القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ زَيْدُون الكل
المجموع : 4
أَلا لَيتَ شِعري هَل أُصادِفُ خَلوَةً
أَلا لَيتَ شِعري هَل أُصادِفُ خَلوَةً / لَدَيكِ فَأَشكو بَعضَ ما أَنا واجِدُ
رَعى اللَهُ يَوماً فيهِ أَشكو صَبابَتي / وَأَجفانُ عَيني بِالدُموعِ شَواهِدُ
لِيَهنِكَ أَن أَحمَدتَ عاقِبَةَ الفَصدِ
لِيَهنِكَ أَن أَحمَدتَ عاقِبَةَ الفَصدِ / فَلِلَّهِ مِنّا أَجمَلُ الشُكرِ وَالحَمدِ
وَيا عَجَباً مِن أَنَّ مِبضَعَ فاصِدٍ / تَلَقَّيتَهُ لَم يَنصَرِف نابِيَ الحَدِّ
وَمِن مُتَوَلّي فَصدِ يُمناكَ كَيفَ لَم / يَهُلهُ عُبابُ البَحرِ في مُعظَمِ المَدِّ
وَلَم تَغشَهُ الشَمسُ المُنيرُ شُعاعُها / فَيُخطِئَ فيما رامَهُ سَنَنَ القَصدِ
سَرى دَمُكَ المُهراقُ في الأَرضِ فَاكتَسَت / أَفانينَ رَوضٍ مِثلِ حاشِيَةِ البُردِ
فِصادٌ أَطابَ الدَهرَ كَالقَطرِ في الثَرى / كَما طابَ ماءُ الوَردِ في العَنبَرِ الوَردِ
لَقَد أَوفَتِ الدُنيا بِعَهدِكَ نُصرَةً / كَأَنَّكَ قَد عَلَّمتَها كَرَمَ العَهدِ
لَدى زَمَنٍ غَضٍّ أَنيقٍ فِرِندُهُ / كَمِثلِ فِرِندِ الوَردِ في خَجلَةِ الخَدِّ
تُسَوِّغُ مِنهُ العَيشَ في ظِلِّ دَولَةٍ / مُقابَلَةِ الأَرجاءِ بِالكَوكَبِ السَعدِ
فَهُبَّ إِلى اللَذاتِ مُؤثِرَ راحَةٍ / تُجِمُّ بِها النَفسَ النَفيسَةَ لِلكَدِّ
وَوالِ بِها في لُؤلُؤٍ مِن حَبابِها / كَجيدِ الفَتاةِ الرودِ في لُؤلُؤِ العِقدِ
وَإِن تَدعُنا لِلأُنسِ عَن أَريَحِيَّةٍ / فَقَد يَأنَسُ المَولى إِذا اِرتاحَ بِالعَبدِ
أَجَل إِنَّ لَيلى حَيثُ أَحياؤُها الأُسدُ
أَجَل إِنَّ لَيلى حَيثُ أَحياؤُها الأُسدُ / مَهاةٌ حَمَتها في مَراتِعِها أُسدُ
يَمانِيَةٌ تَدنو وَيَنأى مَزارُها / فَسِيّانِ مِنها في الهَوى القُربُ وَالبُعدُ
إِذا نَحنُ زُرناها تَمَرَّدَ مارِدٌ / وَعَزَّ فَلَم نَظفَر بِهِ الأَبلَقُ الفَردُ
تَحولُ رِماحُ الخَطِّ دونَ اِعتِيادِها / وَخَيلٌ تَمَطّى نَحوَ غاياتِها جُردُ
لَحِيٍّ لَقاحٍ تَأنَفُ الضَيمَ مِنهُمُ / جَحاجِحَةٌ شيبٌ وَصُيّابَةٌ مُردُ
أَبٌ ذو اِعتِزامٍ أَو أَخٌ ذو تَسَرُّعِ / فَشَيحانُ ماضي الهَمِّ أَو فاتِكٌ جَلدُ
