القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : جَمِيل بُثَيْنة الكل
المجموع : 12
أَلا لَيتَ رَيعانَ الشَبابِ جَديدُ
أَلا لَيتَ رَيعانَ الشَبابِ جَديدُ / وَدَهراً تَوَلّى يا بُثَينَ يَعودُ
فَنَبقى كَما كُنّا نَكونُ وَأَنتُمُ / قَريبٌ وَإِذ ما تَبذُلينَ زَهيدُ
وَما أَنسَ مِنَ الأَشياءِ لا أَنسَ قَولَها / وَقَد قُرِّبَت نَضوي أَمِصرَ تُريدُ
وَلا قَولَها لَولا العُيونُ الَّتي تَرى / لَزُرتُكَ فَاِعذُرني فَدَتكَ جُدودُ
خَليلَيَّ ما أَلقى مِنَ الوَجدِ باطِنٌ / وَدَمعي بِما أُخفي الغَداةَ شَهيدُ
أَلا قَد أَرى وَاللَهِ أَن رُبَّ عُبرَةٍ / إِذا الدار شَطَّت بَينَنا سَتَزيدُ
إِذا قُلتُ ما بي يا بُثَينَةُ قاتِلي / مِنَ الحُبِّ قالَت ثابِتٌ وَيَزيدُ
وَإِن قُلتُ رُدّي بَعضَ عَقلي أَعِش بِهِ / تَوَلَّت وَقالَت ذاكَ مِنكَ بَعيدُ
فَلا أَنا مَردودٌ بِما جِئتُ طالِباً / وَلا حُبُّها فيما يَبيدُ يَبيدُ
جَزَتكَ الجَوازي يا بُثَينَ سَلامَةً / إِذا ما خَليلٌ بانَ وَهُوَ حَميدُ
وَقِلتُ لَها بَيني وَبَينَكِ فَاِعلَمي / مِنَ اللَهِ ميثاقٌ لَهُ وَعُهودُ
وَقَد كانَ حُبّيكُم طَريفاً وَتالِداً / وَما الحُبُّ إِلّا طارِفٌ وَتَليدُ
وَإِنَّ عَروضَ الوَصلِ بَيني وَبَينَها / وَإِن سَهَّلَتهُ بِالمُنى لَكَؤودُ
وَأَفنَيتُ عُمري بِاِنتِظارِيَ وَعدَها / وَأَبلَيتُ فيها الدَهرَ وَهوَ جَديدُ
فَلَيتَ وُشاةَ الناسِ بَيني وَبَينَها / يَدوفُ لَهُم سُمّاً طَماطِمُ سودُ
وَلَيتَهُمُ في كُلِّ ممسىً وَشارِقٍ / تُضاعفُ أَكبالٌ لَهُم وَقُيودُ
وَيَحسَبُ نِسوانٌ مِنَ الجَهلِ أَنَّني / إِذا جِئتُ إِيّاهُنَّ كُنتُ أُريدُ
فَأَقسِمُ طَرفي بَينَهُنَّ فَيَستَوي / وَفي الصَدرِ بَونٌ بَينَهُنَّ بَعيدُ
أَلا لَيتَ شِعري هَل أَبيتَنَّ لَيلَةً / بِوادي القُرى إِنّي إِذَن لَسَعيدُ
وَهَل أَهبِطَن أَرضاً تَظَلُّ رِياحُها / لَها بِالثَنايا القاوِياتِ وَئيدُ
وَهَل أَلقَيَن سُعدى مِنَ الدَهرِ مَرَّةً / وَما رَثَّ مِن حَبلِ الصَفاءِ جَديدُ
وَقَد تَلتَقي الأَشتاتُ بَعدَ تَفَرُّقٍ / وَقَد تُدرَكُ الحاجاتُ وَهيَ بَعيدُ
وَهَل أَزجُرَن حَرفاً عَلاةً شِمِلَّةً / بِخَرقٍ تُباريها سواهِمُ قودُ
عَلى ظَهرِ مَرهوبٍ كَأَنَّ نَشوزَهُ / إِذا جازَ هُلّاكُ الطَريقِ رُقودُ
سَبَتني بِعَينَي جُؤذُرٍ وَسطَ رَبرَبٍ / وَصَدرٌ كَفاثورِ اللُجَينِ وَجيدُ
