القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ خَفاجة الأَندَلُسي الكل
المجموع : 5
أَبى البَرقُ إِلّا أَن يَحِنَّ فُؤادُ
أَبى البَرقُ إِلّا أَن يَحِنَّ فُؤادُ / وَيَكحَلَ أَجفانَ المُحِبِّ سُهادُ
فَبِتُّ وَلي مِن قانِئِ الدَمعِ قَهوَةٌ / تُدارُ وَمِن إِحدى يَدَيَّ وِسادُ
تَنوحُ لِيَ الوَرقاءُ وَهيَ خَلِيَّةٌ / وَيَنهَلُّ دَمعُ المُزنِ وَهوَ جَمادُ
وَقَد كانَ في خَدّي لِلشُهبِ مَلعَبٌ / فَقَد صارَ فيهِ لِلوِرادِ طِرادُ
وَلَيلٍ كَما مَدَّ الغُرابُ جَناحَهُ / وَسالَ عَلى وَجهِ السِجِلِّ مِدادُ
بِهِ مِن وَميضِ البَرقِ وَاللَيلُ فَحمَةٌ / شَرارٌ تَرامى وَالغَمامُ زِنادُ
سَرَيتُ بِهِ أُحَيِيهِ لاحَيَّةُ السَرى / تَموتُ وَلا مَيتُ الصَباحِ يُعادُ
يُقَلِّبُ مِنّي العَزمُ إِنسانَ مُقلَةٍ / لَها الأُفقُ جَفنٌ وَالظَلامُ سَوادُ
بِخَرقٍ لِقَلبِ البَرقِ خَفقَةُ رَوعَةٍ / بِهِ وَلِجَفنِ النَجمِ فيهِ سُهادُ
سَحيقٌ وَلا غَيرَ الرِياحِ رَكائِبٌ / هُناكَ وَلا غَيرَ الغَمامِ مَزادُ
كَأَنّي وَأَحشاءُ البِلادِ تَجُنَّني / سَريرَةُ حُبٍّ وَالظَلامُ فُؤادُ
أَجوبُ جُيوبَ البيدِ وَالصُبحُ صارِمٌ / لَهُ اللَيلُ غِمدٌ وَالمَجَرُّ نِجادُ
وَفي مُصطَلى الآفاقِ جَمرُ كَواكِبٍ / عَلاها مِنَ الفَجرِ المُطِلِّ رَمادُ
وَلَمّا تَفَرّى مِن دُجى اللَيلِ طِحلِبٌ / وَأَعرَضَ مِن ماءِ الصَباحِ ثِمادُ
حَنَنتُ وَقَد ناحَ الحَمامُ صَبابَةً / وَشُقَّ مِنَ اللَيلِ البَهيمِ حِدادُ
عَلى حينَ شَطَّت بِالحَبائِبِ نِيَّةٌ / وَحالَت فَيافٍ بَينَنا وَبِلادُ
عَشِيَّةَ لا مِثلَ الجَوادِ ذَخيرَةٌ / وَلا مِثلَ رَقراقِ الحَديدِ عَتادُ
إِذا زارَ خَطبٌ خَفَّرَتني ثَلاثَةٌ / سِنانٌ وَعَضبٌ صارِمٌ وَجَوادُ
فَبِتُّ وَلا غَيرَ الحُسامِ مُضاجِعٌ / وَلا غَيرَ ظَهرِ الأَعوَجِيِّ مِهادُ
مَعانِقَ خِلٍّ لايُخِلُّ وَإِنَّما / مَكانُ ذِراعَيهِ عَلَيَّ نِجادُ
وَمَوقِدِ نارٍ حَتّى كَأَنَّما
وَمَوقِدِ نارٍ حَتّى كَأَنَّما / يَشِبُّ النَدى فيهِ لِساري الدُجى نَدّا
فَأَطلَعَ مِن داجي دُخانٍ بَنَفسَجاً / جَنِيّاً وَمِن قاني شُواظٍ لَهُ وَردا
وَضاحَكَ غُرّاً مِن وُجوهٍ وَضيئَةٍ / فَلَم أَدرِ أَيَّ كانَ أَذكاهُما وَقدا
