المجموع : 13
وَمَاليَ والإسْهَابُ وَهْيَ مَنَاقِبٌ
وَمَاليَ والإسْهَابُ وَهْيَ مَنَاقِبٌ / بِأَيسَرِهَا يَنْنَى الكَلامُ وَيَنْنَدُ
ولكِنْ تَوّلاني وَفي الحُسْنِ وَالِهٌ / يَقُوم بسُكْرِي إنْ غَدا السُّكْرُ يُتعِدُ
صِفَاتُ عليّ فى بَنِيهِ تَدلُنا / على كَرَمٍ أَدَّاهُ لِلْفَرْعِ مَحْتِدُ
هُمُ القَومُ أَمَّا دِينُهُمْ فَمُشَدَّدٌ / مَتِينٌ وَأَمَّا مَجْدُهُمْ فَمُشَيَّدُ
يَزِيدونَ حُسَّاداً على النِّعَمِ التي / تَزِيدُ أَلا إنَّ الكَرِيمَ مُحَسَّدُ
تُرَجِّيهُمُ حِلْماً وَتَخشَاهمُ سُطاً / وَعِنْدَ المَواضِي الصَّفْحُ والحَدُّ يُوجَدُ
بَنَيْتُمْ علَى تَقْوًى مِن اللَّهِ مَسْجِداً
بَنَيْتُمْ علَى تَقْوًى مِن اللَّهِ مَسْجِداً / وَخَيْرُ مَبَاني العَابِدينَ المَسَاجِدُ
فَقُلْ في طِرازٍ مُعْلَمٍ فَوقَ بِرْكَةٍ / علَى حُسْنهِ الزَّاهِي لها البَحرُ حَاسِدُ
لَها حُلَلٌ شَتَّى وَلكِنْ طِرازُها / مِن الجامعِ المَعْمُورِ بِاللَّهِ وَاحِدُ
هُوَ الجَامِعُ الإحْسانَ والحُسْنَ والذي / أَقَرَّ لهُ زَيْدٌ وَعَمْرٌو وَخالِدُ
وَقَدْ صَافَحَتْ شُهْبَ الدُّجَى شُرفاتُهُ / فَما هِيَ بَيْنَ الشُّهْبِ إلاَّ فَرَاقِدُ
وَقَدْ أَرشَدَ الجِيرانَ عَالي مَنَارِهِ / فَلا حَائِر عَنْهُ ولا عَنهُ حَائِدُ
وَنَالَتْ نواقِيسَ الدِّياراتِ وَجْمَةٌ / وَخَوْفٌ فَلَمْ يُمْدَدْ إليهن سَاعِدُ
تَبكَّى عليهنَّ البَطاريقُ في الدُّجَى / وَهُنَّ لَدَيْهمْ مُلْقَياتٌ كَواسِدُ
بِذا قَضَتِ الأَيامُ مابَيْنَ أَهْلِها / مَصَائِبُ قَوْمٍ عِنْدَ قَوْمٍ فَوَائِدُ
وَدائِرةٌ في الأرْضِ لا تَطعَمِ الكَرَى
وَدائِرةٌ في الأرْضِ لا تَطعَمِ الكَرَى / لها مُقْلَةٌ كَلاَّ وَلا تَشْتكي السُّهْدا
لَها حَافِرٌ يَحْفَى وَيُنعَلُ تَارَةً / وَقَدْ يَنْتهِي قُربْاً وَقَدْ يَنتهِى بُعْدا
وَتُبْدِي فَماً رَحْباً يُقبَّلُ بَعْضُهُ / وَرِيقتُهُ تُهدِي لأَكْبادِنا بَرْدا
وَيَمْتاحُها مِنَّا مُقِيمٌ وَسَائِرٌ / فَتُوسِعُ ذا جُوداً وَتُوسِعُ ذا رِفْدا
وَقَدْ أَخذتْ فيها الشيَّاطِينُ حَظَّها / فَذا هَابِطٌ غَوْراً وَذا صَاعِدٌ نَجْدا
أَمَوْلايَ فَخْرَ الدِّينِ عَمَّرْتَ مَنزِلي
أَمَوْلايَ فَخْرَ الدِّينِ عَمَّرْتَ مَنزِلي / وَعَمَّرْتَ مِن ذِهْني سِراجاً مُوَقَّدا
بَعَثْتَ بِقَمحٍ لُؤْلُؤِىٍ نَثَرْتَهُ / فَخُذْ مِن ثَنائي جَوْهَراً مُتَنضِّدا