تَزيفُ كَما زافَت إِلى سَلِفاتِها / مُباهِيَةٌ طَيَّ الوِشاحِ مَيودُ
إِذا جِئتُها يَوماً مِنَ الدَهرِ زائِراً / تَعَرَّضَ مَنفوضُ اليَدَينِ صَدودُ
يَصُدّ وَيُغضي عَن هَوايَ وَيَجتَني / ذَنوباً عَلَيها إِنَّهُ لَعَنودُ
فَأَصرِمُها خَوفاً كَأَنّي مُجانِبٌ / وَيَغفلُ عَنّا مَرَّةً فَنَعودُ
وَمَن يُعطَ في الدُنيا قَريناً كَمِثلِها / فَذَلِكَ في عَيشِ الحَياةِ رَشيدُ
يَموتُ الهَوى مِنّي إِذا ما لَقيتُها / وَيَحيا إِذا فارَقتُها فَيَعودُ
يَقولونَ جاهِد يا جَميلُ بِغَزوَةٍ / وَأَيَّ جِهادٍ غَيرُهُنَّ أُريدُ
لِكُلِّ حَديثٍ بَينَهُنَّ بَشاشَةٌ / وَكُلُّ قَتيلٍ عِندَهُنَّ شَهيدُ
وَأَحسَنُ أَيّامي وَأَبهَجُ عيشَتي / إِذا هيجَ بي يَوماً وَهُنَّ قُعودُ
تَذَكَّرتُ لَيلى فَالفُؤادُ عَميدُ / وَشَطَّت نَواها فَالمَزارُ بَعيدُ
عَلِقتُ الهَوى مِنها وَليداً فَلَم يَزَل / إِلى اليَومِ يَنمي حُبُّها وَيَزيدُ
فَما ذُكِرَ الخلّانُ إِلّا ذَكَرتُها / وَلا البُخلُ إِلّا قُلتُ سَوفَ تَجودُ
إِذا فَكَّرَت قالَت قَدِ اِدرَكتُ وُدَّهُ / وَما ضَرَّني بُخلي فَكَيفَ أَجودُ
فَلَو تُكشَفُ الأَحشاءُ صودِفَ تَحتُها / لبَثنَةَ حُبٌّ طارِفٌ وَتَليدُ
أَلَم تَعلَمي يا أُمَّ ذي الوَدعِ أَنَّني / أُضاحِكُ ذِكراكُم وَأَنتِ صَلودُ
فَهَل أَلقَيَن فَرداً بُثَينَةَ لَيلَةً / تَجودُ لَنا مِن وُدِّها وَنَجودُ
وَمَن كانَ في حُبّي بُثَينَةَ يَمتَري / فَبَرقاءُ ذي ضالٍ عَلَيَّ شَهيدُ
أَلَم تَسأَلِ الدارَ القَديمَةَ هَل لَها
أَلَم تَسأَلِ الدارَ القَديمَةَ هَل لَها / بِأُمِّ حُسَينٍ بَعدَ عَهدِكَ مِن عَهدِ
سَلي الركبَ هَل عُجنا لِمَغناكِ مَرَّةً / صُدورَ المَطايا وَهيَ موقَرَةٌ تَخدي
وَهَل فاضَتِ العَينُ الشَروقُ بِمائِها / مِن اجلِكِ حَتّى اِخضَلَّ مِن دَمعِها بَردي
وَإِنّي لَأَستَجري لَكِ الطَيرَ جاهِداً / لَتَجري بِيُمنٍ مِن لِقائِكِ أَو سَعدِ
وَإِنّي لَأَستَبكي إِذا الركبُ غَرَّدوا / بِذِكراكِ أَن يَحيا بِكِ الركبُ إِذ يَحدي
فَهَل تَجزِيَنّي أُمُّ عَمروٍ بِودِّها / فَإِنَّ الَّذي أُخفي بِها فَوقَ ما أُبدي
وَكُلُّ مُحِبٍّ لَم يَزِد فَوقَ جُهدِهِ / وَقَد زِدتُها في الحُبِّ مِنّي عَلى الجُهدِ
إِذا ما دَنَت زِدتُ اِشتِياقاً وَإِن نَأَت / جَزِعتُ لِنَأيِ الدارِ مِنها وَلِلبُعدِ
أَبى القَلبُ إِلّا حُبَّ بَثنَةَ لَم يُرِد / سِواها وَحُبَّ القَلبِ بَثنَةَ لا يُجدي
