القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ المُعْتَزّ الكل
المجموع : 19
سَرى لَيلَةً حَتّى أَداءَ عَمودُها
سَرى لَيلَةً حَتّى أَداءَ عَمودُها / وَأَيَّةُ سَوقٍ شَوقُها لا يَعودُها
وَسارَ مَسيرَ الشَمسِ لَم تَبقَ بَلدَةٌ / مِنَ الأَرضِ إِلّا نَحوَ أُخرى يُريدُها
وَشَيَّعَهُ قَلبٌ جَرِيٌّ جَنانَهُ / وَنَفسٌ كَأَنَّ الحادِثاتِ عَبيدُها
خَليلَيَّ هَذي دارُ شُرَّةَ فَاِسأَلا / مَغانِيَها لَو كانَ ذاكَ يُعيدُها
خَلَت وَعَفَت إِلّا إِثافٍ كَأَنَّها / عَوائِدُ ذي سُقمٍ بَطيءٌ قُعودُها
وَحَربٍ لَوَ أَنَّ اللَهَ يَرمي بِجَمرِها / شَماريخَ رَضوى زَلزَلَتها جُنودُها
يُسَعِّرُها أَبطالُها بِصَوارِمٍ / وَيَفلِقُ بيضاتِ الحَديدِ حَديدُها
وَمَصقولَةِ الأَطرافِ حُمرٌ كُعوبُها / سَريعٍ إِلى نَفسِ الكَمِيِّ وُرودُها
شَهِدتُ فَأَوطَأتُ الخُيولَ كَأَنَّها / مُفَلَّقَةُ الهاماتِ حُمرٌ جُلودُها
بِعَسكَرِ أَبطالٍ تَبيتُ كُماتُهُ / وَإِن نَزَحَت عَنهُ قَليلاً هُجودُها
وَلَيلٍ يَوَدُّ المُصطَلونَ بِنارِهِ / لَوَ اَنَّهُمُ حَتّى الصَباحِ وَقودُها
يُقيمُ بِبِضِ المَشرَفِيّاتِ وَالقَنا / وِراثَةَ مَجدٍ قَد حَمَتها جُدودُها
إِذا لَبِسوا مِن ذا الحَديدِ غَلائِلاً / وَهَزّوا رِماحَ الخَطِّ حُمراً عُقودُها
هُناكَ تُلاقي الصَبرَ ضَنكاً طَريقُهُ / وَجُندَ المَنايا شارِعاتٍ بُنودُها
كَأَنَّ فُؤادي في مَخاليبِ طائِرٍ
كَأَنَّ فُؤادي في مَخاليبِ طائِرٍ / غَدا صُبحَ يَومٍ ثُمَّ باتَ عَلى فَقدِ
إِذا ما أَرادَ الصَيدَ جَلّى لِنَهضَةٍ / وَهَزَّ جَناحَيهِ كَحاشِيَتَي بُردِ
فَضَمَّ مَخاليباً عَليهِ كَأَنَّها / شُصوصُ حِبالٍ قَد جُمِعنَ إِلى عِقدِ
وَغِزلانِ إِنسٍ قَد طَرَقتُ بِسُدفَةٍ
وَغِزلانِ إِنسٍ قَد طَرَقتُ بِسُدفَةٍ / فَلَم تَكتَحِل أَجفانُهُم بِرُقادِ
يَقُلنَ لَنا يا لَيتَ ذا اللَيلَ سَرمَداً / عَلَينا وَلا نَخشى عِيونَ أَعادِ
فُؤادِيَ مَشغوفٌ وَسَيفِيَ صارِمٌ / فَهَذا لِإِبعادي وَذا لِسُعادِ
أُعَلِّقُ قَلبي بِالأَحاديثِ بَعدَكُم
أُعَلِّقُ قَلبي بِالأَحاديثِ بَعدَكُم / وَأَصرِفُ لَحظي عَن مُحَدِّثِهِ عَمدا
وَأَسأَلُهُ رَدَّ الأَحاديثِ عَلَّهُ / سُؤالٌ وَأُخفي دَمعَةً تَفضَحُ الوَجدا
