المجموع : 5
أَهاجَكَ شَوقٌ أَم سَنا بارِقٍ نَجدي
أَهاجَكَ شَوقٌ أَم سَنا بارِقٍ نَجدي / يُضيءُ سَناهُ ما تُجِنُّ مِنَ الوَجدِ
تَعَرَّضَ وَهناً وَالنُجومُ كَأَنَّها / مَصابيحُ رُهبانٍ تُشَبُّ عَلى بُعدِ
حَنَنتُ إِلَيهِ بَعدَما نامَ صُحبَتي / حَنينَ العِشارِ الحائِماتِ إِلى الوَردِ
يُذَكِّرُني عَصراً تَقَضّى عَلى الحِمى / وَأَيّامَنا في أَيمنِ العَلَمِ الفَردِ
وَإِذ أُمُّ عَمروٍ كَالغَزالَةِ تَرتَعي / بِوادي الخُزامى روضَ ذاتِ ثَرىً جعدِ
غُلامِيَّةُ التَخطيطِ ريمِيَّةُ الطُلى / كَثيبِيَّةُ الأَردافِ خوطِيَّةُ القَدِّ
حَفِظتُ لَها العَهدَ الَّذي ما أَضاعَهُ / صُدودٌ وَلا أَلوى بِهِ قِدَمُ العَهدِ
أَلا يا نَسيمَ الريحِ مِن تَلِ راهِطٍ / وَرَوضِ الحِمى كَيفَ اِهتَدَيتَ إِلى الهِندِ
تَسدَيتنا وَالبَحرُ دونَكَ مَعرِض / وَبيدٌ تَحاماها جَوازي المَها الرُبدِ
فَأَصبَحَ طِيبُ الهِندِ يَخفى مَكانُهُ / حَياءً وَلا يَبدو شَذا العَنبَرِ الوَردِ
أَأَهلُ الحِمى خَصوكَ مِنهُم بِنَفحَةٍ / فَأَصبَحتَ مُعتَلَّ الصَّبا عطرَ البُردِ
لَئِن جَمَعَت بَيني وَبَينَهُمُ النوى / فَأَيُّ يَدٍ مَشكورَةٍ لِلنَوى عِندي
فَما زالَتِ الأَيّامُ تُمهي شِفارَها / وَتَشحَذُ حَتّى اِستَأصَلَت كُلَّ ما عِندي
فَأَقبَلتُ أَجتابُ البِلادَ كَأَنَّني / قَذىً حالَ دونَ النَومِ في أَعيُنٍ رُمدِ
فَلَم يَبقَ حَزنٌ ما تَوَقَّلتُ متنَهُ / وَلَم يَبقَ سَهلٌ ما جَرَرتُ بِهِ بُردي
أَكِدُّ وَيُكدي الدَهرُ في كُلِّ مَطلَبٍ / فَيا بُؤسَ حَظّي كَم أَكِدُّ وَكَم يُكدي
طَريدُ زَمانٍ لَم يَجِد لِصُروفِهِ / بِغَيرِ ذَرا البابِ العَزيزِيِّ مِن وِردِ
فَلَمّا اِستَقَرَّت في ذَراهُ بِيَ النَوى / وَأَلقَت عَصاها بَينَ مُزدَحَمِ الوَفدِ
تَنصلَ دَهري وَاِستَراحَت مِنَ الوَجى / قَلوصي وَنامَت مُقلَتي وَعَلا جَدي
أَلا يا عَفيفَ الدينِ هَل أَنتَ مُخبِري
أَلا يا عَفيفَ الدينِ هَل أَنتَ مُخبِري / بِمُشكِلَةٍ لا يَغمِزُ العَجمُ عودَها
بِمثقلةٍ حَملاً إِذا ما بَناتُها / مَرَتها أَعارَتها الغَواني نُهودَها
كَأَنَّ أَليمَ الهَجرِ أَجرى دُموعَها / فَفاضَت وَأَذكى في حَشاها وَقودَها
تُباري ثِقالَ المُعصِراتِ بِدَرّها / فَما تَرَكَت لِلسّحبِ إِلّا رُعودَها
وَأَعجَبُ ما فيها مِنَ الأَمرِ أَنَّني
وَأَعجَبُ ما فيها مِنَ الأَمرِ أَنَّني / جَعَلتُ غِذاها كُلَّ يَومٍ وُرودَها
أَلا سَقِّياني فَالظَلامُ قَدِ انجَلى
أَلا سَقِّياني فَالظَلامُ قَدِ انجَلى / وَأَبدَت تَباشيرُ الصَباحِ عَمودَها
سُلافاً كَأَنَّ المِسكَ كانَ لِدَنِّها / خِتاماً وَماءَ الوَردِ رَوّى صَعيدَها
إِلى لِحيَةِ المَرءِ اللَعينِ اِرتَقَت يَدٌ
إِلى لِحيَةِ المَرءِ اللَعينِ اِرتَقَت يَدٌ / لَها في صُعودِ الحادِثاتِ سُعودُ
وَقَد أَصبَحَت مِثلَ القُرى اللائي أهلكَت / قَديماً فَمِنها قائِمٌ وَحَصيدُ