المجموع : 3
لرزئكَ إن أبكي وإن أتجلّدُ
لرزئكَ إن أبكي وإن أتجلّدُ / فناركَ في قلبي تشبّ وتوقدُ
أخي فدتكَ النفس ما كنت عالماً / بأنّك عن عيني تغيب وتبعدُ
وما كنتُ أدري أن يُفاجئكَ الرَدى / وفي صَفَحات التربِ تُطوى وتلحدُ
لقد كنتَ لي خلّاً حميماً وصاحباً / أَخا ودّه بين الأحبّة يحمدُ
فها إنّني حلف الكآبة والجوى / وأدمع عينٍ صوبها ليس يجمدُ
مَضَيتَ فأوَريت القلوب بشعلةٍ / منَ الحزنِ لا يخبو ولا هو يخمدُ
لقَد خَسِرتك الكاظميّة واعظاً / خَطيباً له فنّ الخطابة يعهدُ
فآلُ شديد أصبحت في بيوتها / مآتم للأشجانِ والنوح تعقدُ
قَضيت أبا عبّاس يا نور ناظري / فها ناظري من بعدك اليوم أرمدُ
وأيّاميَ البيض التي قد قضيتها / يجلّلها برد من الحزن أسودُ
فَقدتُكَ يا زين المنابر إنّما / هلال السما إن اظلم الليل يُفقدُ
فليسَ يلذّ العيش بعدكَ لا ولا / يطيبُ فعيشٌ إن فقدتُكَ أنكدُ
فَهيهات يصفو العيش أو آلف الهنا / ويعذُب لي ما عشت بعدك موردُ
وقفتُ على الدار التي كنتَ نورها / فقلتُ لها يا دار أين محمّدُ
إلى أين قد غابَ الخطيب أخو الندى / حميد السجايا سامي الخلق سيّدُ
وَمَن هوَ للأعواد والوعظ لائق / وأهل وللإصلاح داع ومرشدُ
فأيّ خطيبٍ للمنابر يُرتجى / مواعظهُ في الناس تُرضى وتحمدُ
بِرغميَ يُمسي في اللحود مُعفَّراً / فقد كان لي عند المُلمّات يعضدُ
فلا أنا أنساه ولست بصابر / على فقدهِ إذ مثله ليس يوجدُ
أخي كيف أسلو عنك يا خير صابر / إليه المعالي والفضائل تُسنَدُ
فَنَم بجوارِ المُرتضى جدّك الذي / له الناس في كلّ النوائب تقصدُ
فَما خابَ مَن فيه تمسّك واِلتجا / إليهِ ففي الرضوان يَحضى ويسعدُ
أيا وفد إيران الكرام الأماجد
أيا وفد إيران الكرام الأماجد / ومَن هُم بأفقِ المكرُمات فراقدُ
سَبَقتم إلى العليا وحُزتُم مفاخراً / جميع الورى عن نيلها متقاعدُ
مِنَ الملك السامي أتَيتم بمُصحف / كريم به للعالمين فوائدُ
إلى مرقد القمّي أكرم سيّد / به قد سَمَت فخراً وطابت مراقدُ
هو السيّد الطهر الحسين ومَن به / لشرعِ الهدى والدين قامت قواعدُ
فَهَذي لكم مِن بقعة الطفّ تربة / بها خالق الأشياء بالطيب شاهدُ
لسبطِ رسول اللّه فخراً تضمّنت / وفيها أبو السجّاد ثاو وراقدُ
بآل رسول اللّه والسادة الأُلى / بقاع لهم قد زُيِّنَت ومساجدُ
فشُكراً لكم يا أسرة المجدِ والعلى / وفيكم لنا حقّا تنالُ المقاصدُ
وَدُمتم مدى الأيّام بالعزّ والبقا / وَمجدكم في الدهر باقٍ وخالدُ
أيا اِبن العُلا والغرّ والفخر والمجد
أيا اِبن العُلا والغرّ والفخر والمجد / وحلف المعالي السيّد الفاضل المهدي
ويا سيّداً في الناس قد شاع فضلهُ / فليس له في العلمِ والفضل من ندِّ
نَمته العُلى للأكرمين بني الهُدى / سلالة طه مِن بني شيبة الحمدِ
وهُم علّة الإيجاد لولا وجودهم / على الأرضِ ما بان الضلال من الرشدِ
أَلا أيّها المولى الهمام ألا اِستَمِع / مقال اِمرئٍ حلف الصبابة والوجدِ
فليسَ بناسٍ منك فضلاً وإنّه / يبوحُ بما في قلبه لك من ودِّ
ويذكرُ أيّاماً بقربك قد مضت / ويكثر منك الذكر في القرب والبعدُ
تحيّرت في أمري فلم أرَ واحداً / سواك له بين الورى مطلبي أُبدي
سعيد حفيدي حانَ حين زواجهِ / وليسَ لما يقضي المرام له عندي
سوى أنّني أرجو التفضّل منكم / وأنتم أولو الإحسان من سالف العهدِ
لكُم من صميمِ القلب أدعو وأرتجي / منَ اللّه تبقى في سرور وفي سعدِ