المجموع : 12
لَكَ الحَمدُ يا ذا العَرشِ يا خَيرَ مَعبودِ
لَكَ الحَمدُ يا ذا العَرشِ يا خَيرَ مَعبودِ / وَيا خَيرَ مَسؤولٍ وَيا خَيرَ مَحمودِ
شَهِدنا لَكَ اللَهُمَّ أَن لَستَ والِداً / وَلَكِنَّكَ المَولى وَلَستَ بِمَولودِ
وَأَنَّكَ مَعروفٌ وَلَستَ بِمَوصوفٍ / وَأَنَّكَ مَوجودٌ وَلَستَ بِمَجدودِ
وَأَنَّكَ رَبٌّ لا تَزالُ وَلَم تَزَل / قَريباً بَعيداً غائِباً غَيرَ مَفقودِ
أَلا كُلُّ مَولودٍ فَلِلمَوتِ يولَدُ
أَلا كُلُّ مَولودٍ فَلِلمَوتِ يولَدُ / وَلَستُ أَرى حَياً لِشَيءٍ يُخَلَّدُ
تَجَرَّد مِنَ الدُنيا فَإِنَّكَ إِنَّما / سَقَطتَ إِلى الدُنيا وَأَنتَ مُجَرَّدُ
وَأَفضَلُ شَيءٍ نِلتَ مِنها فَإِنَّهُ / مَتاعٌ قَليلٌ يَضمَحِلُّ وَيَنفَدُ
وَكَم مِن عَزيزٍ أَذهَبَ الدَهرُ عِزَّهُ / فَأَصبَحَ مَرحوماً وَقَد كانَ يُحسَدُ
فَلا تَحمَدِ الدُنيا وَلَكِن فَذُمَّها / وَما بالُ شَيءٍ ذَمَّهُ اللَهُ يُحمَدُ
تَبارَكَ مَن فَخري بِأَنّي لَهُ عَبدُ
تَبارَكَ مَن فَخري بِأَنّي لَهُ عَبدُ / وَسُبحانَهُ سُبحانَهُ وَلَهُ الحَمدُ
وَلا مُلكَ إِلّا مُلكُهُ عَزَّ وَجهُهُ / هُوَ القَبلُ في سُلطانِهِ وَهُوَ البَعدُ
فَيا نَفسُ خافي اللَهَ وَاجتَهِدي لَهُ / فَقَد فاتَتِ الأَيّامُ وَاقتَرَبَ الوَعدُ
فَخَيرَ المَماتِ قَتلَةٌ في سَبيلِهِ / وَخَيرُ المَعاشِ الخِفُّ وَالحِلُّ وَالقَصدُ
تَشاغَلتُ عَمّا لَيسَ لي مِنهُ حيلَةٌ / وَلا بُدَّ مِمّا لَيسَ مِنهُ لَنا بُدُّ
عَجِبتُ لِخَوضِ الناسِ في الهَزلِ بَينَهُم / صَراحاً كَأَنَّ الهَزلَ بَينَهُمُ جِدُّ
نَسوا المَوتَ فَارتاحوا إِلى اللَهوِ وَالصِبا / كَأَنَّ المَنايا لا تَروحُ وَلا تَغدو
سَلامٌ عَلى قَبرِ النَبِيِّ مُحَمَّدٍ
سَلامٌ عَلى قَبرِ النَبِيِّ مُحَمَّدٍ / نَبِيِّ الهُدى وَالمُصطَفى وَالمُؤَيَّدِ
نَبِيٍّ هَدانا اللَهُ بَعدَ ضَلالَةٍ / بِهِ لَم نَكُن لَولا هُداهُ لِنَهتَدي
فَكانَ رَسولُ اللَهِ مِفتاحَ رَحمَةٍ / مِنَ اللَهِ أَهداها لِكُلِّ مُوَحِّدِ
وَكانَ رَسولُ اللَهِ أَفضَلَ مَن مَشى / عَلى الأَرضِ إِلّا أَنَّهُ لَم يُخَلَّدِ
شَهِدتُ عَلى أَن لا نُبُوَّةَ بَعدَهُ / وَأَن لَيسَ حَيٌّ بَعدَهُ بِمُخَلَّدِ
