المجموع : 5
أَرَثَّ جَديدُ الحَبلِ مِن أُمِّ مَعبَدٍ
أَرَثَّ جَديدُ الحَبلِ مِن أُمِّ مَعبَدٍ / بِعاقِبَةٍ وَأَخلَفَت كُلَّ مَوعِدِ
وَبانَت وَلَم أَحمَد إِلَيكَ نَوالَها / وَلَم تَرجُ فينا رِدَّةَ اليَومِ أَو غَدِ
مِنَ الخَفِراتِ لا سَقوطاً خِمارُها / إِذا بَرَزَت وَلا خَروجَ المُقَيَّدِ
وَكُلَّ تَباريحِ المُحِبِّ لَقيتَهُ / سِوى أَنَّني لَم أَلقَ حَتفي بِمَرصَدِ
وَأَنِّيَ لَم أَهلِك خُفاتاً وَلَم أَمُت / خُفاتاً وَكُلّاً ظَنَّهُ بِيَ عُوَّدي
كَأَنَّ حُمولَ الحَيِّ إِذ تَلَعَ الضُحى / بِنا صِفَةِ الشَجناءِ عُصبَةُ مِذوَدِ
أَوِ الأَثأَبُ العُمُّ المُخَرَّمُ سوقُهُ / بِشابَةَ لَم يُخبَط وَلَم يَتَعَضَّدِ
أَعاذِلَ مَهلاً بَعضُ لَومِكِ وَاِقصِدي / وَإِن كانَ عِلمُ الغَيبِ عِندَكِ فَاِرشِدي
أَعاذِلَتي كُلُّ اِمرِئٍ وَاِبنُ أُمِّهِ / مَتاعٌ كَزادِ الراكِبِ المُتَزَوِّدِ
أَعاذِلَ إِنَّ الرُزءَ في مِثلِ خالِدٍ / وَلا رُزءَ فيما أَهلَكَ المَرءُ عَن يَدِ
وَقُلتُ لِعارِضٍ وَأَصحابِ عارِضٍ / وَرَهطِ بَني السَوداءِ وَالقَومُ شُهَّدي
عَلانِيَةً ظُنّوا بِأَلفَي مُدَجَّجٍ / سَراتُهُمُ في الفارِسيِّ المُسَرَّدِ
وَقُلتُ لَهُم إِنَّ الأَحاليفَ أَصبَحَت / مُطَنِّبَةً بَينَ السِتارِ فَثَهمَدِ
فَما فَتِئوا حَتّى رَأَوها مُغيرَةً / كَرِجلِ الدِبى في كُلِّ رَبعٍ وَفَدفَدِ
وَلَمّا رَأَيتُ الخَيلَ قُبلاً كَأَنَّها / جَرادٌ يُباري وِجهَةَ الريحِ مُغتَدي
أَمَرتُهُمُ أَمري بِمُنعَرَجِ اللِوى / فَلَم يَستَبينوا النُصحَ إِلّا ضُحى الغَدِ
فَلَمّا عَسوني كُنتُ مِنهُم وَقَد أَرى / غِوايَتَهُم وَأَنَّني غَيرُ مُهتَدي
وَهَل أَنا إِلّا مِن غَزِيَّةَ إِن غَوَت / غَوَيتُ وَإِن تَرشُد غَزيَّةُ أَرشَدِ
دَعاني أَخي وَالخَيلُ بَيني وَبَينَهُ / فَلَمّا دَعاني لَم يَجِدني بِقُعدَدِ
أَخي أَرضَعَتني أُمُّهُ بِلِبانِها / بِثَديِ صَفاءٍ بَينَنا لَم يُجَدَّدِ
فَجِئتُ إِلَيهِ وَالرِماحُ تَنوشُهُ / كَوَقعِ الصَياصي في النَسيجِ المُمَدَّدِ
وَكُنتُ كَذاتِ البَوِّ ريعَت فَأَقبَلَت / إِلى جَلَدٍ مِن مَسكِ سَقبِ مُقَدَّدِ
