المجموع : 7
لَقَد أَرسَلَت في السِرِّ لَيلى تَلومُني
لَقَد أَرسَلَت في السِرِّ لَيلى تَلومُني / وَتَزعُمُني ذا مَلَّةٍ طَرِفاً جَلدا
تَقولُ لَقَد أَخلَفتَنا ما وَعَدتَنا / وَبِاللَهِ ما أَخلَفتُها طائِعاً وَعدا
فَقُلتُ مَروعاً لِلرَسولِ الَّذي أَتى / تَراهُ لَكَ الوَيلاتُ مِن أَمرِها جِدّا
إِذا جِئتَها فَاِقرَ السَلامَ وَقُل لَها / ذَرى الجَورَ لَيلى وَاِسلُكي مَنهَجاً قَصدا
تَعُدّينَ ذَنباً أَنتِ لَيلى جَنَيتِهِ / عَلَيَّ وَلا أُحصي ذُنوبَكُمُ عَدا
أَفي غَيبَتي عَنكُم لَيالٍ مَرَضتُها / تَزيديني لَيلى عَلى مَرَضي جَهدا
تَجاهَلُ ما قَد كانَ لَيلى كَأَنَّما / أُقاسي بِها مِن حَرَّةٍ حَجَراً صَلدا
فَلا تَحسَبي أَنّي تَمَكَّثتُ عَنكُمُ / وَنَفسي تَرى مِن مَكثِها عَنكُمُ بُدّا
وَلا أَنَّ قَلبي الدَهرَ يَسلى حَياتَهُ / وَلا رائِمٌ يَوماً سِوى وُدِّكُم وُدّا
أَلا فَاِعلَمي أَنّي أَشَدُّ صَبابَةً / وَأَحسَنُ عِندَ البَينِ مِن غَيرِنا عَهدا
غَداً يُكثِرُ الباكونَ مِنّا وَمِنكُمُ / وَتَزدادُ داري مِن دِيارِكُمُ بُعدا
فَإِن تَصرِميني لا أَرى الدَهرَ قُرَّةً / لِعَيني وَلا أَلقى سُروراً وَلا سَعدا
وَإِن شِئتِ حَرَّمتُ النِساءُ سِواكُمُ / وَإِن شِئتِ لَم أَطعَم نُقاخاً وَلا بَردا
وَإِن شِئتِ غُرنا نَحوَكُم ثُمَّ لَم نَزَل / بِمَكَّةَ حَتّى تَجلِسوا قابِلاً نَجدا
قَضى مِنشِرُ المَوتى عَلَيَّ قَضِيَّةً
قَضى مِنشِرُ المَوتى عَلَيَّ قَضِيَّةً / بِحُبِّكِ لَم أَملِك وَلَم آتِها عَمدا
فَلَيسَ لِقُربٍ بَعدَ قُربِكِ لَذَّةٌ / وَلَستُ أَرى نَأياً سِوى نَأيَكُم بُعدا
أُحِبُّ الأُلى يَأتونَ مِن نَحوِ أَرضِها / إِلَيَّ مِنَ الرُكبانِ أَقرَبُهُم عَهدا
فَما نَلتَقي مِن بَعدِ يَأسٍ وَهِجرَةٍ / وَصَدعِ النَوى إِلّا وَجَدتُ لَها بَردا
عَلى كَبِدٍ قَد كادَ يُبدي بِها النَوى / صُدوعاً وَبَعضُ الناسِ يَحسَبُني جَلدا
أَرِقتُ وَلَم أَملِك لِهَذا الهَوى رَدّا
أَرِقتُ وَلَم أَملِك لِهَذا الهَوى رَدّا / وَأَورَثَني حُبّي وَكِتمانُهُ جَهدا
كَتَمتُ الهَوى حَتّى بَراني وَشَفَّني / وَعَزَّيتُ قَلباً لا صَبوراً وَلا جَلدا