وَمِن حَسرَةِ الدُنيا هَواكَ لِباخِلٍ
وَمِن حَسرَةِ الدُنيا هَواكَ لِباخِلٍ / بَعيدٍ مِنَ العُتبي ضَنينٍ بِمَوعِدِ
يَجيءُ مَجيءَ الفَيءِ كُلَّ عَشيَّةٍ / وَيَرجِعُ لا يُعطي بِقَولٍ وَلا يَدِ
وَمُستَنصِرٍ يُزهى بِخُضرَةِ شارِبٍ
وَمُستَنصِرٍ يُزهى بِخُضرَةِ شارِبٍ / وَفَترَةِ أَجفانٍ وَخَدٍّ مُوَرَّدِ
كَأَنَّ عِذارَيهِ عَلى قَمَرٍ عَلى / قَضيبٍ عَلى دَعصٍ رَطيبِ الثَرى نَدي
تَبَسَّمَ إِذ مازَحتُهُ فَكَأَنَّهُ / يُكَشِّفُ عَن دُرٍّ حِجابَ زُمُرُّدِ
قَليلٌ عَلى ظَهرِ الفِراشِ رُقادُهُ
قَليلٌ عَلى ظَهرِ الفِراشِ رُقادُهُ / إِذا اِكتَحَلَت أَجفانُنا بِرُقادِ
وَبَيضاءَ مِن نُعماكَ لَمّا جَحَدتُها / أَبيتُ بِحَمراءِ القَميصِ تُنادي
وَمَشمولَةٍ قَد طالَ بِالقَفصِ حَبسُها
وَمَشمولَةٍ قَد طالَ بِالقَفصِ حَبسُها / حَكَت نارَ إِبراهيمَ في اللَونِ وَالبَردِ
حَطَطنا إِلى خَمّارِها بَعدَ هَجعَةٍ / رِحالَ مَطايا لَم تَزَل يَومَها تَخدي
مُلوكٌ لِلَذّاتِ الشَبابِ تَواضَعوا / وَلَم يَحلِفوا فيها بِذَمٍّ وَلا حَمدِ
فَباتوا لَدى الخُمارِ في بَيتِ حانَةٍ / وَأَخلوا قُصوراً بِالرُصافَةِ وَالحَدِّ
وَدامَ عَلَيهُم بِالمُدامِ مُمَنطَقٌ / بِزُنّارِهِ حُلو الشَمائِلِ وَالقَدِ
يَمُجُّ سُلافَ الخَمرِ في عَسجَديَّةٍ / تَوَهُّجُ في يُمناهُ كَالكَوكَبِ الفَردِ
مُحَفَّرَةٍ فيها تَصاويرُ فارِسٍ / وَكِسرى غَريقٌ حَولُهُ خِرَقُ الجُندِ
وَنارٍ قَدَحناها صَباحاً بِسَحرَةٍ
وَنارٍ قَدَحناها صَباحاً بِسَحرَةٍ / مَتى ما يُرَق ماءٌ عَلَيها تُوَقَّدِ
يَجوبُ حَبابُ الماءِ في جَنَباتِها / كَما جالَ دَمعٌ فَوقَ خَدٍّ مُوَرَّدِ
أَلا رُبَّ يَومٍ بِالدُوَيرَةِ صالِحٍ
أَلا رُبَّ يَومٍ بِالدُوَيرَةِ صالِحٍ / فَكَيفَ بِيَومٍ بَعدَهُ لِيَ فاسِدِ
صَلَلتُ بِها أُسقى سُلافَةَ خَمرَةٍ / بِكَفِّ غَزالٍ ذي جُفونٍ صَوائِدِ
عَلى جَدوَلٍ رَيّانَ لا يَكتُمُ القَذى / كَأَنَّ سَواقِيهِ مُتونُ المَبارِدِ
خَليلَيَّ قَد طابَ الشَرابُ المُبَرَّدُ
خَليلَيَّ قَد طابَ الشَرابُ المُبَرَّدُ / وَقَد عُدتُ بَعدَ الشَكِّ وَالعودُ أَحمَدُ
فَهاتا عُقاراً في قَميصِ زُجاجَةٍ / كَياقوتَةٍ في دُرَّةٍ تَتَوَقَّدُ
يَصوغُ عَليها الماءُ شُبّاكَ فِضَّةٍ / لَها حَلَقٌ بيضٌ تَحَلُّ وَتُعقَدُ
