المجموع : 3
تلومُ على تَرْكي الغِنَى باهِلِيَّةٌ
تلومُ على تَرْكي الغِنَى باهِلِيَّةٌ / نَفى الدَّهْرُ عَنها كلَّ طِرْفٍ وتالِدِ
تَرى حَولَها النِّسْوانَ يَرْفُلْنَ كالدُّمى / مُقلَّدَةً أعناقُها بالقَلائِدِ
فقلتُ لَها لما رأيتُ دُموعَها / تَحدَّرنَ فَوقَ الخَدِّ مِثلَ الفَرائِدِ
أَسَرَّكِ أنّي نِلتُ ما نالَ جَعفَرٌ / مِنَ المُلكِ أوْ ما نالَ يَحْيى بنُ خالِدِ
وأنَّ أميرَ المؤمنينَ أعَضَّني / مَعَضَّهُما بالمُرهَفاتِ البَوارِدِ
ذَريني تَجِئْني مِيتَتي مُطْمَئِنَّةً / ولمْ أَتَجَشَّمْ هَوْلَ تِلكَ المَوارِدِ
فإن عَلِيّاتِ الأُمورِ مَشوبَةٌ / بِمُسْتَوْدَعاتٍ في بُطونِ الأساوِدِ
رمى القلبَ بأسٌ من سُليمي فأقصدا
رمى القلبَ بأسٌ من سُليمي فأقصدا / وكان بها هيامةَ القلبِ مُهندا
لنا ندماءٌ ما نملُّ حَديثَهم
لنا ندماءٌ ما نملُّ حَديثَهم / أمينونَ مأمونون غَيْبًا ومَشْهَدا
يُفيدوننا من علمِهم عِلمَ ما مَضى / ورأيًا وتأديبا وأمرًا مُسدَّدا
بلا عِلّةٍ تُخشى ولا خوفَ ريبةٍ / ولا نَتّقي منهم بَنانا ولا يَدا
فإنْ قُلتَ هُم أحياءُ لستَ بكاذبٍ / وإنْ قلتَ هُم مَوتى فلستَ مُفنَّدا