فَما شيمَ مِن ذي الهَبَّةِ الصارِمِ الشَبّا / وَلا حُطَّ عَن ذي المَيعَةِ السابِحِ اللِبدُ
وَفي الكِلَّةِ الحَمراءَ وَسطَ قِبابِهِم / فَتاةٌ كَمِثلِ البَدرِ قابَلَهُ السَعدُ
عَقيلَةُ سِربٍ لا الأَراكُ مَرادُهُ / وَلا قَمِنٌ مِنهُ البَريرُ وَلا المَردُ
تَهادى فَيُضنيها الوِشاحُ غَريرَةٌ / تَأَوُّهُ مَهما ناسَ في جيدِها العِقدُ
إِذا استُحفِظَت سِرَّ السُرى جُنحَ لَيلِها / تَناسى النَمومانِ الأُلُوَّةُ وَالنَدُّ
لَها عِدَّةٌ بِالوَصلِ يوعِدُ غِبَّها / مَصاليتُ يُنسى في وَعيدُهُمُ الوَعدُ
عَزيزٌ عَلَيهِم أَن يَعودَ خَيالُها / فَيُسعِفَ مِنها نائِلٌ في الكَرى ثَمدُ
كَفى لَوعَةً أَنَّ الوِصالَ نَسيئَةٌ / يُطيلُ عَناءَ المُقتَضي وَالهَوى نَقدُ
سَتُبلِغُها عَنّا الشَمالُ تَحِيَّةً / نَوافِحُ أَنفاسِ الجَنوبِ لَها رَدُّ
فَما نُسِيَ الإِلفُ الَّذي كانَ بَينَنا / لِطولِ تَنائينا وَلا ضُيِّعَ العَهدُ
لَئِن قيلَ في الجِدِّ النَجاحُ لِطالِبٍ / لَقَلَّ غَناءُ الجِدِّ ما لَم يَكُن جَدُّ
يَنالُ الأَماني بِالحَظيرَةِ وادِعٌ / كَما أَنَّهُ يُكدي الَّذي شَأنُهُ الكَدُّ
هُوَ الدَهرُ مَهما أَحسَنَ الفِعلَ مَرَّةً / فَعَن خَطَإٍ لَكِن إِساءَتُهُ عَمدُ
حِذارَكَ أَن تَغتَرَّ مِنهُ بِجانِبٍ / فَفي كُلِّ وادٍ مِن نَوائِبِهِ سَعدُ
وَلَولا السَراةُ الصَيدُ مِن آلِ جَهوَرٍ / لَأَعوَزَ مَن يُعدي عَلَيهِ مَتى يَعدو
مُلوكٌ لَبِسنا الدَهرَ في جَنَباتِهِم / رَقيقَ الحَواشي مِثلَما فُوِّفَ البُردُ
بِحَيثُ مَقيلُ الأَمنِ ضافٍ ظِلالُهُ / وَفي مَنهَلِ العَيشِ العُذوبَةُ وَالبَردُ
هُمُ النَفَرُ البيضُ الَّذينَ وُجوهُهُم / تَروقُ فَتَستَشفي بِها الأَعيُنُ الرُمدُ
كِرامٌ يَمُدُّ الراغِبونَ أَكُفَّهُم / إِلى أَبحُرٍ مِنهُم لَها بِاللُها مَدُّ
فَلا يُنعَ مِنهُم هالِكٌ فَهوَ خالِدٌ / بِآثارِهِ إِنَّ الثَناءَ هُوَ الخُلدُ
أَقِلّوا عَلَيهِم لا أَبا لِأَبيكُم / مِنَ اللَومِ أَو سُدّوا المَكانَ الَّذي سَدّوا
أُولَئِكَ إِن نِمنا سَرى في صَلاحِنا / سِجاحٌ عَلَينا كُحلُ أَجفانِهِم سُهدُ