وَغَنّى لَنا في جَوفِها حَبَشِيَّةٌ / عَلَيها سَراويلٌ مِنَ الماءِ مُجسَدُ
فَظاهِرُها حِلمٌ صَبورٌ عَلى الأَذى / وَباطِنُها جَهلٌ يَقومُ وَيَقعُدُ
وَلَمّا جَنَيناها قِطافاً رَويَّةً / تَذوبُ إِذا مَسَّت عَناقيدَها اليَدُ
وَمَقتولِ سُكرٍ عاشَ لي إِذ دَعَوتُهُ
وَمَقتولِ سُكرٍ عاشَ لي إِذ دَعَوتُهُ / وَبادَرَ مَسروراً يَرى غَيَّهُ رُشدا
وَقامَ بِكَفَّيهِ بَقايا خُمارِهِ / وَعَيناهُ مِن خَدَّيهِ قَد جَفَتا قَدّا
أَرِقتُ جَميعَ اللَيلِ لِلبارِقِ الَّذي
أَرِقتُ جَميعَ اللَيلِ لِلبارِقِ الَّذي / تَرَفَّعَ مَع نَجدٍ فَشاقَ إِلى نَجدِ
أَحُلَّ بِدارِ اللَهوِ حَيثُ لَقيتُها / وَأَهزِلُ بِاللَذاتِ وَالدَهرُ في جِدِّ
أَلا إِنَّما الدُنيا بَلاغٌ لِغايَةٍ / فَإِمّا إِلى غَيٍّ وَإِمّا إِلى رُشدِ
شَرِبنا عَصيرَ الكَرمِ تَحتَ ظِلالِهِ
شَرِبنا عَصيرَ الكَرمِ تَحتَ ظِلالِهِ / عَلى وَجهِ مَعشوقِ الشَمائِلِ أَغيَدِ
كَأَنَّ عَناقيدَ الكُرومِ وَظِلَّها / كَواكِبُ دُرٍّ في سَماءِ زَبَرجَدِ
رَوَينا فَما نَزدادُ يا رَبِّ مِن حَيّاً
رَوَينا فَما نَزدادُ يا رَبِّ مِن حَيّاً / وَأَنتَ عَلى ما في النُفوسِ شَهيدُ
سُقوفُ بُيوتي صِرنَ أَرضاً أَدوسُها / وَحيطانُ داري رُكَّعٌ وَسُجودُ
أَلَستَ تَرى مَوتَ العُلى وَالمَحامِدِ
أَلَستَ تَرى مَوتَ العُلى وَالمَحامِدِ / وَكَيفَ دَفَنّا الخَلقَ في قَبرِ واحِدِ
وَلِلدَهرِ أَيّامٌ تُسيءُ عَواقِباً / وَتُحسِنُ إِن أَحسَنَّ غَيرَ عَوامِدِ
فَإِن تَسأَلاني فيمَ حُزني فَإِنَّهُ
فَإِن تَسأَلاني فيمَ حُزني فَإِنَّهُ / لِشَخصٍ ثَوى بَينَ القُبورِ فَقَيِّدِ
وَما كُنتُ أَخشى أَن تُحَوِّلَ نَظرَتي / إِلى شامِتٍ مِن غابِطٍ وَحَسودِ
تَعالَوا نَزُر قَبرَ السَماحَةِ وَالعُلى
تَعالَوا نَزُر قَبرَ السَماحَةِ وَالعُلى / وَلا نَعتَذِر مِن دَمعِ عَينٍ عَلى خَدِّ
لَقَد عِشتَ لَم يَعلَق بِعَقلِكَ ذامَةٌ / وَمُتَّ عَلى رُغمِ المَحامِدِ وَالمَجدِ
هُوَ الدَهرُ قَد جَرَّبتَهُ وَعَرَفتَهُ
هُوَ الدَهرُ قَد جَرَّبتَهُ وَعَرَفتَهُ / فَصَبراً عَلى مَكروهِهِ وَتَجَلُّدا
وَما الناسُ إِلّا سابِقٌ ثُمَّ لاحِقٌ / وَآبِقُ مَوتٍ ثُمَّ يَأخُذُهُ غَدا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025