المجموع : 12
أَلا لَيتَ رَيعانَ الشَبابِ جَديدُ
أَلا لَيتَ رَيعانَ الشَبابِ جَديدُ / وَدَهراً تَوَلّى يا بُثَينَ يَعودُ
فَنَبقى كَما كُنّا نَكونُ وَأَنتُمُ / قَريبٌ وَإِذ ما تَبذُلينَ زَهيدُ
وَما أَنسَ مِنَ الأَشياءِ لا أَنسَ قَولَها / وَقَد قُرِّبَت نَضوي أَمِصرَ تُريدُ
وَلا قَولَها لَولا العُيونُ الَّتي تَرى / لَزُرتُكَ فَاِعذُرني فَدَتكَ جُدودُ
خَليلَيَّ ما أَلقى مِنَ الوَجدِ باطِنٌ / وَدَمعي بِما أُخفي الغَداةَ شَهيدُ
أَلا قَد أَرى وَاللَهِ أَن رُبَّ عُبرَةٍ / إِذا الدار شَطَّت بَينَنا سَتَزيدُ
إِذا قُلتُ ما بي يا بُثَينَةُ قاتِلي / مِنَ الحُبِّ قالَت ثابِتٌ وَيَزيدُ
وَإِن قُلتُ رُدّي بَعضَ عَقلي أَعِش بِهِ / تَوَلَّت وَقالَت ذاكَ مِنكَ بَعيدُ
فَلا أَنا مَردودٌ بِما جِئتُ طالِباً / وَلا حُبُّها فيما يَبيدُ يَبيدُ
جَزَتكَ الجَوازي يا بُثَينَ سَلامَةً / إِذا ما خَليلٌ بانَ وَهُوَ حَميدُ
وَقِلتُ لَها بَيني وَبَينَكِ فَاِعلَمي / مِنَ اللَهِ ميثاقٌ لَهُ وَعُهودُ
وَقَد كانَ حُبّيكُم طَريفاً وَتالِداً / وَما الحُبُّ إِلّا طارِفٌ وَتَليدُ
وَإِنَّ عَروضَ الوَصلِ بَيني وَبَينَها / وَإِن سَهَّلَتهُ بِالمُنى لَكَؤودُ
وَأَفنَيتُ عُمري بِاِنتِظارِيَ وَعدَها / وَأَبلَيتُ فيها الدَهرَ وَهوَ جَديدُ
فَلَيتَ وُشاةَ الناسِ بَيني وَبَينَها / يَدوفُ لَهُم سُمّاً طَماطِمُ سودُ
وَلَيتَهُمُ في كُلِّ ممسىً وَشارِقٍ / تُضاعفُ أَكبالٌ لَهُم وَقُيودُ
وَيَحسَبُ نِسوانٌ مِنَ الجَهلِ أَنَّني / إِذا جِئتُ إِيّاهُنَّ كُنتُ أُريدُ
فَأَقسِمُ طَرفي بَينَهُنَّ فَيَستَوي / وَفي الصَدرِ بَونٌ بَينَهُنَّ بَعيدُ
أَلا لَيتَ شِعري هَل أَبيتَنَّ لَيلَةً / بِوادي القُرى إِنّي إِذَن لَسَعيدُ
وَهَل أَهبِطَن أَرضاً تَظَلُّ رِياحُها / لَها بِالثَنايا القاوِياتِ وَئيدُ
وَهَل أَلقَيَن سُعدى مِنَ الدَهرِ مَرَّةً / وَما رَثَّ مِن حَبلِ الصَفاءِ جَديدُ
وَقَد تَلتَقي الأَشتاتُ بَعدَ تَفَرُّقٍ / وَقَد تُدرَكُ الحاجاتُ وَهيَ بَعيدُ
وَهَل أَزجُرَن حَرفاً عَلاةً شِمِلَّةً / بِخَرقٍ تُباريها سواهِمُ قودُ
عَلى ظَهرِ مَرهوبٍ كَأَنَّ نَشوزَهُ / إِذا جازَ هُلّاكُ الطَريقِ رُقودُ
سَبَتني بِعَينَي جُؤذُرٍ وَسطَ رَبرَبٍ / وَصَدرٌ كَفاثورِ اللُجَينِ وَجيدُ
تَزيفُ كَما زافَت إِلى سَلِفاتِها / مُباهِيَةٌ طَيَّ الوِشاحِ مَيودُ
