المجموع : 4
ألمت وواشيها مع الصبح راقد
ألمت وواشيها مع الصبح راقد / وقد عبقت بالمسك منها القلائد
يرنحها سكر الشباب فتنثني / كما اهتز ممطور من البان مائدُ
ولولا سكر الشباب فتنثني / عليك ولولا الطيب ما ارتاب حاسدُ
ذروني وماثور العتاب فدونه / أكابد من لذع الهوى ما أكابدُ
ول تنكروا مر النسيم فعنده / حديث على دين الصبابة شاهد
يذكرني مسراه ربعا الفته / وعيشا تقضي ليت باديه عائدُ
واهيف معسول الشمائل بينه / وبين وصالي برزخ متباعد
أقل بلائي أنني فيه راغب / وأكثر حزني أنه في زاهدُ
له من بديع الحسن خد مورد / ولي من دموعي فوق خدي مواردُ
يهون عليه أن أبيت مسهدا / يذود الكرى عن جفن عيني ذائدُ
تمر الليالي دونه وهو هاجر / واقني ولا يقضى الذي هو واعد
لعل الهوى يحلو فينعم عاشق / ويظفر مشتاق ويطرف ساهدُ
إذا هبت النكباء مال كأنه / نزيف سقته الراح هيفاء ناهدُ
إليك فما يشتد للمرء ساعد / إذا كان من يهواه ليس يساعدُ
فأقسم أني في الصبابة واحد / وإن كمال الدين في الجود واحدُ
هو الملك الزاكي النجار ومن به / تجمعت الآمال وهي بدائدُ
مهونة أمواله وعداته / مكرمة قصاده والقصائد
كريم المساعي والجدود مهذب / له مورد ما ذمه الدهر وارد
وجود كسوب الغيث يهمي فيستوي / لديه الأداني والأقاصي الأباعدُ
شهاب ر داه للمعادين محرق / وظل نداه للموالين باردُ
سريع القرى للضيف في كل أزمة / طويل نجاد السيف أروع ماجدُ
يلين لعاف يجتديه تكرّما / ويشتد ما ألقت عصاها الشدائدُ
تقلده العلياء أبهى عقودها / وتلقى إليه في الأمور المقالدُ
وتستقبل الآمال غرة وحههه / كما استقبل البيت المعظم ساجدُ
إذا رفد قوم جاء بالمطل ناقصا / أتانا ابتداء رفده وهو زائد
فأدنى عطاياه البدور صوامتا / لراج ضريك والحسان الخرائد
أبا الفضل يا أسنى الآنام مواهبا / كرمت فما خلق لفضلك جاحدُ
أبى الله أني واجد لك في الندى / ضريبا وأنت المرء بالجود واحدُ
سحابك سحاح وربعك مخصب / ووجهك وضاح وجدك صاعدُ
وغير طريف أن تجود بطارف / ويتبعه للمجتدي منك تالدُ
وأنت من القوم الذين وجوههم / مصابيح من ضل الدجى والفراقد
أكاسرة شم الأنوف إذا احتبوا / زهت بهم تيجانهم والمعاقدُ
أقام جداهم والغمام مقوض / وذاب نداهم والأكف جوامدُ
فيا من حكت أخلاقه الروض راضه / حيا وزكت أعراق المحاتدُ
إذا سار يوما ركب مدح فانده / بغيرك مجتاز ونحوك قاصدُ
عتادك للهيجاء بين صوارم / تؤى من دم الأجساد وهي جواسدُ
وجرد عتاق لم تزل بطرادها / لدى كل حرب تسترد الطرائد
فها أنت مريخ إذا احتدم الوغى / وفي السلم أنت المشترى وعطاردُ
بدولتك الغراء يأمن خائف / وينصر موثور ويصلح فاسدُ
لقد كنت من قبل اجتادائك في لظى / وها أنا من نعماكفي الخلد خالدُ