فَطاعَنتُ عَنهُ الخَيلَ حَتّى تَنَهنَهَت / وَحَتّى عَلاني حَلِكُ اللَونِ أَسوَدِ
فَما رِمتُ حَتّى خَرَّقَتني رِماحُهُم / وَغودِرتُ أَكبو في القَنا المُتَقَصِّدِ
قِتالُ اِمرِئٍ آسى أَخاهُ بِنَفسِهِ / وَيَعلَمُ أَنَّ المَرءَ غَيرَ مُخَلَّدِ
تَنادوا فَقالوا أَردَتِ الخَيلُ فارِساً / فَقُلتُ أَعَبدُ اللَهِ ذَلِكُمُ الرَدي
فَإِن يَكُ عَبدُ اللَهِ خَلّى مَكانَهُ / فَما كانَ وَقّافاً وَلا طائِشَ اليَدِ
وَلا بَرِماً إِذا الرِياحُ تَناوَحَت / بِرَطبِ العِضاهِ وَالهَشيمِ المُعَضَّدِ
وَتُخرِجُ مِنهُ صَرَّةُ القَومِ جُرأَةً / وَطولُ السُرى ذَرِّيَّ عَضبٍ مُهَنَّدِ
كَميشُ الإِزارِ خارِجٌ نِصفُ ساقِهِ / صَبورٌ عَلى العَزاءِ طَلّاعُ أَنجُدِ
قَليلٌ تَشَكّيهِ المُصيباتِ حافِظٌ / مِنَ اليَومِ أَعقابَ الأَحاديثِ في غَدِ
صَبا ما صَبا حَتّى عَلا الشَيبُ رَأسَهُ / فَلَمّا عَلاهُ قالَ لِلباطِلِ اِبعَدِ
تَراهُ خَميصَ البَطنِ وَالزادُ حاضِرٌ / عَتيدٌ وَيَغدو في القَميصِ المُقَدَّدِ
وَإِن مَسَّهُ الإِقواءُ وَالجَهدُ زادَهُ / سَماحاً وَإِتلافاً لِما كانَ في اليَدِ
إِذا هَبَطَ الأَرضَ الفَضاءَ تَزَيَّنَت / لِرُؤيَتِهِ كَالمَأتَمِ المُتَبَدِّدِ
فَلا يُبعِدَنكَ اللَهُ حَيّاً وَمَيِّتاً / وَمَن يَعلُهُ رُكنٌ مِنَ الأَرضِ يَبعُدِ
رَئيسُ حُروبٍ لا يَزالُ رَبيئَةً / مُشيحاً عَلى مُحقَوقِفِ الصُلبِ مُلبِدِ
وَغارَةٍ بَينَ اليَومِ وَالأَمسِ فَلتَةٍ / تَدارَكتُها رَكضاً بِسِيدٍ عَمَرَّدِ
سَليمِ الشَظى عَبلِ الشَوى شَنِجِ النَسا / طَويلِ القَرا نَهدٍ أَسيلِ المُقَلَّدِ
يَفوتُ طَويلَ القَومِ عَقدُ عِذارِهِ / مُنيفٌ كَجِذعِ النَخلَةِ المُتَجَرِّدِ
فَكُنتُ كَأَنّي واثِقٌ بِمُصَدَّرٍ / يُمَشّي بِأَكنافِ الحُبَيبِ بِمَشهَدِ
لَهُ كُلُّ مَن يَلقى مِنَ الناسِ واحِداً / وَإِن يَلقَ مَثنى القَومِ يَفرَح وَيَزدَدِ
وَهَوَّنَ وَجدي أَنَّني لَم أَقُل لَهُ / كَذَبتَ وَلَم أَبخُل بِما مَلَكَت يَدي
فَإِن تُعقِبِ الأَيّامُ وَالدَهرُ تَعلَموا / بَني قارِبٍ أَنّا غِضابٌ بِمَعبَدِ