إِذا جِئتُها يَوماً مِنَ الدَهرِ زائِراً / تَعَرَّضَ مَنفوضُ اليَدَينِ صَدودُ
يَصُدّ وَيُغضي عَن هَوايَ وَيَجتَني / ذَنوباً عَلَيها إِنَّهُ لَعَنودُ
فَأَصرِمُها خَوفاً كَأَنّي مُجانِبٌ / وَيَغفلُ عَنّا مَرَّةً فَنَعودُ
وَمَن يُعطَ في الدُنيا قَريناً كَمِثلِها / فَذَلِكَ في عَيشِ الحَياةِ رَشيدُ
يَموتُ الهَوى مِنّي إِذا ما لَقيتُها / وَيَحيا إِذا فارَقتُها فَيَعودُ
يَقولونَ جاهِد يا جَميلُ بِغَزوَةٍ / وَأَيَّ جِهادٍ غَيرُهُنَّ أُريدُ
لِكُلِّ حَديثٍ بَينَهُنَّ بَشاشَةٌ / وَكُلُّ قَتيلٍ عِندَهُنَّ شَهيدُ
وَأَحسَنُ أَيّامي وَأَبهَجُ عيشَتي / إِذا هيجَ بي يَوماً وَهُنَّ قُعودُ
تَذَكَّرتُ لَيلى فَالفُؤادُ عَميدُ / وَشَطَّت نَواها فَالمَزارُ بَعيدُ
عَلِقتُ الهَوى مِنها وَليداً فَلَم يَزَل / إِلى اليَومِ يَنمي حُبُّها وَيَزيدُ
فَما ذُكِرَ الخلّانُ إِلّا ذَكَرتُها / وَلا البُخلُ إِلّا قُلتُ سَوفَ تَجودُ
إِذا فَكَّرَت قالَت قَدِ اِدرَكتُ وُدَّهُ / وَما ضَرَّني بُخلي فَكَيفَ أَجودُ
فَلَو تُكشَفُ الأَحشاءُ صودِفَ تَحتُها / لبَثنَةَ حُبٌّ طارِفٌ وَتَليدُ
أَلَم تَعلَمي يا أُمَّ ذي الوَدعِ أَنَّني / أُضاحِكُ ذِكراكُم وَأَنتِ صَلودُ
فَهَل أَلقَيَن فَرداً بُثَينَةَ لَيلَةً / تَجودُ لَنا مِن وُدِّها وَنَجودُ
وَمَن كانَ في حُبّي بُثَينَةَ يَمتَري / فَبَرقاءُ ذي ضالٍ عَلَيَّ شَهيدُ
أَلَم تَسأَلِ الدارَ القَديمَةَ هَل لَها
أَلَم تَسأَلِ الدارَ القَديمَةَ هَل لَها / بِأُمِّ حُسَينٍ بَعدَ عَهدِكَ مِن عَهدِ
سَلي الركبَ هَل عُجنا لِمَغناكِ مَرَّةً / صُدورَ المَطايا وَهيَ موقَرَةٌ تَخدي
وَهَل فاضَتِ العَينُ الشَروقُ بِمائِها / مِن اجلِكِ حَتّى اِخضَلَّ مِن دَمعِها بَردي
وَإِنّي لَأَستَجري لَكِ الطَيرَ جاهِداً / لَتَجري بِيُمنٍ مِن لِقائِكِ أَو سَعدِ
وَإِنّي لَأَستَبكي إِذا الركبُ غَرَّدوا / بِذِكراكِ أَن يَحيا بِكِ الركبُ إِذ يَحدي
فَهَل تَجزِيَنّي أُمُّ عَمروٍ بِودِّها / فَإِنَّ الَّذي أُخفي بِها فَوقَ ما أُبدي
وَكُلُّ مُحِبٍّ لَم يَزِد فَوقَ جُهدِهِ / وَقَد زِدتُها في الحُبِّ مِنّي عَلى الجُهدِ
إِذا ما دَنَت زِدتُ اِشتِياقاً وَإِن نَأَت / جَزِعتُ لِنَأيِ الدارِ مِنها وَلِلبُعدِ
أَبى القَلبُ إِلّا حُبَّ بَثنَةَ لَم يُرِد / سِواها وَحُبَّ القَلبِ بَثنَةَ لا يُجدي