وَقَدْ كانَ لي بَيْتٌ مِن الفَارِ مُقْفِرٌ / فَلَمَّا عَمَرْتَ البَيْتَ جَاءَتْهُ حُشَّدا
وَطَابَتْ لنا طَابونَةٌ شَابَ فَوْدُها / فَعَاوَدَهَا عَصْرُ الشَّبابِ كَما بَدا
وَكَانَتْ لكَ الدُّنيا فَعِشْتَ سَعِيداً
وَكَانَتْ لكَ الدُّنيا فَعِشْتَ سَعِيداً / وَأَوْمَتْ لكَ الأُخْرَى فَمُتَّ شَهِيدا
رَأَى اليَمَنُ العَزْمَ الذي كُنتَ شَاهِراً / فَفلَّ لِقَيْسٍ عَسْكَراً وُحُشودا
لِعِرضِكَ تَعْلُو رَايَةٌ يَمَنِيَّةٌ / تُنِيرُ وُجُوهاً لِلحَوَادِثِ سُودا
وَأُودِيْتَ قَيْسيَّ المَلابسِ من دَمٍ / جَرَى فَأَبى دَمْعُ العُيُونِ جُمُودا
كَذلكَ يَكْسُو نَفسَهُ كُلُّ صَارِمٍ / يَمَانٍ فَسَلْ هَاماً بهِ وَوَرِيدا
وَكانَ سِدَادَ البَابِ عَن مَسْلكِ الهَوَى
وَكانَ سِدَادَ البَابِ عَن مَسْلكِ الهَوَى / وَصَاحِبَ رَأْيٍ كَمْ هَدَى بِسَدادهِ
وَسِتْراً علَى السِّتْرِ الرَّفِيعِ بَهاؤهُ / بهِ وَيَزينُ السيفَ حُسْنُ نِجادِهِ
وَقَالوا المَقَاصِيريُّ في وَصْفِ صَنْدَلٍ / لِفَأْلٍ جَرَى بالسَّعْدِ قَبْلَ وِلادهِ
وَكانتْ مَقَاصِيرُ الجِنَانِ مَحَلّهُ / وَسَادَ وَقَدْ أَمسَتُ مَقَرَّ وِسَادِهِ
وَلَمَّا غَدا إنسانَ عَيْنِ زَمَانِه / بَدا النُّور شَفَّافاً لَنا في سَوادهِ
وَبيّض إسلامُ النَّجاشيِّ وَجهَهُ / وَقَيْصَرُ دَاجٍ وَجْهُهُ بِعِنادهِ
وَقَفْتُ بِأطلالِ الأَحِبَّةِ سَائِلاً
وَقَفْتُ بِأطلالِ الأَحِبَّةِ سَائِلاً / وَدَمعي يَسْقِي ثَمَّ عَهْداً وَمَعْهَدا
وَمِن عَجَبٍ إنّي أَوَدُّ دِيَارَهُمْ / وَحَظِّيَ مِنها حِينَ أَسألُها الصَّدَى
إذا ثَبتَتْ بَيِنَ القُلُوبِ مَوَدَّةٌ
إذا ثَبتَتْ بَيِنَ القُلُوبِ مَوَدَّةٌ / فَلا تَخْشَ مِن نَقْضٍ بِنَقْلِ الحَواسدِ
وَمَا حَاجَةٌ أُدْلي إليكُ بِحُجَّةٍ / وَقَلبُكَ لِلوَرَّاقِ أَعْدَلُ شَاهِدِ
إذا أَنا يَممَّتُ الوَزِيرَ بِمدْحَةٍ
إذا أَنا يَممَّتُ الوَزِيرَ بِمدْحَةٍ / تَيقَّنْتُ عُقْباها الجَوائِزَ والرِّفْدا
وَخِفْتُ إذا أَنشدْتُهُ حِذْقَ نَقْدهِ / فَأَرجُو لَهُ نَقْداً وَأَخْشَى لهُ نَقْدا
وَأَذْكَرْنَني أَيَّامُ صَيْدِكَ نُزْهَةً
وَأَذْكَرْنَني أَيَّامُ صَيْدِكَ نُزْهَةً / تَقُومُ لهَا أَيَّامُ دَهْرِي وَتَقْعُدُ
مَطَارِدُ وَحْشٍ أَوْ مَطَارُ عَصَائِبٍ / مِن الطَّيْرِ خَدُّ الأَرْضِ مِنها تَورَّدُ
تُبَارِي لهَا خَيْلَ الوَزِيرِ صُقُورُهُ / وَأَسْهُمُهُ عُلْواً إلى الجَوِّ تَصْعَدُ