وَأَنَّ البِلى يَأتي عَلى كُلِّ جِدَّةٍ / وَأَنَّ المَنايا لِلعِبادِ بِمَرصَدِ
تَبارَكَ مَن يَجري الفِراقُ بِأَمرِهِ / وَيَجمَعُ مِن شَتّى عَلى غَيرِ مَوعِدِ
أَيا صاحِ إِنَّ الدارَ دارُ تَبَلُّغٍ / إِلى بَرزَخِ المَوتى وَدارُ تَزَوِّدِ
أَلَستَ تَرى أَنَّ الحَوادِثَ جَمَّةٌ / يَروحُ عَلَينا صَرفُهُنَّ وَيَغتَدي
تَبَلَّغ مِنَ الدُنيا وَنَل مِن كَفافِها / وَلا تَعتَقِدها في ضَميرٍ وَلا يَدِ
وَكُن داخِلاً فيها كَأَنَّكَ خارِجٌ / إِلى غَيرِها مِنها مِنَ اليَومِ أَو غَدِ
أَراعَكَ نَقصٌ مِنكَ لَمّا وَجَدتَهُ
أَراعَكَ نَقصٌ مِنكَ لَمّا وَجَدتَهُ / وَما زِلتَ في نَقصٍ وَأَنتَ وَليدُ
سَقَطتَ إِلى الدُنيا وَحيداً مُجَرَّداً / وَتَمضي عَنِ الدُنيا وَأَنتَ وَحيدُ
وَحِدتَ عَنِ المَوتِ الَّذي لَن تَفوتَهُ / وَلابُدَّ مِمّا أَنتَ عَنهُ تَحيدُ
وَمِن رُشدِ رَأيِ المَرءِ أَن يَمحَضَ التُقى / وَإِنَّ امرَأً مَحضَ التُقى لَسَعيدُ
هِيَ النَفسُ إِن تَصدُقكَ تَمنَحكَ نُصحَها / وَأَنتَ عَلَيها إِن صَدَقتَ شَحيدُ
وَما العَيشُ إِلّا مُستَفادٌ وَمُتلَفٌ / وَما الناسُ إِلّا مُتلِفٌ وَمُفيدُ
هُوَ اللَهُ رَبّي وَالقَضاءُ قَضاؤُهُ / وَرَبّي عَلى ما كانَ مِنهُ حَميدُ
سَتَنقَطِعُ الدُنيا بِنُقصانِ ناقِصٍ
سَتَنقَطِعُ الدُنيا بِنُقصانِ ناقِصٍ / مِنَ الخَلقِ فيها أَو زِيادَةِ زائِدِ
وَمَن يَغتَنِم يَوماً يَجِدهُ غَنيمَةً / وَمَن فاتَهُ يَومٌ فَلَيسَ بِعائِدِ
وَما المَوتُ إِلّا مَورِدٌ عَنهُ مَصدَرٌ / وَما الناسُ إِلّا وارِدٌ بَعدَ وارِدِ
كَأَنّا وَإِن كُنّا نِياماً عَنِ الرَدى
كَأَنّا وَإِن كُنّا نِياماً عَنِ الرَدى / غَداً تَحتَ أَحجارِ الصَفيحِ المُنَضَّدِ
نُرَجّي خُلودَ العَيشِ حيناً وَضِلَّةً / وَلَم نَرَ مِن آبائِنا مِن مُخَلَّدِ
لَنا فِكرَةٌ في أَوَّلينا وَعِبرَةٌ / بِها يَقتَدي ذو العَقلِ فيها وَيَهتَدي
وَلَكِنَّنا نَأتي العَمى وَعُيونُنا / إِلَيهِ رَوانٍ هاكَذا عَن تَعَمُّدِ
كَأَنّا سَفاهاً لَم نُصَب بِمُصيبَةٍ / وَلَم نَرَ مِنّا مَيِّتاً جَوفَ مُلحَدِ
بَلى كَم أَخٍ لي ذي صَفاءٍ حَثَوتُهُ / عَلى الرَغمِ مِنّي مُلحَدَ الرَمسِ بِاليَدِ
