المجموع : 7
أُرِي طَرفَها أنّ الخضابين واحدُ
أُرِي طَرفَها أنّ الخضابين واحدُ / ولكنَّه ما بَهرجَ الشيبَ ناقدُ
ضَلالةُ حُبٍّ غادرتني مزوِّراً / عذارِي وإِني مع الشَّيبِ خالدُ
يقولون عُمرُ الشيبِ أطولُ بالفتى / وما سرَّني أني مع الشَّيبِ خالدُ
أَماضٍ فغدَّراً زمانٌ أباحني / حريمَ الهوى أم حافظٌ لي فعائدُ
ودارَينِ من عالي الصَّراةِ سقتهما ال / بوارقُ رِبْعِيَّ الهوى والرواعدُ
ألفتهُما والعيشُ أبيضُ ضاحكٌ / بربعهما والظلُّ أخضرُ باردُ
ونَدمانُ صَبْحِي صاحبٌ مستمِّحٌ / معي وضجيعُ الليل إلفٌ مُساعدُ
وأخرسُ ممَّا سنَّت الفرسُ ناطقٌ / يُهِبُّ رياحاً رَوحُه وهو راكدُ
على صدره بالطُّول سبعٌ ضعائفٌ / تدبِّرها بالعَرضِ سَبعٌ شدائدُ
وخمسٌ سكونٌ تحت خمسٍ حَواركٍ / تَمُدُّ ثلاثاً يمتطيهنَّ واحدُ
يشرِّدُ من حلم الفتى وهو حازمٌ / فيرجعُ عنه فاسقاً وهو عابدُ
وقَوراءُ ماءُ الكرم أحمرُ ذائبٌ / عليها وماء التبر أصفرُ جامدُ
تُمثِّلُ بَهْرامَ الكواكبِ قائماً / بها حيثُ بَهرامُ الأكاسر قاعدُ
أميرانِ يُخفي قائمَ السيفِ قابضٌ / عليه ويُبدي دُرّةَ التاج عاقدُ
تَبينُ وحباتُ المزاج نوازلٌ / وتَخفَى وحبّات الحَبابِ صواعدُ
مَصالحُ عيشٍ والفتى من خلالها / إذا لاحظ الأعقابَ فهي مَفاسدُ
ودنيا لسانُ الذمّ فيها محكَّمٌ / ولكنها عند الحسين مَحامدُ
إليكم بنى الحاجاتِ إنِّيَ رائدٌ / لِيُحبَسَ جارٍ أو لِيَبرُكَ واخدُ
أبٌ بكُمُ بَرٌّ وأنتم مَعقَّةٌ / أخٌ لكُمُ دِنْياً وأنتم أباعِدُ
حبيبٌ إليه ما غنمتم كأنه / إذا جادَ مرفودٌ بما هو رافدُ
أناةٌ ومن تحت القطوبِ تبسُّمٌ / أواناً وفي عقب الأناةِ مكايدُ
محاسنُ لا ينفكّ ينشُرُ حامدٌ / لها بعضَ ما يَطوي على الغلِّ حاسدُ
ولما جلاك الملكُ في ثوب جسمه / تراءت على قدر العروس المَجاسدُ
أثبتُ بها عذراء ما افتضَّ مثلَها / سوى ربِّها ما كلُّ عذراءَ ناهدُ
بهائيّة تُعزَى لأشرفِ نسبةٍ / لتيأسَ منها كلُّ نفسٍ تراودُ
لها أرَجٌ للعز باقٍ وإنها / على عزّ من تُهدَى إليه لَشاهدُ
على مِنكب الفخر استقرَّت ولم تكن / تُلاقيك لو لم تدرِ أنّك ماجدُ
أبانَ بها ما عنده لك إنما / تُحلَّى لإكرام السيوف المَغامدُ
فزاد بهاءَ الدولةِ اللّهُ بسطةً / على أيّ عِلقٍ منك أضحى يزايدُ
لئن كان سيفاً مرهَفَ الحدّ إنه / لَيَعلمُ عِلمَ الحقّ أنك ساعدُ
أتانِيَ ليلاً قرَّ عيناً مبشِّري / فأيقظني وَهْناً وإِني لَراقدُ
وقمتُ فكفٌّ يشكر الدهرَ كاتبٌ / ثناك وخدٌّ يشكر اللّهَ ساجدُ
وناديتُ فانثالتْ مَعانٍ كأنّ ما / تنظِّمه منها القوافي فَرائدُ
وتَنقَدْن لي ما سِرنَ ظهرَ مدائحي / إليك وهنَّ عن سواك حوائدُ
وما كنّ مع طول القيام صوادياً / ليَسْرَحنَ إلا حيث تصفو المواردُ
ولست كمن يُعطِي الأسامي نوالَهُ / إذا جاد تقليداً وتُلْغَى القصائدُ
وما الشِّعرُ إلا ما أقامت بيوتُه / وسارت فأضحى قاطناً وهو شاردُ
