخَلِّ النَدى يَنهَلُّ فَوقَ خِيامِها / يُذَكِّرُها أَنّي مُقيمٌ عَلى العَهدِ
عَدِمتُ اللِقا إِن كُنتُ بَعدَ فِراقِها / رَقَدتُ وَما مَثَّلتُ صورَتَها عِندي
وَما شاقَ قَلبي في الدُجى غَيرُ طائِرٍ / يَنوحُ عَلى غُصنٍ رَطيبٍ مِنَ الرَندِ
بِهِ مِثلُ ما بي فَهوَ يُخفي مِنَ الجَوى / كَمِثلِ الَّذي أُخفي وَيُبدي الَّذي أُبدي
أَلا قاتَلَ اللَهُ الهَوى كَم بِسَيفِهِ / قَتيلُ غَرامٍ لا يُوَسَّدُ في اللَحدِ
إِذا الريحُ هَبَّت مِن رُبى العَلَمَ السَعدي
إِذا الريحُ هَبَّت مِن رُبى العَلَمَ السَعدي / طَفا بَردُها حَرَّ الصَبابَةِ وَالوَجدِ
وَذَكَّرَني قَوماً حَفِظتُ عُهودَهُم / فَما عَرِفوا قَدري وَلا حَفِظوا عَهدي
وَلَولا فَتاةٌ في الخِيامِ مُقيمَةٌ / لَما اِختَرتُ قُربَ الدارِ يَوماً عَلى البُعدِ
مُهَفهَفَةٌ وَالسِحرُ مِن لَحَظاتِها / إِذا كَلَّمَت مَيتاً يَقومُ مِنَ اللَحدِ
أَشارَت إِلَيها الشَمسُ عِندَ غُروبِها / تَقولُ إِذا اِسوَدَّ الدُجى فَاِطلِعي بَعدي
وَقالَ لَها البَدرُ المُنيرُ أَلا اِسفِري / فَإِنَّكِ مِثلي في الكَمالِ وَفي السَعدِ
فَوَلَّت حَياءً ثُمَّ أَرخَت لِثامَها / وَقَد نَثَرَت مِن خَدِّها رَطِبَ الوَردِ
وَسَلَّت حُساماً مِن سَواجي جُفونِها / كَسَيفِ أَبيها القاطِعِ المُرهَفِ الحَدِّ
تُقاتِلُ عَيناها بِهِ وَهوَ مُغمَدٌ / وَمِن عَجَبٍ أَن يَقطَعَ السيفُ في الغِمدِ
مُرَنَّحَةُ الأَعطافِ مَهضومَةُ الحَشا / مُنَعَّمَةُ الأَطرافِ مائِسَةُ القَدِّ
يَبيتُ فُتاتُ المِسكِ تَحتَ لِثامِها / فَيَزدادُ مِن أَنفاسِها أَرَجُ النَدِّ
وَيَطلَعُ ضَوءُ الصُبحِ تَحتَ جَبينِها / فَيَغشاهُ لَيلٌ مِن دُجى شَعرِها الجَعدِ
وَبَينَ ثَناياها إِذا ما تَبَسَّمَت / مُديرُ مُدامٍ يَمزُجُ الراحَ بِالشَهدِ
شَكا نَحرُها مِن عَقدِها مُتَظَلِّماً / فَواحَرَبا مِن ذَلِكَ النَحرِ وَالعِقدِ
فَهَل تَسمَحُ الأَيّامُ يا اِبنَةَ مالِكٍ / بِوَصلٍ يُداوي القَلبَ مِن أَلَمِ الصَدِّ
سَأَحلُمُ عَن قَومي وَلَو سَفَكوا دَمي / وَأَجرَعُ فيكِ الصَبرَ دونَ المَلا وَحدي
وَحَقِّكِ أَشجاني التَباعُدُ بَعدَكُم / فَهَل أَنتُمُ أَشجاكُمُ البُعدُ مِن بَعدي
حَذِرتُ مِنَ البَينِ المُفَرِّقِ بَينَنا / وَقَد كانَ ظَنّي لا أُفارِقُكُم جَهدي
فَإِن عايَنَت عَيني المَطايا وَرَكبُها / فَرَشتُ لَدى أَخفافِها صَفحَةَ الخَدِّ
لَعوبُ بِأَلبابِ الرِجالِ كَأَنَّها
لَعوبُ بِأَلبابِ الرِجالِ كَأَنَّها / إِذا أَسفَرَت بَدرٌ بَدا في المَحاشِدِ
شَكَت سَقَماً كَيما تُعادُ وَما بِها / سِوى فَترَةِ العَينَينِ سُقمٌ لِعائِدِ
مِنَ البيضِ لا تَلقاكَ إِلّا مَصونَةً / وَتَمشي كَغُصنِ البانِ بَينَ الوَلائِدِ
كَأَنَّ الثُرَيّا حَينَ لاحَت عَشِيَّةً / عَلى نَحرِها مَنظومَةٌ في القَلائِدِ
مُنَعَّمَةُ الأَطرافِ خَودٌ كَأَنَّها / هِلالٌ عَلى غُصنٍ مِنَ البانِ مائِدِ
حَوى كُلَّ حُسنٍ في الكَواعِبِ شَخصُها / فَلَيسَ بِها إِلّا عُيوبُ الحَواسِدِ
إِذا كانَ دَمعي شاهِدي كَيفَ أَجحَدُ
إِذا كانَ دَمعي شاهِدي كَيفَ أَجحَدُ / وَنارُ اِشتِياقي في الحَشا تَتَوَقَّدُ
وَهَيهاتَ يَخفى ما أُكِنُّ مِنَ الهَوى / وَثَوبُ سِقامي كُلَّ يَومٍ يُجَدَّدُ
أُقاتِلُ أَشواقي بِصَبري تَجَلُّداً / وَقَلبِيَ في قَيدِ الغَرامِ مُقَيَّدُ
إِلى اللَهِ أَشكو جَورَ قَومي وَظُلمَهُم / إِذا لَم أَجِد خِلّاً عَلى البُعدِ يَعضُدُ
خَليلَيَّ أَمسى حُبُّ عَبلَةَ قاتِلي / وَبَأسي شَديدٌ وَالحُسامُ مُهَنَّدُ
حَرامٌ عَلَيَّ النَومُ يا اِبنَةَ مالِكٍ / وَمِن فَرشُهُ جَمرُ الغَضا كَيفَ يَرقُدُ
سَأَندُبُ حَتّى يَعلَمَ الطَيرُ أَنَّني / حَزينٌ وَيَرثي لي الحَمامُ المُغَرِّدُ
وَأَلثِمُ أَرضاً أَنتِ فيها مُقيمَةٌ / لَعَلَّ لَهيبي مِن ثَرى الأَرضِ يَبرُدُ
رَحَلتِ وَقَلبي يا اِبنَةِ العَمِّ تائِهٌ / عَلى أَثَرِ الأَظعانِ لِلرَكبِ يَنشُدُ
لَئِن يَشمَتِ الأَعداءُ يا بِنتَ مالِكٍ / فَإِنَّ وِدادي مِثلَما كانَ يَعهَدُ