أُهيلُ عَلَيهِ التُربَ مِن كُلِّ جانِبٍ / أَرى ذاكَ مِنّي حَقَّ زادِ المُزَوَّد
وَقَد كُنتُ أَفديهِ وَأَحذَرُ نَأيَهُ / وَأَفزَعُ إِمّا باتَ غَيرَ مُمَهَّدِ
لِكُلِّ أَخي ثُكلٍ عَزاءٌ وَأُسوَةٌ / إِذا كانَ مِن أَهلِ التُقى في مُحَمَّدِ
نُريدُ بَقاءً وَالخُطوبُ تَكيدُ
نُريدُ بَقاءً وَالخُطوبُ تَكيدُ / وَلَيسَ المُنى لِلمَرءِ كَيفَ يُريدُ
وَمَن يَأمَنُ الأَيامَ أَمّا اتِّساعُها / فَخَبلٌ وَأَمّا ضيقُها فَشَديدُ
وَأَيُّ بَني الأَيّامِ إِلّا وَعِندَهُ / مِنَ الدَهرِ عِلمٌ طارِفٌ وَتَليدُ
يَرى ما يَزيدُ وَالزِيادَةُ نَقصُهُ / أَلا إِنَّ نَقصَ الشَيءِ حينَ يَزيدُ
وَمِن عَجَبِ الدُنيا يَقينُكَ بِالفَنا / وَأَنَّكَ فيها لِلبَقاءِ مُريدُ
أَلَم تَرَ أَنَّ الحَرثَ وَالنَسلَ كُلَّهُ / يَبيدُ وَمِنهُ قائِمٌ وَحَصيدُ
لَعَمري لَقَد بادَت قُرونٌ كَثيرَةٌ / وَأَنتَ كَما بادَ القُرونُ تَبيدُ
وَكَم صارَ تَحتَ الأَرضِ مِن خامِدٍ بِها / وَقَد كانَ يَبني فَوقَها وَيَشيدُ
وَكَم مِن عَديدٍ قَد مَحا الدَهرُ ذِكرَهُم / كَذا الدَهرُ لايَبقى عَلَيهِ عَديدُ
وَلِلمَوتِ عِلّاتٌ تَجَلّى وَتَختَفي / وَلِلدَهرِ وَعدٌ مَرَّةً وَوَعيدُ
وَرَبِّ البِلى إِنَّ الجَديدَ إِلى البِلى / وَإِنَّ الَّذي يُبلي الجَديدَ جَديدُ
أَيا لِلمَنايا وَيحَها ما أَجَدَّها
أَيا لِلمَنايا وَيحَها ما أَجَدَّها / كَأَنَّكَ يَوماً قَد تَوَرَّدتَ وِردَها
وَيا لِلمَنايا ما لَها مِن إِقالَةٍ / إِذا بَلَغَت مِن مُدَّةِ الحَيِّ حَدَّها
أَلا يا أَخانا إِنَّ لِلمَوتِ طَلعَةً / وَإِنَّكَ مُذ صُوِّرتَ تَقصِدُ قَصدَها
وَلِلمَرءِ عِندَ المَوتِ كَربٌ وَغُصَّةٌ / إِذا مَرَّتِ الساعاتُ قَرَّبنَ بُعدَها
لَكَ الخَيرُ أَمّا كُلُّ نَفسٍ فَإِنَّها / تَموتُ وَإِن حادَت عَنِ المَوتِ جُهدَها
سَتُسلِمُكَ السَعاتُ في بَعضِ مَرِّها / إِلى ساعَةٍ لا ساعَةٌ لَكَ بَعدَها
وَتَحتَ الثَرى مِنّي وَمِنكَ وَدائِعٌ / قَريبَةُ عَهدٍ إِن تَذَكَّرتَ عَهدَها
مَدَدتَ المُنى طولاً وَعَرضاً وَإِنَّها / لَتَدعوكَ أَن تَهدا وَأَن لا تَمُدَّها
وَمالَت بِكَ الدُنيا إِلى اللَهوِ وَالصِبا / وَمَن مالَتِ الدُنيا بِهِ كانَ عَبدَها