إِذا بَسَطَت كَفُّ الهَياجِ إِلى العِدى / أَنامِلَ سُمرِ الخَطِّ كانوا لَها زَندا
فَظَلَّت وَكُلٌّ في مَضاءِ حُسامِهِ / فُؤاداً وَفي إِشرافِ خَطَّيهِ قَدّا
أَرى خَيرَ نارٍ حَولَها خَيرُ فِتيَةٍ / أَنافَت لَهُم جيداً وَحَفّوا بِها عِقدا
إِذا الريحُ هَبَّت مِن سَوادِ دُخانِها / عِذاراً وَمِن مُحمَرِّ جاحِمِها خَدّا
أَثارَت قَتاماً يَملَأُ العَينَ أَكهَباً / وَجالَت جَواداً في عِنانِ الصَبا وَردا
رَأَيتُ جُفونَ الريحِ وَاللَيلُ إِثمِدٌ / تُقَلِّبُ مِن حُمرِ الجُذى أَعيُناً رُمدا
وَبِالجَمرِ مِن أَكنافِها مَسَّ رِعدَةٍ / تَئِنُّ وَحامي الجَمرِ عَن حَرِّهِ بَردا
وَلَيلٍ تَعاطَينا المُدامَ وَبَينَنا
وَلَيلٍ تَعاطَينا المُدامَ وَبَينَنا / حَديثٌ كَما هَبَّ النَسيمُ عَلى الوَردِ
نُعاوِدُهُ وَالكاسُ يَعبَقُ نَفحَةً / وَأَطيَبُ مِنهُ مانُعيدُ وَما نُبدي
وَنقلي أَقاحُ الثَغرِ أَو سَوسَنَ الطُلى / وَنَرجِسَةُ الأَجفانِ أَو وَردَةُ الخَدِّ
إِلى أَن سَرَت في جِسمِهِ الكاسُ وَالكَرى / وَمالا بِعَطفَيهِ فَمالَ عَلى عَضُدي
فَأَقبَلتُ أَستَهدي لِما بَينَ أَضلُعي / مِنَ الحَرِّ مابَينَ الضُلوعِ مِنَ البَردِ
وَعايَنتُهُ قَد سُلَّ مِن وَشيِ بُردِهِ / فَعايَنتُ مِنهُ السَيفَ سُلَّ مِنَ الغِمدِ
لَيانُ مَجَسٍّ وَاِستِقامَةُ قامَةٍ / وَهَزَّةُ أَعطافٍ وَرَونَقُ إِفرِندِ
أُغازِلُ مِنهُ الغُصنَ في مَغرَسِ النَقا / وَأَلثُمُ وَجهَ الشَمسِ في مَطلَعِ السَعدِ
فَإِن لَم يَكُنها أَو تَكُنهُ فَإِنَّهُ / أَخوها كَما قُدَّ الشِراكُ مِن الجِلدِ
تُسافِرُ كِلتا راحَتَيَّ بِجِسمِهِ / فَطَوراً إِلى خَصرٍ وَطَوراً إِلى نَهدِ
فَتَهبِطُ مِن كَشحَيهِ كَفَّي تَهامَةً / وَتَصعَدُ مِن نَهدَيهِ أُخرى إِلى نَجدِ
أَلا ماءَ إِلّا فَوقَ نَصلٍ يُجَرَّدُ
أَلا ماءَ إِلّا فَوقَ نَصلٍ يُجَرَّدُ / وَلا ظِلَّ إِلّا تَحتَ رُمحٍ يُسَدَّدُ
وَلا غَيمَ إِلّا قَسطَلٌ ثارَ أَقتَمٌ / وَلا بَرقَ إِلّا أَشقَرٌ جالَ تَجرَدُ
وَلا سَيرَ إِلّا فَوقَ ظَهرِ تَنوفَةٍ / يُراعُ سَرابُ القاعِ فيها فَيُرعَدُ
وَخَرقٍ سَحيقٍ يَملَأُ الصَدرَ وَحشَةً / بِرَجعِ صَهيلِ الطِرفِ فيهِ وَيوقِدُ