إِذا قُلتُ لا تَهلِك أَسىً وَصَبابَةً / عَصاني وَإِن عاتَبتُهُ زِدتُهُ جِدّا
وَإِنّي لَأَهواها وَأَصرِفُ جاهِداً / حِذارَ عُيونِ الناسِ عَن بَيتِها عَمدا
رَأَيتُكِ يَوماً فَاِقتَبَستُ حَرارَةً / فَيا لَيتَها كانَت عَلى كَبِدي بَردا
هَويتُكِ وَاِستَحلَتكِ نَفسي فَأَقبِلي / وَلا تَجعَلي تَقريبَنا مِنكُمُ بُعدا
ثَلاثَةِ أَحجارٍ وَخَطٍّ خَطَطتِهِ
ثَلاثَةِ أَحجارٍ وَخَطٍّ خَطَطتِهِ / لَنا بِطَريقِ الغَورِ بِالمُتَنَجَّدِ
وَمَعمَلِ أَصحابي وَخَوصٍ ضَوامِرٍ / وَمَمشى إِلى البُستانِ يَوماً وَمَقعَدِ
وَرَشِّ الفَتاةِ الطَلُّ بِالأَبطَحِ الَّذي / جَلَسنا إِلَيهِ وَالمَطِيُّ بِأَقتُدِ
وَإِرسالِها لَمّا أُجِدَّ رَحيلُها / عَلى عَجِلٍ بادٍ مِنَ البَينِ موفِدِ
بِأَن بِت عَسى أَن يَستُرَ اللَيلُ مَقعَداً / وَيَغفُلَ عَنّا ذو الرَدى المُتَهَجِّدِ
وَناهِدَةِ الثَديَينِ قُلتُ لَها اِتَّكي
وَناهِدَةِ الثَديَينِ قُلتُ لَها اِتَّكي / عَلى الرَملِ مِن جَبّانَةٍ لَم تُوَسَّدِ
فَقالَت عَلى اِسمِ اللَهِ أَمرُكَ طاعَةٌ / وَإِن كُنتُ قَد كُلِّفتُ ما لَم أُعَوَّدِ
فَما زِلتُ في لَيلٍ طَويلٍ مُلَثِّماً / لَذيذَ رُضابِ المِسكِ كَالمُتَشَهِّدِ
فَلَمّا دَنا الإِصباحُ قالَت فَضَحتَني / فَقُم غَيرَ مَطرودٍ وَإِن شِئتَ فَاِزدَدِ
فَما اِزدَدتُ مِنها غَيرَ مَصِّ لِثاتِها / وَتَقبيلِ فيها وَالحَديثِ المُرَدَّدِ
تَزَوَّدتُ مِنها وَاِتَّشَحتُ بِمِرطِها / وَقُلتُ لِعَينَيَّ اِسفَحا الدَمعَ مِن غَدِ
فَقامَت تُعَفّى بِالرِداءِ مَكانَها / وَتَطلُبُ شَذراً مِن جُمانٍ مُبَدَّدِ
وَمَن كانَ مَحزوناً بِإِهراقِ عَبرَةٍ
وَمَن كانَ مَحزوناً بِإِهراقِ عَبرَةٍ / وَهى غَربُها فَليَأتِنا نَبكِهِ غَدا
نُعِنهُ عَلى الإِثكالِ إِن كانَ ثاكِلاً / وَإِن كانَ مَحروباً وَإِن كانَ مُقصَدا
عَفَت عَرَفاتٌ فَالمَصائِفُ مِن هِندِ
عَفَت عَرَفاتٌ فَالمَصائِفُ مِن هِندِ / فَأَوحَشَ ما بَينَ الجَريبَينِ فَالنَهدِ
وَغَيَّرَها طولُ التَقادُمِ وَالبَلى / فَلَيسَت كَما كانَت تَكونُ عَلى العَهدِ
تَرَكوا خَيشاً عَلى أَيمانِهِم / وَيَسوماً عَن يَسارِ المُنجِدِ