ظَواعِنَ عَن خُرجِ النُمَيرَةِ غُدوَةً
ظَواعِنَ عَن خُرجِ النُمَيرَةِ غُدوَةً / دَوافِعَ في ذاكَ الخَليطِ المُصَعَّدِ
عَليمٌ بِأَعقابِ الأُمورِ بِرَأيِهِ / كَأَنَّ لَهُ في اليَومِ عَيناً عَلى الغَدِ
فَإِن يَكُ رَأسي كَالثَغامَةِ نَسلُهُ
فَإِن يَكُ رَأسي كَالثَغامَةِ نَسلُهُ / يُطيفُ بِيَ الوِلدانُ أَحدَبَ كَالقِردِ
رَهينَةَ قَعرِ البَيتِ كُلَّ عَشِيَّةٍ / كَأَنّي أُراوى أَن أُصَوَّبَ في مَهدِ
فَمِن بَعدِ فَضلٍ في شَبابٍ وَقُوَّةٍ / وَرَأسٍ أَثيثٍ حالِكِ اللَونِ مُسوَدِّ
فَقَد أَبعَثُ الوَجناءَ يَدمى أَظَلُّها / عَلى ظَهرِ سَبسابٍ كَحاشِيَةِ البُردِ
فَأَورَدتُها ماءً قَليلاً أَنيسُهُ / حَديثاً بِعَهدِ الناسِ أَو غَيرَ ذي عَهدِ
فَأَعكِسُها في جُمَّةٍ وَنَصَأتُها / فَآنَستُ ما أَبغي وَأَتعَبتُها تَردي
إِلى عَلَمٍ ناءٍ كَأَنَّ مَسافَهُ / مُخَلَّلُ كِتّانٍ مِنَ النَأيِ وَالبُعدِ
وَخَيلٍ كَأَسرابِ القَطا قَد وَزَعتُها / عَلى هَيكَلٍ نَهدِ الجُزارَةِ مُرمَدِّ
سَوابِقُها يَخرُجنَ مِن مُتَنَصَّفٍ / خُروجَ القَواري الخُضرِ مِن سَبَلِ الرَعدِ
وَغَيثٍ مِنَ الوَسمِيِّ حُوٍّ تِلاعُهُ / عَلَتهُ جُمادى بِالبَوارِقِ وَالرَعدِ
تَبَطَّنتُهُ تَعدو بِبِزِّيَ نَهدَةٌ / جُلالَةُ ما بَينَ الشَراسيفِ وَاللُبدِ
وَتَخطو عَلى صُمٍّ كَأَنَّ نُسورَها / نَوى القَسبِ يُستَوقَدنَ في الظَرِبِ الصِلدِ
لَها حُضُرٌ كَيفَ الحَريقُ وَعَقبُها / كَجَمِّ الخَسيفِ بَعدَ مَعمَعَةِ الوَردِ
قَليلَ البَتاتِ غَيرَ قَوسٍ وَأَسهُمٍ / وَأَبيَضَ قَصّالِ الضَريبَةِ مُحتَدِّ
وَأَسمَرَ مَربوعٍ مِتَلٍّ كُعوبُهُ / تُصَرِّفُ فيهِ لَهذَماً وادِقَ الحَدِّ
إِذا كُنتَ في سَعدٍ وَأُمُّكَ مِنهُمُ
إِذا كُنتَ في سَعدٍ وَأُمُّكَ مِنهُمُ / غَريباً فَلا يَغرُركَ خالَكَ مِن سَعدِ
فَإِنَّ اِبنَ أُختِ القَومِ مُصغىً إِناؤُهُ / إِذا لَم يُزاحِم خالَهُ بِأَبٍ جَلدِ
أَريني جَواداً ماتَ هَزلاً لَعَلَّني
أَريني جَواداً ماتَ هَزلاً لَعَلَّني / أَرى ما تَرَينَ أَو بَخيلاً مُخَلَّدا