طِلاباً لِأَمرٍ يَركَعُ الرُمحُ عِندَهُ / طَويلاً وَيَهوي المَشرَفِيُّ فَيَسجُدُ
وَحَوماً عَلى ماءٍ تَدانى بِهِ المُنى / وَيَنأى بِهِ المَسرى فَيَدنو وَيَبعُدُ
طَوَيتُ بِهِ تَحتَ الضُلوعِ سَريرَةً / سَيُفصِحُ عَنها السَيفُ وَهوَ مُجَرَّدُ
وَقَد فَلَّهُ طولُ الجِلادِ كَأَنَّما / يُضاحِكُ مِنهُ مَفرِقَ الفَرقِ أَدرَدُ
وَطولُ اِعتِناقِ المَجدِ كُلِّ ثَنِيَّةٍ / تُمَدُّ إِلى لَمسِ السَماءِ بِها يَدُ
عَلَيها وِشاحٌ لِلعَقيقَةِ مُذهَبٌ / يَجولُ وَبُردٌ لِلغَمامَةِ أَربَدُ
وَأَخضَرَ عَجّاجٍ تُدَرِّجُهُ الصَبا / فَتُتهِمُ فيهِ العَينُ طَوراً وَتُنجِدُ
كَأَنَّ فُؤاداً بَينَ جَنبَيهِ راجِفاً / يَقومُ بِهِ نَأيُ الحَبيبِ وَيَقعُدُ
سَأَركَبُ مِنهُ ظَهرَ أَدهَمَ رَيِّضٍ / مَروعٍ بِسَوطِ الريحِ يَرتَدُّ يُزبِدُ
وَأَمضي فَإِمّا بَيتُ نَفسٍ كَريمَةٍ / يُهَدُّ وَإِمّا بَيتُ عِزٍّ يُشَيَّدُ
وَإِن غُضَّ يَوماً دونَهُ طَرفُ حاسِدٍ / فَإِنَّهُما شَمسٌ تُنيرُ وَأَرمَدُ
فَلا يَغتَرِر بِالحِلمِ قَومٌ فَرُبَّما / تَصَدَّعَ عَن سَقطٍ مِنَ النارِ جَلمَدُ
وَلا يَكفُروا نُعمى الغَمامِ فَرُبَّما / تَدَلَّت عَلَيهِم صَعقَةٌ تَتَوَقَّدُ
فَقَصرُ أَناةِ الحِلمِ عَضَّةُ سَطوَةٍ / تُقيمُ صَغا تِلكَ القَنا وَتُسَوِّدُ
وَإِن عَصَفَت يَوماً بِهِم ريحُ زَجرَةٍ / وَلَفَّهُمُ خَطبٌ تَقَعقَعَ مُرعِدُ
فَإِنَّ لِإِبراهِمَ فَيأَةَ رَأفَةٍ / تَعودُ بِعَطفِ الحِلمِ وَالعَودُ أَحمَدُ
وَما اِبنُ عِصامٍ غَيرَ هَضبَةِ عِصمَةٍ / تُجيرُ وَسُقيا رَحمَةٍ تَتَجَدَّدُ
يَسيرُ بِهِ في الحَقِّ رَأيٌ مُسَدَّدٌ / عَلى مَنهَجِ التَقوى وَعَزمٌ مُؤَيَّدُ
فَما تُرعِدُ الأَسيافُ إِلّا مَهابَةً / لِمُؤتَمِرٍ في اللَهِ يَنهى وَيَنهَدُ
وَلا تُكسَفُ الأَقمارُ إِلّا حَسادَةً / لِمُضطَلِعٍ بِالمَجدِ يَسعى فَيَسعَدُ
وَيُذكي وَراءَ اللَيلِ عَيناً حَديدَةً / يَنامُ بِها الدينُ اِحتِراساً وَيَسهَدُ
وَيَحلَمُ لاعَن ذِلَّةٍ وَلَرُبَّما / سَطا أَسَدٌ مِنهُ وَأَطرَقَ أَسوَدُ
أَما وَسِراطٍ بَينَ عَينَيهِ لِلهُدى / لَقَد شادَ أَركانَ الهُدى مِنهُ سَيِّدُ
وَأَلَّفَ أَشتاتَ الفَضائِلِ أَروَعٌ / وَقامَ بِأَعباءِ المَكارِمِ أَيِّدُ