وما هو إلا في رقابٍ إذا فشا / به الحفظُ أغلالٌ وأخرى قلائدُ
أقامت على قلبي كفيلاً من العهدِ
أقامت على قلبي كفيلاً من العهدِ / يذكِّرني بالقربِ في دولة البعدِ
فقولا لواشيها وإن كان صادقاً / وفائي لها أحظَى ولو غدرتْ عندي
خليليَّ ما للرّيح هبّت مريضةً / هل اجتدتِ البُخَّالَ أم حَمَلتْ وجدي
ضمنتُ من الداءين ما لا تُقِلُّه / على طرحها الشمُّ الهضابُ من الصَّلدِ
حنينٌ ولكن مَن لِشملي بجامع / ومدُّ يدٍ لكن مَنِ الرَّجُلُ المُجدِي
فلا حُبَّ بل لاحظَّ نالك حظُّه / قد اشترك الأحبابُ والحظ في الصدِّ
وسَمَّى زماني طولَ صبري تجلُّداً / عدمتك ما أبقيتَ بعدِيَ للجَلْدِ
كما ذَمَّ مَنْ قبلي ذممتُك عالماً / بأنك موقوفٌ على الذمِّ مِن بعدِي
ولكن تجاوَزْ لي بصَرفك ماجداً / إليه إذا جارتْ صروفُك أَستعدي
إذا الصاحبَ استنجدتهُ فوجدتُهُ / فَرُعْنِيَ فيمن غيره شئتَ بالفقدِ
وإن مرَّ في الأحباب عيشٌ بغيره / فحسبي بعلم اللّه في ذاك والحمدِ
وما أعرفُ الممدوحَ لم يَجزِني به / إذا قلتُ خيراً إنَّ ذلك بالضدِّ
أحقُّهم عندي بما قمتُ مثنياً / أعدِّده مَنْ فات إحسانهُ عَدِّي
فإن تكن الأيّام أجدبن مرتعي / لديه وكدّرن الزلالة من وِردي
أقولُ لآمالي وأخشى قنوطَها / ركوبُكِ ظهرَ الصبر أدنَى إلى الرشدِ
تُطار فلولا وجهُ سعدِك لم يكن / سِراجُك في الظلماء نجمَ بني سعدِ
أبا القاسم امنحني سمعتَ استماعةً / وقِفْ بي من استبطاء حظّي على حدِّ
سخوتُ بشعري قبلَ مدحك لاقياً / بِسَبطِ كلامي كلَّ ذي نائلٍ جعدِ
إذا قلتُ أين الجودُ أنشد بخله / محا الدهرُ ربعاً بالمشَقَّرِ من هِندِ
تعابُ لديه الشمسُ بالنور حُجّةً / على منعه والماءُ في القيظ من بَرْدِ
وفاضت وهم يُبْس بحارُك بينهم / فياليت شعري ما لجودك ما يُعدي
وقد كان لي في الشعر عندك دولةٌ / ولكن قليلٌ مُكثُها دولةُ الوَرْدِ
أظلُّ وما في عاشقيك محقَّقٌ / سواي أقاسي الهجرَ من بينهم وحدي
فلمْ أنت رَاضٍ لي وللمجد وقفةً / تزَاحَمَ دمع اليأس فيها على خدِّي
وما غيرُ تأميلي بديني قضاؤه / فكم أتقاضاه وأنحتُ من جِلدي
عسى يقف الإنجاز بي عند غايةٍ / تريح فلي حَولٌ أُجَرُّ على الوعدِ
تساويفُ وفَّاها المِطالُ حدودَه / فعجِّل لها الإنجازَ أو جَبهة الرَّدِّ
إذا صاحَ وفدُ السُّحبِ بالريح أوحَدَا
إذا صاحَ وفدُ السُّحبِ بالريح أوحَدَا / وراح بها ملأَى ثِقالاً أو اغتدى
فكان وما باراه من عَبَراتنا / نصيبَ مَحلٍّ بالجنابِ تأبَّدا
وما كنتُ لولاه ولو تربت يدي / لأحملَ في تُربٍ لماطِرِهِ يدا
خليليَّ هذي دارُ لمياء فاحبسا / معي واعجبا إن لم تُميلا فتُسعدا
نعاتب فيها الدهرَ لا كيف عتبُهُ / وأخلاقهُ إخلاقُ ما كان جَدَّدا
سلاها سقاها ما يُعيد زمانَها / وعيشاً بها ما كان أحلى وأرغدا
عهِدْنا لديكِ الليلَ يُقطَعُ أبيضاً / فلِمْ صار فيك الفجرُ يَطلُعُ أَسودا
فأين الظباء العامراتك بالظُّبى / ثِنىً وفُرادى غافلاتٍ وشُرَّدا
