المجموع : 4
تركتُ بشطِّ النيلِ لي سكناً فردا
تركتُ بشطِّ النيلِ لي سكناً فردا / حبستُ عليه الدمعَ أن يطأ الخدا
غزالٌ طواه الموتُ من بعد هجرةٍ / أطعنا فلا كنا بها الأسدَ الوردا
فسقياً لمهجورِ الفِناءِ كأنني / أعدّ له ذنباً وأطوي له حقدا
أسميه من فرطِ الصبابةِ مضجعاً / ولو طاوعت نفسي لسميته لحدا
وآخر عهدي من حبيبيَ أنه / مضى يحسبُ الإعراضَ عن هجره قصدا
وزودني يومَ الحمامِ صحيفةً / وثني شعارٍ لا جديداً ولا جردا
أُداوي به تخفاقَ قلبي كأنني / أضمُّ إليه صاحبَ البردِ لا البردا
وقد كنتُ بالتقبيل أمحو رقاعَهُ / فصرتُ بماءِ الدمع أغسلها وجدا
عدمتُ فؤادي كم أرجّي انصداعه / ويبقى على غدرِ الزمان صفاً جلدا
بكيتُ دفيناً ليته كان باكياً / عليَّ فقاسى دونيَ الثكلَ والفقدا
مضى والتقى والنسكُ حشوُ ثيابهِ / ورحَّلَ عنها الحسنَ والظرفَ والحمدا
حرامٌ على أيدي الحرامِ ممنَّعُ / وإن كان أندى الحبّ يشعله وقدا
فيا ليتَ شعري عنك والتربُ بيننا / وذاك وإن قربته نازحٌ جدا
منحتَ الرى تلك المحاسنَ أم ترى / غُصِبتَ عليها أم سَمَحتَ بها عمدا
أَبَحتَ الرضابَ العذبَ بعد تمنعٍ / وأبرزتَ ذاك الجيدَ والفاحمَ الجعدا
طوت بعدك الدنيا رداءَ جمالها / فلا روضها يُجلَى ولا تُربَها يَندى
حبيبٌ سرى يستقبلُ الليلَ وحدَهُ
حبيبٌ سرى يستقبلُ الليلَ وحدَهُ / ويسبقُ آرامَ الصريمِ وأُسدَهُ
فلا الأُنسُ من أمثالهِ الأُدمِ عاقَهُ / ولا الذعرُ من أعدائِهِ الغُلبِ صدَّهُ
يخوضُ إليَّ الليلَ ما بُلَّ عِطفُهُ / ويفرجُ غيلَ الدَّوحِ ما حُلَّ عقده
وقد طلعت في الرأس منِّي رايةٌ / ثكلتُ بها هَزلَ النعيم وجدّه
كُلوحُ مشيبٍ لو يكون تبسماً / كما زعموا ما إنم بكى القلب عنده
وما زَهَرات الشيبِ فيه ظوالمٌ / كذا العشبُ يأتي يانعُ الزهرِ بعده
أخذتُ من الدهر التجاريبَ جملةً / وقبل أشدي ما بلغتُ أشدّه
أطعت العلى في هجرِ ليلى وإنني
أطعت العلى في هجرِ ليلى وإنني / لأضمرُ فيها مثل ما يضمرُ الزند
صريمةُ عزمٍ لم يكن من رجالها / سواي من العشاقِ قبلُ ولا بعد
رأيتُ فراق النفس أهون ضَيرةً / عليّ من الفعلِ الذي يكرهُ المجد
تحصنت من كيد العدوّ وآلهِ
تحصنت من كيد العدوّ وآلهِ / بمجنبةٍ من حبِّ آل محمدِ
ودون يد الجبارِ من أن تنالني / جواشنُ أمنٍ صُنتها بالتهجد
ألحُّ على مولىً كريمٍ كأنما / يباكَرُ مني بالغريمِ اليلندد
أَيسلمني من بعد من أنا جارُهُ / وقد علقت إحدى حبائِله يدي