تَعَلَّقَ روحي روحَها قَبلَ خَلقِنا / وَمِن بَعدِ ما كُنّا نِطافاً وَفي المَهدِ
فَزادَ كَما زدنا فَأَصبَحَ نامِياً / وَلَيسَ إِذا متنا بِمُنتَقَضِ العَهدِ
وَلَكِنَّهُ باقٍ عَلى كُلِّ حالَةٍ / وَزائِرُنا في ظُلمَةِ القَبرِ وَاللحدِ
وَما وَجَدَت وَجدي بِها أُمُّ واحِدٍ / وَلا وَجَدَ النَهدِيُّ وَجدي عَلى هِندِ
وَلا وَجَدَ العُذرِيُّ عُروَةُ إِذ قَضى / كَوَجدي وَلا مَن كانَ قَبلي وَلا بَعدي
عَلى أَنَّ مَن قَد ماتَ صادَفَ راحَةً / وَما لِفُؤادي مِن رَواحٍ وَلا رُشدِ
يَكادُ فَضيضُ الماءِ يَخدِشُ جلدها / إِذا اِغتَسَلَت بِالماءِ مِن رِقَّةِ الجِلدِ
وَإِنّي لَمُشتاقٌ إِلى ريحِ جَيبِها / كَما اِشتاقَ إِدريسٌ إِلى جَنَّةِ الخُلدِ
لَقَد لامَني فيها أَخٌ ذو قَرابَةٍ / حَبيبٌ إِلَيهِ في مَلامَتِهِ رُشدي
وَقالَ أَفِق حَتّى مَتى أَنتَ هائِمٌ / بِبَثنَةَ فيها قَد تُعيدُ وَقَد تُبدي
فَقُلتُ لَهُ فيها قَضى اللَهُ ما تَرى / عَليَّ وَهَل فيما قَضى اللَهُ مِن رَدِّ
فَإِن كانَ رُشداً حُبُّها أَو غِوايَةً / فَقَد جِئتُهُ ما كانَ مِنّي عَلى عَمدِ
لَقَد لَجَّ ميثاقٌ مِنَ اللَهِ بَينَنا / وَلَيسَ لِمَن لَم يوفِ لِلَّهِ مِن عَهدِ
فَلا وَأَبيها الخَير ما خُنتُ عَهدَها / وَلا لِيَ عِلمٌ بِالَّذي فَعَلَت بَعدي
وَما زادَها الواشونَ إِلّا كَرامَةً / عَلَيَّ وَما زالَت مَوَدَّتُها عِندي
أَفي الناسِ أَمثالي أَحَبَّ فَحالُهُم / كَحالي أَم اَحبَبتُ مِن بَينِهِم وَحدي
وَهَل هَكَذا يَلقى المُحِبّونَ مِثلَ ما / لَقيتُ بِها أَم لَم يَجِد أَحَدٌ وَجدي
يَغورُ إِذا غارَت فُؤادي وَإِن تَكُن / بِنَجدٍ يَهِم مِنّي الفُؤادُ إِلى نَجدِ
أَتَيتُ بَني سَعدٍ صَحيحاً مُسَلَّماً / وَكانَ سَقامَ القَلبِ حُبُّ بَني سَعدِ
تَذَكَّرَ مِنها القَلبُ ما لَيسَ ناسِياً
تَذَكَّرَ مِنها القَلبُ ما لَيسَ ناسِياً / مَلاحَةَ قَولٍ يَومَ قالَت وَمَعهَدا
فَإِن كُنتَ تَهوى أَو تُريدُ لِقاءَنا / عَلى خَلوَةٍ فَاِضرِب لَنا مِنكَ مَوعِدا
فَقُلتُ وَلَم أَملِك سَوابِقَ عَبرَةٍ / أَأَحسَنُ مِن هَذي العَشِيَّةِ مَقعَدا
فَقالَت أَخافُ الكاشِحينَ وَأَتَّقي / عُيوناً مِنَ الواشينَ حَولِيَ شُهَّدا
يُكَذِّبُ أَقوالَ الوُشاةِ صُدودُها
يُكَذِّبُ أَقوالَ الوُشاةِ صُدودُها / وَيَجتازُها عَنّي كَأَن لا أُريدُها
وَتَحتَ مَجاري الدَمعِ مِنّا مَوَدَّةٌ / تُلاحِظُ سِرّاً لا يُنادي وَليدُها