أَلَيسَ أَبو الحَزمِ الَّذي غِبَّ سَعيِهِ / تَبَصَّرَ غاوينا فَبانَ لَهُ الرُشدُ
أَغَرُّ تَمَهَّدنا بِهِ الخَفضَ بَعدَما / أَقَضَّ عَلَينا مَضجَعٌ وَنَبا مَهدُ
لَشَمَّرَ حَتّى اِنجابَ عارِضُ فِتنَةٍ / تَأَلَّقَ مِنها البَرقُ وَاِصطَخَبَ الرَعدُ
فَسالَمَ مَن كانَت لَهُ الحَربُ عادَةً / وَوافَقَ مَن لاشَكَّ في أَنَّهُ ضِدُّ
هُوَ الأَثَرُ المَحمودُ إِن عادَ ذِكرُهُ / تَطَلَّعَتِ العَلياءُ وَاِستَشرَفَ المَجدُ
تَوَلّى فَلَولا أَن تَلاهُ مُحَمَّدٌ / لَأَوطَأَ خَدَّ الحُرِّ أَخمَصُهُ العَبدُ
مَليكٌ يَسوسُ المُلكَ مِنهُ مُقَلِّدٌ / رَوى عَن أَبيهِ فيهِ ما سَنَّهُ الجَدُّ
سَجِيَّتُهُ الحُسنى وَشيمَتُهُ الرِضى / وَسيرَتُهُ المُثلى وَمَذهَبُهُ القَصدُ
هُمامٌ إِذا زانَ النَدِيَّ بِحَبوَةٍ / تَرَجَّحَ في أَثنائِها الحَسَبُ العِدُّ
زَعيمٌ لِأَبناءِ السِيادَةِ بارِعٌ / عَلَيهِم بِهِ تُثنى الخَناصِرُ إِن عُدّوا
بَعيدُ مَنالِ الحالِ داني جِنى النَدى / إِذا ذُكِرَت أَخلاقُهُ خَجِلَ الوَردُ
تَهَلَّلَ فَاِنهَلَّت سَماءُ يَمينِهِ / عَطايا ثَرى الآمالِ مِن صَوبِها جَعدُ
مُمِرٌّ لِمَن عاداهُ إِذ أَولِياؤُهُ / يَلَذُّ لَهُم كَالماءِ شيبَ بِهِ الشَهدُ
إِذا اِعتَرَفَ الجاني عَفا عَفوَ قادِرٍ / عَلا قَدرُهُ عَن أَن يَلِجَّ بِهِ حِقدُ
وَمُتَّئِدٌ لَو زاحَمَ الطَودَ حِلمُهُ / لَحاجَزَهُ رُكنٌ مِنَ الطَودِ مُنهَدُّ
لَهُ عَزمَةٌ مَطوِيَّةٌ في سَكينَةٍ / كَما لانَ مَتنُ السَيفِ وَاِخشَوشَنَ الحَدُّ
يُوَكِّلُ بِالتَدبيرِ خاطِرَ فِكرَةٍ / إِنِ اِقتَدَحَت في خاطِرٍ أَثقَبَ الزَندُ
ذِراعٌ لِما يَأتي بِهِ الدَهرُ واسِعٌ / وَباعٌ إِلى مايُحرِزُ الفَخرَ مُمتَدُّ
إِذا أَسهَبَ المُثنونَ فيهِ شَأَتهُمُ / مَراتِبُ عُليا كَلَّ عَن عَفوِها الجُهدُ
هُوَ المَلِكُ المَشفوعُ بِالنَسكِ مُلكُهُ / فَيا فَضلَ مايَخفى وَيا سَروَ مايَبدو
إِلى اللَهِ أَوّابٌ وَلِلَّهِ خائِفٌ / وَبِاللَهِ مُعتَدٌّ وَفي اللَهِ مُشتَدُّ
لَقَد أَوسَعَ الإِسلامَ بِالأَمسِ حِسبَةً / نَحَت غَرَضَ الأَجرِ الجَزيلِ فَلَم تَعدُ
أَباحَ حِمى الخَمرِ الخَبيثَةِ حائِطاً / حِمى الدينِ مِن أَن يُستَباحَ لَهُ حَدُّ