إِذا ما صَدَقتَ النَفسَ أَكثَرتَ ذَمَّها / وَأَكثَرتَ شَكواها وَأَقلَلتَ حَمدَها
بِنَفسِكَ قَبلَ الناسِ فَاعنَ فَإِنَّها / تَموتُ إِذا ماتَت وَتُبعَثُ وَحدَها
وَما كُلُّ ما خُوِّلتَ إِلّا وَديعَةً / وَلَن تَذهَبَ الأَيامُ حَتّى تَرُدَّها
إِذا أَذكَرَتكَ النَفسُ دِنياً دَنِيَّةً / فَلا تَنسَ رَوضاتي الجِنانِ وَخُلدَها
أَلَستَ تَرى الدُنيا وَتَنغيصَ عَيشِها / وَأَتعابَها لِلمُكثِرينَ وَكَدَّها
وَأَدنى بَني الدُنيا إِلى الغَيِّ وَالعَمى / لَمَن يَبتَغي مِنها سَناها وَمَجدَها
وَلَو لَم تُصِب مِنها فُضولاً أَصَبتَها / إِذاً لَم تَجِد وَالحَمدُ لِلَّهِ فَقدَها
إِذا النَفسُ لَم تَصرِف عَنِ الحِرصِ جُهدَها / إِذا ما دَعاها أَضرَعَ الحِرصُ خَدَّها
هَوى النَفسِ في الدُنيا إِلى أَن تَغولَها / كَما غالَتِ الدُنيا أَباها وَجَدَّها
أَلا إِنَّ رَيبَ الدَهرِ يُدني وَيُبعِدُ
أَلا إِنَّ رَيبَ الدَهرِ يُدني وَيُبعِدُ / وَيُؤنِسُ بِالأُلّافِ طَوراً وَيُفقِدُ
أَصابَت بِرَيبِ الدَهرِ مِنّي يَدي يَدي / فَسَلَّمتُ لِلأَقدارِ وَاللَهَ أَحمَدُ
وَقُلتُ لِرَيبِ الدَهرِ إِن هَلَكَت يَدٌ / فَقَد بَقِيَت وَالحَمدُ لِلَّهِ لي يَدُ
إِذا بَقِيَ المَأمومُ لي فَالرَشيدُ لي / وَلي جَعفَرٌ لَم يُفقَدا وَمُحَمَّدُ
رَحَلتُ عَنِ الرَبعِ المُحيلِ قَعودي
رَحَلتُ عَنِ الرَبعِ المُحيلِ قَعودي / إِلى ذي زُحوفٍ جَمَّةٍ وَجُنودِ
وَراعٍ يُراعِ اللَيلَ في حِفظِ أُمَّةٍ / يُدافِعُ عَنها الشَرَّ غَيرَ رَقودِ
بِأَلوِيَةٍ جِبريلُ يَقدُمُ أَهلَها / وَراياتِ نَصرٍ حَولَهُ وَبُنودِ
تَجافى عَنِ الدُنيا وَأَيقَنَ أَنَّها / مُفارِقَةٌ لَيسَت بِدارِ خُلودِ
وَشَدَّ عُرى الإِسلامِ مِنهُ بِفِتيَةٍ / ثَلاثَةِ أَملاكٍ وُلاةِ عُهودِ
هُمُ خَيرُ أَولادٍ لَهُم خَيرُ والِدٍ / لَهُ خَيرُ آباءٍ مَضَت وَجُدودِ
بَنو المُصطَفى هارونَ حَولَ سَريرِهِ / فَخَيرُ قِيامٍ حَولَهُ وَقُعيدِ
تُقَلِّبُ أَلحاظَ المَهابَةِ بَينَهُم / عُيونُ ظِباءٍ في قُلوبِ أُسودِ
جُدودُهُمُ شَمسٌ أَتَت في أَهِلَّةٍ / تَبَدَّت لِراءٍ في نُجومِ سُعودِ
شَهِدَت قُرَيشٌ وَالقَبائِلُ كُلُّها
شَهِدَت قُرَيشٌ وَالقَبائِلُ كُلُّها / بِفَضلِ أَميرِ المُؤمِنينَ مُحَمَّدِ