تَعَلَّقَ روحي روحَها قَبلَ خَلقِنا / وَمِن بَعدِ ما كُنّا نِطافاً وَفي المَهدِ
فَزادَ كَما زدنا فَأَصبَحَ نامِياً / وَلَيسَ إِذا متنا بِمُنتَقَضِ العَهدِ
وَلَكِنَّهُ باقٍ عَلى كُلِّ حالَةٍ / وَزائِرُنا في ظُلمَةِ القَبرِ وَاللحدِ
وَما وَجَدَت وَجدي بِها أُمُّ واحِدٍ / وَلا وَجَدَ النَهدِيُّ وَجدي عَلى هِندِ
وَلا وَجَدَ العُذرِيُّ عُروَةُ إِذ قَضى / كَوَجدي وَلا مَن كانَ قَبلي وَلا بَعدي
عَلى أَنَّ مَن قَد ماتَ صادَفَ راحَةً / وَما لِفُؤادي مِن رَواحٍ وَلا رُشدِ
يَكادُ فَضيضُ الماءِ يَخدِشُ جلدها / إِذا اِغتَسَلَت بِالماءِ مِن رِقَّةِ الجِلدِ
وَإِنّي لَمُشتاقٌ إِلى ريحِ جَيبِها / كَما اِشتاقَ إِدريسٌ إِلى جَنَّةِ الخُلدِ
لَقَد لامَني فيها أَخٌ ذو قَرابَةٍ / حَبيبٌ إِلَيهِ في مَلامَتِهِ رُشدي
وَقالَ أَفِق حَتّى مَتى أَنتَ هائِمٌ / بِبَثنَةَ فيها قَد تُعيدُ وَقَد تُبدي
فَقُلتُ لَهُ فيها قَضى اللَهُ ما تَرى / عَليَّ وَهَل فيما قَضى اللَهُ مِن رَدِّ
فَإِن كانَ رُشداً حُبُّها أَو غِوايَةً / فَقَد جِئتُهُ ما كانَ مِنّي عَلى عَمدِ
لَقَد لَجَّ ميثاقٌ مِنَ اللَهِ بَينَنا / وَلَيسَ لِمَن لَم يوفِ لِلَّهِ مِن عَهدِ
فَلا وَأَبيها الخَير ما خُنتُ عَهدَها / وَلا لِيَ عِلمٌ بِالَّذي فَعَلَت بَعدي
وَما زادَها الواشونَ إِلّا كَرامَةً / عَلَيَّ وَما زالَت مَوَدَّتُها عِندي
أَفي الناسِ أَمثالي أَحَبَّ فَحالُهُم / كَحالي أَم اَحبَبتُ مِن بَينِهِم وَحدي
وَهَل هَكَذا يَلقى المُحِبّونَ مِثلَ ما / لَقيتُ بِها أَم لَم يَجِد أَحَدٌ وَجدي
يَغورُ إِذا غارَت فُؤادي وَإِن تَكُن / بِنَجدٍ يَهِم مِنّي الفُؤادُ إِلى نَجدِ
أَتَيتُ بَني سَعدٍ صَحيحاً مُسَلَّماً / وَكانَ سَقامَ القَلبِ حُبُّ بَني سَعدِ
تَذَكَّرَ مِنها القَلبُ ما لَيسَ ناسِياً
تَذَكَّرَ مِنها القَلبُ ما لَيسَ ناسِياً / مَلاحَةَ قَولٍ يَومَ قالَت وَمَعهَدا
فَإِن كُنتَ تَهوى أَو تُريدُ لِقاءَنا / عَلى خَلوَةٍ فَاِضرِب لَنا مِنكَ مَوعِدا
فَقُلتُ وَلَم أَملِك سَوابِقَ عَبرَةٍ / أَأَحسَنُ مِن هَذي العَشِيَّةِ مَقعَدا
فَقالَت أَخافُ الكاشِحينَ وَأَتَّقي / عُيوناً مِنَ الواشينَ حَولِيَ شُهَّدا
يُكَذِّبُ أَقوالَ الوُشاةِ صُدودُها
يُكَذِّبُ أَقوالَ الوُشاةِ صُدودُها / وَيَجتازُها عَنّي كَأَن لا أُريدُها
وَتَحتَ مَجاري الدَمعِ مِنّا مَوَدَّةٌ / تُلاحِظُ سِرّاً لا يُنادي وَليدُها