وَدارَ بِهِ في مُقلَةِ المَجدِ ناظِرٌ / وَأَشرَقَ في حَليِ المَساعي مُقَلَّدُ
وَسارَ مَسيرَ النَجمِ هَدياً وَرِفعَةً / فَغارَ بِهِ رَأيٌ وَأَنجَدَ سودَدُ
فَطابَقَ مِنهُ مَنظَراً راقَ مَخبَرٌ / وَظاهَرَ فيهِ مَولِداً طابَ مَحتِدُ
وَحَسبُكَ مِن لَفظٍ وَخَطٍّ قِلادَةٌ / تُفَصِّلُ لِلعَليا وَوَشيٌ مُعَمَّدُ
فَلِلَّهِ طِرسٌ كُلَّما اِسوَدَّ أَسطُراً / تَأَلَّق لَفظاً فَهوَ أَبيَضُ أَسوَدُ
وَنَدبٌ لَبيبٌ يَمشُقُ الطَعنَ كاتِباً / وَيَكفيهِ أُنبوبٌ مِن الرُمحِ أَملَدُ
يُسَوِّدُ أَطرافَ اليَراعِ وَإِنَّما / يُحَمِّرُ سُمرَ الخَطِّ حينَ يُسَوِّدُ
تَبَرَّعَ لَم يَلجَأ إِلى الوَعدِ صَمتُهُ / وَعاقَبَ لَم يُقعِدهُ ضَعفٌ فَيوعِدُ
لَهُ شيمَةٌ تَندى فَتَشفي مِنَ الصَدى / وَتَنقَعُ أَحشاءَ الهَجيرِ فَيَبرُدُ
تَمُدُّ عَلَيكَ الظِلَّ سَرحَةُ أَبطَحٍ / بِها وَيُغنيكَ الحَمامُ المُغَرِّدُ
فَمِن نورِ رَأيٍ لَو تَراءى لِناظِرٍ / لَلاحَ بِهِ تَحتَ الدُجُنَّةِ فَرقَدُ
وَمِن حُرِّ نُبلٍ قَد أَفاضَتهُ هِمَّةٌ / فَساحَ بِهِ في سَفحِ ثَهلانَ مَورِدُ
وَقَولٍ لَهُ في مَعقَدِ الحِلمِ حِكمَةٌ / يُحَلُّ بِها في اللَهِ طَوراً وَيَعقُدُ
وَحُكمٍ لَهُ دونَ الدِيانَةِ سَورَةٌ / تُقيمُ عَلى جَمرِ العِقابِ وَتَقعُدُ
وَما السَيفُ لَولا الخَوفُ إِلّا حَديدَةٌ / وَلا الرُمحُ إِلّا خوطَةٌ تَتَأَوَّدُ
فَيا عارِضاً يَطوي السُرى طَيَّ رَهبَةٍ / فَيَستَلُّ سَيفَ البَرقِ طَوراً وَيُغمَدُ
وَيَسحَبُ أَذيالَ الرَبابِ عَلى الرُبى / فَيَلقَطُ مِن دُرِّ النَدى مايُبَدَّدُ
تَحَمَّل إِلى قاضي القُضاةِ تَحِيَّةً / تَبيتُ بِمَلقى رَحلِهِ تَتَرَدَّدُ
تَضوعُ كَما فاحَت مَعَ الفَجرِ رَوضَةٌ / وَطابَ بِريحِ المَندَلِ الرَطبِ مَوقِدُ
وَتُهوي إِلى لَثمِ البِساطِ وَإِنَّما / تُصَلّي إِلى رُكنِ المَعالي فَتَسجُدُ
أَلا قُل لِذاتِ الخالِ عَنّي إِنَّني
أَلا قُل لِذاتِ الخالِ عَنّي إِنَّني / لَأَرغَبُ عَن خالٍ تَطَلَّعَ في خَدِّ
وَزَهَّدَني في ذَلِكَ الخالِ نِسبَةٌ / أَراها بِخالِ الخَدِّ مِن جُعلِ الوَردِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025