وليلُ اختلاط لو تغاضَى صباحُهُ / لما مازت الأيدي القِناعَ من الرِّدا
أبعدَ جلاءِ العين فيك من القذَى / أرى أثَراً أنَّي تلفتُّ مُرْمِدا
لعمرُ الجوى في رُفقتي بكِ إنه / يخامر قَرحانَ الحشا ما تعوَّدا
وقلتُ صَدىً قالوا الفراتُ الذي ترى / وهيهات غيرَ الماء ما نُقِع الصدَى
مضى الناسُ ممّن كان يعتدُّه الفتى / وما أكثرَ الباقين إن هو عدَّدا
وكان بكائي أنني لا أرى الأخَ ال / ودودَ فمَن لي أن أرى المتودِّدا
أمنعطفٌ قلبُ الزمان بعاطشٍ / يرى الأرضَ بحراً لا يرى فيه مَورِدا
تحمَّل شرقياً مع الركب شوقُهُ / وقد غار شوقُ العاشقين وأنجدا
له بين أثناء الجبالِ وأهلها / مَزَارٌ حَبيبٌ دونه طُرُقٌ عِدَا
وما بِيَ إلا أن أرى البدرَ ناطقاً / وثهلانَ شخصاً جالساً متوسِّدا
وليثَ الشرى تحت السُّرادق مُلبِداً / وبحرَ الندى فوق الأسرَّة مُزبِدا
وأن أدرك العلياءَ شخصاً مصوَّراً / هناك وألقى العزَّ جسماً محدَّدا
ومن بَلَّغتهُ الأوحدَ الكافِيَ المنَى / تَغَزَّلَ مَكفْيِاً وفاخرَ أوحدَا
لذاك اشتياقي ليس أن جازني له / على البعد إحسانٌ ولا فاتني نَدَى
مواهبهُ سارت لحالي كثيفةً / وشعريَ مطلوباً وذكرِي مشيَّدا
فمن نِعمةٍ خضراءَ تسبق نعمةً / له ويدٍ بيضاءَ لاحقةٍ يدا
فتى لم أجد لي غيره فأقول ما / أعمّ عطاءً من فلانٍ وأجودا
أنالَ وفي الأيام لينٌ وأيبستْ / فلم ينتقص ذاك النوالَ المعوَّدا
إذا بَلَغَ الزُّوَّارُ بابَك أُلقِيتْ / رحالُ ذليلٍ عَزَّ أو حائرٍ هَدَى
وقَلَّ من الآرابِ قُلٌّ ضممتَهُ / وقد جاز في الآفاق نَهباً مطرَّدا
تُغلَّقُ أبوابُ الملوكِ أمامَهُ / ويَرعَى لديها الجهلُ وهي لَقىً سُدَى
تدافعه آدابُها وأكفُّها / مدافعةَ السّرح البعيرَ المعبَّدا
كما شاءها كانت ببعدك دولةٌ / جفوتَ فقد صارت كما شاءها العِدا
فموكبها بعد السكينة نافرٌ / ومركبها صعبٌ وكان ممهَّدا
عَدَا الدهرُ فيها إذ نأيت بصرفه / وكان احتشاماً منك يمشي مقيَّدا
فإن يك ضَرَّت هجرةٌ بعثَ أحمدٍ / فقد حطَّ هجرٌ الرَّيّ رتبةَ أحمدا
تعزَّلَ عنها والمقاليدُ عنده / ووازرها والكَدُّ فيمن تقلَّدا
أيخشى ابن إبراهيمَ فَوت وِزارةٍ / وقد حازها سقفَ السماء وأبعدا
ولما بدت للعين وَقْصاءَ جهمةً / وكانت تريك البدرَ والظبيَ أجيدا
معنَّسة أفنيت عمرَ شبابها / فلم يبقَ إلا الشيبُ فيها أو الردى
نهضتَ على الإحسان فيها ولم تقم / وعيشِك إلا وهي تُزعَجُ مَقْعَدا
تزوّجتَها أيّامَ تُنكَحُ لذّةً / وسَرَّحتَ إذ كان النكاحُ تمرُّدا
وخلَّفتَها قاعاً يغرُّ سرابُها / يَدَيْ حافرٍ لم يُسْقَ منها سوى الكُدَا
قليلِ اطلاعٍ في العواقب لو درى / مَشقَّةَ ما في مَصدرٍ ما تورَّدا
تَلبَّسها جهلاً بأنك لم تكن / لتنزِعَها لو كنتَ تنزِعُ سؤدُدا
تحدّثني عنك الأماني حكايةً / بما أنا لاقٍ منك كالصوتِ والصدَى
وكم زائرٍ منّا حملتَ اقتراحَه / مضى ساحباً رِجْلاً وآب مقوَّدا