فهنيت عيد النحر يا ابن محمد / ولا برحت وقفا عليك المحامدُ
فإنك للنعي معيد ومبدىء / ولله عند المنعمين عوائدُ
فلا حطت الأقدار من أنت رافع / ولا حلت الأيام ما أنت عاقدُ
جنيت جنيَّ الورد من ذلك الخد
جنيت جنيَّ الورد من ذلك الخد / وعانقت غصن البان من ذلك القدِ
وقبلت منه غرة تحت طرة / تعنون عن حظي بفاحمها الجعدِ
غزال كاشراق الغزالة سنّة / وكالبدر بدر التمّ في السنّ والبعدِ
يساعف أحيانا فاقنع بالمنى / ويجفو فارضى بالقطيعة والصدِ
بكى خيفة الواشي فظلت دموعه / تناثر مثل الطل في ورق الوردِ
ورنحه سكر الصبا فأماله / كما ميلت ريح الصبا غصن الرندِ
أتى زائرا والليل لابس عقده / وفارقني والليل مستلب العقدِ
فبات فمي يجني محاسن وجهه / وبات شهي الدل يجني ويستعدي
سقى عهده صوب العهاد وإن ناي / بجانبه عني وحال عن العهدِ
وردّ ليالي الأجرع الفرد باللوى / فيا طيب عيش مر بالأجرع الفردِ
عشية ورد اللهو غير مكدر / وظبي الحمى يسطو على الأسد والوردِ
إلا ليت شعري هل وفي ريم رامة / وهل عنده من لاعج الشوق ما عندي
أحن إليه والتنائف بيننا / حنين عطاش حئمات إلى وردِ
لئن وقرت يوما بسمعي ملامة / لهند فلا عفت الملامة في هندِ
ولا وجدت عيني سبيلا إلى البكا / ولا بت في أسر الصبابة والوجدِ
وبحت بما ألقى ورحت مقابلا / سماح عبيد الله بالكفر والجحدِ
فتى يبدىء الإحسان ثم يعيده / إذا مستميح عاد أحسن ما يبدي
كريم المحيّا وافر العلم والحجى / غزير الندى والحلم مقتسم الرفدِ
وأروع يعطي المادحين مناهم / فقد آمنوا من بابه روعة الردِ
أخو النائل الفضفاض والسؤدد الذي / يسود به الأقوام والكرم العدِ
يرحب بالزوار ما نزلوا به / إذا أضقن أخلاقا ويفرح بالوفدِ
فللغيث بد من نداه وما أرى / لراحته في بذلها الجود من بدِ
على صفحتي خديه للبشر لمعة / كلمعة سيف سل من خلل الغمدِ
يجود بلا وعد على كل طالب / وهل جاد غيث قط إلا بلا وعدِ
تحول الليالي دائما عن عهودنا / وما حال عن عهد قديم ولا ودِّ
ترى البحر في جزر ومد ولم يزل / ندى راحتيه مدة الدهر في مدِّ
له شيمة كالماء لطفا فإن تهج / بسخط ففقيها غلظة الحجر الصلدِ
أحد مضاء واتزاما من القنا / واقطع باللآراء من قضب الهندِ
تجلّى به همّي واثرت به يدى / وأورى به في كل حالكة زندي
أمؤتمن الدين الكريم الذي سعى / فحاز بادني سعيه قصب المجدِ
متى كنت مسبوقا إلى نيل سؤدد / أبت ذاك أعراق المطهة الجردِ
نراك لمن عاداك مضغة علقم / وأحلى خلالا للخليل من الشهدِ
تهن بعيد الفطر وابق ممدحا / بعيد المدى هامي الندى صاعد الجدِ
ودم أبدا يا ابن الدوامي ساحبا / ذيول المساعي الغرّ في طرق الحمدِ
سقى دار سعدى باللوى وسعاد