فَطَوَّقَ بِاستِئصالِها المِصرَ مِنَّةً / يَكادُ يُؤَدّي شُكرَها الحَجَرُ الصَلدُ
هِيَ الرِجسُ إِن يُذهِبهُ عَنهُ فَمُحسِنٌ / شَهيرُ الأَيادي ما لِآلائِهِ جَحدُ
مِظَنَّةُ آثامٍ وَأُمُّ كَبائِرٍ / يُقَصِّرُ عَن أَدنى مَعايِبِها العَدُّ
رَأى نَقصَ مايَجبيهِ مِنها زِيادَةً / إِذِ العِوَضُ المَرضِيَّ إِلّا يَرُح يَغدو
غَنِيٌّ فَحُسنُ الظَنِّ بِاللَهِ مالُهُ / عَزيزٌ فَصُنعُ اللَهِ مِن حَولِهِ جُندُ
لَنِعمَ حَديثُ البِرِّ تودِعُهُ الصَبا / تَبُثُّ نَثاهُ حَيثُ لاتوضِعُ البُردُ
تَغَلغَلَ في سَمعِ الرَبابِ وَطالَعَت / لَهُ صورَةً لَم يَعمَ عَن حُسنِها الخُلدُ
مَساعٍ أَجَدَّت زينَةَ الأَرضِ فَالحَصى / لَآلِئُ نَثرٌ وَالثَرى عَنبَرٌ وَردُ
لَدى زَهَراتِ الرَوضِ عَنها بِشارَةٌ / وَفي نَفَحاتِ المِسكِ مِن طيبِها وَفدُ
فَدَيتُكَ إِنّي قائِلٌ فَمُعَرِّضٌ / بِأَوطارِ نَفسٍ مِنكَ لَم تَقضِها بَعدُ
مُنىً كَالشَجى دونَ اللَهاةِ تَعَرَّضَت / فَلَم يَكُ لِلمَصدورِ مِن نَفثِها بُدُّ
أَمِثلِيَ غُفلٌ خامِلُ الذِكرِ ضائِعٌ / ضَياعَ الحُسامِ العَضبِ أَصدَأَهُ الغِمدُ
أَبى ذاكَ أَنَّ الدَهرَ قَد ذَلَّ صَعبُهُ / فَسُنِّيَ مِنهُ بِالَّذي نَشتَهي العَقدُ
أَنا السَيفُ لا يَنبو مَعَ الهَزِّ غَربُهُ / إِذا ما نَبا السَيفُ الَّذي تَطبَعُ الهِندُ
بَدَأتَ بِنُعمى غَضَّةٍ إِن تُوالِها / فَحُسنُ الأُلى في أَن يُوالِيَها سَردُ
لَعَمرُكَ ما لِلمالِ أَسعى فَإِنَّما / يَرى المالَ أَسنى حَظِّهِ الطَبِعُ الوَغدُ
وَلَكِن لِحالٍ إِن لَبِستُ جَمالَها / كَسَوتُكَ ثَوبَ النُصحِ أَعلامُهُ الحَمدُ
أَتَتكَ القَوافي شاهِداتٍ بِما صَفا / مِنَ الغَيبِ فَاِقبَلها فَما غَرَّكَ الشَهدُ
لَيَحظى وَلِيٌّ سِرُّهُ وَفقُ جَهرِهِ / فَظاهِرُهُ شُكرٌ وَباطِنُهُ وُدُّ
يُمَيِّزُهُ مِمَّن سِواهُ وَفاؤُهُ / وَإِخلاصُهُ إِذ كُلُّ غانِيَةٍ هِندُ
لِيَهنِ الهُدى إِنجاحُ سَعيِكَ في العِدا
لِيَهنِ الهُدى إِنجاحُ سَعيِكَ في العِدا / وَأَن راحَ صُنعُ اللَهِ نَحوَكَ وَاِغتَدى
وَنَهجُكَ سُبلَ الرُشدِ في قَمعِ مَن غَوى / وَعَدلُكَ في اِستِئصالِ مَن جارَ وَاِعتَدى