ومثليَ لو دوني أتاك بنفسه / ذُنابَى وولَّى عنك رأساً مسوَّدا
عسى عزمةٌ أشوتْ فمثَّلتَ كاتباً / يقرطسُ أحياناً فأمثُلُ منشدا
وقائلةٍ هل يدركُ الحظُّ قاعداً / فقلتُ لها هل يقطعُ السيفُ مغمَدا
سيلقَى بها الكافي عهوداً وثيقةً / لقد زادها الإسلامُ حقاً وأكّدا
رضيتُ وإن جدّ الجدوبُ تعفُّفاً / وعيشاً مع الوجه المصون مبدَّدا
ومَيلاً بنفسي عن لقاء معاشرٍ / أحتُّهُمُ صخراً وأعصِرُ جلمدا
أرادوا ببخلٍ أن يُذَمّوا فيُعرَفوا / خمولاً كما أعطيتَ أنت لتُحمَدا
أعالج نفساً منهُمُ مقشعِرَّةً / وأنفاً إذا شَمُّوا المذلةَ أصيدا
هو المنقذِي من شِرْك قومي وباعثي / على الرشد أن أُصفِي هواي محمدا
وتارك بيتِ النار يبكي شرارُهُ / عليَّ دَماً أن صار بيتيَ مسجدا
عليك بها وَصَّالةً رحِمَ الندى / إذا اشتمل الشعرُ العقوقَ أو ارتدى
هجرنا لها اللفظَ المقلقَلَ قربُهُ / إلى السمع والمعنى العَوانَ المردَّدا
يُخالُ بها الراوي إذا قام منشداً / بما ملك الإطراب قام مغرِّدا
لكم آلَ إبراهيم نُهدِي مدائحاً / وذمَّاً إلى أعدائكم وتهدُّدا
إذا عزَّ مُلكٌ أن يدوم لمالكٍ / وطال على ذي نعمة أن يُخلَّدا
فلا تعدَم الدنيا الوَساعُ مدبِّراً / يقوم بها منكم ولا الناسُ سيّدا
أنا اليومَ ممّا تعهدين بعيدُ
أنا اليومَ ممّا تعهدين بعيدُ / تُريدين مني والعَلاءُ يريدُ
طوَى رَسَني عن قبضة الحبّ خالعاً / قُواه وقِدماً كنتُ حيث يقودُ
هوىً وليالي اللهو بيضٌ وهبتُهُ / إليها وأيّام الكريهة سودُ
وهِيفٌ رقاقُ موضعِ الهَيْف فُتْنَني / وهنَّ جسومٌ حلوةٌ وقدودُ
دعيني وخُلْقاً من سِنيَّ استفدته / عزيزاً فمعدودُ السنين مفيدُ
ولا تحسبيى صِبْغَ لونين في الهوى / أتوبُ وتبدو فرصةٌ فأعودُ
ولا كامناً في الحيّ أنظرُ سِربَهُ / على خدعة الأَشراكِ كيف أصيدُ
وحَصَّ غرابي يا ابنة القومِ أجدلٌ / بصيرٌ بأوكار الشبابِ صَيودُ
أراكِ تَرَيْني ناقصاً ونقيصتي / ليالٍ وأيامٌ عليّ تزيدُ
لكلِّ جديدٍ باعترافِكِ لذّةٌ / فما لكِ عفتِ الشيبَ وهو جديدُ
تأخَّرتِ بالصمصامِ وهو مصمِّم / وخالفتِ رأيَ الرمح وهو سديدُ
متى ضنَّتِ الدنيا عليّ فأبصرت / لسانِيَ فيها بالسؤالِ يجودُ
إذا كنتَ حرّاً فاجتنبْ شهواتِها / فإن بنيها للزمان عبيدُ
وبِنْ في عيون الناس منهم مباعداً / إذا اشتبهوا واسلم وأنت وحيدُ
وقل بلسان الحظّ إن خطيبَهُ / بليغٌ ومَن أعيا عليه بليدُ
إذا شئت أن تلقَى الأنام معظَّماً / فلا تلقَهم إلا وأنت سعيدُ
ورُبَّ نجيبٍ كابن أيّوب واحدٍ / تراه مع الحالاتِ حيث تريدُ
صديق وما يُغنِي صديقُك لم يُطِقْ / ثقيلاً ولم يقرُب عليه بعيدُ
أَعُدُّ سجايا الأكرمين وتنقضي / وأمُّ سجاياه الكرامِ ولودُ
إذا قمتُ أتلوهنّ قالت لِيَ العُلا / أَعِد والحديثُ المستحبُّ يعودُ
وصدَّق وصفي والمحبُّ بمعرَضٍ / من الرْيب آياتٌ عليه شهودُ
يدٌ في الندى ماءٌ وقلب إذا التوتْ / عليه حبالُ المشكلات حديدُ
