القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : بَهاء الدين زُهَير الكل
المجموع : 9
أَيا مَعشَرَ الأَصحابِ ما لي أَراكُمُ
أَيا مَعشَرَ الأَصحابِ ما لي أَراكُمُ / عَلى مَذهَبٍ وَاللَهِ غَيرِ حَميدِ
فَهَل أَنتُمُ مِن قَومِ لوطٍ بَقِيَّةٌ / فَما مِنكُمُ مِن فِعلِهِ بِرَشيدِ
فَإِن لَم تَكونوا قَومَ لوطٍ بِعَينِهِم / فَما قَومُ لوطٍ مِنكُمُ بِبَعيدِ
تُرى هَل عَلِمتُم ما لَقيتُ مِنَ البُعدِ
تُرى هَل عَلِمتُم ما لَقيتُ مِنَ البُعدِ / لَقَد جَلَّ ما أُخفيهِ مِنكُم وَما أُبدي
فِراقٌ وَوَجدٌ وَاِشتِياقٌ وَلَوعَةٌ / تَعَدَّدَتِ البَلوى عَلى واحِدٍ فَردِ
رَعى اللَهُ أَيّاماً تَقَضَّت بِقُربِكُم / كَأَنّي بِها قَد كُنتُ في جَنَّةِ الخُلدِ
هَبوني امرَأً قَد كُنتُ بِالبَينِ جاهِلاً / أَما كانَ فيكُم مَن هَداني إِلى الرُشدِ
وَكُنتُ لَكُم عَبداً وَلِلعَبدِ حُرمَةٌ / فَما بالُكُم ضَيَّعتُمُ حُرمَةَ العَبدِ
وَما بالُ كُتبي لا يُرَدُّ جَوابُها / فَهَل أُكرِمَت أَن لا تُقابَلَ بِالرَدِّ
فَأَينَ حَلاواتُ الرَسائِلِ بَينَنا / وَأَينَ أَماراتُ المَحَبَّةِ وَالوُدِّ
وَما لِيَ ذَنبٌ يَستَحِقُّ عُقوبَةً / وَيا لَيتَها كانَت بِشَيءٍ سِوى الصَدِّ
وَيا لَيتَ عِندي كُلَّ يَومٍ رَسولَكُم / فَأُسكِنَهُ عَيني وَأُفرِشَهُ خَدّي
وَإِنّي لَأَرعاكُم عَلى كُلِّ حالَةٍ / وَحَقِّكُمُ أَنتُم أَعَزُّ الوَرى عِندي
عَليكُم سَلامُ اللَهِ وَالبُعدُ بَينَنا / وَبِالرَغمِ مِنّي أَن أُسَلِّمَ مِن بُعدِ
يُبَشِّرُني مِنكَ الرَسولُ بِزَورَةٍ
يُبَشِّرُني مِنكَ الرَسولُ بِزَورَةٍ / فَإِن صَحَّ هَذا إِنَّني لَسَعيدُ
وَلَستُ إِخالُ الدَهرَ يَسخو بِهَذِهِ / أَلا إِنَّها مِن فِعلِهِ لَبَعيدُ
فَيا أَيُّها المَولى الَّذي أَنا عَبدُهُ / لَقَد زادَ بي شَوقٌ إِلَيكَ شَديدُ
مَتى تَتَمَلّى مِنكَ عَيني بِنَظرَةٍ / وَحَقِّكَ ذاكَ اليَومُ عِندِيَ عيدُ
تَساوَيتُمُ لا أَكثَرَ اللَهُ مِنكُمُ
تَساوَيتُمُ لا أَكثَرَ اللَهُ مِنكُمُ / فَما فيكُمُ وَالحَمدُ لِلَّهِ مَحمودُ
رَأَيتُكُمُ لا يَنجَحُ القَصدُ عِندَكُم / وَلا العِرفُ مَعروفٌ وَلا الجودُ مَوجودُ
وَدِدتُ بِأَنّي ما رَأَيتُ وُجوهَكُم / وَأَنَّ طَريقاً جِئتُكُم مِنهُ مَسدودُ
مَتى تُبعِدَنّي عَن حُدودِ بِلادِكُم / مُطَهَّمَةٌ جُردٌ وَمَهرِيَّةٌ قودُ
وَأُصبِحُ لا يَجري بِبالِيَ ذِكرِكُم / وَتَقطَعُ ما بَيني وَبَينَكُمُ البيدُ