رَفَعتُ عَنِ الدُنيا المُنى غَيرَ وُدِّها / فَما أَسأَلُ الدُنيا وَلا أَستَزيدُها
قِفي تَسلُ عَنكِ النَفسُ بِالخِطَّةِ الَّتي
قِفي تَسلُ عَنكِ النَفسُ بِالخِطَّةِ الَّتي / تُطيلينَ تَخويفي بِها وَوَعيدي
فَقَد طالَما مِن غَيرِ شَكوى قَبيحَةٍ / رَضينا بِحُكمٍ مِنكِ غَيرِ سَديدِ
بَني عامِرٍ أَنّى اِنتَجَعتُم وَكُنتُم
بَني عامِرٍ أَنّى اِنتَجَعتُم وَكُنتُم / إِذا حُصِّلَ الأَقوامُ كَالخُصيَةِ الفَردِ
فَأَنتُم وَلَأيٌ مَوضِعَ الذُلِّ حَجرَةً / وَقُرَّةُ أولى بِالعَلاءِ وَبِالمَجدِ
إِذا الناسُ هابوا خَزيَةً ذَهَبَت بِها
إِذا الناسُ هابوا خَزيَةً ذَهَبَت بِها / أَحَبُّ المَخازي كَهلُها وَوَليدُها
لَعَمرُ عَجوزٍ طَرَّقَت بِكَ إِنَّني / عُمَيرَ بنَ رَملٍ لِاِبنُ حَربٍ أَقودُها
بِنَفسي فَلا تَقطَع فُؤادَكَ ضِلَّةً / كَذَلِكَ حَزني وَعثُها وَصُعودُها
نَمَت في الرَوابي مِن مَعَدٍّ وَأَفلَجَت
نَمَت في الرَوابي مِن مَعَدٍّ وَأَفلَجَت / عَلى الخَفِراتِ البيضِ وَهِيَ وَليدُ
كُلوا اليَومَ مِن رِزقِ الإِلَهِ وَأَبشِروا
كُلوا اليَومَ مِن رِزقِ الإِلَهِ وَأَبشِروا / فَإِنَّ عَلى الرَحمَنِ رِزقَكُمُ غَدا
أَلا هَل لعَهدٍ مِن بُثَينَة قَد خَلا
أَلا هَل لعَهدٍ مِن بُثَينَة قَد خَلا / وَأورثَ شَجواً لا يُريمُك مِن رَدِّ
وَهل أَنا مَعذورٌ فأَبكي مِن التِي / أَراها عَلَى الهِجرانِ يَنمِي لَها وُدّي
وَلَو حاوَلت هجرانَها النفسُ لَم يَعُد / إِلَى سلوَةٍ بَل زادَ وَجداً عَلى وَجدِ
فَما لامَ فيها لائِم لَو علمتها / مِنَ الناسِ إِلا زادَ في حُبِّها عِندِي
فَلا تُكثِرا لَومي فَما أَنا بِالذي / سَنَنتُ الهَوى في الناسِ أَو ذُقته وَحدِي
وليتَ الرياحَ الهوج في ذات بَيننا
وليتَ الرياحَ الهوج في ذات بَيننا / بِما لا تَبُتُّ الكاشِحينَ بريدُ
فَيأتيكُم مِنّا جَنُوبٌ مُطلةٌ / وَتأتينا هَيفُ العَشِيّ برودُ
يَمانِيةٌ تزجي أغنَّ مهلهلاً / كأنّ النعام الرُّمدَ فيه يرودُ
تزجّيه لا نكباءُ وَانٍ هَبُوبُها / وَلا سفوانٌ للسحاب طرودُ
وَهل يرسِمَنَّ النِّضو بي غُلَّزٍ
وَهل يرسِمَنَّ النِّضو بي غُلَّزٍ / وَنُغضَةَ وَهناً وَالعيونُ رُقُودُ
عَلَى مَتنِ عادِيٍّ كأَنَّ الصُّوى بِه / رِجَالٌ يؤدّون الصَّلاةَ قُعُودُ
فَلو أَنَّ نَفسي طاوَعَتنِي لأَصبَحت / لَها حَفَدٌ مِمَّا يُعَدّ كَثيرُ