ومخضوبة الأطرافِ لم تُصبِ عاشقاً / عميداً وكم أودَى بهنّ عميدُ
قواطع أوصالِ البلاد سوائر / وما ثار عن أخفاقهنّ صعيدُ
إذا نارُ حربٍ أُضرمتْ أو مكيدةٌ / فهنّ لها وما احترقن وَقودُ
وعلَّمه أن يصنع المجدَ مَنبِتٌ / عريقٌ وبيتٌ في السماء قعيدُ
وحامون بالرأي الجميع حِماهُمُ / ووَفْرهُمُ عند الحقوق شريدُ
مطاعيمُ أرواحِ الشتاء إذا طغت / سواجرُ في أبياتهم وركودُ
قيامٌ إلى أضيافهم وعليهِمُ / ولكنّهم عند الملوك قُعودُ
سخا بهِمُ أنّ السخاء شجاعةٌ / وشجَّعهم أنّ الشجاعةَ جودُ
وُقيتُ من الحسّاد فيك فكلّ من / يَرَى ودَّك الباقي عليَّ حسودُ
يودّون ما أصفيتني من مودّةٍ / وما أَصطفِي من شكرها وأُجيدُ
لبعضهِمُ من بعضهم متخلَّصٌ / وتأبَى غلولٌ بينهم وحقودُ
وعذراء مما استنجبَ الفكرُ وارتضَى / معقَّلة في الخِدرِ وهي شرودُ
نجومُ سجاياك الصِّباحُ إذا سرت / قلائدُ في أعناقها وعقودُ
إذا يومُ عيدٍ زفّها قام ناصباً / لتجهيزِ أُخرى مثلِها لك عيدُ
لها بعد ما يفنَى الزمانُ وأهلُه / بقاءٌ على أحسابكم وخلودُ
بعينيكِ يومَ البينِ غَيبْي ومَشهَدي
بعينيكِ يومَ البينِ غَيبْي ومَشهَدي / وذلُّ مَقامي في الخليط ومَقعَدي
وقَوْلي وقد صاحوا بها يُعجِلونها / نشَدتكُمُ في طارقٍ لم يزوَّدِ
أناخ بكم مستسقياً بعضَ ليلةٍ / ولم يدْرِ أن الموتَ منها ضحى الغدِ
أتحمون عن عضّ الضراغم جارَكم / ويقتُلُني منكم غزالٌ ولا يَدي
وما زلتُ أبكي كيفَ حُلَّت بحاجرٍ / قُوَى جَلَدي حتى تداعَى تجلُّدي
وعنّفني سعدٌ على فرط ما رأى / فقلتُ أتعنيفٌ ولم تكُ مسعدي
أسفتُ لحلمٍ كان لي يومَ بارقٍ / فأخرجه جهلُ الصبابة من يدي
وما ذاك إلا أن عجِلتُ بنظرةٍ / قَتلتُ بها نفسي ولم أتعمّدِ
تحرَّشْ بأحقاف اللوى عُمرَ ساعةٍ / ولولا مكانُ الريب قلتُ لك ازدد
وقل صاحبٌ لي ضلَّ بالرمل قلبُهُ / لعلّك أن يلقاك هادٍ فتهتدي
وسلِّمْ على ماءٍ به بَرْدُ غُلّتي / وظلِّ أراكٍ كان للوصل مَوعدي
وقل لَحمام البانتين مهنّئاً / تغنَّ خليّاً من غرامي وغَرّدِ
أعندكُمُ يا قاتلينَ بقيَّةٌ / على مهجةٍ إن لم تمتْ فكأن قَدِ
ويا أهل نجدٍ كيف بالغور عندكم / بقاءُ تهاميٍّ يهيم بمنُجد
ملكتم عزيزاً رقُّه فتعطَّفوا / على مُنكرٍ للذلّ لم يتعوَّد
أغدراً وفيكم ذمّةٌ عربيّةٌ / وبخلاً ومنكم يستفادُ ندى اليدِ
فليت وجوهَ الحيّ أعدتْ قلوبَهُ / ففجَّرَ لي ماءً بها كلُّ جلمدِ
وليتكُمُ جيرانُ عوفٍ تلقَّنوا / خلالَ الندى والجودِ من آل مَزيَدِ
من الضيّقي الأعذارِ والواسعي القِرَى / إذا ما جُمادى قال للّيلة ابرُدي
ولفَّ على خيشومِه الكلبُ مُقعِياً / يرى الموتَ إلا ما استغاث بمَوقدِ
وشدّ يديه حالبُ الضَّرع غامراً / على مُصفِر قد مسّه الجدبُ مثمِدِ
وباتَ غلامُ الحيّ يُسند ظهرَه / من النَّضَد الواهي إلى غيرِ مُسنِد
هنالك يأوِي طارقُ الليل منهُمُ / إلى كلّ رطْبٍ مُثمرِ النبتِ مُزبِدِ