وَسَمراءَ تَحكي الرُمحَ لَوناً وَقامَةً
وَسَمراءَ تَحكي الرُمحَ لَوناً وَقامَةً / لَها مُهجَتي مَبذولَةٌ وَقِيادي
وَقَد عابَها الواشي فَقالَ طَويلَةٌ / مَقالَ حَسودٍ مُظهِرٍ لِعِنادِ
فَقُلتُ لَهُ بَشَّرتَ بِالخَيرِ إِنَّها / حَياتي فَإِن طالَت فَذاكَ مُرادي
نَعَم أَنا أَشكو طولَها وَيَحِقُّ لي / لَقَد طالَ فيها لَوعَتي وَسُهادي
وَما عابَها القَدُّ الطَويلُ وَإِنَّهُ / لَأَوَّلُ حُسنٍ في المَليحَةِ بادي
رَأَيتُ الحُصونَ الشُمَّ تَحرُسُ أَهلَها / فَأَعدَدتُها حِصناً لِحِفظِ وِدادي
بِروحِيَ مَن قَد زارَني وَهوَ خائِفٌ
بِروحِيَ مَن قَد زارَني وَهوَ خائِفٌ / كَما اِهتَزَّ غُصنٌ في الأَراكَةِ مائِدُ
وَما زارَ إِلّا طارِقاً بَعدَ هَجعَةٍ / وَقَد نامَ واشٍ يَتَّقيهِ وَحاسِدُ
فَلَم أَرَ بَدراً قَبلَهُ باتَ خائِفاً / فَهَل كانَ يَخشى أَن تَغارَ الفَراقِدُ
وَكُنتُ أَظُنُّ الحُسنَ قَد خَصَّ وَجهَهُ / وَما هُوَ إِلّا قائِمٌ فيهِ قاعِدُ
فَدَيتُ حَبيباً زارَني مُتَفَضِّلاً / وَليسَ عَلى ذاكَ التَفَضُّلِ زائِدُ
وَما كَثُرَت مِنّي إِلَيهِ رَسائِلٌ / وَلا مَطَلَت بِالوَصلِ مِنهُ مَواعِدُ
رَآني عَليلاً في هَواهُ فَعادَني / حَبيبٌ لَهُ بِالمَكرُماتُ عَوائِدُ
فَمُت كَمَداً يا حاسِدي فَأَنا الَّذي / لَهُ صِلَةٌ مِمَّن يُحِبُّ وَعائِدُ
وَلي واحِدٌ ما لي مِنَ الناسِ غَيرُهُ / أَرى أَنَّهُ الدُنيا وَإِن قُلتُ واحِدُ
فَيا مُؤنِسي لا فَرَّقَ اللَهُ بَينَنا / وَلا أَقفَرَت لِلأُنسُ مِنّا مَعاهِدُ
وَيازائِراً قَد زارَ مِن غَيرِ مَوعِدٍ / وَحَقِّكَ إِنّي شاكِرٌ لَكَ حامِدُ
إِلى كَم أُداري أَلفَ واشٍ وَحاسِدِ
إِلى كَم أُداري أَلفَ واشٍ وَحاسِدِ / فَمَن مُرشِدي مَن مُنجِدي مَن مُساعِدي
وَلَو كانَ بَعضُ الناسِ لي مِنهُ جانِبٌ / وَعَيشِكَ لَم أَحفِل بِكُلِّ مُعانِدِ
إِذا كُنتَ يا روحي بِعَهدِيَ لا تَفي / فَمَن ذا الَّذي يَرجو وَفاءَ مَعاهِدي
أَظُنُّ فُؤادي شَوقُهُ غَيرُ زائِدٍ / وَأَحسَبُ جَفني نَومُهُ غَيرُ عائِدِ
أَبى اللَهُ إِلّا أَن أَهيمَ صَبابَةً / بِحِفظِ عُهودٍ أَو بِذِكرِ مَعاهِدِ
وَكَم مَورِدٍ لي في الهَوى قَد وَرَدتُهُ / وَضَيَّعتُ عُمري في اِزدِحامِ المَوارِدِ
وَما لِيَ مَن أَشتاقُهُ غَيرُ واحِدٍ / فَلا كانَتِ الدُنيا إِذا غابَ واحِدي
أَأَحبابَنا أَينَ الَّذي كانَ بَينَنا / وَأَينَ الَّذي أَسلَفتُمُ مِن مَواعِدِ