رَفَعتُ عَنِ الدُنيا المُنى غَيرَ وُدِّها / فَما أَسأَلُ الدُنيا وَلا أَستَزيدُها
قِفي تَسلُ عَنكِ النَفسُ بِالخِطَّةِ الَّتي
قِفي تَسلُ عَنكِ النَفسُ بِالخِطَّةِ الَّتي / تُطيلينَ تَخويفي بِها وَوَعيدي
فَقَد طالَما مِن غَيرِ شَكوى قَبيحَةٍ / رَضينا بِحُكمٍ مِنكِ غَيرِ سَديدِ
بَني عامِرٍ أَنّى اِنتَجَعتُم وَكُنتُم
بَني عامِرٍ أَنّى اِنتَجَعتُم وَكُنتُم / إِذا حُصِّلَ الأَقوامُ كَالخُصيَةِ الفَردِ
فَأَنتُم وَلَأيٌ مَوضِعَ الذُلِّ حَجرَةً / وَقُرَّةُ أولى بِالعَلاءِ وَبِالمَجدِ
إِذا الناسُ هابوا خَزيَةً ذَهَبَت بِها
إِذا الناسُ هابوا خَزيَةً ذَهَبَت بِها / أَحَبُّ المَخازي كَهلُها وَوَليدُها
لَعَمرُ عَجوزٍ طَرَّقَت بِكَ إِنَّني / عُمَيرَ بنَ رَملٍ لِاِبنُ حَربٍ أَقودُها
بِنَفسي فَلا تَقطَع فُؤادَكَ ضِلَّةً / كَذَلِكَ حَزني وَعثُها وَصُعودُها
نَمَت في الرَوابي مِن مَعَدٍّ وَأَفلَجَت
نَمَت في الرَوابي مِن مَعَدٍّ وَأَفلَجَت / عَلى الخَفِراتِ البيضِ وَهِيَ وَليدُ
كُلوا اليَومَ مِن رِزقِ الإِلَهِ وَأَبشِروا
كُلوا اليَومَ مِن رِزقِ الإِلَهِ وَأَبشِروا / فَإِنَّ عَلى الرَحمَنِ رِزقَكُمُ غَدا
أَلا هَل لعَهدٍ مِن بُثَينَة قَد خَلا
أَلا هَل لعَهدٍ مِن بُثَينَة قَد خَلا / وَأورثَ شَجواً لا يُريمُك مِن رَدِّ
وَهل أَنا مَعذورٌ فأَبكي مِن التِي / أَراها عَلَى الهِجرانِ يَنمِي لَها وُدّي
وَلَو حاوَلت هجرانَها النفسُ لَم يَعُد / إِلَى سلوَةٍ بَل زادَ وَجداً عَلى وَجدِ
فَما لامَ فيها لائِم لَو علمتها / مِنَ الناسِ إِلا زادَ في حُبِّها عِندِي
فَلا تُكثِرا لَومي فَما أَنا بِالذي / سَنَنتُ الهَوى في الناسِ أَو ذُقته وَحدِي
وليتَ الرياحَ الهوج في ذات بَيننا
وليتَ الرياحَ الهوج في ذات بَيننا / بِما لا تَبُتُّ الكاشِحينَ بريدُ
فَيأتيكُم مِنّا جَنُوبٌ مُطلةٌ / وَتأتينا هَيفُ العَشِيّ برودُ
يَمانِيةٌ تزجي أغنَّ مهلهلاً / كأنّ النعام الرُّمدَ فيه يرودُ
تزجّيه لا نكباءُ وَانٍ هَبُوبُها / وَلا سفوانٌ للسحاب طرودُ
وَهل يرسِمَنَّ النِّضو بي غُلَّزٍ
وَهل يرسِمَنَّ النِّضو بي غُلَّزٍ / وَنُغضَةَ وَهناً وَالعيونُ رُقُودُ
عَلَى مَتنِ عادِيٍّ كأَنَّ الصُّوى بِه / رِجَالٌ يؤدّون الصَّلاةَ قُعُودُ
فَلو أَنَّ نَفسي طاوَعَتنِي لأَصبَحت / لَها حَفَدٌ مِمَّا يُعَدّ كَثيرُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025