كريم القِرى والوجهِ ملءِ جفانِهِ / رحيبِ الرواقِ مُنعمِ العيش مُرفِدِ
قليل على الكُوم الصفايا حنوُّهُ / إذا السيف ردَّاهنَّ للساقِ واليدِ
كمثلِ أبي الذوّادِ لا متعلِّلٍ / إذا سُئل الجدوَى ولا بمُنكِّدِ
فتىً بيتُهُ للطارقين وسيفُهُ / لهامِ العدا والمالُ للمتزوِّدِ
ويوماه إما لاصطباحِ سُلافةٍ / تُصفَّقُ أو داعي صياحٍ ملدَّدِ
وَفَى بشروطِ المُلك وهو ابن مَهدِهِ / وسُوِّدَ في خيط التميم المعقَّدِ
وجادَ على العلاَّت والعامُ أشهبٌ / بأحمرَ من خير الرحالِ وأسودِ
ولم تحتبسه عن مساعي شيوخه / سِنُوهُ التي حلَّته حِليَة أمردِ
أناف بجَدَّيه وأسندَ ظهرَهُ / إلى جبلين من عَفيفٍ ومَزْيَدِ
له في ملوك الشرقِ والغربِ منهُمُ / نجومُ السماءِ من ثريَّا وفرقدِ
أيا راكبَ الوجناءِ يخبط ليلَه / على الرزق لم يقصِد ضلالاً لمَقصدِ
ترامت به الآفاقُ ينشُدُ حظَّه / فلم يُعطِه التوفيقُ صفحةَ مُرشِدِ
أنخها تُفرِّجْ همَّها بمفرِّجٍ / وطلِّق شقاءَ العيش من بعدُ واسعدِ
وَرِدْ جَمّةَ الجودِ التي ما تكدَّرتْ / بمَنٍّ ورِدْ ظلَّ المنى المورِق النَّدِي
وبِتْ في أمانٍ أن يسوءَك ظالمٌ / علَتْ يدُهُ أو أن تُراعَ بمعتدي
حَماك أبو الذوّادِ مالكُ أمرِهِ / على كلّ حامٍ منهُمُ ومذوِّدِ
أخو الحرب إمّا مُخمِدٌ يومَ أُوقِدتْ / وإمّا شَبوبٌ نارَها غير مُخمِدِ
له الخطوة الأولى إذا السيف قصَّرتْ / به ظبتاه فهو يوصل باليدِ
إذا ابتدر الغاراتِ كان سهامُها / له من قتيلٍ أو أسيرٍ مصفَّدِ
خفيف أمام الخيلِ رسغُ جوادِهِ / إذا الخوفُ أقعَى بالحِصانِ المعرِّدِ
ولما كفى الأقرانَ في الرَّوع وارتوتْ / صوارمُهُ من حاسرٍ ومسرَّدِ
تعرَّض للأُسدِ الغِضابِ فلم يدعْ / طريقاً لذي شِبلين منها ومُفرَدِ
حماها الفريسُ أن تُطيفَ بأرضه / وشرَّدَها عن غابها كلَّ مَشرَدِ
وهانتْ فصارتْ مُضغةً لسلاحه / ممزَّقةً في صَعدَةٍ أو مُهنَّدِ
ويومَ لقيتَ الأدرعَ الجهمَ واحداً / جرى مُلبِدٌ يشتدُّ في إثر مُلبِدِ
نَصبتَ له لم تستعن بمؤازرٍ / عليه ولم تُنصَر بكثرةِ مُسعدِ
وقفتَ وقد طاش الرجالُ بموقفٍ / متى تتمثَّلْه الفرائصُ تُرعَدِ
فأوْجَرْتَهُ نجلاءَ أبقتْ بجنبهِ / فتُوقاً إذا ما رُقِّعتْ لم تُسَدَّدِ
تَحدَّرُ منها لَبتَّاه وصدرُهُ / على ساعدٍ رِخوٍ وساقٍ مقيَّدِ
فلم تُغنِهِ إذ خان وثبةُ غاشمٍ / ولم ينتقذه منك إقعاءُ مُرصدِ
رأى الموتَ في كفَّيكَ رأْيَ ضرورةٍ / فأوردَ منه نفسَه شرَّ مَوْرِدِ
وأحرزتَها ذكراً يخصُّك فخرُهُ / تَناقَلُه الأفواهُ في كلِّ مَشهَدِ
جمعتَ الغريبينِ الشجاعةَ والنَّدَى / وما كلُّ مُرْدٍ للكُماةِ بمُرفِدِ
وقمتَ بإحكام السيادةِ ناظماً / عُراها فما فاتتك حُلَّةُ سيِّدِ
أتاني من الأنباء أنك مغرمٌ / بفضلِ مديحي عارفٌ بتوحُّدي
حبيبٌ إليك أن تُزَفَّ عرائسي / عليك تَهادَى بين شادٍ ومُنشِدِ
متى ما تَجِدْ لي عند غيرك غادةً / مخدَّرةً تَغبِطْ عليها وتَحسُدِ