وَأَن باتَ مَن والاكَ في نَشوَةِ الغِنى / وَأَصبَحَ مَن عاداكَ في غَمرَةِ الرَدى
وَبُشراكَ دُنيا غَضَّةُ العَهدِ طَلقَةٌ / كَما اِبتَسَمَ النُوّارُ عَن أَدمُعِ النَدى
وَدَولَةُ سَعدٍ لا اِنتِهاءَ لِحَدِّهِ / إِذا قيلَ فيهِ قَد تَناهى تَوَلَّدا
دَعَوتَ فَقالَ النَصرُ لَبَّيكَ ماثِلاً / وَلَم تَكُ كَالداعي يُجاوِبُهُ الصَدى
وَأَحمَدتَ عُقبى الصَبرِ في دَرَكِ المُنى / كَما بَلَغَ الساري الصَباحَ فَأَحمَدا
أَعَبّادُ يا أَوفى المُلوكِ بِذِمَّةٍ / وَأَرعاهُمُ عَهداً وَأَطوَلَهُم يَدا
تَبايَنتَ في حالَيكَ غُرتَ تَواضُعاً / لِتَستَوفِيَ العَليا وَأَنجَدتَ سودَدا
وَلَمّا اِعتَضَدتَ اللَهَ كُنتَ مُؤَهَّلاً / لَدَيهِ لِأَن تُحمى وَتُكفى وَتُعضَدا
وَجَدناكَ إِن أَلفَحتَ سَعياً نَتَجتَهُ / وَغَيرُكَ شاوٍ حينَ أَنضَجَ رَمَّدا
وَكَم ساعَدَ الأَعداءُ أَوَّلَ مُطمَعٍ / رَأَوكَ بِعُقباهُ أَحَقَّ وَأَسعَدا
فَلا ظافِرٌ إِلّا إِلى سَعدِكَ اِعتَزى / وَلا سائِسٌ إِلّا بِتَدبيرِكَ اِقتَدى
ضَلالاً لِمَفتونٍ سَمَوتَ بِحالِهِ / إِلى أَن بَدَت بَينَ الفَراقِدِ فَرقَدا
رَأى حَطَّها أَولى بِهِ فَأَحَلَّها / حَضيضاً بِكَفرانِ الصَنيعَةِ أَوهَدا
وَما زادَ لَمّا لَجَّ في البَغيِ أَنَّهُ / سَعى لِلَّذي أَصلَحتَ مِنها فَأَفسَدا
فَزَلَّ وَقَد أَمطَيتَهُ ثَبَجَ السُها / وَضَلَّ وَقَد لَقَّيتَهُ قَبَسَ الهُدى
طَويلُ عِثارِ الجُرمِ قُلتَ لَهُ لَعاً / بِحِلمٍ تَلَقّى جَهلَهُ فَتَغَمَّدا
تَجَنّى فَأَهدَيتَ النَصيحَةَ مَحضَةً / وَلَجَّ فَوالَيتَ العِقابَ مُرَدَّدا
وَلَم تَألُهُ بُقيا عَلَيهِ تَنَظُّراً / لِفَيئَةِ مَن أَكرَمتَهُ فَتَمَرَّدا
فَما آثَرَ الأولى وَلا قَلَّدَ الحِجى / وَلا شَكَرَ النُعمى وَلا حَفِظَ اليَدا
كَأَنَّكَ أَهدَيتَ السَوابِحَ ضُمَّراً / لِيَركِضَها فيما كَرِهتَ فَيُجهِدا
وَأَجرَرتُهُ ذَيلَ الحَبيرِ تَأَلُّفاً / لَيَخلُقَ فيما جَرَّ حِقداً مُجَدَّدا
سَلِ الحائِنِ المُعتَرَّ كيفَ اِحتِقابُهُ / مَعَ الدَهرِ عاراً بِالعِرارِ مُخَلَّدا
رَأى أَنَّهُ أَضحى هِزَبراً مُصَمِّماً / فَلَم يَعدُ أَن أَمسى ظَليماً مُشَرَّدا