سقى دار سعدى باللوى وسعاد / عِهاد من الوسمي بعد عِهادِ
وروض مغناها الأريض ولا ونت / تراوحه ريح الصبا وتغادي
وأخصب من جوِ جواي بأرضه / وطاب مرادا في حماه مرادي
وقاضية بالظلم لولا اعتدالها / وجور هواها ما أقضى وسادي
خلية قلب من غرامي ولوعتي / وراقدة عن عبرتي وسهادي
ممنعة تاهت بميض مبسم / ومسوّد فود شاب منه فؤادي
لها مقلة كحلاء أودت بمغرم / له مقلة لم تكتحل برقادِ
أصافي عليها عليا ذرى وأوده / واخصم فيها عاذلي وأعادي
فيا ظمء قلبي والمناهل جمة / إلى عذب ماء بالعذيب برادِ
أبيت عليه حائما متلدّدا / وأصبح حران الجوانح صادي
أصعد أنفاسا حرارا كأنما / لهن على الأحشاء وخز صعادِ
تحرمه دوني إذا رمت ورده / بوارق بيض بالدماء ورادِ
وما ذاك خوف من توعَّد قومها / وإني لجلد عن كل جلادِ
ولكن إذا استعبدت في الحب لم تهب / ولو كنت قرن الحارث بن عبادِ
سألفى مضيعا من أضاع مودتي / واحفظ حرا حافظا لودادي
منيع الحمى والجار يطرف مادحا / بما اعتدّه من طارق وتلادِ
علت يده ما اسود جنح من الدجى / فما خلقت إلا لبيض أيادي
ومن كسماح ابن الدوامي إن غدا / وراح لرفد مبدأ ومعادِ
أب يالفرج الفراج بالبذل للهى / كروبا عن الصافين جد شدادِ
لقد غمرتنا من أياديه أنعم / نيسنا بها معنا وكعب أيادِ
أجدت مديحي فيه لما رأيته / جواج عريق المجد نجل جوادِ
يروع ويغدو منعشي بعوارف / كصوب سوار حفل وغوادي
وما زال سباقا إلى كل غاية / مداها على طلابها متمادي
فحاضر جدوى راحتيه لحاضر / وبادى نداه المستماح لبادي
وفي بعهد الخل أضحت خلاله / كزُهر سماء أو كزَهرة وادي
عتاد لمن يأوي إليه وعدة / فشكرا له من عدة وعتادِ
يحب ادخار الحمد علما بأنه / أجل ادخار للكريم وزادِ
تحمل أعباء المكارم والعلى / وساد برأي محكم وسدادِ
وغر مساع كالنجوم منيرة / تضيء وليلات الخطوب دادي
إذا ذمت الأنواء قالت عفاته / حماد لنوء في يديه حمادِ
ساهدى إليه ما بقيت قصائدا / إذا انشدوها بأن نقص زيادِ
مهذبة الألفاظ من نسج خاطري / يغنّي بها حاد ويطرب شادي
علت عن بني الأشعار قدرا ولن ترى / ربى أرض واد تستوي بوهادِ
وما الليل كالصبح المنير ضياؤه / ولا ماء بحر غامر كثمادِ
فدام رهيف الحد ما لمع الضحى / وما لبس إلا ظلام ثوب حدادِ
وعش سالما ما رنّحت بانة صبا
وعش سالما ما رنّحت بانة صبا / وما سبَّحت في السحب ألسِنَة الرعدِ
تصاحب أعمار الزمان محسدا / وتسحب أذيال السعادة والمجدِ
تعيد الذي تبدي من الخير دائما / وكم من كريم لا يعيد ولا يبدىِ
وتشربها حمراء كالورد قهوةً / يعبر رياها عن العنبر الوردِ
لها حبب كالعقد عند مزاجها / تطوف بها سمراء تبسم عن عقدِ
يلوم عليها فارغ من صبابتي / فلا قلبه قلبي ولا وجده وجدي