فقلتُ كريمٌ هزّه طيبُ أصله / وواحدُ قومٍ شاقه مدحُ أوحدِ
وليس عجيباً مثلُها عند مثلِهِ / إذا هبَّ يقظاناً لها بين رُقَّدِ
فأرسلتُها تُلقِي إليك عنانَها / وغيرُك أعيتْه فلم تتقوَّدِ
لها فارسٌ من وصفِ مجدك دائسٌ / بارساغِها ما بين طَودٍ وفدفدِ
يرى كلَّ شيء فانياً ورداؤه / على عُنْقِ باقٍ في الزمان مخلَّدِ
متى تَجزِها الحسنَى بحقِّ ابتدائها / تَزُرْكَ بعينٍ تملأ السمعَ عُوّدِ
فوفِّرْ على عجز البُعول صَداقَها / وعرّسْ بها أمَّ البنين وأولدِ
وصُنْها وكرِّمْ نُزْلَها إنّ بيتَها / كبيتك في أُفقْ السماء المشيَّدِ
وكن كعليٍّ أو فكن لي كثابتٍ / وفاءً وإعطاءً وإنْ شئتَ فازددِ
أمنها على أنّ المزارَ بعيدُ
أمنها على أنّ المزارَ بعيدُ / خيالٌ سَرَى والساهرون هُجودُ
طوى بارقاً طيَّ الشجاعِ وبارقٌ / خِطارٌ يفلُّ القلبَ وهو حديدُ
يجوبُ الدجى الوحشيَّ والبيدَ وحدَهُ / فكيفَ وكِسرُ البيتِ عندك بيدُ
نعم تُحمَلُ الأشواقُ والعيسُ ظُلَّعٌ / ويَمشِي الهوى والناقلاتُ قُعودُ
وتتّسع البلوى فيمضِي مصمِّماً / جبانٌ عن الظلِّ الخَفوقِ يحيدُ
من المبلغي والصدقُ قصدُ حديثِهِ / وفي القول غاوٍ نقلُهُ ورشيدُ
عن الرمل بالبيضاءِ هل هِيلَ بعدنا / وبانِ الغضا هل يستوي ويميدُ
وهل ظبياتٌ بين جوٍّ ولعلعٍ / تمرُّ على وادي الغضا وتعودُ
سوانحُ للرامين تَصطادُ مثلَها / وحوشُ الفلا وهي الرماةَ تَصيدُ
ويوم النقا خالفنَ منَّا فعاذلٌ / خليٌّ ومعذولُ الغرامِ عميدُ
سفكنَ دَماً حُرّاً وأهونُ هالكٍ / دمٌ حكمتْ عَيْنٌ عليه وجِيدُ
حملن الهوى منّي على ضُعف كاهلٍ / وَهَى وتقولُ الحاملاتُ جليدُ
تطلعتِ الأشرافَ عيني ريادةً / لقلبي سفاهاً والعيونُ ترودُ
وما علمتْ أنّ البدورَ برامةٍ / وجوهٌ ولا أنّ الغصونَ قدودُ
وقالوا غداً ميقاتُ فُرقةِ بَينِنا / فقلتُ لسعدٍ إنه لوعيدُ
غداً نعلنُ الشكوى فهل أنت واقفٌ / تسائلُ حادي الركبِ أين تريدُ
وهل تملك الإبقاءَ أو تجحد الهوى / ووجهُك قاضٍ والدموعُ شهودُ
وقد كنتُ أبكي والفراقُ دَعَا بِهِ / دلالٌ أدارِي عطفَه وصدودُ
فما أنا من بَينٍ رجاءُ إيابِهِ / وعودٌ تُقَضَّى دونه وعهودُ
هل السابق الغضبانُ يملكُ أمرَهُ / فما كلّ سير اليعملاتِ وخيدُ
رويداً بأخفافِ المطيّ فإنما / تداسُ جباةٌ تحتها وخدودُ
عذيري من الآمال أمَّا ذراعها / فرحبٌ وأمَّا نَيْلُها فزهيدُ
يُرينك أنّ النجمَ حيثُ تحطُّه / وأنّ زمامَ الليث حيث تقودُ
ودون حصاة الرملِ إن رُمتها يدٌ / دَفوعٌ وسهمٌ للزمان سديدُ
سقَى الناسَ كأسَ الغدرِ ساقٍ مُعدِّلٌ / متى يُبْدِ قبلَ السكر فهو معيدُ
فمستبردٌ يَهنَى بأوّلِ شَربةٍ / ومستكثِرٌ يثنى له ويزيدُ
ونَحَّى ابنَ أيّوبٍ فأصبح صاحياً / وفاءٌ عريقٌ في الوفاءِ تليدُ
فلو لم يُبرِّزْ يومَ كلِّ فضيلةٍ / كفَى أنه يومَ الحِفاظِ وحيدُ
حواني وأيّام الزمان أراقمٌ / وهَبهَبَ عنّي والخطوبُ أسودُ
ولبَّى دعائي والصدَى لا يُجيبني / بيقظتِهِ والسامعون رُقودُ