دَهاهُ إِذا ماجَنَّهُ اللَيلُ أَنَّهُ / أَقامَ عَلَيهِ آخِرَ الدَهرِ سَرمَدا
يُحاذِرُ أَن يُلفى قَتيلاً مُعَفَّراً / إِذا الصُبحُ وافى أَو أَسيراً مُقَيَّدا
لَبِئسَ الوَفاءُ اِستَنَّ في اِبنِ عَقيدَةٍ / عَشِيَّةَ لَم يُصدِرهُ مِن حَيثُ أَورَدا
قَرينٌ لَهُ أَغواهُ حَتّى إِذا هَوى / تَبَرَّأَ يَعتَدُّ البَراءَةَ أَرشَدا
فَأَصبَحَ يَبكيهِ المُصابُ بِثُكلِهِ / بُكاءُ لَبيدٍ حينَ فارَقَ أَربَدا
فِداءٌ لِإِسماعيلَ كُلُّ مُرَشَّحٍ / إِذا جُشِّمَ الأَمرُ الجَسيمَ تَبَلَّدا
أَفادَ مِنَ الأَملاكِ حِدثانِ فَشلِهِم / مَوالِيَ لَم يَشكُ الصَدي مِنهُمُ الصَدى
أَعادَ الصَباحَ الطَلقَ لَيلاً عَلَيهِمُ / فَجاءَ وَأَثنى ناظِرَ الشَمسِ أَرمَدا
فَحَلَّ هِلالاً في ظَلامِ عَجاجَةٍ / تُلاحِظُهُ الأَقمارُ في الأُفقِ حُسَّدا
يُراجِمُ مِن صِنهاجَةٍ وَزَناتَةٍ / بِمِثلِ نُجومِ القَذفِ مَثنىً وَموحَدا
هُمُ الأَولِياءُ المانِحوكَ صَفاؤُهُم / إِذا امتازَ مُصفي الوُدَّ مِمَّن تَوَدَّدا
لَهُم كُلُّ مَيمونِ النَقيبَةِ بازِلٍ / كَفيلٍ بِأَن يَستَهزِمَ الجَمعَ مُفرَدا
يَسُرُّكَ في الهَيجا إِذا جَرَّ لامَةً / وَيُرضيكَ في النادي إِذا اِعتَمَّ وَاِرتَدى
كَرِهتَ لِسَيفِ المُلكِ أُلفَةَ غِمدِهِ / وَقَلَّ غَناءُ السَيفِ ماكانَ مُغمَدا
وَلَم تَرَ لِلشِبلِ الإِقامَةَ في الثَرى / فَجَدَّ اِفتِراساً حينَ أَصحَرَ لِلعِدا
هُمامٌ إِذا حارَبتَ فَاِرفَع لِواءَهُ / فَما زالَ مَنصورَ اللِواءِ مُؤَيَّدا
وَيَأنَفُ مِن لينِ المِهادِ تَعَوُّضاً / بِصَهوَةِ طَيّارٍ إِلى الرَوعِ أَجرَدا
وَقِدماً شَكا حَملَ التَمائِمِ يافِعاً / لِيَحمِلَ رَقراقَ الفِرِندِ مُهَنَّدا
وَلَم نَرَ سَيفاً باتِكَ الحَدِّ قَبلَهُ / تَناوَلَ سَيفاً دونَهُ فَتَقَلَّدا
لَئِن أَنجَزَت مِنهُ الشَمائِلُ آخِراً / لَقَد قَدَّمَت مِنهُ المَخايِلُ مَوعِدا
قَرَرتَ بِهِ عَيناً فَكَم سادَ عِترَةً / وَكَم ساسَ سُلطاناً وَكَم زانَ مَشهَدا
وَأَعطَيتُما فيما تُريغانِهِ الرِضى / وَبُلِّغتُما مِمّا تُريدانِهِ المَدى

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025