جَعَلتُكُمُ حَظّي مِنَ الناسِ كُلُّهُمُ / وَأَعرَضتُ عَن زَيدٍ وَعَمرٍ وَخالِدِ
فَلا تُرضِخوا وُدّاً عَلَيكُم عَرَضتُهُ / فَيا رُبَّ مَعروضٍ وَلَيسَ بِكاسِدِ
وَحَقِّكُمُ عِندي لَهُ أَلفُ طالِبٍ / وَأَلفُ زَبونٍ يَشتَريهِ بِزائِدِ
يَقولونَ لي أَنتَ الَّذي سارَ ذِكرُهُ / فَمِن صادِرٍ يُثني عَلَيهِ وَوارِدِ
هَبوني كَما قَد تَزعَمونَ أَنا الَّذي / فَأَينَ صِلاتي مِنكُمُ وَعَوائِدي
وَقَد كُنتُمُ عَوني عَلى كُلِّ حادِثٍ / وَذُخري الَّذي أَعدَدتُهُ لِلشَدائِدِ
رَجَوتُكُمُ أَن تَنصُروا فَخَذَلتُمُ / عَلى أَنَّكُم سَيفي وَكَفّي وَساعِدي
فَعَلتُم وَقُلتُم وَاِستَطَلتُم وَجُرتُمُ / وَلَستُ عَليكُم في الجَميعِ بِواجِدِ
فَجازَيتُمُ تِلكَ المَوَدَّةِ بِالقِلى / وَذاكَ التَداني مِنكُمُ بِالتَباعُدِ
إِذا كانَ هَذا في الأَقارِبِ فِعلَكُم / فَماذا الَّذي أَبقَيتُمُ لِلأَباعِدِ
تَوَقَّ الأَذى مِن كُلِّ رَذلٍ وَساقِطٍ
تَوَقَّ الأَذى مِن كُلِّ رَذلٍ وَساقِطٍ / فَكَم قَد تَأَذّى بِالأَراذِلِ سَيِّدُ
أَلَم تَرَ أَنَّ اللَيثَ تُؤذيهِ بَقَّةٌ / وَيَأخُذُ مِن حَدِّ المُهَنَّدِ مِبرَدُ
عَفا اللَهُ عَنكُم أَينَ ذاكَ التَوَدُّدُ
عَفا اللَهُ عَنكُم أَينَ ذاكَ التَوَدُّدُ / وَأَينَ جَميلٌ مِنكُمُ كُنتُ أَعهَدُ
بِما بَينَنا لاتَنقُضوا العَهدَ بَينَنا / فَيَسمَعَ واشٍ أَو يَقولَ مُفَنِّدُ
وَيا أَيُّها الأَحبابُ ماذا أَرى بِكُم / وَإِنّي بِحَمدِ اللَهِ أَهدى وَأَرشَدُ
تَعالَوا نُخَلِّ العَتبَ عَنّا وَنَصطَلِح / وَعودوا بِنا لِلوَصلِ وَالعَودُ أَحمَدُ
وَلا تُخدِشوا بِالعَتبِ وَجهَ مَحَبَّةٍ / لَهُ بَهجَةٌ أَنوارُها تَتَوَقَّدُ
وَلا نَتَحَمَّل مِنَّةَ الرُسلِ بَينَنا / وَلا غُرَرَ الكُتبِ الَّتي تَتَرَدَّدُ
إِذا ما تَعاتَبنا وَعُدنا إِلى الرِضى / فَذَلِكَ وُدٌّ بَينَنا يَتَجَدَّدُ
عَتَبتُم عَلَينا وَاِعتَذَرنا إِلَيكُمُ / وَقُلتُم وَقُلنا وَالهَوى يَتَأَكَّدُ
عَتَبتُم فَلَم نَعلَم لِطيبِ حَديثِكُم / أَذَلِكَ عَتبٌ أَم رِضاً وَتَوَدُّدُ
وَقَد كانَ ذاكَ العَتبُ عَن فَرطِ غَيرَةٍ / وَيا طيبَ عَتبٍ بِالمَحَبَّةِ يَشهَدُ
وَبِتنا كَما نَهوى حَبيبَينِ بَينَنا / عِتابٌ كَما اِنحَلَّ الجُمانُ المُنَضَّدُ
وَأَضحى نَسيمُ الرَوضِ يَروي حَديثِنا / فَيا رَبُّ لا تُسمَع وُشاةٌ وَحُسَّدُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025