وأنهضَني بالدهر حتى دفعتُه / وجانِبُه وعْرٌ عليّ شديدُ
وقد قعدتْ بي نُصرةُ اليدِ أختَها / وقُلِّصَ عني الظلُّ وهو مديدُ
تكفَّلَ لي بالعيشِ حتى رعيتُهُ / على وَخِم الأيّام وهو رغيدُ
وأطلقَ من ساقَيَّ حتى أنافَ بي / على أَرَبِي والحادثاتُ قُيودُ
فما راعني من عقَّني وهو واصلٌ / ولا ضرّني من غابَ وهو شهيدُ
من القوم مدلولٌ على المجدِ واصلٌ / إذا ضلَّ عن طُرْقِ العلاء بليدُ
عتيقُ نجارِ الوجهِ أصيدُ صرَّحتْ / به عن صفاياها غَطارِفُ صِيدُ
كرامٌ تُضيء المشكلاتُ برأيهم / ويُنظَمُ شملُ المجدِ وهو بديدُ
يَسُودُ فتاهم في خيوطِ تميمِهِ / ويشأى كهولَ الناس وهو وليدُ
إذا نزلوا بالأرضِ غبراءَ جعدةً / أماهَ حصىً فيها وطابَ صعيدُ
كأنَّ نصوعَ الروض حين تسحَّبتْ / مآزِرُ منهم فوقَها وبُرودُ
سخا بهِمُ أنَّ السخاءَ شجاعةٌ / وشجّعهم أنَّ الشجاعةَ جودُ
لهم بابنهم ما للسحابة أقلعتْ / من الروض يومَ الدَّجْنِ وهو صَخود
وما غابَ عن دارِ العلا شخصُ هالكٍ / مضَى وبنوه الصالحون شُهودُ
أبا طالبٍ لا يُخلف الفخرُ دوحةً / وأنتَ لها فرعٌ وبيتُك عُودُ
بَغَى الناسُ أدنَى ما بلغتَ فطُيِّرتْ / رياحُك عَصفاً والبُغاةُ ركُودُ
وشالَ بكَ القِدحُ المعلَّى وحطَّهم / وليس لهاوٍ بالطباعِ صعودُ
فلو كلَّمتْك الشمسُ قالتْ لحِقتَ بي / علاءً وإِشراقاً فأينَ تريدُ
أقرّ لك الأعداءُ بالفضل عَنوةً / ومعترِفٌ من لم يسَعْهُ جُحود
وكيف يُمارِي في الصباحِ معاندٌ / وقد فَلقَ الخضراءَ منه عمودُ
تسمَّعْ من الحسادِ وصفَك واغتبطْ / فأعجبُ فضلٍ ما رواه نديدُ
وإن نَكَلوا شيئاً فإن فصاحتي / وراءك كَنزٌ في الكلام عتيدُ
وبين يَديْ نُعماك منّي حميَّةٌ / لها مَدَدٌ من نفسها وجُنودُ
إذا رامحتْ حرباً رأيت كماتَها / تلاوَذُ من أطرافها وتَحيدُ
أذودُ بها عن سَرح عِرضك كلّما / تطلَّعَ فيه للفريسةِ سِيدُ
إذا نَشَطتْ من عُقلةِ الفكرِ أرسلتْ / بها طَلِقاتٍ وثْبُهنّ شُرودُ
مطايا لأبكار الكلام إذا مشى / على حَسَكِ السَّعدانِ منه رديدُ
نطقتُ بها الإعجازَ فالمؤمنون لي / على دِينها بين الجِنانِ خُلودُ
ويحسدني قومٌ عليها وحظُّها / شقيٌّ وحظّ المقرفاتِ سعيدُ
تمنَّوا على إخصابهم جدبَ عيشِها / وأنهُمُ خُصُّوا بها وأُفيدوا
ولم أحسبِ البلوى عليها مُزاحِمٌ / ولا أنَّ ضنكَ العيش فيه حسودُ
لها النسبُ الحرُّ الصريحُ إذا طغت / عليك إِماءٌ غيرها وعبيدُ
يزورك منها والنساءُ فواركٌ / كواعبُ تُصْفِيك المودّةَ غِيدُ
لهنّ جديدٌ من نوالك كلَّما / أتى طالعاً يومٌ بهنّ جديدُ
ففي كلّ يومٍ مهرجانٌ مقلَّدٌ / بهنّ ونيروزٌ لديك وعيدُ
أعانقُ غصنَ البانِ منها تعِلَّةً
أعانقُ غصنَ البانِ منها تعِلَّةً / فأُنكره مسّاً وأعرفهُ قدّا
وأعدِلُ لثمَ الأُقحوانِ بثغرها / فأُرزَقُه برقاً وأُحرَمُه بَرْدا
فللّهِ مَن لم أستعِض عنه غائباً / ولم أر منه ظالماً أبداً بُدَّا