لِيَهْنِكَ لِلطَّيْرِ إنْقَضَاضٌ إلى الثَّرَى / وَلِلخَيلِ مَرْقًى في الهَوَاءِ وَمِصْعَدُ
فَلا تَنْكُرَنْ حَاليْهُما في مَوَاقِفٍ / هُنَالِكَ فِيهنَّ الجِوارِحُ تَشْهَدُ
وَمَمْلُوكَةٍ لي كُلَّما رُمْتُ وَطْأَها
وَمَمْلُوكَةٍ لي كُلَّما رُمْتُ وَطْأَها / أُقَبِّلُها شَرْطاً عليَّ مُؤَكَّدا
وَلَمْ تُبْدِ لي ثَغْراً نَقِيّاً مُفَلَّجاً / فَأُعْذَرَ أَوْ خَدّاً أسِيلاً مُورَّدا
وَلكِنْ رَدا ما اعتَدْتُ شَيئاً ألفتُهُ / وكُلُّ امْرِئٍ جَارٍ علَى مَا تَعَوَّدا
فَوَجِهِي علَى وَجْهٍ لَها كُلَّ لَيْلةٍ / وَيَومٍ إذا جوا إنَّ ذا نَافِعِي غَدا
وَغَسْلِيَ لا من وَطْئِها بَلْ لِوَ طْبها / تَرَى كُلَّ يَوْمٍ ذاكَ مِنِّي مُجَدَّدا
وََمَا يَعْدَمُ الوَاطِي لها منهُ حَمْلَها / وَإنْ كانَ حَمْلا لَيسَ يَعقُبُ مُولدا
وَهَاهِيَ في عَشر الثمانينَ وَهْيَ لا / تَرُدُّ مَعَ الأَيمانِ مِن لامِسٍ يَدا
أَمَوْلايَ هذا مَادِحٌ وابنُ مَادِحٍ
أَمَوْلايَ هذا مَادِحٌ وابنُ مَادِحٍ / أَتى فيكَ يَرْجو مَاجِداً وابن مَاجِدِ
ويَسأَلُ إنْجازاً لِوَعْدِكَ إنَّ مِن / شِعارِ الكَرِيمِ الحُرِّ صِدْقَ المَواعِدِ
فَأْمُرْ لِعُمَّالِ الصِّناعَةِ إنَّما / صِنَاعَتُهمْ في المَطْلِ رَفْعُ القَواعِدِ
وَقَد كُنتُ دَهْراً لِلمُروءةِ نَاشِدا
وَقَد كُنتُ دَهْراً لِلمُروءةِ نَاشِدا / أُسَائِلُ عَنها مَن أَغارَ وَأَنْجَدا
وَأَسمَعُ عَنها مَا يَشوقُ ولا أَرَى / إلى أَنْ رَأَتْ عَيْني العَزازيَّ أحمدا
فَراشَ جَناحِي نَحْوَ مَلْكٍ مُتَوَّجٍ / تَخِرُّ لَهُ الأَفلاكُ ما لاحَ سُجَّدا
وأَنشدْتُهُ في حَضْرةِ المُلْكِ قَاعِداً / وَوَدَّ ابنُ أَوْسٍ ثَمَّ لو قَامَ مُنشِدا
ولا بِيتَ إلا والشِّهابُ مُعزِّز / يَقولُ أَعِدْ فَالعَوْدُ مَازالَ أَحمدا
وأَردَفَ ليَ النُّعْمى بِنُعْمىَ مُشافهاً / بها الأفضَلَ المَلْكَ الجَوادَ مُمَجِّدا
فأَنشدْتُ كالحالِ التي قَدْ تقدّمتْ / وَعَادَ شِهابُ الدِّين يُثني كَما بَدا
يَقولُ كَذا فلينظمِ الشِّعْرَ نَاظِمٌ / وَيَأْتي بهِ الأَملاكَ مَثْنَى ومَوحِدا
فَحَدَّثتُ نَفسي بالغِنى غيرَ كاذِبٍ / لأَنَّ بَني أَيُّوبَ هُمْ مَنْبعُ النَّدا
وَلَمْ تَرَ عَيني شاعِراً وَدَّ شاعِراً / لِذا وَلِذا ما شادَ هذا الفَتَى سُدَى
فَعاشَ شِهابُ الدِّينِ يُفدَى بحُبِّهمْ / وَبينَهُمُ والعَبْدُ مِن جَمْلَةِ الفِدا